التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء





التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء
حسن احمد عبدالله
"التنظيف الاجتماعي" هو العنوان من مجاهل افريقيا الى ارقى الدول الغربية، لا يجب ان يبقى لدينا فقير رغم ان الفقراء، بجوعهم وحرمانهم يمولون ووحوش المال، لكن لا عيب من التنظيف. من البحث عن كائن اخر يخدمنا، ويعزز ثرواتنا، لكنه لا يقلقنا او يكلفنا.
في هذه العملية البسيطة تسقط الشعوب، لا بأس، فكلما انخفضت الافواه زاد الغذاء الطازج غير الفاسد، وزادت المتعة، وهنا لا فرق بين اوروبي اشقر او افريقي اسمر البشرة، او اصفر اسيوي او حنطي عربي.
لا تهم اللغة، فالمال له لغته، ولا يفهمها الا اصحابه، لذا اعبد ما تشاء، وادفع لي، هكذا هي المعادلة حاليا، اذ لا فرق بين من يموت في الحرب او الكوارث الطبيعية، او يموت ميتة طبيعية، او حتى منتحرا، فالهدف واحد، ان نخفف ازدحام البشر على الكوكب، فثماني مليارات نسمة عدد كبير.
هل نحن بحاجة الى مؤامرة، مهلا على من نتأمر، اليس من نحن نطاع، وعلى الاخرين طاعتنا؟ لذا لا حاجة لنا ان نخطط كيف نقتلهم، فقط نستخدم نظرية "مانوراج"، وليذهب القطيع الى حتفه بقدميه، لن نلوث ايدينا بالفقراء، فهم يموتون بالامر، نأمرهم ونطاع، الم نهدر حياة 70 مليون نسمة في حرب تسلينا فيها طوال ستة اعوام، واعدنا ترتيب العالم كما نشتهي؟
الم نأمرهم ان يموتوا في اوائل القرن العشرين فذهب ملايين منهم الى الموت طواعية، فلماذا نرهق انفسنا في التفكير بمصيرهم؟
اليوم يذهبون الى موتهم طواعية، اما باسم الدين او بسبب الحاجة، او لانهم ببساطة اغبياء يعتقدون ان خلودهم في مكان اخر، لا احد عرف حقيقته.
"التنظيف الاجتماعي" ليس على طريقة هتلر، الذي لو انتصر في الحرب لكنا اليوم نصفق له، ونكيل له المدائح، فقبله كان من يقتل، وبعده استمر القتل، انظروا الى حمام الدم الصهيوني في فلسطين، و"داعش" وبقية الجماعات التي تتشابه بكل شيء، فالعقيدة واحدة وهي استغلال الدم من اجل الدين، رغم اختلاف التسميات. انظروا الى الصراعات والحروب على الكرة الارضية، انهم يقتلون انفسهم بارادتهم.
انا احاسبك، اما انت فلا، لا يجب ان تقترب من المقدس، اصحاب المال ومن يعملون لديهم! لا تخطىء في التخيل، فالعاملون لديهم، هم الزعماء الذين يمتطون الفقراء بشعوذات التدين، او الهالة السياسية، لانهم يعرفون كيف يكذبون، اما انت عليك ان تطيعهم، فهم انصاف الالهة المتمرسة خلف الابواب المغلقة، الذين يوزعون عليك الهواء كي تتنفس الى حين، فبعد ان يمتصون دمك، ويأكلون لحمك، ويبنون كراسيهم من عظامك، عندها ينتهي دورك.
كذبوا حين قالوا لنا لا بد من "التنظيم الاجتماعي"، هم كانوا يقصدون "التنظيف الاجتماعي"، اي اختيار النوع وفق الثروة، لذلك عارضوا الثورة، فصراخ الفقراء يهوي باسطورة التزييف، الدينية والسياسية، والاعلامية، وعندها فقط يمكن ان تسقط الثروة، لذا يقال للحكواتية الزعماء زيدوا من تخدير الفقراء، اوعدوهم بالجنة في الارض والسماء، فكلما سعوا اليها ازدادوا حاجة الينا.
هكذا هي نظرية وحوش المال في شأن "التنظيف الاجتماعي"، لكنهم لا يدركون ان الوحوش حين تجوع تأكل بعضها.
صحافي لبناني