كتب الصحافي نبيل حرب - اعطوا الناس ودائعها...





كتب الصحافي نبيل حرب - اعطوا الناس ودائعها...
7/02/2024
سيدني - الميدل ايست تايمز الدولية: اخيرا وبعد اجتماعات ودراسات واجتهادات...قررت السلطات المالية بالتعاون مع الجهات المصرفية اعطاء المودعين ١٥٠$ شهريا...
بمعنى آخر اذا كنت تملك حسابا مصرفيا بسيطا بمائة الف دولار تحتاج الى حوالي ٥٥ سنة بالتمام والكمال لاسترداد الوديعة،بمعنى آخر سيقسط الى اولادك واحفادك والله اعلم...
١٥٠ $لا تكفي ثمن فاتورة الكهرباء،ومن اين نأتي بالمال لندفع باقي النفقات من ايجار ومياه وهاتف ومدارس وادوية ومأكل ومستشفيات وبنزين وغيره...؟
نهبتم اموالنا وجنى اعمارنا وبدل التفتيش عن خطة لرد اموال الناس كما يجب ،وبينهم عشرات آلاف المغتربين الذين وثقوا بكم ووضعوا جنى اعمارهم في لبنان،نراكم تفبركون الأضاليل لتخدير الناس عبر اعطائهم ١٥٠ دولار شهريا واقناعهم ان الكحل افضل من العمى...
نحن نريد ان نعرف،ومن حق كل مودع ان يعرف اين ذهبت امواله؟اين الضمانات التي كنتم توهمون الناس بها؟اين ذهبت الارباح الطائلة التي كانت تصرح عنها المصارف بمليارات الدولارات سنويا؟لمن كانت الهندسات المالية؟كيف سمحتم بتهريب الاموال الى الخارج ولمن؟
الأسئلة كثيرة لكن طوال ٤ سنوات لم نحصل على اجوبة شافية،فما ذنب الناس الذين امنوكم على ودائعهم التي جمعوها بعرق الجبين قرشا قرشا لتسرق؟؟؟
تحدثتم طوال سنوات عن خطط لاعادة الودائع الى اصحابها على دفعات،اين ذهبت وعودكم؟اين الخطط التي تتحدثون عنها وانتم ترون شعبكم يموت من الجوع ومدخراتهم عالقة في المصارف،برأيكم لو حصل هذا الامر في اي دولة بالعالم هل كان الشعب ليسكت كما هو حاصل في لبنان...
في كل الدول يمكن ان يحصل انهيار مالي،لكنهم سرعان ما يضعون الخطط السريعة والمدروسة لإيقافه ومن ثم النهوض واعطاء الحقوق للناس كما حصل في قبرص واليونان وغيرهما...
الا تخجلون من اعطاء الناس ١٥٠ $شهريا من ودائعها؟الا تخجلون من سرقة اموال المغتربين الذين وثقوا بكم وارسلوا ما يملكون الى بلدهم الأم فهجّرتموهم للمرة الثانية الاولى حين هاجروا قسرا والثانية حين اختلستم جنى اعمارهم،فانظروا اليوم كيف تحولت ودائع المغتربين الى بلدان اخرى؟وهذه الودائع فقط قادرة على النهوض بالقطاع المصرفي في حال عودة الثقة.
١٥٠$بالشهر لا تكفي ثمن وقود لنقبضها من المصرف مع الف تربيح جميلة...تبيعون الناس وهما وتخدرونها بهذا المبلغ البسيط ولا تخجلون...
٧٣بالمائة من الشعب اللبناني واكثر تحت خط الفقر،ولولا مساعدة المغتربين لذويهم لكانت هذه النسبة واكثر على الطريق تشحد لقمة الخبز،فكفى كذبا ودجلا وخططا فارغة وعنتريات...
حان لكم ان تستعينوا بخبراء لهم تجاربهم الناجحة في هذا المجال،وتقومون بوضع خطة مالية مدروسة لإعادة الاموال الى اصحابها ولو على دفعات،فأنتم قادرون لو اردتم،ولبنان ليس بلدا مفلسا والا لماذا لم يتعثر اي مصرف حتى الآن؟؟؟
بامكانكم ان تستردوا المبادرة والقرار وبامكان لبنان ان ينهض وعنده من الطاقات ما يكفي،شرط ان تحسنوا النوايا وتتكلون على الله،فما حك جلدك مثل ضفرك،والنهوض يحتاج فقط الى قرار وثقة بالنفس واعتراف ان الناس محقة في المطالبة بودائعها وبقروشها البيضاء التي لم تجدها في ايامها السوداء التي نعيشها اليوم.