الراعي من قطر: يهمنا ان يشارك اللبنانيون روحيا في هذا البلد كما يشاركون اقتصاديا واجتماعيا





الراعي من قطر: يهمنا ان يشارك اللبنانيون روحيا في هذا البلد كما يشاركون اقتصاديا واجتماعيا

19 نيسان 2018

الدوحة - وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والوفد المرافق الى مطار الدوحة في قطر، قبل ظهر اليوم، يرافقه المطرانان سمير مظلوم وبولس الصياح ومدير المكتب الإعلامي المحامي وليد غياض، في زيارة راعوية يضع في خلالها حجر الأساس لكنيسة القديس شربل.

وكان في استقبال الراعي، على ارض المطار، وزير الدولة السفير حمد بن عبد العزيز الكواري، مدير ادارة المراسم السفير ابراهيم يوسف فخر، سفير لبنان في قطر حسن نجم، كاهن الرعية المارونية في الدوحة الأب شربل مهنا، والبعثة الدبلوماسية ووفد من الجالية اللبنانية.

وردا على اسئلة الصحافيين، اعرب الراعي عن شكره لدولة قطر "لتقديمها ارضا لبناء كنيسة مار شربل عليها". وقال: "لكون قطر قدمت ارضا لبناء كنيسة للقديس شربل عليها، فهذا امر يشدد العرى واواصر العلاقة بين البلدين، فالقديسين يجمعون الناس بعضهم ببعض."

ووجه تحية شكر للامير الذي قدم مساحة من الارض لبناء كنيسة للموارنة عليها، قائلا: "انه يعرف ان مار شربل يشدد روابط الصداقة الكبيرة بين قطر ولبنان، وعلينا كلبنانيين ان نوطد هذه الصداقة سواء في قطر او في بلدنا الأم".

كما حيا الجالية اللبنانية، وقال: "نحن نفتخر بها اينما وجدت. ونشكر هذا البلد المضيف لاستقباله ابناءنا على تنوعهم، فهم يشعرون وكأنهم في بلدهم الأم. لطالما سمعنا ان اللبنانيين يعملون هنا ويجهدون لتأمين العيش الكريم لهم ولأهلهم في الوطن الام، ولكنهم ايضا وبولائهم لقانون الدولة المضيفة واحترامهم وتطبيقهم له وانخراطهم في المجتمع الذي يعيشون فيه، يساهمون ايضا وبشكل كبير بنمو هذه الدولة وازدهارها على كل الأصعدة".

الكواري

بدوره، رحب الكواري بالبطريرك والوفد المرافق، وقال: "نحن سعداء لاستقبال غبطتكم، فهذه الزيارة ذات الطابع الثقافي والحضاري والديني تحمل اهمية كبيرة جدا، ونتمنى ان تتكلل بالنجاح. نحن نحب الجالية اللبنانية، ونقدر لها دورها في نهضة قطر، وان شاء الله ستكون هذه الزيارة مناسبة جيدة، يتم في خلالها لقاء غبطة البطريرك الراعي بسمو امير البلاد ورئيس الوزراء، ووضع حجر اساس لكنيسة القديس شربل، وهذه مبادرة تعبر عن مدى التسامح الذي تتمتع به قطر".

وكان البطريرك الراعي قد غادر قبل ظهر اليوم لبنان، متوجها الى قطر، في زيارة راعوية تستمر لاربعة ايام، يضع في خلالها حجر الاساس لكنيسة القديس شربل، ويلتقي كبار المسؤولين القطريين وابناء الجالية اللبنانية. وكان في استقباله في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، قائد جهاز امن المطار العميد الركن جورج ضومط ورئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد، وقدمت للبطريرك ثلة من التشريفات.

وزير البلدية والبيئة القطري

واستهل البطريرك الراعي زيارته الراعوية الى دولة قطر بلقاء وزير البلدية والبيئة محمد بن عبدالله الرميحي في مقر الوزارة، في حضور سفير لبنان في قطر حسن نجم. حيث رحب الرميحي بالراعي والوفد المرافق، وعرض معه الوضع الإقتصادي والإجتماعي والبيئي في قطر بلمحة موجزة، لافتا الى "تطور هذا القطاع بشكل ملحوظ والى الإزدهار الذي حققه، لا سيما لجهة بناء المصانع والمعامل والإستفادة من الثروة الحيوانية والمشاريع البيئية والتنموية فيها".

واكد الرميحي ان "الجالية اللبنانية في قطر التي يتراوح عددها بين 25 و30 الف نسمة، وهي جالية فاعلة ومجتهدة وخلاقة"، مثنيا على "ما تقدمه من جهود في سبيل ازدهار الدولة"، مشيرا الى ان "اليد اللبنانية ساهمت في تطوير عدد كبير من المصانع والمزارع وغيرها في مختلف القطاعات، ما ادى الى تطوير مصانعنا وساهم في زيادة انتاجنا وقدم فرص عمل كثيرة وأدخل الحيوية الى مجتمعنا".

بدوره شكر البطريرك الراعي الوزير الرميحي على حفاوة الاستقبال، وقال: "نشكركم على كل التسهيلات التي قمتم بها للجالية اللبنانية وللرعية المارونية بشكل خاص، وقد علمنا بعملكم على تذليل الكثير من العقبات. يهمنا ان يشارك اللبنانيون روحيا في هذا البلد تماما كما يشاركون اقتصاديا واجتماعيا، وهنا نجدد شكرنا لسمو الامير على منحه الارض لبناء الكنيسة في قطر لتأمين هذا الأمر".

ورد الرميحي، قائلا: "ان اهتمامنا يأتي من محبتنا للبنان وشعبه. فنحن نقدر ان للناس مصالحها، ولذلك نبدي اهتمامنا"، مؤكدا ان "اللبنانيين يعملون وفق القانون ويعرفون حدودهم وكيف يتصرفون وثقافتهم مميزة جدا".

المتحف الاسلامي

بعدها زار الراعي والوفد المرافق المتحف الاسلامي، يرافقه وزير الدولة حمد بن عبد العزيز الكواري، وجال في مختلف اقسامه التي تجسد التاريخ الإسلامي.

وفي هذا السياق، ثمن الوزير الكواري زيارة البطريرك الراعي "التي تأتي في اطار تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، الأمر الذي تحتاج اليه الشعوب كي تعيش بسلام وتآخ".