الامير الوليد بن طلال يتبرع بـ 32 مليار دولار

للأعمال الخيرية والانسانية خلال السنوات المقبلة




الامير الوليد بن طلال يتبرع بـ 32 مليار دولار

للأعمال الخيرية والانسانية خلال السنوات المقبلة

 

أعلن الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، أنه سيتبرع بمبلغ 32 مليار دولار يمثل كامل ثروته، للأعمال الخيرية والإنسانية في المملكة ودول العالم، وذلك خلال السنوات المقبلة وعبر مؤسسة الوليد الإنسانية.

وقال الأمير الوليد في مؤتمر صحافي عقده في مقر شركة المملكة القابضة في الرياض امس، إنه سيتم منح المبلغ للمؤسسات الخيرية، وكذلك الى المؤسسات التي تدعم الصحة والقضاء على الأمراض وأعمال الإغاثة من الكوارث وحقوق المرأة. وأضاف إن التبرع بمبلغ 32 مليار دولار من ثروته للأعمال الخيرية، سيشمل أصولا داخل السعودية وخارجها.

وذكر أن جزءا من تلك التبرعات سيشمل حصة شخصية في شركة المملكة القابضة وهي الذراع الاستثمارية التي يملك فيها حصة أغلبية لكنه أكد أنه لا ينوي بيع أي من تلك الأسهم ولن يكون هناك أي تأثير على سعر سهم الشركة جراء تلك الخطة. وأشار الأمير الوليد إلى أنه لا يوجد إطار زمني لتنفيذ خطة التبرع بهذا المبلغ للأعمال الخيرية لكنه أكد أنه لن يؤثر على استراتيجيته الاستثمارية.

بيان الامير

وألقى الامير الوليد في مؤتمره الصحافي، البيان التالي حول الهبة:

فقد دار في ذهني منذ فترة شبابي حلم كنت أسعى لتحقيقه، راودني في الكثير من المواقف، وقد صرحت به لبعض المقربين لدي منذ أكثر من ربع قرن من الزمان، إذ تمنيت أن أساهم بكل ما أستطيع للقضاء على قلة ذات اليد في المجتمع المحلي والدولي، فلا يبقى من يشتكي من الفقر أو يعاني من ويلاته، أو على الأقل أساهم في الحد من عدد المحتاجين، فأُصبِح وأرى أغلب الناس وهم لا يحتاجون إلى المساعدة على الأقل في متطلبات الحياة الأساسية.

فتح الله لي من الخير الوفير في بلاد الخير، المملكة العربية السعودية، ما لا أقدر على الوفاء بشكره، قال تعالى: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها 18 النحل من أجل ذلك كان شعاري في الحياة دائما قول الله تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم 7 إبراهيم.

ومن منطلق حرصي وشغفي بالعمل الإنساني وهو ما عهدتموه مني منذ 35 عاما دون انقطاع فإنني أتعهد بأن أهب كل ما أملك لمؤسسة الوليد للإنسانية في كل مجالاتها: دعم المجتمع، القضاء على الفقر وتمكين المرأة والشباب، مد يد العون عند حدوث الكوارث الطبيعية وبناء جسور بين الثقافات. وستفعل هذه الهبة على مراحل وحسب خطة مدروسة للأعوام القادمة واستراتيجية يشرف عليها مجلس نظراء لضمان استمرارية تفعيل أموالي بعد وفاتي ولضمان ايصالها لمشاريع ومبادرات تهدف لخدمة الإنسانية.

لهذا أعلن اليوم عن رغبتي هبة كل ما رزقني الله من أموال وهو القائل: وما بكم من نعمة فمن الله، وتسخيرها لتحقيق تلك الغاية؛ فإنما أسعى إلى الوصول لذلك الهدف النبيل الذي طالما حلمت به، وهذا من التحدث بنعمة الله عليّ، وقد جعلت شعاري دائما وأما بنعمة ربك فحدث 11 الضحى

هذا الرزق قد جاءني من الله تعالى في هذه البلاد المباركة، لذا فإن لها الأولوية في أن يبذل أغلبه فيها وفي أهلها، وسيمتد العطاء لخارجها بحسب الأنظمة واللوائح التي تنظم هذا العمل الإنساني، والذي نبتغي به وجه الله تعالى والدار الآخرة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله، هو خيرا وأعظم أجرا 20 المزمل.

من حق كل شخص أن يتساءل: لماذا يفعل الوليد ذلك؟ فأقول: كل إنسان يمر في حياته بمنعطفات ومواقف لابد وأن يكون لها تأثير في القرارات التي يتخذها خصوصاً المصيرية منها، وأنا من فضل الله عليّ قد أتيح لي ما لم يُتح لغيري من الإطلاع على أحوال كثير من الشعوب والوقوف على ما يعانونه من شدة الحاجة من خلال جولاتي المحلية والإقليمية والعالمية ولقاآتي المتعددة مع قيادات الدول والمجتمعات، وقربي من أغلب مراكز الدعم الإنساني في العالم، بالإضافة الى البرامج الإنسانية التي تدعمها مؤسسة الوليد للإنسانية.

ونظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي لا تخفى وما تخلفه الحروب والكوارث الطبيعية في المجتمعات من آثار سلبية على الأنفس والأموال في البلاد، مما يتطلب تكاتف جهود كل المقتدرين للوقوف مع الشعوب لتنهض بمجتمعاتها وتبني أوطانها في شتى المجالات المادية والمعنوية، فقد أمرنا رسولنا الكريم بذلك في قوله عليه الصلاة والسلام من كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، وذكر أصنافاً من المال حتى رأينا أنه لاحق لأحد منا في فضل رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

لذا فإني أرى أنه قد حان الوقت لأشارك بكل ما أستطيع في دعم المجتمعات عن طريق مؤسستي الوليد للإنسانية والتي بدورها تعمل على إطلاق المشاريع ودعمها في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن الدين، أو العرق، أو الجنس. فمنذ 35 عاماَ و نحن نتعاون مع مجموعة كبيرة من المؤسسات التعليمية، والحكومية، والإنسانية في أكثر من 92 دولة حول العالم من أجل محاربة الفقر، وتمكين المرأة والشباب، إضافة إلى تنمية المجتمعات ومد يد العون عند الكوارث، كما لا ننسى بناء جسور التفاهم بين الثقافات من خلال التوعية والتعليم. فبفضل عملنا معاً سنرتقي إلى عالمٍ ملؤه التسامح والعطف والتآلف. وذلك لرفعة شأن المجتمعات الإنسانية وتطويرها بالأسلوب الأمثل للرقي بها إلى المستويات المنشودة، نسأل الله أن يوفقنا والعاملين لتحقيق ما نصبوا إليه من خير للإنسانية وأن يجعل ذلك في موازين حسناتنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط