النهضة مرهونة بشباب الكويت





النهضة مرهونة بشباب الكويت
نافع حوري الظفيري
من منا لا يحفظ بيت المتنبي الشهير "ما كل ما يتمنى المرء يدركه"
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"، لكن الأجمل هو ما قيل عن عدم التسليم بالعجز والفشل، اذ ينقل عن شاعرة مغمورة
"تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن
إن الذي يرتجي شيئاً بهمّته
يلقاه لو حاربته الانس والجن
فاقصد إلى قمم الاشياء تدركها
تجري الرياح كما رادت لها السفن".
والأجمل على الإطلاق هو التسليم الكامل أن كل شيء هو بيد الله تجري الرياح بما شاء الإلهُ لها
لله نحنُ وموجُ البحرِ والسفُنُ.
مناسبة هذه المقدمة ان التصميم على امر حق يفشل كل محاولات عرقلته، لان المرء بعزيمته، وليس بالتردد، فلو كان العلماء والمبادرون، والمخترعون استكانوا للامر السهل ما وجدنا كل هذه الاختراعات.
بل الكثير منهم ضحوا باغلى ما يمكلون من اجل تحقيق ما يريدون، لكن في المقابل هناك الكثير وجدوا الدعم، المعنوي وحتى المادي، وبذلك تفوقوا على الاخرين، وخدموا دولهم، وارتقوا بشعبهم الى اعالي المجد.
في هذا الشأن ثمة رجال يقودون شعوبهم الى الحضارة، باللين وليس بالقمع، فمن المرويات ان اسكندر ذا القرنين عندما كان يتوسع في حربه، وجد منطقة تسكنها قبائل بدائية لا تفقه قولا ولا تجيد الزراعة، ولا حياكة الملابس، ولا بناء المنازل، يعيش افرادها على ما ترمي لهم الاشجار من ثمار، او الحشائش التي تنبت من الارض.
وهم حفاة عراة، اتخذوا الجحور مساكن لهم، فما كان منه الا جمعهم، وبدأ تعليمهم الزراعة وبناء المنازل، والسدود لجمع المياه، وصناعة الملابس، وكذلك القراءة والكتابة.
حينها جاء أحد القادة الدينيين إليه، وسأله: ألا ندعوهم أولا لعبادة الله، حتى لا نصنع الخير في غير أهله، فالتفت إليه الامبراطور، وقال: لنستر عوراتهم، ونُشبع بطونهم، وبعدها سوف نتحدث بهذا الأمر.
ومكث فيهم الاسكندر مدة من الزمن حتى أصبحوا يجيدون اللغة، والزراعة والصناعة، وباتوا مجتمعا مختلفا تماما عما كانوا عليه.
عندها جمع جنوده، وأمرهم بالاستعداد للرحيل، وما أن سمع أهل تلك المنطقة الخبر حتى ذهبوا إليه يسألونه عن الدين الذي يتبع، والرب الذي يعبد، فشرح لهم وأخبرهم عن الله، ولم يكد ينهي حديثه حتى آمن كل أبناء تلك القبائل.
عندها التفت إلى ذلك القائد الديني، وقال له: دع عملك وأخلاقك تتحدث للناس عن دينك، خذ بيدهم واجلب لهم الخير، وعندها سوف يأتي الجميع إليك للسؤال عن دينك.
ايا كانت اهداف هذه القصة، او ابيات الشعر التي بدأنا بها، فإن القصد ان يدرك المرء ماذا تعني قدرته على التغيير، خصوصا في بلاد حباها الله بالكثير من النعم، التي بات من الواجب ان تستغل بالطريقة الصحيحة، والا يكون هناك بطر، لانه هو سبب كل العلل التي هدمت دولا كبيرة، ولنا في هذا الشأن امثلة عدة في قديم الزمان، او حتى في التاريخ المعاصر.
الكويت لديها طاقات كبيرة، لكنها للاسف انزوت في صندوق القبلية والطائفية، والغمز واللمز، ولم تستقيظ بعد من تلك الصدمة التي ارجعتنا عقودا الى الوراء.
اليوم هناك رهان جدي على ابناء الكويت ان يبادروا الى الثقة بانفسهم، ويشمروا عن سواعدهم، كي يكونوا على قدر التحدي.
اللهم احفظ الكويت.