مفتي استراليا الدكتور ابراهيم ابو محمد يستضيف لقاء قادة الاديان في استراليا:





مفتي استراليا  الدكتور ابراهيم ابو محمد يستضيف لقاء قادة الاديان في استراليا:

متحدون للقضاء على التعصب والعنصرية .

المهاجرين العرب اللبنانيين المسلمين يستحقون الاشادة والتقدير؛ لما قدموه لأستراليا من أعمال مشرفة

استضاف مفتي استراليا الدكتور ابراهيم ابو محمد وعقيلته الدكتورة  نهلة، اللقاء ال 19 لقادة اتباع الاديان باستراليا  بمناسبة  نهاية العام، بحضور وزراء ومسؤولين من الحكومة الاسترالية والمعارضة ونخبة من قادة اتباع الاديان والمجتمع والجاليات المختلفة باستراليا .

والقى المفتي ابو محمد خلال اللقاء كلمة  قيمة شدد فيها على الاتحاد من اجل القضاء على التعصب والعنصرية والكراهية بجميع انواعها، معتبرا ان استراليا  محمية  بقيم الاحترام والحب والانفتاح  التي ينعم بها جميع ابنائها قبل اي اجراءات اخرى  .

وشدد على ان العنصرية والانغلاق على الآخر هي امراض في الفكر والروح الانسانية قبل ان تكون وباء وامراض في المجتمع، لذلك يجب نزع تلك تلك الامراض من النفوس قبل النصوص لنعيش سويا في هذا المجتمع متحدين متحابين، واعتبر المفتي ابو محمد ان تصريحات وزير الهجرة دانتون والخاصة بالمهاجرين اللبنانيين المسلمين تطور جديد في ممارسة العنصرية ودعاه كي يتذكر الدروس الذي يجب أن يتعلمها، وفي مقدمتها التحرر من النزعات العنصرية والتعصب الاعمى، مؤكدا ان الاجيال من المهاجرين العرب اللبنانين المسلمين الذي تحدث عنها دانتون هي اجيال تستحق الاشادة  والتقدير؛ لما قدموه لأستراليا من أعمال مشرفة ومحترمة. 

كما القيت خلال اللقاء كلمات من ممثلة رئيس الوزراء الاسترالية وزيرة التنمية لحوض الباسفيك السناتورة كونشيتا فيرافانتي ويلز، زعيم المعارضة في الولاية لوك فولي، ووزير التعددية الحضارية في الولاية جون عجاقة، رئيس الكنيسة الانغليكانية في غوسفورد رود باور، رئيس مجلس الائمة شادي السليمان، النائب جهاد ديب، وعدد من رؤساء المؤسسات الدينية والاجتماعية على اختلافها.

كلمة مفتي عام القارة الاسترالية في اللقاء التاسع عشر 

26|11|2016

السادة الوزراء

أصحاب السعادة القادة الروحيين

السيد زعيم المعارضة  والسادة نواب البرلمان والمجالس المحلية

السيدات والسادة الحضور  السلام عليكم 

هذا هو اللقاء التاسع عشر في التواصل مع الاخوة غير المسلمين هذا العام, نقيمه مع أصدقائنا دون أن نتلقى دولارا واحدا من أي جهة, نفعل ذلك إيمانا منا بأمرين :

الأول : أن أخطر ما تصاب به جماعة أو مجتمع من المجتمعات هو الاكتفاء الذاتي فكريا والانكفاء على ثقافتك فقط وعدم الرغبة في التعرف على ثقافة الآخرين أو قْراءتهم قراءة مغلوطة ومن مصادر تعتمد التشويه والتشويش على الآخرين وتدلس في تصويرهم والحديث عنهم . ومن ثم نقول لكل إخواننا من غير المسلمين :

" لأن تسمع مني مرة ، خير من أن تسمع عني عشرات المرات "

إسمع  مني تعرف الحقيقة, وتزول من بينى وبينك آلاف الأوهام التي نصنعها نحن لأنفسنا,  أو يصنعها لنا آخرون يريدون أن تجف مصادر الخير والمحبة والتسامح,  ولا يريدون لأخوة الإنسانية أن تلتقي ليستمر دورهم في بث الكراهية والفرقة والفتنة والتقسيم ،  تسمع عني يتولد لديك أوهام الخوف والتعصب والكراهية.

أو تسمع منى فتعرف الفرق بين الحقيقة والوهم , وبين  وحدة النفس البيولوجية عند كل البشر , والتي تؤكد وحدة مصدر الوجود في كل المخلوقات ومنهم البشر وأنهم جميعا أبناء لاب واحد اسمه آدم  فكلهم لآدم وآدم من تراب. بينما حين تسمع عنى سيتلون الحديث بلون أغراض الذين يريدونها كراهية تقسم المجتمع وتدفع الأجيال للصراعات العبثية.

الأمر الثاني: أننا نحرص على بناء جسور بيننا وبين كل شرائح المجتمع,  لا لمجرد التواصل فقط ,وإنما للصداقة والمعرفة التي تجذر العلاقات بين شرائح المجتمع المختلفة إيمانا منا بأن الوطن كالسفينة يسعنا جميعا, وعلينا أن نحافظ عليه ونحميه ونحصنه ضد موجات التطرف والعنف والكراهية والتمييز العنصري, وان الخرق  فيه يؤذينا جميعا ويغرقنا جميعا _لا قدر الله _ ومن ثم فهذا الوطن العظيم يحميه الحب قبل أجهزة الرقابة والأمن والقضاء , ويحميه الإيمان بقيمة العدالة في قلب وعقل الإنسان قبل نصوص القانون, ويحميه التسامح والإيمان العملي التطبيقي بالتعددية الحضارية والثقافية قبل الهتاف بالشعارات والمتاجرة بها من أجل الحصول على أصوات الناخبين.

         وفي المجتمعات الخيالية يعيش الناس في أوهام بأرواحهم ومثالياتهم التي لن تتحقق أبدا

         وفي المجتمعات المادية يعيش الناس بعقولهم وأجسادهم.

         وفي المجتمعات السوية يعيش الناس بأرواحهم وقلوبهم وعقولهم وأجسادهم , ونحن نريد بلدنا استراليا من هذا النوع الذي تتكامل فيه قيم الروح بصفائها,  والقلب بطهارته وإيمانه,  والعقل بإبداعاته وتفوقه العلمي , والجسد بصحته وسلامته وأدائه لوظيفته .

         السيدات والسادة:

         أعرف أن التعصب والكراهية والعنصرية , أمراض قلب وأمراض عقل قبل أن تكون مرضا اجتماعيا,  ومن ثم فنحن لا نطمع في القضاء عليها نهائيا,  فلا سيطرة لأحد من البشر على قلوب الناس , وإنما يجب أن تنتظم جوارحنا , اللسان واليد والقرار السياسي  وفق مصلحة المجتمع والقيم السائدة فيه والأخلاق المتعارف عليها ,  ومن هنا وجب ضبط الجوارح بضوابط الأمن والمصلحة حتى وإن انحرفت المشاعر والقلوب.  

         التعصب والكراهية تولد ردود أفعال غير مأمونة العواقب حيث يشعر الإنسان الذي نتعصب ضده ونكرهه بالوحدة والعزلة ورفض المجتمع له , ويشعر أنه منبوذ ومستهدف بسبب دينه , ويشعر أنه مستهدف بسبب مذهبه , ومن ثم تموت فيه مشاعر الولاء للوطن ويموت فيه كل أسباب الانتماء للأرض والبلد ويتولد لديه حقد كبير ضد وطن لم يستطع أن يوفر له الحد الأدني من الحماية والحقوق الأمر الذي يقتل فيه كل مشاعر الارتباط بهذا الوطن, ويفقده تحت طغط  كل تلك العوامل كل ضوابط الالتزام تجاه هذا الوطن.

         ومن هنا وجب علينا جميعا قادة روحيين أو قادة سياسيين أن نعمل سويا لنحافظ على توازن المجتمع ونظافته بشكل دائما من العنف وأسبابه , ومن المخدرات  وآثارها , ومن الكراهية والتعصب والعنصرية وما تسببه من اختلال في طبيعة العلاقات وتوفيرها لبيئة تحمل في ردود فعلها كل عوامل الخطر والتمرد والضياع.

         , ونحمد الله أن استراليا بعيدة عن  ذلك, حتى وإن علت فيها بعض صرخات التعصب.  

         السيدات والسادة: 

         لن يستطيع أن ينجح إمام في مسجد إذا كان يبث الكراهية والتعصب.

         لن يستطيع أن ينجح قس في كنيسته مالم يترفع عن العنصرية والتعصب والكراهية

         ولن يستطيع أن ينجح مدرس في مدرسته مالم يترفع عن التعصب والعنصرية والكراهية.

         ولن يستطيع أن ينجح عالم في معمله أو أستاذ في جامعته مالم يترفع عن التعصب والكراهية

         ولن يستطيع أن ينجح وزير في وزارته مالم يترفع عن التعصب والعنصرية والكراهية.

         أيها السيدات والسادة:

         نحن جميعاً كنخبة ثقافية وكقاطرة للتقدم والنهضة وكمراكز للقرار، نحتاج أن نتذكر دائماً فضائل الآخرين، كما نحتاج أن يقرأ كل منا أخاه قراءة صحيحة بعيدة عن تأثير الإعلام الموجه ومراكز البحث التي تخصصت في إذكاء الكراهية وخلق بؤر للصراع، ودفع العالم إلى حروب عبثية، وهي مراكز لها أذرع في التوجيه وصياغة الرأي العام ليست بريئة، وتحرص على أن تقدم لكل منا عن أخيه صورة مشوَّهة تحجب رؤية الحقيقة وأحياناً تزكم الأنوف.

         ونستطيع أن نؤكد هنا  أن مستقبل البشرية يتعرض للعواصف والأعاصير يوم أن تخلو الأرض من توجيهات السماء، وأن مبادئ الإلحاد والفساد تسود وتنتشر بين الجماهير يوم أن يتخلى أهل الأديان عن مناصرة الحق والعدل والوقوف بجانب المظلومين في كل مكان، ولا يكفي في دلالة الناس على الله ودعوتهم إليه أن نحدثهم عن مجد السماء بينما بطونهم خاوية، وجلودهم تضرب بسياط القهر والظلم، ويهجرون من بلادهم، وأرضهم تملؤها المظالم، ويسود فيها منطق الوحشية والغاب، وإنكار حق الحياة الكريمة للآخر، مؤكداً أن ذلك يؤدي حتماً إلى سيادة مبادئ الإلحاد والكفر.. فالعدل والحرية واستقلال الشعوب هي الأسرة التي تنجب السلام العالمي؛ حيث تختفي المظالم وبخاصة بين الشعوب التي تعاني من الاحتلال والظلم.

         وفي هذا السياق نؤكد أيضا أن أستراليا يمكن أن تكون قناة جيدة التوصيل لنقل مبادئ الحرية والعدالة والسلام، كما أنه يمكن أن تكون جسراً شامخاً لنقل مبادئ التعايش السلمي والتناغم المجتمعي، حيث يرى العالم في أستراليا كيف تنتعش المحبة وكيف تتعايش أجناس البشر.

         وختم كلمته بالتأكد على أن التعاون بين رموز الأديان يمكن أن يساهم في حماية المجتمع من أخطار كثيرة، في مقدمتها العنف والمخدرات وموجات الانحرافات الأخلاقية التي تريد تغيير نمط الحياة الطبيعية، وتهدد المرأة والأسرة بشكل خاص.

         حفظكم الله قلوبا محبة, وعقولا ناضجة . وقادة يتمتعون برؤية وبصيرة تحمي توازن المجتمع , وتحافظ على أمنه وسلامته , وتعمل دائما مع كل الشرفاء والأحرار على حماية أغلى ثروة وأثمن ثروة فيه وأعلى  قيمة بين قيمه وهو الإنسان , حفظ الله استراليا وبارك كل شعبها بعيدا عن التمييز باللون والجنس والدين والمذهب .

كل عام وأنتم بخير     

كلام الصورة :

مفتي الديار الاسترالية الدكتور ابراهيم ابو محمد، السناتورة كونشيتا فيرافانتي ويلز، زعيم المعارضة في الولاية لوك فولي، رئيس مجلس الائمة المسلمين باستراليا الشيخ شادي السليمان، ونائب رئيس بلدية كانتربري السابق ورئيس مجموعة "كوميونيتي هارموني"  خضر صالح .