كيف تمكن حزب الله من التفاوض سرا وبتكتم شديد





الحاج وفيق صفا في الإمارات .. لهذه الأسباب - Lebanon News
كيف تمكن حزب الله من التفاوض سرا وبتكتم شديد 
الخميس ٢١ آذار ٢٠٢٤ 
حزب الله في الامارات! جملة واحدة وثلاث كلمات كفيلة بان تكون هي الخبر والحدث الابرز، الذي طغى على كل التطورات والاحداث من الاقليم الى لبنان. فعلى الرغم من انشغال الجميع بالعدوان على غزة، ومحاولات الدوحة احداث خرق بهدنة تكون طويلة الامد، وانشداد انظار الغرب الى جبهة الجنوب المساندة لغزة، تصدّرت زيارة مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا للامارات العربية المتحدة اخبار الداخل اللبناني، وحتى بعض الخارج ، كيف لا والحزب الذي اتهم من قبل بعض الداخل بانه هو من تسبب بعزلة لبنان عن محيطه العربي والخليجي تحديدا ، هو نفسه يطأ ارض احد ابرز الدول الخليجية ، ينسق معها ويتفاوض معها على ملف محصور حتى الساعة، بملف الموقوفين اللبنانيين في الإمارات.
نعم انه الحدث والخبر معا، فما الذي تبدل؟ وكيف تمكن حزب الله من التفاوض سرا وبتكتم شديد ، الى ان حان موعد "القطاف" بلحظة تسويات هبّت رياحها على المنطقة بأكملها بعد عملية 7 اكتوبر؟
صحيح ان مصادر بارزة مطلعة على جو حزب الله اكدت ان لا ابعاد سياسية للزيارة، وانها محصورة فقط بمتابعة ملف الموقوفين اللبنانيين، لكن اي متابع للسياسة وقارئ ومحلل للمسار الذي تنحو باتجاهه المنطقة، يدرك تماما ان زيارة صفا للامارات قد تمهد لفتح باب الخليج رويدا رويدا امام حزب الله، وخطوة الامارات لن تكون وحيدة، بل قد تلحق بها دول خليجية اخرى.
اوساط موثوقة مطلعة على الملف كشفت بان حزب الله كان يتابع المسألة منذ حوالى السنة، ولو عبر وسطاء منذ أيام اللواء عباس ابراهيم، الذي كان لعب دورا اساسيا في هذا الموضوع يوم تم الافراج عن 8 لبنانيين، كان قد تم توقيفهم في الامارات سنة 2021 بتهمة تعاملهم مع حزب الله، نتيجة اتفاق بين السلطتين اللبنانية والاماراتية، وتتابع المصادر بان الامارات هي من كانت طلبت عبر وسطاء التفاوض مع حزب الله.
معلومات خاصة بـ "الديار" تشير الى ان الرئيس السوري بشار الاسد لعب دورا اساسيا في هذا الملف، اذ دخل على الخط وتوسّط بين حزب الله والامارات، بعدما تحسنت العلاقة بينهما، بحيث كانت الامارات اول من عاد واستقبل الاسد رئيسا، بعدما حطّ على اراضيها في اذار 2023 ، في زيارة فاجأت بوقتها كثر، وقد تم استقباله بحفاوة تامة من قبل رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. دور الوساطة السورية نجح واثمر زيارة ترجمها الحاج صفا لابو ظبي، بعدما تواصل مسؤولون اماراتيون مع الاسد، وابلغوه بقرار الامارات الافراج عن الموقوفين اللبنانيين.