قداس الكتائب اللبنانية – الأحد 15 أيلول 2019

الأب لويس الفرخ: "لا يجب أن نتراجع أمام التحديات ونفقد الأمل مهما عظمت الآلام وكثرت التضحيات"




قداس الكتائب اللبنانية – الأحد 15 أيلول 2019

عظة الأب لويس الفرخ، رئيس دير مار شربل، بانشبول

آبائي الأجلاء، سعادة قنصل لبنان العام والسيدة عقيلته، رئيسة وأعضاء حزب الكتائب اللبنانية في أستراليا، حضرات رؤساء الرابطة المارونية الأحزاب اللبنانية، الجمعيات، الجامعة اللبنانية والمؤسسات الإعلاميّة، إخوتي الأحباء،

إحتفل العالم المسيحي أمس بعيد الصليب المقدس، الذي أمر للإحتفال به وتكريمه الملك قسطنطين بعد دخوله مدينة روما سنة 330 ميلاديّة.

وخلال زمن الصليب المؤلف من 7 أسابيع، تذكرنا الكنيسة بأهميّة الصليب ودوره في حياتنا المسيحية وتعلمنا معنى الألم والفداء والمحبة اللامتناهية من أجل خلاص الإنسان.

وتذكرنا بأنّه لا يوجد صليب بدون مسيح ولا مسيح بدون صليب.

أيها الأحباء، كل واحد منا يحمل صليباً خاصاً به: صليب المسؤولية، صليب العائلة، صليب المرض، صليب الأمانة والصداقة والخدمة والمحبة والعطاء.

فلا يجب أن نتراجع أمام التحديات ونفقد الأمل مهما عظمت الآلام وكثرت التضحيات.

لأن بعد الصليب، الموت وبعد الموت القيامة والمجد. لهذا نردد في المحن والعذاب "مع آلامك يا يسوع".

إجتمعنا اليوم لنصلي مع الكتائبيين في أستراليا ولبنان وعالم الإنتشار كما جرت العادة منذ 37 سنة، يوم ذكرى إستشهاد الرئيس الحلم الشيخ بشير الجميل في 14 أيلول 1982.

إجتمعنا لنتذكر شهداء وموتى حزب الكتائب الذي إتخذ شعاراً نؤمن به جميعاً دون أن نكون حزبيين: "الله، الوطن والعائلة"

ونذكر أيضاً مؤسس الحزب الشيخ بيار الجميل، والشهيد النائب والوزير بيار أمين الجميل وعموم شهداء وموتى هذا الحزب القاعدة التي تفرعت عنه أحزاب عديدة.

كلنا يعرف تاريخ هذه العائلة التي أسست هذا الحزب، والتضحيات والإنجازات التي قامت بها ولا تزال دفاعاً عن القضية اللبنانية وخصوصية وطن الرسالة.

لقد قاد هذا الحزب مسيرة النضال لحماية موقع لبنان التاريخي ودوره في المنطقة. ولا أحد ينكر النضال التاريخي لهذا الحزب ودفاعه عن شعاره، الله الوطن والعائلة.

نعم أيها الأحباء، إن لبنان الوطن الذي نفتخر بالإنتماء اليه ونزوره دائماً ما زال يعاني من أزمات داخلية وإقليمية وخارجية ومن تحديات سياسيّة وإقتصادية وإجتماعية، إضافة الى الفوضى والفساد والإهمال والهجرة والضياع في الخيارات.

نحن بحاجة الى مقاربة نوعية، الى وعي وذهنية جديدة لمواجهة التحديات وحماية قيمنا الروحية والإجتماعية.

أيها الأحباء، لنصلي في هذا اليوم وخلال زمن الصليب من أجل السلام في العالم وخاصة في أستراليا ولبنان.

ولنتطلع برجاء كبير وإيمان قوي ونقرأ مع الملك قسطنطين، الذي آمن بإله والدته هيلانة يسوع المخلص والفادي، " بهذه العلامة ننتصر"، لكي ننتصر على التحديات التي تواجهنا ونكمل مسيرة حياتنا بأمان وسلام. مسيرة المناضلين والشهداء ، كل الشهداء الذين دافعوا عن حرية وحق الإنسان بالعيش بكرامة.

أيها الأحباء، يقال أن جميع النساء قد تلد الذكور ولكن المواقف وحدها هي من تلد الرجال،

ويقال نحن لا نرتب أماكن الأشخاص في قلوبنا، أفعالهم تتولى ذلك.

ويقال أيضاً نحن لا نختار من نحب ولا نختار من نكره، إنها المواقف التي تبقي أشخاصاً وتبعد آخرين.

أيها الأحباء، نحن اليوم بحاجة الى رجال رؤية، وخطة وثقة وقرار حر، نحن بحاجة الى رجال يحملون قضية ويعملون بإنفتاح وحوار وضمير حي، رجال يناضلون على مثال الرئيس الشهيد بشير الجميل، لنتعلم اليوم من الفادي المخلص المصلوب على الصليب ومن شهدائنا: لا تراجع في المحبة، لا تراجع في التضحية والعطاء، لا مساومة على المبادىء والأخلاق ولا تراجع أيضاً عن حلم ال 10452، أن يبقى لبنان وطناً حراً سيداً ومستقلاً .

أيها الأحباء، إن حياتنا على الأرض هي عطية مجانية من الله، والله وحده الذي يقرر متى تأتي ساعة الرحيل.

رحم الله شهداء كل لبنان الذين ماتوا من أجل وطن الرسالة، وبنوع خاص شهداء الكتائب اللبنانية، رحمات الله على أرواحهم وليكن ذكرهم مؤبداً، آمين.

لنقف دقيقة صمت ونتذكر شهداءنا وأحباءنا الذين رحلوا عنّا.





 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط