الإمارات تؤيد قوة دعم بري لقتال «داعش»





قرقاش: زيارة محمد بن زايد للهند استراتيجية سياسياً ومالياً واقتصادياً

الإمارات تؤيد قوة دعم بري لقتال «داعش»

08/02/2016

أبوظبي ـ أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أهمية الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الهند والتي تبدأ بعد غد الأربعاء، وتستمر ثلاثة أيام على رأس وفد رفيع المستوى.

وقال قرقاش خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدها، بعد ظهر أمس، بمقر وزارة الخارجية في أبوظبي، إن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وعدد من الشيوخ والوزراء سيرافقون سموه في الزيارة، إضافة إلى حشد من رجال الأعمال والاقتصاد، مشيراً إلى أن الزيارة سياسية ومالية واقتصادية، تبدأ بزيارة نيودلهي يوم الأربعاء، وفي اليوم التالي تعقد اجتماعات رسمية مع الرئيس الهندي باراناب موكيرجي، ورئيس وزراء الهند نارندرا مودي، ويوم 12 فبراير/شباط الجاري يزور سموه والوفد المرافق، مومباي التي تعتبر المركز المالي والاقتصادي، لشبه القارة الهندية، وسيلتقي خلالها سموه مع كبار المؤثرين الاقتصاديين.

قال الدكتور أنور قرقاش إن الزيارة واحدة من الزيارات المهمة لأحد قادة دول الخليج العربي، وزيارة سموه استراتيجية وليست لتناول موضوع آني، وهي مهمة جداً وتهدف إلى انتقال العلاقات الإماراتية الهندية من علاقات بارزة ومتميزة إلى مستوى استراتيجي، في مختلف مجالات التكنولوجيا والتجارة والثقافة والشركات المتوسطة والأمن والسياسة، مشيراً إلى أن الإمارات ترتبط مع الهند بعلاقة متطورة تشمل المجالات التجارية والاقتصادية والحضارية والثقافية، وتهدف إلى نقل العلاقة إلى مرحلة متقدمة، وهذه الزيارة من وجهة نظر الإمارات هي تواصل مع الدول الرئيسية في العالم وفي آسيا، وسبق أن زار سموه الصين، والهند من أهم الدول التي نسعى إلى تطوير علاقاتنا التاريخية معها، حيث إن الإمارات ترى علاقاتها مع الهند علاقات مشتركة في ظل ديناميكية الاقتصاد الهندي، والدور الذي تلعبه الجالية الهندية في الإمارات في بناء وتطوير الاقتصاد، مشيراً إلى أن الجالية الهندية مشاكلها قليلة، وننظر لها في الإمارات نظرة إيجابية.

وقال إن الزيارة تأتي للبناء على الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الهند إلى الإمارات خلال أغسطس/آب الماضي، كما تأتي من واقع مبادئ التعايش السلمي، والنظر إلى العالم بنظرة إيجابية، والبعد عن التطرف، مؤكداً أن زيارة رئيس وزراء الهند إلى الإمارات كانت ناجحة من مسؤول مشهود له بالديناميكية، وأطلق العديد من المبادرات لتعزيز الاقتصاد الهندي منها، اصنع في الهند.

وأضاف أننا نتوقع نمو التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، ونتمنى أن تكون الإمارات جزءاً من هذا الحراك الاقتصادي في الهند، حيث إن علاقة الإمارات مع الهند قديمة، والجالية الهندية ممتدة، كما أن الإمارات، وفي فترة معينة كانت مومباي نافذة لها في تجارة اللؤلؤ، وفي تلقي العلاج من خلال المستشفيات إلى جانب التجارة النشطة، وأمام هذه العلاقة التاريخية لابد من تحديث العلاقات الثنائية وتطويرها، وهذا ما نسعى إليه، إذ تعتبر الهند أكبر شريك تجاري للإمارات، كما تعتبر الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند.

وأوضح الدكتور قرقاش أنه في العام 1970 كان حجم التبادل التجاري بين البلدين 180 مليون دولار ارتفع العام الماضي إلى نحو 60 مليار دولار، وهناك اتفاق بين البلدين على زيادة نسبة التبادل التجاري خلال السنوات الخمس المقبلة 60% في ظل قناعتنا بأن الهند اقتصاد عالمي في طريقه للنمو، مهما كانت هناك ذبذبات في الاقتصاد الهندي.

وأضاف، في ظل الاستقرار الإقليمي نتطلع إلى توسيع الحوار في شتى المجالات، مؤكداً أن الإمارات لها موقف واضح فيما يتصل بالتطرف والإرهاب، وسيكون شقاً رئيسياً في الحوار، والهند عانى من هذه الظاهرة، والإمارات والهند في نفس القارب في التصدي للإرهاب، وأملنا من خلال هذه الزيارة البناء على الحوار الاستراتيجي للوصول إلى تفاهمات سياسية، وعلاقتنا مع الهند تتجاوز الجانب السياسي والاقتصادي، وفيها تبادل تجاري واقتصادي، ونأمل من خلال الزيارة ترسيخ العلاقة الاستراتيجية، أن نبني علاقة ممتازة ونوعية لتحقيق نقلة نوعية استراتيجية.

ورداً على سؤال عن إطلاق صندوق استثماري في مجال البنية التحتية في الهند بقيمة 75 مليار دولار، وفق ما أعلنه رئيس وزراء الهند خلال زيارته السابقة للإمارات، ومدى مساهمة الإمارات في ذلك، أوضح الدكتور أنور قرقاش، أن هناك رغبة للاستثمار في الهند، وهذه المظلة التي تجمع البلدين هي اقتصاد في حالة تحرك وتطور أكثر، على الرغم من الذبذبات، وهناك رغبة كبيرة للاستثمار في الهند، انطلاقاً من الإيمان بمصداقية استدامة النمو، والهند واحدة من عوامل إطلاق النمو الأكبر في مجال البنية التحتية، وهناك اهتمام باستقطاب الإماراتيين للاستثمار في الهند، حيث تدور مناقشات حول آلية العمل في هذا الجانب، ونسعى إلى مزيد من المقترحات التجارية.

وأضاف لابد أن ننظر إلى الملف الاقتصادي بطريقة استراتيجية، وهي رغبة إماراتية مع الإشارة إلى أن حجم الاستثمارات الإماراتية في الهند 10 مليارات دولار، وكدولة الإمارات لا نتدخل في البرامج الاستثمارية الخاصة، فكل شركة من الشركات الإماراتية لديها برامجها الخاصة، لكن توجهنا الأساسي زيادة الاستثمارات التجارية، وزيادة الملف الاقتصادي مع الهند، وفي الزيارات المتبادلة يتم التطرق إلى الملفات العالقة على المستوى الوزاري، واقتصاد ضخم مثل الهند نتوقع وجود ملفات معلقة.

ورداً على سؤال آخر عن المناقشات فيما يتصل بمكافحة الإرهاب خلال الزيارة المقبلة، قال الدكتور قرقاش: موضوع مكافحة الإرهاب يشكل هماً مشتركاً ومصدر قلق عالمياً، والقضايا الإقليمية ستناقش في العديد من الحالات، ونقدر موقف رئيس وزراء الهند في هذا الجانب، وهو يقدر موقف الإمارات لشفافية مناقشة هذه الموضوعات. وفيما يتصل بالعلاقات الهندية والباكستانية ودور الإمارات في تقريب وجهات النظر بحكم علاقتها الجيدة مع البلدين أكد أن الإمارات واضحة في عدم وجود منطقة رمادية فيما يتصل بالتطرف والإرهاب، وموقف الإمارات مع مرور الوقت أثبت صحته، فالمشكلة ليست في من يفجر نفسه، وإنما من يحرض ويدفع لذلك، وبالتالي موقف الإمارات واضح في التصدي للإرهاب، وزيارة الإمارات للهند ليست لوساطة، والهند مهمة في حد ذاتها، ومن خلال زيارة مودي للإمارات، وجدنا استجابة كاملة، وممكن البناء عليها، ونحرص على أن تكون العلاقة مبنية على الشفافية والصداقة.

وعن الاتفاقيات المتوقع توقيعها خلال الزيارة، أشار الدكتور قرقاش إلى أنه يُجرى وضع اللمسات الأخيرة على بعض الاتفاقيات التي سيتم توقيعها، حيث إننا في وضع جيد في العلاقات الثنائية مع الهند، ونؤمن بأن هذه العلاقة تدفع إلى الأمام، ولدينا خزانة وترسانة من الاتفاقيات بين البلدين.

وأضاف أن الوزراء في الوفد سيصلون الهند قبل وصول سموه بيوم، وكل وزير سيبحث مع نظيره الكثير من الأمور، والتي تمهد لتوقيع اتفاقيات شتى.

وتسعى الإمارات إلى بناء علاقات استراتيجية مع بلدان كبيرة، والهند جزء مهم من ماضينا وحاضرنا، ولذلك رحبنا بزيارة رئيس وزراء الهند إلى الإمارات خلال أغسطس/آب الماضي، وجاءت بعد 30 عاماً من زيارة آخر رئيس وزراء هندي للإمارات، ومنذ زيارة أغسطس/آب الماضي، هناك تطابق في وجهات النظر لتطوير العلاقات بين البلدين، والقطاع الخاص يساعد في تعزيز العلاقات بين البلدين.

وفيما يتصل بالملف الإيراني والتطرق إليه في المناقشات قال قرقاش: هناك طلب ما، أو سعي من أجل تحقيق منظور استراتيجي مشترك مع الهند، ومازلنا في وقت مبكر، ولا نريد أن نشرك الهند في أمور أخرى، وشراكتنا مع الهند تعتمد على علاقات استراتيجية، ونرى طريقة رئيس وزراء الهند تجدد السعي لتحقيق هذه الشراكة.

موقف الإمارات ثابت لدعم التحالف الدولي في محاربة «داعش»

أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ثبات موقف الإمارات الداعم للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، وقال إن الإمارات مستمرة في دعمها لمساره، وأشار إلى أن هناك تقدماً تحرزه القوات العراقية لدحر التنظيم وعلى الحكومة في بغداد أن تزيد من جهدها وتعاونها لمواجهته.

وقال قرقاش في مؤتمر صحفي عقده امس، بمقر وزارة الخارجية لإلقاء الضوء على برنامج الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لنيودلهي، إن موقف الإمارات دائماً كان واضحاً في أن التصدي لـ «داعش» يحتاج إلى تحرك سياسي في بغداد يضم ولا يهمش السنّة، وكذلك ضرورة دعم الجهود بقوات برية ضد التنظيم.

وأضاف: «إن الإمارات ثابتة في موقفها لدعم القوات التي تحارب «داعش»، لا أتحدث عن آلاف القوات، أتحدث عن قوات تقدم الدعم للقوات التي تقاتل على الأرض إن رأى التحالف، على أن تلعب الولايات المتحدة دوراً قيادياً في ذلك».(وام