في غزة ارض الكرامة والعزة النصر لا يُقاس بعدد الشهداء، بل بعدم انحناء الرؤوس..

**
غزة اليوم لا تنتصر بالسلاح، بل بإرادتها، بصمود ناسها،
وبالرسالة التي توجّهها للعالم" نحن هنا، باقون، لا ننهزم". 



هنا النصر  يقاس  بإنحاء رؤوس  الطغاة
كتبت : نضال شهاب (كاتبة واستاذة جامعية)
هنا في تلك الجريحة وهي الينا اقرب من حبل الوريد 
النصر  يقاس  بإنحاء رؤوس  الطغاة.
هنا الهزيمة لا تقاس بعدد الشهداء  بل بإنحناء رؤوس الأعداء. 
غزة هنا وبنا، وبها إنحنت رؤوس الطغاة وقالت للعالم المتخاذل
" نحن هنا، باقون، لا ننهزم".
نعم غزة صمدت، غزة انتصرت وسطرت نصرًا ارعبهم ولو من تحت الركام، ففي كل حرب تُشن عليها، يكون الهدف واحدًا: كسر إرادتها، وإخضاع شعبها، وإسكات صوت مقاومتها...
 ولكن في كل مرة، تخرج غزة من تحت الركام شامخة، بجراحها، بأطفالها، بأمهاتها الثكالى، ورجالها الذين لا يموتون إلّا وهم واقفون...
غزة اليوم لا تنتصر بالسلاح ، بل بإرادتها، بصمود ناسها، وبالرسالة التي توجّهها للعالم" نحن هنا، باقون، لا ننهزم". 
فبرغم القصف، رغم المجازر، رغم محاولات الإبادة الجماعية والتهجير، ظلّت غزة تقاتل، وتصمد، وتفرض معادلات جديدة في ميزان الردع.
أما عن رفض البعض الاعتراف بهذا النصر،فهذا الإعتراف يعني الإعتراف بفشل مشروع الإنهاء، والإعتراف بأن المقاومة لم تُكسر، وبأن شعبًا محاصرًا منذ عقود قادر على مواجهة قوة عسكرية هائلة...
 نعم فهناك من لا يحتمل هذا المشهد، لأنه يكشف عجزه أو تواطؤه أو صمته المُخجل...
 أما الإعلام الموجّه، فلا يريدنا أن نرى الحقيقة عبر وسائله، ولكننا رأيناها بأفئدتنا، نعم رأينا غزة تنتصر، رأيناها لم تخسر، ورفضت أن تنكسر...
غزة ليست مجرد جغرافيا محاصرة، إنها فكرة، وروح مقاومة، وعنوانٌ لكل من يرى في الكرامة والحرية خيارًا لا رجوع عنه.
 هي الجبهة المتقدمة لكل الأحرار، لذا فإن انتصارها يُربكهم، ويخيفهم…فمن يقاوم من وسط الموت، لا يُهزم.
في غزة ارض الكرامة والعزة النصر لا يُقاس بعدد الشهداء، بل بعدم انحناء الرؤوس...
نضال شهاب (كاتبة واستاذة جامعية)


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط