مهاجم سيدني كان "مطلوباً للسلطات الايرانية"

أبوت: لماذا لم يدرج محتجز رهائن سيدني على قائمة الإرهاب؟




مهاجم سيدني كان "مطلوباً للسلطات الايرانية"

أبوت: لماذا لم يدرج محتجز رهائن سيدني على قائمة الإرهاب؟

16 ديسمبر/ كانون الأول 2014

تساءل رئيس الوزراء الأسترالي، توني أبوت، عن السبب في عدم إدراج المسلح الذي احتجز رهائن في مقهى بسيدني على قائمة الإرهاب.

وكانت عملية احتجاز الرهائن قد انتهت باقتحام القوات الخاصة "الكوماندوز" للمقهى، وأسفرت عن مقتل المسلح، ويدعى هارون مؤنس، وهو إيراني المولد، مع رهينيتين آخرين.

وقال أبوت إن الحكومة ستدرس لماذا أفرج عن مونس بكفالة في جرائم سابقة.

ونعى أبوت الرهينتين اللذين لقيا حتفهما في عملية تحرير الرهائن، ووصفهما بأنهما "شخصان فاضلان".

وقد لقي الرهينتان، بالإضافة إلى مونس، حتفهما حينما اقتحمت القوات الخاصة "الكوماندوز" المقهى في وقت مبكر الثلاثاء، لتنهي حصارا استمر 16 ساعة.

وبدأ التحقيق في العملية التي شنتها الشرطة لتحرير الرهائن.

وبدأت الشرطة أيضا التحقيق في الأسباب التي دفعت مونس، وهو لاجئ إيراني معروف لدى السلطات بتاريخه الطويل مع جرائم العنف وتبنيه لأفكار متطرفة، لتنفيذ هذا الاعتداء، وكيف حصل على السلاح.

وتساءل أبوت في مؤتمر صحفي: "كيف يمكن لشخص لديه مثل هذا التاريخ الطويل والمريب ألا يكون مدرجا على قائمة المراقبة المناسبة، وكيف يمكن لشخص مثل هذا أن يكون طليقا تماما وسط المجتمع؟"

وقال: "هذه أسئلة تحتاج إلى النظر فيها بعناية وهدوء وطريقة منهجية".

لكنه أضاف بأنه "من الممكن" أن يحدث هذا الحصار حتى إذا كان مونس مدرجا على قائمة المراقبة.

وتابع بأن "مستوى المراقبة، الذي سيكون ضروريا لمنع الناس من ممارسة حياتهم اليومية، سيكون مرتفعا جدا بالفعل".

وأعلن عن أسماء الضحيتين وهما المحامية كاترينا داوسون البالغة من العمر 38 عاما، وهي أم لثلاثة أطفال، وصاحب المقهى توري جونسون البالغ من العمر 34 عاما.

ووصف أبوت الضحيتين بأنهما "شخصان محترمان وفاضلان كانا ضحية للخيال المريض لشخص مختل بشدة".

وكان أبوت صرح في وقت سابق بأن محتجز الرهائن سعى الى تغطية أفعاله برموز تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي "إن هذه الاحداث تظهر أن بلدا مثل بلادنا حر ومنفتح وسخي وآمن عرضة لأعمال عنف ذات دوافع سياسية".

وأشار أبوت إلى أن "هذا الحادث المروع" في المقهى "مأساة تعجز الكلمات عن وصفها" مشددا على أن "ثمة دروسا يجب تعلمها" من هذه "المواجهة مع الإرهاب".

أستراليا

وفي ساحة "مارتن بليس" بوسط سيدني، بدأ الأستراليون يتوافدون على المكان لتوقيع دفاتر التعازي ووضع أكاليل الزهور تكريما للضحيتين.

خطة عاجلة

وأغلقت مناطق وسط سيدني صباح الاثنين بعد أن اقتحم المسلح مقهى "لينت تشوكوليت" واحتجز 17 رهينة.

وتمكن خمس رهائن من التسلل خارج المقهى بعد ظهر الاثنين، بالإضافة إلى عدة أشخاص آخرين في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء بعد أن اقتحمت قوات الكوماندوز المقهى.

لم تتم الاستجابة للمطالب

وخلال الحصار طلب مونيس ثلاثة مطالب - من ضمنها اتصال مباشر مع السيد ابوت وتسليمه علم الدولة الاسلامية "داعش"، لكن لم تتم الاستجابة لأي مطلب من المطالب.

حوالي الساعة الثانية صباح يوم الثلاثاء، وبعد أكثر من 16 ساعة على بدء الحصار، يبدو ان الاثني عشرة رهينة الباقية نالوا فرصتهم. بدأ النعاس يسيطر على مونيس. إنهم تواقون إلى مخرج.

ثار مونيس وراح يصرخ. حاول مدير المقهى توري جونسون نزع المسدس منه. فأرداه مونيس قتيلا، رغم ان جراح السيد جونسون تدل على انه انهال على مونيس بضرب مبرح قبل إطلاق الرصاصة القاتلة عليه.

في الخارج، سمعت الشرطة صوت إطلاق النار. ورأى واحد من القناصة السيد جونسون يسقط أرضا حسبما أفاد أحد المراسلين. وفي وقت لاحق قال مفوض الشرطة أندرو سيبيوني، "الآن يجب عليهم اقتحام المقهى كي لا يموت المزيد من الأشخاص."

حوالى الساعة العاشرة صباحا، أطلقوا النار على الأبواب الزجاجية واقتحموا المقهى تحت وابل من النيران ووميض الأضواء.

في تلك الثواني الأخيرة، قتلوا مونيس. ولكن المحامية كاترينا داوسون وهي والدة لثلاثة أطفال وجولي تايلور رفيقتها قتلتا أيضا خلال تبادل إطلاق النار. وتعتقد الشرطة كاترينا قتلت برصاصة مونيس.

واصيبت خلال تلك الثواني الأخيرة أيضا مارسيا ميكاييل 44 عاماً (وهي لبنانية الاصل) برصاصة في رأسها، وامرأة ثانية تبلغ من العمر 75 عاما، وامرأة أخرى تبلغ من العمر 52 سنة أصيبت في قدمها وشرطي يبلغ من العمر 39 سنة تم رشّ وجهه بالرذاذ. خرج من المستشفى وكانت كلماته لنائب مفوض الشرطة كاثرين بورن: "سأعود إلى العمل غدا."

بقيت خمسة عشر رهينة على قيد الحياة ولكن الآنسة داونسون والسيد جونسون أصبحا ضحايا هارون مونيس، الذئب المختل الذي أراد من العالم ان يصدق انه محارب الدولة الإسلامية.

ولد باسم محمد حسن منتقي. وترعرع ليصبح شيخا مزيفا ومعالجا روحيا مدعيا وإرهابي.

لم يصدقه أحد. ولكنه كان خطيرا فأرهب الأمة لأكثر من 16 ساعة. 

مهاجم سيدني كان "مطلوباً للسلطات الايرانية"

قالت إيران إنها تقدمت بطلب إلى الحكومة الاسترالية قبل 14 عاماً لترحيل هارون مونس، منفذ عملية احتجاز الرهائن في سيدني، إلا أن استراليا رفضت تسليمه لطهران حينها.

وصرح رئيس الشرطة الايرانية، الجنرال اسماعيل أحمدي مجهدام ان "مونس كان مطلوباً بجرم الاحتيال"، مضيفاً أن "هارون مونس هرب الى استراليا عبر ماليزيا في نهاية عام 1990".

وقتل مونس واثنين من الرهائن صباح الثلاثاء بعدما اقتحمت الشرطة الاسترالية مقهى لينت وسط سيدني، بعد فترة احتجاز استمرت 16 ساعة.

وأكد رئيس الشرطة الايرانية أن "مونس كان يعرف باسم منتقي في إيران".

وقال مجهدام للصحافين إن" مونس كان يعمل في وكالة للسياحة وللسفر حين اقترف جريمة الاحتيال"، مضيفاً أنه سافر بعد ذلك الى ماليزيا ثم الى استراليا باستخدام اسم مزور".

وأضاف " لم نتمكن من إجبار استراليا على تسليمنا مونس، لعدم توقيعنا معاهدة تتيح امكانية تبادل المجرمين بين البلدين".

وتقدم مونس بطلب لجوء سياسي في استراليا، واستطاع الحصول عليه.

وفي الوقت الحالي، فتحت السلطات الاسترالية تحقيقاً لمعرفة الاسباب التي تقف وراء اطلاق سراح مونس بكفالة، رغم أنه له تاريخ طويل في جرائم العنف، إلا انها أكدت عدم وجود أي دليل يثبت صلته بالحركات الاسلامية المتطرفة.

وأدين مونس بإرسال رسائل عدوانية لأهالي العسكريين الاستراليين في عام 2009، كما اتهم بمساعدته لقاتل زوجته السابقة في عام 2013، وأطلق سراحه بدفع كفالة مالية.

وكان مونس يواجه 40 تهمة تحرش جنسي ، إلا أنه لطالما نفى التهم المنسوبة اليه بحسب ما صرح به محاميه السابق.



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط