دولة الإمارات تحيي غداً الذكرى العاشرة لرحيل المؤسس





دولة الإمارات تحيي غداً الذكرى العاشرة لرحيل المؤسس

إمارات زايد وصحبه مسيرة ظافرة من العطاء الإنساني

16/07/2014

تعم أرجاء الإمارات غداً "الخميس" التاسع عشر من رمضان الاحتفالات بذكرى يوم زايد للعمل الإنساني الذي يصادف اليوم العالمي للعمل الإنساني . وكان مجلس الوزراء قد قرر في اجتماعه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 تسمية يوم التاسع عشر من رمضان من كل عام والموافق لذكرى رحيل مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بيوم العمل الإنساني الإماراتي وذلك إحياء لذكرى الشيخ زايد رحمه الله، وعرفاناً بدوره في تأسيس مسيرة العطاء الإنساني في دولة الإمارات .

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، "أن زايد هو منبع الجود وأصله، وأنه هو من غرس في شعبه حب العطاء والبذل دون مقابل ولا بد لصاحب هذا الفضل أن يذكر في هذا اليوم، وخير ما نذكره به رحمه الله إنسانيته وعطاؤه وكرمه الذي لم يميز فيه بين قريب وبعيد، والذي جعل الإمارات محطة إنسانية عالمية للعطاء" .

وتشهد الاحتفالات هذا العام والتي تقام في الذكرى العاشرة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، تحت شعار "حب ووفاء لزايد العطاء" إطلاق المزيد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية والنوعية من خلال الآلاف من الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها المؤسسات العامة والخاصة والأهلية، حيث شهد العام الماضي نحو 1500 فعالية في تخليد مآثر الخير لرائد العمل الإنساني ومؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان من أبرزها مبادرة كسوة مليون طفل حول العالم .

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قد بارك في 27 يوليو/ تموز 2013 انطلاق فعاليات "يوم زايد للعمل الإنساني" في دورتها الأولى، معلناً مساندته لها، وداعياً الجميع - أفراداً ومؤسسات حكومية وخاصة - إلى دعمها ورعايتها والمشاركة فيها والاصطفاف خلفها، إعلاءً لقيم الخير والنبل والعطاء التي هي مكون أصيل في الشخصية الوطنية الإماراتية وتمجيداً لثقافة التطوع والتعاون والتآزر الإنساني التي غرس بذرتها الطيبة المغفور له زايد الخير، وإخوانه الآباء المؤسسون، وسار على طريقهم الأبناء والأحفاد أبناء الوطن جميعاً .

وقال سموه "إننا في هذا اليوم الطيب من الشهر الكريم نتذكرهم جميعا بالحب والوفاء، وندعو لهم بالخير بقدر ما قدموا لوطنهم وأمتهم والإنسانية جمعاء، فهم جيل البذل والعطاء آباؤنا الذين نفتخر بهم ونفاخر بهم الأمم".

وثمن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المبادرات الإنسانية الحكومية والأهلية التي انطلقت على امتداد الوطن استجابة لقرار مجلس الوزراء تسمية يوم رحيل المغفور له الشيخ زايد يوماً للعمل الإنساني الإماراتي تذكيراً بأعماله ومبادراته الإنسانية والخيرية .

وأضاف سموه "ها هي تبرعات أبناء الوطن ومؤسساته المجتمعية تتدفق سخية عونا للفئات المحتاجة والمستضعفة داخل الوطن وخارجه كسوة لمليون طفل محروم حول العالم وتوفيرا لحاجات الأسر المتعففة الضرورية وكفالة للأيتام ومساعدة للسجناء المعسرين ومبادرات أخرى تستهدف دعم التعليم والصحة والطفل والأسرة وغيرها من المجالات الاجتماعية" .

وأشاد سموه بكل من أسهم في إنجاح هذا اليوم الذي يرسخ بقوة الصورة الإنسانية الخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما أكسب تجربتنا ودولتنا ومواطنيها احتراماً وتقديراً عالمياً .

ويتزامن مع ذكرى إحياء "يوم زايد للعمل الإنساني" هذا العام، إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في 28 يونيو/ حزيران 2014 عن بدء انطلاق فعاليات مبادرة "سقيا الإمارات" لتوفير مياه الشرب الصالحة لخمسة ملايين شخص في البلدان التي تعاني نقص المياه .

وتهدف المبادرة إلى حفر الآبار في المناطق التي تعاني الجفاف أو شح المياه النظيفة، وتزويدها بمعدات التنقية بما يساعد على توفير أساسيات الحياة الكريمة لسكان هذه المناطق وتغير الواقع لملايين البشر من المحتاجين والفقراء .

لقد أرسى المغفور له الشيخ زايد رحمه الله، أسسا راسخة للعمل الإنساني غدت تشكل اليوم منهاج عمل مستداما في الجود والعطاء، تسير عليه الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حتى أصبحت منارة مضيئة في منظومة العمل الإنساني الدولي كما يؤكد سموه ذلك بقوله . . "إننا نستهدي فيما نقدمه من مساعدات تنموية وإنسانية بنهج المغفور له الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه،، الذي جعل من الجانب الإنساني بعدا أصيلا في السياسة الخارجية الإماراتية" .

ونوه بذلك أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته للدولة في 5 مايو/ أيار 2014 والذي أشاد بالمساعدات والمواقف الإنسانية لدولة الإمارات رئيسا وحكومة ومؤسسات وأفرادا، ومبادراتها في مد يد العون إلى مختلف الشعوب والدول المنكوبة جراء الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الجفاف وما إلى ذلك .

وأكد أن الإمارات باتت من الدول الأولى والرائدة على المستوى العالمي في مجال المساعدات الإنسانية القيمة التي تقدمها لكل الشعوب المحتاجة دون النظر إلى الجغرافيا أو العرق أو الدين .

وقد بلغت دولة الإمارات هذه المكانة المتقدمة في ساحات العمل الإنساني على صعيد العالم بفضل ما غرسه المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، من قيم ومفاهيم إنسانية في نفوس أبنائه والأجيال المتعاقبة، وروح المبادرة في نجدة الشقيق والصديق وتخفيف المعاناة عن الأفراد والمجتمعات .

وامتدت أياديه البيضاء لتعطي بكل سخاء في ساحات العمل الإنساني ولتصل بخيرها إلى جميع أنحاء المعمورة في مناصرة الضعفاء ومساعدة المحتاجين، ونجدة الملهوفين وإغاثة المنكوبين، ودعم ومساندة المتضررين من كل ضير وإقامة المساجد والمستشفيات والعيادات الصحية ودور العلم والمدارس والجامعات، ومشاريع البنية التحتية والإسكان وحفر الآبار لتوفير المياه النقية، وغيرها من مشاريع الخير، والمساهمة في تمويل مشروعات التنمية في الدول النامية لتحسين نوعية الحياة للمواطنين في هذه الدول وتحقيق استقرارها وتقدمها .

وأنشأ زايد الخير في العام 1992 مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية برأسمال يزيد على مليار دولار لتكون ذراعه الممتدة في ساحات العطاء الإنساني في جميع مجالاته داخل الدولة وخارجها على امتداد العالم .

وقد أنفقت المؤسسة على أعمال البر والخير منذ إنشائها قبل 21 عاماً وحتى شهر أغسطس/ آب ،2013 أكثر من 460 مليون دولار على مختلف البرامج الخيرية والمشاريع الإنسانية التي نفذتها في نحو 96 دولة في الوطن العربي وقارات آسيا وإفريقيا وأوروبا وعدد من دول العالم الأخرى، إضافة إلى المشاريع الحيوية المحلية .

في حين بلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة من العام 1971 إلى العام 2004 نحو 90،5 مليار درهم استفادت منها أكثر من 117 دولة على مستوى العالم، وذلك وفقا لأحدث تقرير لوزارة التنمية والتعاون الدولي .

الإمارات في المركز الأول عالميا في العطاء الانساني وتواصل الجهد الخير والعطاء السخي لدولة الإمارات في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وحظي الدور الريادي الذي تضطلع به في ساحات العمل الإنساني والمساعدات التنموية بثقة واحترام وتقدير الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية، التي اتخذت تعبيرا عن ذلك، من دولة الإمارات مركزا لحشد الدعم والمساندة للقضايا الإنسانية، ومحطة رئيسية ومقراً لها لقيادة عملياتها الإغاثية عبر العالم في حالات الكوارث والمحن والنزاعات والعنف والحروب، للحد من وطأة المعاناة البشرية، وصون الكرامة الإنسانية .

وأكدت الأمم المتحدة أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تسهم بقوة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة عبر مشاريعها التنموية حول العالم .

وقالت الدكتورة اليسار سروع ممثل الأمين العام للمنظمة الدولية في الإمارات، في 30 سبتمبر/ أيلول2010، إن الإمارات تضطلع بدور حيوي في الحد من وطأة المعاناة وصون الكرامة الإنسانية في الدول النامية، وأعربت عن تقديرها للجهود الإنسانية التي تبذلها الدولة حالياً في باكستان لدرء المخاطر الناجمة عن كارثة الفيضانات وحماية المنكوبين من تداعياتها المأساوية .

وأشادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في 18 إبريل/ نيسان 2012 بالدور الإنساني الرائع لدولة الإمارات في تحسين الحياة وصون الكرامة الإنسانية حول العالم .

وثمنت سي كادوكوي مسؤولة الحماية بالمفوضية مبادرات الإمارات وإسهاماتها الكبيرة في مجال العمل الإنساني ووصفتها بالجريئة والنبيلة . . وقالت إن الإمارات تتبوأ مراكز متقدمة في العمل الإنساني على المستوى الدولي .

كما أشادت المنظمة الدولية للهجرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2012 بدعم دولة الإمارات ومساهماتها الإغاثية النوعية للنازحين في العالم، في حين أعلنت لجنة المساعدات الإغاثية "دي إيه سي" التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في 7 إبريل 2014 أن دولة الإمارات تبوأت المرتبة الأولى عالمياً كأكثر الدول المانحة للمساعدات الإغاثية للعام ،2013 محققة بذلك قفزة تاريخية في مجال منح المساعدات الخارجية، صعدت بها من المركز التاسع عشر في العام في2012 إلى المركز الأول في العام 2013 .

وذكرت اللجنة أن حجم المساعدات الإغاثية التي قدمتها الإمارات في العام 2013 بلغت أكثر من 5،2 مليار دولار أمريكي مؤكدة "أن ما قدمته الإمارات يعتبر أكبر نسبة مساعدات إغاثية رسمية تقدمها دولة مقارنة بدخلها القومي الإجمالي"، مشيرة إلى أن مساعدات الإمارات الخارجية زادت بنسبة 375 في المئة في العام 2013 عما قدمته في العام 2012" .

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في هذا الصدد "أن دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم هي العاصمة الإنسانية الأولى في العالم"، وقال إن العطاء في الإمارات ورثناه عن القائد والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وفارسه اليوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، وشعب الإمارات الذي لم يتردد يوما في دعم المحتاج أينما كان" .

وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر أن تبوؤ دولة الإمارات هذا المركز المتقدم في صدارة كبريات الدول المانحة للمساعدات إنما هو نتيجة طبيعية لغرس زايد الخير رحمه الله، الذي كرس حياته لخدمة المحتاجين في أي مكان في العالم، ودعا دوما إلى توطيد مبادئ الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب، وترسيخ أسس السلام والتعايش بين البشر، وهو النهج ذاته الذي تسير عليه قيادة الإمارات الرشيدة .

وعلى صعيد متصل، أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة أن تبوؤ دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عالميا باعتبارها أكثر الدول عطاء إنسانيا للعام ،2013 يعد إنجازا تاريخيا يجسد الرؤية الإنسانية للقيادة الرشيدة، ويعبر عن قيم التكافل والتراحم التي تميز الدولة ومواطنيها، ويبعث رسالة قوية للعالم مفادها أن القيم الإنسانية هي ما ينبغي أن تسود علاقات الدول، وأن مؤازرة الأشقاء والأصدقاء في أوقات الأزمات والمحن هي السبيل لإحلال السلام والاستقرار العالمي .

شراكة دولية

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد تبوأت المرتبة السادسة عشرة عالمياً من بين الدول المانحة الأكثر عطاء وسخاء في مجال المساعدات الخارجية وفقاً لتصنيف لجنة المساعدات الإغاثية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية للعام ،2012 حيث بلغ حجم المساعدات الخارجية التي قدمتها، منذ قيامها في 2 ديسمبر/ كانون الأول 1971 وحتى العام 2010 أكثر من 163 مليار دولار أمريكي في شكل مساعدات وقروض أو منح لا ترد فيما بلغت مساعداتها الخارجية في العام 2011 نحو 11 .2 مليار دولار أمريكي، وفي العام 2012 أكثر من 59 .1 مليار دولار .

وتتولى تقديم هذه المساعدات التي طالت أكثر من 137 دولة ومنطقة جغرافية في العالم، نحو 43 جهة حكومية وغير حكومية ومؤسسة إنسانية وخيرية، من بينها 22 جهة اتحادية عدا المبادرات النوعية السخية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .

وبلغ إجمالي القروض والمنح التي قدمها صندوق أبوظبي للتنمية بنهاية النصف الأول من العام 2013 نحو4ر58 مليار درهم لتمويل 349 مشروعا في 62 دولة في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية وشمال وشرق ووسط إفريقيا وآسيا الجنوبية والوسطى وغيرها من الدول .

وتجاوزت تكلفة برامج المساعدات الإنسانية التي تقدمها هيئة الهلال الأحمر داخل الدولة وخارجها، خلال الفترة من العام 1983 وحتى العام 2013 نحو ثمانية مليارات درهم في 100 دولة حول العالم، فيما أنفقت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، منذ إنشائها في العام ،1992 أكثر من 460 مليون دولار على مختلف البرامج والمشاريع الإنسانية التي نفذتها في 96 دولة في قارات العالم .