الذكاء الإصطناعي... والتعليم
نبيل حرب
يشكل الذكاء الاصطناعي في أيامنا هذه تحولًا جذرياً وثوريًا في مجالات الحياة المجتمعية والعملية والعلمية كافةً، وتحديداً في مجالات التربية والتعليم، والتي دخلها دون إستئذان، وأصبحت الوسيلة الفضلى للتلاميذ والطلاب للحصول وللوصول إلى المعلومة بسهولة وبسرعة فائقة... فهلّ سيحلّ الذكاء الإصطناعي محلّ الذكاء الإنساني في التعليم، وأين تكمن حسناته وسيئاته...؟
للإضاءة على هذا الواقع الجديد، وللإجابة على العديد من التساؤلات في هذا المجال، نستعرض مع الباحثة الدكتورة عايدة الخطيب، المتخصصة في علم الإجتماع وفي التنمية الإقتصادية، وعضو شبكة التحوّل الرقمية والحوكمة في لبنان، كافة جوانب هذا الذكاء الوارد إلينا، خاصةّ من الناحية التربوية العلمية.
*باختصار ما هو الذكاء الإصطناعي وما هي تطبيقاته؟
-الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence: AI) هو مجال علوم الكمبيوتر المخصص لحل المشكلات المعرفية المرتبطة عادةً بالذكاء البشري. وتسمح تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالتعرف على الكلام والرؤية ومنطق القرار والوظائف الذكية الأخرى التي تحاكي العقل البشري، حيث يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التواصل مع المستخدمين بطريقة أكثر طبيعية وجعل تجربة المستخدم أفضل وأشمل وأدقّ.
*كيف يمكن الإستفادة من إمكانيات الذكاء الإصطناعي في مجالات التعليم؟
-يقدم الذكاء الإصطناعي فرصًا هائلة لتعزيز الإبتكار وتحسين النتائج التعليمية. وفي نظرةً شاملةً حول كيفية إستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين التعليم وتعزيز الإبتكار، نستعرض الإمكانيات والمجالات التالية:
تخصيص التعليم : يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص تجارب التعلم لكل طالب، بناءً على إحتياجاته ومستواه الفردي، مما يعزز الفرص للإبتكار والتعلمّ الفعال.
توجيه الطلاب: يمكن للنظم الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي توجيه الطلاب نحو المصادر التعليمية المواءمة والتحديات المناسبة التي تعزز التفكير الإبداعي وحلّ المشكلات.
تعزيز التفاعل والتعلم التشاركي: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفاعل بين الطلاب وتشجيع التعلم التشاركي من خلال منصات تعليمية مبتكرة.
تحليل البيانات التعليمية: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات التعليمية بشكل دقيق وسريع، مما يوفر رؤى قيّمة للمعلمين والمسؤولين لتحسين العملية التعليمية وتطوير إستراتيجيات تعليمية جديدة.
*هلّ يمكن للذكاء اصطناعي المساهمة في تحسين النتائج التعليمية لدى التلاميذ والطلاب ؟
-بالطبع، ففي هذا الإطار يمكننا تحسين النتائج التعليمية عبر إستخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال إعتماد الوسائل التالية:
تكيّف المحتوى التعليمي: يمكن للذكاء الاصطناعي تكييف المحتوى التعليمي بناءً على أساليب تعلم الطلاب وإحتياجاتهم الفردية، مما يؤدي إلى تحسين فَهم المواد وزيادة مستويات التحصيل الدراسي.
توفير ردود فعل فورية: يمكن للنظم التعليمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي توفير ردود فعل فورية وتوجيهات شخصية للطلاب، مما يساعدهم على تحسين أدائهم وتصحيح أخطائهم بشكل فعّال.
توجيه التدريس الفعّال: يمكن للذكاء الاصطناعي توجيه المعلمين نحو إستراتيجيات تدريس فعّالة وموارد تعليمية ملائمة لإحتياجات الطلاب، مما يُسّهم في تحسين جودة التعليم والنتائج التعليمية.
تنبؤ الأداء الطلابي: يمكن للذكاء الإصطناعي توفير تحليلات متقدمة للأداء اليومي للطلاب وإستنباط تنبؤات لأدائهم المستقبلي، مما يمكّن المعلمين من إتخاذ إجراءات مبّكرة ومبتكرة لتقديم الدعم اللازم، لهم وتحسين نتائجهم التعليمية.
*برأيكم، وبردّ موجز، ما سيكون دور الذكاء الإصطناعي في التعليم والتربية ؟
-بإختصار، يُظهر الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة لتعزيز الإبتكار وتحسين النتائج التعليمية من خلال تخصيص التعلم، وتحليل البيانات، وتوجيه الطلاب والمعلمين نحو تجارب تعلمّ فعّالة ومناسبة...
*هل لديك ما تضيفينه في هذا المجال؟
-في الختام، أستلهم من أديبنا اللبناني العظيم جبران خليل جبران، الذي قال: "أولادكم ليسوا لكم... أولادكم أبناء الحياة" ... فأقول:
"...أولادنا وأحفادنا وطلابنا ليسوا لنا... فأولادنا وأحفادنا وطلابنا هم حُكماً أبناء العالم الرقمي...