استمرار العملية العسكرية ضد الحوثيين «ولا خطة لعمليات برية»




استمرار العملية العسكرية ضد الحوثيين «ولا خطة لعمليات برية»

صنعاء- توسع نطاق الغارات الجوية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين والقوات العسكرية المتحالفة معهم لتشمل عدة مناطق في اليمن. وقصفت الطائرات العسكرية لليلة الثانية على التوالي مواقع الحوثيين في اطار عملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت مساء الاربعاء بمشاركة عشر دول عربية واسلامية.

وقال العميد احمد عسيري المتحدث باسم قيادة العملية ان العمليات «تستمر ما دامت هناك حاجة لاستمرارها حتى تحقق اهدافها»، مضيفا «حاليا لا تخطيط لعميات برية لكن ان استدعى الامر فإن القوات البرية السعودية والدول الصديقة والشقيقة جاهزة وسترد على اي عدوان من اي نوع». وتهدف هذه العملية بحسب الرياض الى الدفاع عن «الشرعية» المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ومنع حركة الحوثيين من السيطرة على اليمن.

وقتل 39 مدنيا على الأقل في اليمن منذ بدء الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الاقليمي بقيادة السعودية منذ أكثر من 24 ساعة على الحوثيين، على ما أفاد مسؤولون في وزارة الصحة في صنعاء امس، وسقط 12 من القتلى في غارة استهدفت قاعدة عسكرية شمال صنعاء الليلة قبل الماضية وأصابت حيا سكنيا قريبا، بحسب ما أفاد مسؤولو الوزارة التي يسيطر عليها الحوثيون.

والقاعدة المستهدفة هي قاعدة الصمع التي تستخدمها وحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الحليف للحوثيين.

وفي وقت باكر امس، استهدفت ثلاث غارات أخرى بحسب شهود عيان المجمع الرئاسي في شمال صنعاء، وهو يقع تحت سيطرة الحوثيين، كما تعرض معسكر للقوات اليمنية الموالية لصالح للقصف الجوي في محافظة مأرب شرق صنعاء الليلة قبل الماضية بحسب مصادر قبلية.

وأكد مسؤول عسكري أمس أن مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية ضربت خلال الليل معسكرا يحتوي على «مستودع ضخم للسلاح» في الضاحية الجنوبية لصنعاء.

واشار المسؤول إلى وقوع «عشرات» الضحايا في المعسكر الذي تعد قيادته أيضا موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تنحى عن الحكم في 2012 بعد 33 سنة في سدة السلطة، وذلك تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية وفي اطار مبادرة سياسية رعتها دول الدول الخليج.

وفي جنوب اليمن الذي يحاول المتمردون وحلفاؤهم الزحف اليه لتوسيع نطاق سيطرتهم، استهدفت غارتان جويتان قاعدة العند العسكرية التي استولى عليها الحوثيون الاربعاء الماضي، بحسب مصادر عسكرية.

كما استهدفت غارة جوية اخرى قاعدة لوحدة من القوات الخاصة موالية للحوثيين في قعطبة (120 كلم شمال عدن)، كبرى مدن الجنوب والعاصمة المعلنة لليمن بعد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء، كما أفاد سكان، كذلك شوهدت طائرات حربية في سماء مدينة ابين الواقعة شرق عدن حيث قاعدة المجد العسكرية التي يعتقد أن موالين للحوثيين يسيطرون عليها.

وفي عدن نفسها، معقل الرئيس عبد ربه منصور هادي، تواصلت المعارك الليلة قبل الماضية بين المتمردين وميليشيات مناهضة للحوثيين وذلك بعدما تمكنت الأخيرة خلال النهار من استعادة السيطرة على مطار المدينة.

وقد وصل الرئيس اليمني الى الرياض الليلة قبل الماضية على أن يغادر منها إلى مصر للمشاركة في القمة العربية التي تلتئم اليوم في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر.

وفي الأثناء، ندد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي امس الأول بالتدخل العسكري «غير المبرر» داعيا أنصاره «للتصدي للغزو»، وقال الحوثي في خطاب متلفز ان «هذا العدوان المجرم غير مبرر على الاطلاق»، مؤكدا ان «الشعب اليمني سيتحرك بكل عزة ولن يقبل بأن يهان ويستباح»، وداعيا أنصاره إلى «تشكيل جبهة تتصدى للغزو».

من جهته، قال وزير خارجية اليمن رياض ياسين أمس لرويترز ان هناك فرصة للحوار مع الحوثيين لحل أزمة بلاده لكن بشروط بينها الاعتراف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.وقال في مقابلة بمنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر الذي يستعد لاستضافة القمة العربية «هناك دائما فرصة لذلك. الحوار كان مطلوبا ولا يزال. (وهو) الحوار الذي يكون تحت ظل شرعية الرئيس وشرعية الدولة وليس شرعية الانقلابات والميليشيات التي تسيطر على مقدرات الدولة والتي تستبيح كل شيء».

وتوقع ياسين في المقابلة استمرار العملية العسكرية التي بدأتها السعودية بمشاركة دول عربية باسم (عاصفة الحزم) أياما وليس أسابيع. وقال إن العملية ستتنتهي «إن شاء الله خلال أيام».

وشدد على أن العملية تستهدف فقط المواقع العسكرية، وقال «نحن نستهدف فقط المواقع العسكرية والمطارات التي يستخدمها الحوثيون والطائرات التي كانت تقصف عدن والمناطق التي بها صواريخ وجهت إلى مدن (يمنية) جنوبية والتي وجهت إلى المملكة العربية السعودية والدول المجاورة».

وأضاف «نحن لا نستهدف أفرادا ولا مدنيين أبدا على الإطلاق. كل ما يشاع عن أن هناك إصابات مدنية غير صحيح بالمطلق»، وتابع «من يتواجد في أي منطقة عسكرية تابعة للحوثيين أو لقوات (الرئيس السابق) علي عبد الله صالح بالتأكيد قد يصاب».

من جهة اخرى، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في أعقاب إعلان المملكة العربية السعودية بدء العمليات العسكرية في اليمن، بناءً على طلب من حكومتها، أن المفاوضات لا تزال الخيار الوحيد لحل الأزمة اليمنية.

وقال المتحدّث باسمه في بيان للصحافة «إن الأمين العام لديه علم بالمعلومات التي تشير إلى دعم دول أخرى، وخاصةً أعضاء مجلس التعاون الخليجي لهذه العمليات». وأشار بان كي مون إلى البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي في الـ 22 من مارس، والذي أكد دعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ودعا جميع الأطراف والدول الأعضاء إلى تجنّب اتّخاذ أي أفعال من شأنها تقويض وحدة وسيادة واستقلال اليمن وسلامته الإقليمية. كما دعا مجلس الأمن أيضاً، في بيانه، الدول الأعضاء إلى الامتناع عن التدخّل الخارجي الذي يسعى إلى إثارة الصراع وعدم الاستقرار، وحثّها بدلاً من ذلك على دعم عملية الانتقال السياسي».

وذكّر الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين وجميع العاملين في المجال الإنساني لدى الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها، فضلاً عن قواعد ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين، كما أشاد «بالجهود الدؤوبة لمستشاره الخاص جمال بن عمر»، وأشار إلى أنه على الرغم من تصاعد أعمال العنف، «لا تزال المفاوضات الخيار الوحيد لحل الأزمة اليمنية».

وفي السياق ذاته، أكدت باكستان أنها مستعدة للدفاع عن «وحدة وسلامة اراضي» السعودية «ايا يكن الثمن» لكن ليس بالضرورة للتدخل في اليمن ضد المقاتلين الحوثيين في اطار التحالف الذي تقوده الرياض. وكانت وكالة الأنباء السعودية ذكرت ان باكستان واحدة من الدول التي «عبرت عن رغبتها في المشاركة بالعملية في اليمن».

لكن وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف صرح امس بينما الغارات الجوية مستمرة، انه لم يتخذ اي قرار يتعلق بمشاركة محتملة من قبل باكستان في هذه العملية التي تهدف الى دعم الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يهدده الحوثيون، وقال آصف «لا نريد أن نتورط في تمدد (للنزاع) وسنحاول احتواءه»، واعلن ارجاء زيارة وفد باكستاني كان يفترض ان يتوجه امس إلى السعودية «ليوم او يومين» بعد اجتماع جامعة الدول العربية.

وأضاف «نحن لا ولن نشارك في اي نزاع يقسم العالم الإسلامي»، وأضاف « إذا كان هناك أي تهديد لسيادة السعودية أو سلامة أراضيها، فباكستان ستدافع عنها ايا يكن الثمن».



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط