شدد في افتتاح دورة مجلس الامة على تعزيز الجبهة الداخلية

أمير الكويت دعا الى تحصين بلاده من الارهاب العابر للقارات




شدد في افتتاح دورة مجلس الامة على تعزيز الجبهة الداخلية

أمير الكويت دعا الى تحصين بلاده من الارهاب العابر للقارات           

دعا امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في افتتاح الانعقاد العادي لمجلس الأمة، الى تحصين البلاد من وباء الارهاب العابر للحدود وحماية المجتمع من اسباب الفتن والنزاعات، بترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية.

وقال في خطابه: تجتاح العديد من اقطار العالم العربي أعاصير عاتية وزلازل مدمرة من الحروب الاهلية واعمال الارهاب والانفلات الامني ومعاناة من ويلات الارهاب وفقدان الامن ومن تشريد وتجويع وفوضى ودمار ومن سفك للدماء تمارسها تنظيمات متطرفة وميليشيات مسلحة وجماعات متشددة تنشر الفوضى وتجر الدمار.

في هذا المشهد المأساوي نرى دولا تتفكك وحكومات تنهار ومؤسسات تتلاشى أدت الى فوضى شاملة غاب فيها القانون وانعدم فيها النظام والامن والامان واصبحت اقدار الناس بأيدي مسلحين مجهولين اجبرتهم الى التشرد داخل وخارج اوطانهم.

واذا كان الالم يعتصر قلوبنا لذلك، فإننا في هذا البلد الآمن الأمين نحمد الله على نعمة الأمن والامان والسلام والاستقرار التي تستوجب منا حفظ هذه النعم واستخلاص الدروس والعبر مما يجري حولنا فالعاقل من اتعظ بغيره. وعلينا ان نعمل جاهدين لتحصين وطننا ضد وباء الارهاب العابر للحدود وحماية مجتمعنا من اسباب الفتن والنزاعات وذلك بترسيخ وحدتنا الوطنية وتعزيز جبهتنا الداخلية بتلاحمنا ووقوفنا صفا واحدا متكاتفين متعاونين شعارنا دائما مصلحة الكويت فوق اي مصلحة اخرى.

وقال: لئن كانت خدمة الوطن غايتنا ومصلحة الكويت هدفنا، فالحوار العاقل الواعي والتشاور والتوافق والتسامح سبيلنا. ونحن في دولة القانون والمؤسسات والحرية ينبغي ان تتسع الصدور لكل رأي بناء او نقد ايجابي يستهدف المصلحة العامة.

وعلى المستوى الاقليمي فاننا على ثقة بان أداءنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية يرتفع الى مستوى الاخطار التي تهدد بلداننا والتحديات التي تواجه شعوبنا وتعزز من قدراتنا وامكاناتنا الجماعية. كما بات من الضروري مضاعفة العمل على توسيع نطاق التعاون والتواصل ليشمل الشعوب والمؤسسات والهيئات الاهلية الى جانب المستويات الحكومية الرسمية.

ومضى امير الكويت يقول: ان التنمية البشرية هي اساس التنمية الشاملة وأداتها وهدفها، فالدول والمجتمعات ترتقي وتتقدم بصلاح الانسان. ان بناء الانسان الكويتي في طليعة أولوياتنا ليكون مؤهلا علميا وعمليا يملك الكفاءة والمقدرة والخبرة التي تتطلبها اسواق العمل بناء الانسان الكويتي المؤمن بدينه وبوطنه المتمسك بقيمه ومبادئه وتراثه الذي يؤدي واجبه قبل ان يأخذ حقوقه.

وقال الشيخ صباح: لقد ناشدت من هذا المنبر مرات عديدة للتركيز والاهتمام بالتنمية الاقتصادية والعمل على تطوير وبناء نشاطات اقتصادية منتجة توفر فرص عمل للشباب وتنوع مصادر دخل الدولة وتقلل اعتماد اقتصادنا الوطني على النفط. وها نحن نشهد دورة اخرى من انخفاض اسعار النفط نتيجة لعوامل اقتصادية وسياسية تعصف بالاقتصاد العالمي مما يلقي بظلالها السلبية على اقتصادنا الوطني.

انني ادعوكم حكومة ومجلسا بتحمل مسؤولياتكم الوطنية لاصدار التشريعات واتخاذ القرارات اللازمة التي تحمي ثرواتنا النفطية والمالية والتي هي ليست ملكا لنا فحسب بل هي ايضا حق للاجيال القادمة علينا ان نستغلها الاستغلال الامثل لضمان استمرار بناء الانسان الكويتي ونمو اقتصادنا الوطني. ان عليكم مسؤولية منع الهدر في الموارد وترشيد الانفاق وتوجيه الدعم لمستحقيه دون المساس بالاحتياجات الاساسية للمواطن او التأثير على مستوى معيشته.

رئيس الحكومة

بدوره، أكد الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس الحكومة الكويتية أهمية التعاون الايجابي المثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية باعتباره خيارا لا مناص منه للحفاظ على مكتسبات الوطن وتحقيق التغيير والإصلاح المنشود ودفع مسيرتنا التنموية إلى الأمام.

وقال في كلمته امام مجلس الأمة، إن الحكومة وإذ تأمل في المزيد من التعاون من جانب مجلس الأمة، تؤكد التزامها بتوفير كل سبل التعاون والأجواء الملائمة لقيام المجلس بدوره التشريعي والرقابي شريكا كاملا في حمل المسؤوليات الوطنية وفقا لأحكام الدستور وبما يتطلب من الجميع المزيد من رحابة الصدر وتقبل الرأي الأخر تجسيدا للتعاون والسعي نحو الأمام لجعل الكويت هي الرابح الأكبر.

ولفت الى تأكيد الحكومة على حتمية إحداث نقلة نوعية في العمل الإيجابي المثمر لتجاوز المثالب والمعوقات في تحديد الأولويات وترسيخ دولة القانون والمؤسسات سبيلا لإنجاز الغايات المأمولة في خدمة الوطن والمواطنين.

واستعرض سموه العديد من الانجازات الطيبة المشهودة التي تحققت في مختلف المجالات والتي كانت بلا شك ثمرة جهود مخلصة وتعاون بناء بين المجلس والحكومة مشددا على ضرورة مضاعفة الجهود والعمل الجاد من أجل المزيد من الانجازات وتلبية آمال وتطلعات المواطنين.

رئيس مجلس الأمة

وبدوره، أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن ما يشهده محيطنا القريب من حرب مفتوحة يعاد من خلالها رسم خرائط دول، والكويت لا تستطيع أن تنأى بنفسها عن تداعيات هذه الفوضى "إلا بالتحصن بالوحدة والعقيدة والدستور" .

وقال الغانم: "نحن على قناعة كوننا ممثلين للشعب، لا يحصننا أبداً من الخطأ ولا يعفينا من النقد طالما أنه نقد تقويمي فتوجهنا الإصلاحي سيعرضنا لحملات اتهام وتشكيك خاصة من سراق المال العام وأدواتهم السياسية والإعلامية" .

وأشار إلى أن تعاون مجلس الأمة مع الحكومة دون تعسف في التشريع أو تطرف في الرقابة أو تهاون في المساءلة، يعتبر شرطاً أساسياً لتكوين بيئة قادرةعلى الإنجاز .



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط