صفير: لتحصين لبنان من خطر الانزلاق الى واقع المنطقة



جريج في افطاربنك بيروت للاعلاميين شدد على الحرية الإعلامية مع مراعاة المصلحة الوطنية

صفير: لتحصين لبنان من خطر الانزلاق الى واقع المنطقة

21 حزيران 2016

أقام رئيس مجلس إدارة "بنك بيروت" سليم صفير، حفل إفطار في فندق فينيسيا في بيروت، تكريما للاعلاميين في حضور وزير الإعلام رمزي جريج، نقيبي الصحافة والمحررين عوني الكعكي والياس عون، حشد من الشخصيات الإعلامية والإقتصادية .

صفير

وألقى صفير، كلمة استهلها بالترحيب "بأهل الصحافة والإعلام، أهل المعرفة والمتابعة الدقيقة لمختلف الأحداث والتطورات"، متمنيا أن "يكون الانفجار المؤسف الذي حصل في الأسبوع الماضي هو الأخير الذي يطال قطاعا لا يزال منتجا وفعالا ويوظف حوالي الخمسة وعشرين الف شخص ".

وقال: "كل رجالات القطاع المصرفي يبدأون نهارهم بالاطلاع على آخر الأخبار إما من خلال الجريدة أو من خلال المواقع الالكترونية، فنهارنا يبدأ معكم وينتهي معكم أيضا. جزء مهم من عملنا يرتكز على تقييمكم وعلى قراءتكم للخبر ".

وأضاف: "يقال إن تأثير حركة جناحي فراشة في اليابان، يصل ليطال المناخ في الولايات المتحدة الأميركية، كذلك تماما يؤثر أصغر وآخر خبر على الاستقرار والاقتصاد وعلى عملنا في الحقل النقدي والمصرفي. في معظم الأحيان، يهبط علينا الخبر وليس لنا إرادة في تغيير شيء: تنطلق ثورة أو يحصل انقلاب أو يقع انفجار فننام على وضع معين ونستفيق على وضع مغاير تماما، فتتبدل الحسابات ونفقد راحة البال ونقع في المجهول، هذا المجهول الذي وحده يخطط لأيامناالمقبلة ".

وتابع: "هذا من ناحية الخبر الذي ليس لنا لا حول ولا قوة تجاهه. لكن ما أريدكم اليوم أن تفعلوه هو التركيز على الأمور التي يمكننا معا أن نؤثر عليها ونتعاطى معها بمسؤولية فنغير ونجعل الأشياء المتعبة أقل تعبا. المقصود هو التحليل والاستنتاج والمقاربة وأحيانا صب الزيت على النار، هذه النار المستعرة حولنا، يمكننا أن نتدفأ عليها أو يمكنها أن تحرقنا كلنا كمجتمع ".

ورأى ان "الخيار في يدنا ويجب على قطاعينا أن يتقاطعا على الخيار الصائب المتمثل بتجنيب لبنان المزيد من الخضات والهزات وبالتالي تحصينه من خطر الانزلاق الى واقع المنطقة ".

وقال: "أتابع الصحافة اللبنانية منذ أوائل السبعينيات وأكن الاحترام الكبير لهذا الحقل الغني بالمعرفة والمليء بالألغام كواقع حال جميع حقول النجاح. أعرف أن لا أحد منكم يقبل أن يحمل ضميره تغييب الحقيقة عن الناس، وسأتمنى عليكم الا تحملوا ضميركم أيضا أو تساهموا بانهيار وسقوط الأمن الاجتماعي والنقدي

للبنانيين. لدى جميعكم وعي للمشكلات والأزمات الكثيرة التي نعاني منها ولكن عندنا أيضا قطاع صلب ومصرف مركزي متين وحاكم حكيم يحافظ بأفضل ما يمكن على سياسة فصل الاقتصاد عن الدولة. أعرف وأقدر تماما هذا الأمر، فبعناية كبيرة تمكن رياض سلامة من تعزيز المناعة اللبنانية التي اكتسبناها خلال الحرب والمعارك والأزمات ".

أضاف: "إسمحوا لي أن أصارحكم بأمر وهو أن المشكلة الكبيرة التي تواجه لبنان هي ضحالة الثقافة الاقتصادية لدى الزعامات التي تقرر عنا، بالإضافة الى عدم اكتراث الراعي الخارجي أو الرعاة الخارجيين، بما أنهم كثر، للوضع المعيشي. لكن نحن وانتم أولاد البلد، ولا يمكننا إلا أن نساهم بالحفاظ على ما نملك ونتمسك بقوة بكل ذرة من الهدوء، لأن الهدوء يجلب الاستثمار، والاستثمار يؤدي الى النمو، ووحده النمو يثبتنا ".

وختم: "باختصار، أتمنى عليكم أن تكونوا مسؤولين أكثر من المسؤولين عندما تحللون وتكتبون وتتوصلون الى استنتاجات تضر بالمصلحة اللبنانية. وأتمنى عليكم أيضا أن تسلطوا الأضواء والأقلام على المؤشرات الايجاببة، على قلتها في هذه الأيام، لكنها ما تزال موجودة وسوف نعيد ايجادها و أو اختراعها من أجل العودة الى زمن التقدم ".

الكعكي

وألقى النقيب الكعكي كلمة جاء فيها: "يسرني في هذه المناسبة أن أتوجه بالشكر الى صديق الصحافة والصحافيين جميعا الأستاذ سليم صفير رئيس مجلس إدارة بنك بيروت، صاحب هذه الدعوة الذي يختار شهر رمضان لإقامة هذا الإفطار ليجمع به المسلمين والمسيحيين حول مائدة الإفطار ليقول للعالم هذا هو لبنان. نعم لبنان لا يقوم إلا بجناحيه المسلم والمسيحي ".

وأكد ان "الصحافة الوطنية والشريفة لا يمكن إلا أن تقف الى جانب الحق وطبعا الى جانب القرارات التي يتخذها حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة، ومن الطبيعي انها جاءت بعد القرارات التي تتخذها الإدارات الأميركية المسؤولة عن الدولار، الذي هو أساس كل تعامل بين البنوك في كل أنحاء العالم ".

أضاف: "ونقول للذين يتحدثون عن السيادة ان لبنان بلد صغير وإمكاناته في تحدي القرارات الدولية قد تكون صفرا، خصوصا ان دولا عظمى لا تستطيع أن تقف في مواجهة أي قرار دولي، والمثال على ذلك ان عشر سنوات من العقوبات على إيران، وبالرغم من الاتفاق النووي، وبالرغم من ادعاء إيران انها لا تهتم، فلا تزال مفروضة تلك العقوبات التي يعاني الشعب الإيراني. فإذا كانت إيران أو أي دولة أخرى غير قادرة على أن تقف في هذه المواجهة فهل يطلب من لبنان أن يقف. قليلا من التواضع. مصلحة لبنان فوق كل اعتبار والصحافة اللبنانية الشريفة لا يمكن الا أن تكون مع مصلحة لبنان أولا ".

وتابع: "وهنا لا بد من كلمة نقولها من منا حريص على مصلحة العملة الوطنية أكثر من حاكم مصرف لبنان الذي، لأول مرة في التاريخ، يقرع ممثل دولة صغيرة مثل لبنان جرس دون جونز في بورصة نيويورك، وهذا فخر للبنانيين جميعهم وليس لرياض سلامة وحده. ونحن نعلم ان المصارف عندما تلتزم قرارات حاكم مصرف لبنان وحده ولا أحد سواه ".

ورأى ان "التفجير والتهديدات للمصارف لا تفيد أحد، بل هي تزيد الأزمة احتقانا، وللأسف فإن توقيتها كان هذه المرة أسوأ ما يمكن لأنها جاءت على أبواب موسم الصيف ".

وختم: "كلمة أخيرة احموا أنفسكم وارحموا لبنان واتركوا هذا القطاع لأهله، ونتذكر بهذه المناسبة حكاية العميان الذين رزقوا بولد بصير، فظلوا يلعبون بعينه حتى أفقدوه البصر. ثقتنا كبيرة بحاكم مصرف لبنان وبالقطاع المصرفي وإدارته التي ستتجاوز هذه المحنة من دون أدنى شك وستكون منتصرة بإذن الله. وكل عام وأنتم بخير ".

عون

اما النقيب عون فقال: "في هذا الشهر الفضيل وجريا على عادته في كل عام، يدعو الصديق سليم صفير، صاحب بنك بيروت، الإعلاميين لتناول الإفطار على مائدة الرحمن. سليم صفير، الحاضر والمبادر الدائم على صلة وثيقة بصاحبة الجلالة، والعاملين في محرابها على اختلاف تياراتهم ومشاربهم وتوجهاتهم، وهو رجل العصامية والإجتهاد، صاحب الإسهامات البارزة في تطور القطاع المصرفي. الصحافة اللبنانية في هذا الشهر المبارك، تواكب الإفطارات الرمضانية، والصائمون الذين يبتهلون الى خالقهم كي يمن عليهم بالبركات، يعيشون في وطن مثقل اليوم بالجراح من النواحي الإقتصادية والمعيشية، والإعلاميون يعيشون هذا الواقع المؤلم ".

وختم: "ان الصديق سليم صفير رجل المهمات المصرفية يعيش ذلك الواقع وعليه فإنه يتصرف بحكمة وحنكة ودراية في سبيل المعالجة. ما يجمع المصرفي المميز وصفير بالإعلاميين علاقة تكاملية مميزة وفي شهر رمضان المبارك يكرم صاحب بنك بيروت أبناء مهنة المتاعب. عليه فأني بإسم الإعلاميين أشكر صفير على مبادرته ونتمنى للبنانيين صياما مقبولا ".

جريج

وألقى الوزير جريج كلمة قال فيها: "أتوجه بالشكر باسم جميع الإعلاميين وأنا أصبحت واحدا منهم، الصديق سليم صفير وبنك بيروت على مبادرتهم بإقامة هذا الإفطكار تكريما للاعلاميين ".

أضاف: "هذا الإفطار يندرج ضمن نهج انتهجته مؤسسات القطاع الخاص وهي مشاركة اللبنانيين بأعيادهم الوطنية والدينية، علما ان المصارف اللبنانية ليست طائفية، فلا يوجد مصرف شيعي أو سني أو مسيحي، بل ان كل المصارف هي لبنانية سواء لجهة أصحابها ولجهة العاملين فيها، وهذا الإفطار يندرج ضمن المشاركة الوطنية والعيش المشترك".

ونوه ب"المبادرة التي تقوم على تكريم الإعلاميين وهي مبادرة مشكورة بالنظر الى دور الإعلام عموما سواء أكان الإعلام المرئي والمسموع والصحافة الورقية والمواقع الألكترونية التي تقوم بدور كبير خدمة للحقيقة من أجل إيصال الخبر الصحيح والتعليق الرصين الى اللبنانيين، ومن خلال هذه المبادرة فإن الصديق سليم صفير ركز على العلاقة الواجب أن تستمر بين القطاع المصرفي وبين الإعلام ".

أضاف: "للاعلام دور كبير في دعم القطاع المصرفي عموما، خاصة في الظروف الدقيقة التي يمر بها خصوصا بعد صدور قانون العقوبات الأميركية أو بعد العدوان على بنك لبنان والمهجر. القطاع المصرفي يجب أن يطالب الإعلام بأن يدعم هذا القطاع لأنه يمر في مرحلة دقيقة عن طريق بيان الحقيقة، عن طريق إظهار مصلحة لبنان في تطبيق قانون العقوبات الأميركي، وكذلك من أجل دعم المبادرة التي اتخذها حاكم مصرف لبنان في إصدار تعاميم تطبيقية لقانون العقوبات الأميركية ".

وتابع: "الدور الذي يلعبه الإعلام لا ينتقص من الحرية الإعلامية فنحن ننعم في لبنان بحرية إعلامية وهذه نعمة من الله، خاصة في هذا المحيط الذي تتعرض له الحرية الإعلامية، ولكن الحرية الإعلامية لها حدود القانون التي يجب أن تمارس تحت سقف القانون، وأن تراعي المصلحة الوطنية العليا وأحكام القانون والمناقبية المهنية التي ارتضاها الإعلاميون طوعا بتوقيعهم على ميثاق الشرف ".

ورأى انه "في المقابل، من حق الإعلام أن يطالب القطاع المصرفي بدعمه في الأزمة الصعبة التي يمر بها، فالصحافة الورقية تمر في أزمة خانقة وبعض الصحف تهدد بالإقفال، وأنا شخصيا تنبهت الى هذا الأمر ووضعت مشروعا حولته الى مجلس الوزراء، وانا بانتظار أن يبت هذا المشروع، وهو يتضمن دعما ماديا من قبل الدولة للصحافة الورقية، والى جانب ذلك يتضمن دعما من قبل القطاع المصرفي للصحافة الورقية، على القطاع المصرفي مساعدة الصحف الورقية تماما كما يساعد مصرف لبنان الذين يريدون شراء الشقق والذين يستفيدون من الفوائد المخفضة فيعمل القطاع المصرفي على جدولة ديون الصحف المتعثرة حاليا، فكما يتكل القطاع المصرفي على الإعلام يجب على القطاع الإعلامي أن يتكل على القطاع المصرفي الذي هو عصب الإقتصاد ومن شأنه أن يعيد الحياة الى الإعلاميين ".