لبنان الى أين؟؟





لبنان الى أين؟؟

إفتتاحية - عدد ديسمبر 2020

يواجه لبنان اليوم والمنطقة خطر وباء «كورونا» ومشاريع تخريبية وتقسيمية وعقوبات وإتفاقيات التطبيع، وسط تغيير كبير بالسياسة الخارجية وإنتظار تسلم الإدارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بايدن وسياستها حيال الوضع الإقليمي والدولي.

وبالرغم من خطورة كل هذه المشاريع، وبعد الإنفجار المروّع في مرفأ بيروت الذي قتل المئات من الأبرياء ودمّر الكثير من المنازل والمناطق المجاورة، لا نزال نرى السياسيين في لبنان، غير مبالين إلا لمصالحهم الشخصية... ووضع العصي في طريق العهد وتشكيل الحكومة، رغم استمرار دعم الرئيس عون وحرصه الكبير على تشكيلها السريع، بالإضافة لإستمرار المبادرة الفرنسية، حيث يصّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على دعم لبنان وشعبه، وخلال الايام القليلة المقبلة سيعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان.

المؤشرات الحالية على الساحة اللبنانية تخبرنا عن وجود مؤامرة شديدة الوضوح، في ظل الحالة المأساوية التي وصل إليها لبنان بدءً بإنهياره الاقتصادي والمالي والحكومي، فضلاً عن معظم مؤسساته الدستورية وصولاً إلى تفشي الفساد والتهريب والبطالة والهجرة وسرقة أموال الناس والمودعين، أي بمعنى آخر لم يبق شيئاً. وأفدح ما يشهد لبنان الآن التلاعب بقيمة وصرف الدولار.

لذلك، لا تزال مشاريع الهجرة والتهجير، والصراعات الطائفية قائمة على غرار ما جرى خلال حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، لكن مخططات اليوم أكثر خطورة بوجود المهجرين السوريين والإرهابيين (جماعة داعش) في شمال لبنان، فضلا عن اللاجئين الفلسطينيين.

السؤال اليوم الذي يطرح نفسه، هل لبنان سينجو وسط كل هذه الأخطار والمؤامرات؟، خاصة وسط أطماع إقليمية وخارجية تتربص بثروة لبنان المناخية والنفطية والمائية والثقافية والسياحية، كذئاب متوحشة كاسرة.

فمن المهم ان لا ينسى السياسيون اللبنانيون ما جرى خلال الحرب الأهلية المشؤومة، وان يسارعوا قبل فوات الآوان لتوجيه البوصلة نحو الهدف الصحيح الذي يتمثل بالوحدة والتكاتف والحوار الوطني، للوقوف بوجه الأخطار الخارجية والإقليمية ومحاربة الفساد من خلال قانون التحقيق والتدقيق الجنائي الذي أقره مجلس النواب أخيراً.

نكرر ان ليس هناك حلاً لإنقاذ لبنان سوى وحدة الشعب اللبناني والصمود والوقوف بوجه ما يحاك ضدهم وضد الوطن الغالي من مؤامرات ومشاريع للنيل من تعددية وتنوع شعبه وسيادته واستقلاله، وان يدركوا أن لبنان هو أغلى من كل ما يملكونه... فضياعه هو ضياع لكل أهله ولو امتلكوا أموال المعمورة كلها، الأوطان لا تعوّض.

رئيس التحرير