محمد بن راشد يطلق مشروع «التعليم الإلكتروني» ل 50 مليون طالب





أطلق مشروع «التعليم الإلكتروني» ل 50 مليون طالب

محمد بن راشد يشعل شمعة تحسين التعليم العربي

19/09/2017

دبي: أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مشروع «محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي» الذي يضم «تحدي الترجمة»، أكبر تحدٍّ من نوعه في العالم العربي، يسعى إلى ترجمة 5 آلاف فيديو، بواقع أكثر من 11 مليون كلمة، خلال عام واحد، في مختلف مواد العلوم والرياضيات، بحيث يُعرّب هذا المحتوى، ويعاد إنتاجه، وفق أرقى المعايير المعتمدة في المناهج الدراسية الدولية، ويكون متوافراً مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي.

وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد أن «الرياضيات والعلوم في المدارس العربية، مفتاح لاستئناف الحضارة العربية، لأن التعليم الإلكتروني سيكون الطريق الأسرع لردم الفجوة التعليمية في وطننا العربي».

وقال سموّه «طرحنا تحدياً أمام جميع العرب، وهو الإسهام معنا في ترجمة 11 مليون كلمة، وإنتاج 5 آلاف فيديو تعليمي، خلال عام واحد. وندعو جميع المهتمين بالتعليم في الوطن العربي، إلى مشاركتنا هذا المشروع الحضاري الدائم».

وأضاف سموّه «نسعى إلى توفير مادة علمية قوية في الرياضيات والعلوم لكل الطلاب العرب. والمشروع خطوة أولى في طريق طويل، لتحسين واقع التعليم العربي. فنحن بحاجة إلى محتوى تعليمي عربي، بمستويات عالية، يكون عابراً للحدود العربية ومتاحاً لملايين الطلاب العرب». عادّاً «الترجمة أساساً من أسس النهضة وتفتح الأبواب لاستيعاب كل أنواع المعارف والعلوم».

ورأى سموّه أن «واقع التعليم في العالم العربي لا يرضي أحداً، ولا بدّ أن نكون إيجابيين ونبادر بإشعال أول شمعة». مضيفاً «أنا مؤمن بالقدرات الاستثنائية للطلاب العرب، متى توافرت لهم الموارد والإمكانات وأدوات التعليم الحديث، والأمثلة بالمئات».

ورافق سموّه، خلال حفل الإطلاق، سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، ومحمد القرقاوي، الأمين العام لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وعدد من المسؤولين.

وأكد أن الأولوية الأولى في الإمارات تكمن في التعليم، ثم التعليم ثم التعليم.

وأشار سموه خلال حفل إطلاق مشروع التعليم الإلكتروني العربي، إلى وقفة سموه مع أهمية «استئناف الحضارة» خلال القمة الحكومية الأخيرة، معبراً سموه عن سعادته لتوسط أبناء الإمارات من الطلبة المتميزين، فضلاً عن كون سموه واحداً ضمن فريق يضم أكثر من 50 مليون عربي، موجهاً سموه الجميع للعمل كفريق واحد لتربية أجيال المستقبل ونهضة التعليم في المجتمعات.

ويأتي تحدي الترجمة، ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي، مشروعا رائدا من نوعه، لتعريب خلاصة المناهج العلمية العالمية، بتوفير محتوى تعليمي شامل ومتكامل في العلوم والرياضيات، كونهما من أهم روافد التطور الحضاري.

ويشمل التحدي تعريب 5 آلاف فيديو تعليمي في عام واحد، بواقع 11 مليوناً و207 آلاف كلمة، بمعدّل 500 فيديو شهرياً، وبإجمالي عدد دقائق يُقدَّر بخمسين ألف دقيقة من مونتاج الفيديوهات، بحيث توفر حصصاً تعليمية تتناول مساقاتٍ مختلفةً ضمن مواد العلوم، كالفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات والعلوم العامة، وفق خطة تعريب مدروسة تراعي الاحتياجات التعليمية للطلبة العرب في شتّى المراحل الدراسية. وسوف تغطي الفيديوهات المساقات الدراسية، من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، استناداً إلى مناهج تعليمية مميزة، تتوخى أحدث المعايير العالمية وأدقها، من حيث الأسلوب والمحتوى، شكلاً ومضموناً.

ويسعى التحدّي إلى استقطاب آلاف المتطوعين من مختلف أنحاء الوطن العربي من أصحاب الخبرات والمهارات من معلمين وأساتذة وباحثين وتقنيين وفنيين، وغيرهم من المهتمين المدعوين إلى الإسهام في التحدي، عبر ترجمة وتعريب المواد العلمية أو إنتاج الفيديوهات التعليمية أو التعليق عليها، أو تصميم رسوم الجرافيكس، وغيرها من أدوات مساعدة بصرية وفنية وتقنية، عبر التسجيل على الموقع الإلكتروني www.almaktouminitiatives.org.

وسوف توفّر الفيديوهات التعليمية الخاصة بالتحدي من «أكاديمية خان» العالمية المرموقة، وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية أسست عام 2006، لتوفير فيديوهات تعليمية تُبثّ على موقع الأكاديمية على اليوتيوب لملايين الطلبة حول العالم في مختلف المناهج والمواد التعليمية. وإلى جانب اللغة الإنجليزية، يتم ترجمة محتوى الأكاديمية إلى 36 لغة حول العالم، من بينها الفرنسية والإسبانية والإيطالية والروسية والهندية. ويستفيد من موقع الأكاديمية 40 مليون طالب، ومليونا معلّم شهرياً، حيث قدمت حتى اليوم أكثر من مليار حصة تعليمية في العالم.

من الناحية العملياتية والإنتاجية، يتألف التحدي، بوصفه مشروعا متكاملا، من مراحل عدة، تبدأ بتشكيل فريق متخصص من الخبراء التعليميين في مختلف المواد والمناهج، لاختيار 5 آلاف فيديو ذي محتوى تعليمي عالمي في العلوم والرياضيات، بما يلبي الاحتياجات الرئيسية للطلبة العرب في مختلف المراحل الدراسية، ومن ثم تجميع طلبات المتطوعين الواردة على موقع التحدي، من مترجمين ومعلقين ومصممين وفنيين مختصين بالمونتاج، وفرزها، وغربلتها، ضمن مراحل تقييم واختيار دقيقة، يليها تقسيم المتطوعين، حسب تخصصاتهم، إلى فرق تعمل وفق جدول إنتاج زمني محدد، يبدأ بتفريغ نصوص الفيديوهات التعليمية، ثم مراجعتها وتدقيقها معلوماتياً ولغوياً، يليها إنتاج النص الصوتي وتركيبه على المادة البصرية، ضمن عملية مونتاج دقيقة، تشمل تضمين كل الرسوم والأدوات البصرية المساندة، ليحمّل في النهاية 5 آلاف فيديو تعليمي في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم العامة، وتوفيرها مجاناً لملايين الطلبة العرب، عبر أكبر منصة تعليمية عربية، ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي.

وستجري وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات، مراجعة علمية وفنية دقيقة للفيديوهات، عبر لجان تضم أساتذة وموجهين وخبراء مختصين في مختلف المناهج الدراسية، للتأكد من أن الفيديوهات المعرَّبة والمنتجة تلتزم القواعد والشروط المحددة، من حيث المحتوى المعلوماتي والشكل الفني، بما ينسجم ورسالة التحدي الأساسية القائمة على توفير مادة تعليمية متكاملة، وفق أفضل المعايير العالمية وأدقها.

كما ستحرص الوزارة، عبر شراكة وثيقة مع مختلف المؤسسات التعليمية والقطاعات التربوية في الدولة، على التأكد من مطابقة محتوى الفيديوهات المترجمة ومواءمتها، للمناهج التعليمية المعتمدة داخل الإمارات، نموذجا مثاليا لتعدد المناهج الذي يعكس طبيعة المجتمع ذي التركيبة السكانية الغنية.

يأتي مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي، ليسهم في تكريس سعي دولة الإمارات، لتكون حاضنةً علميةً لملايين الطلبة العرب، وتأهيل أجيال من العلماء والباحثين والمخترعين العرب، بتوفير منصة تعليمية إلكترونية متطورة، تكون مخرجاتها لبنة من لبنات البناء الحضاري في المنطقة العربية، تسهم في إعطاء الزخم لنهضة متجددة.

ويهدف «تحدي الترجمة» ضمن المشروع، في المدى المنظور، إلى الإسهام في النهوض بواقع التعليم في العالم العربي، وتطوير المنظومة التعليمية والارتقاء بالتحصيل العلمي لملايين الطلبة العرب، من مراحل التأسيس الأولى وحتى الصف الثاني عشر. كما يهدف إلى محاولة جَسْر الهوة الكبيرة، بين المناهج العربية في بعض الدول، ونظيرتها العالمية المتقدمة، وربط الطلبة العرب بمستوى أقرانهم في هذه الدول.

كذلك، يتصدى التحدي لأحد أبرز التحديات التي تواجه المنطقة والمتمثل في عزوف الملايين من الطلبة العرب عن دراسة التخصصات العلمية، حيث يسعى المشروع إلى تشجيع الفتيان والشباب العرب، على الإقبال على دراسة مختلف أنواع العلوم، بتوفير محتوى راق ومتميز يطرح بأسلوب تعليمي شائق ومتمكّن.

ويلبّي المشروع حاجة ملحّة، في وقت يشهد فيه الاهتمام بالعلم والعلماء والابتكار والاختراع والمنظومة التعليمية بشكل عام، تراجعاً كبيراً، وسط أرقام عربية مفزعة في هذا الخصوص؛ إذ تؤكد دراسة عالمية، أن عدد العلماء العرب لا يزيد على 230 عالماً لكل مليون نسمة، مقابل 5 آلاف عالم لكل مليون نسمة في اليابان والولايات المتحدة.

وبحسب تقرير للبنك الدولي، صادر عام 2015، سُجِّل نحو مليوني براءة اختراع في العالم، نصيب العالم العربي منها، أقل من 17 ألفاً، مقارنة ب 167 ألفا في كوريا الجنوبية فقط. فضلا عن أن إسهام العرب في قطاع البحث والتطوير في العالم، لا يزيد على 1 في المئة، كما جاء في تقرير العلوم الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو».

وتسهم مخرجات المنظومة التعليمية في هذا الوضع، فوفق تقرير «تكنولوجيا المعلومات العالمي» الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، عام 2013، بلغ معدَّل جودة تعليم العلوم والرياضيات في مدارس العالم العربي 3.9 درجة، من أصل سبع، في حين أن دولة مثل سنغافورة، سجلت 6.3.

وفي إحصائية للبنك الدولي، نشرت عام 2014، فإن 40.3 في المئة من الطلاب العرب في سن الثانوية العامة خارج الصفوف الدراسية.

في الإطار ذاته، كشف تقرير لمنظمة «اليونيسكو» نُشر عام 2014 أن 43 في المئة من الأطفال في الدول العربية، لا يتلقون المبادئ الأساسية في التعليم. في سياق آخر، لا تزال الأمية تشكل عائقاً أمام التنمية العربية، مع تسجيل نحو 54 مليون أمي عربي، كما جاء في تقرير للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، صدر عام 2015، ما يشكل 14 في المئة من إجمالي عدد السكان في الوطن العربي.

ويشكل المشروع، إضافة نوعية لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ضمن قطاع نشر التعليم والمعرفة الذي توليه المبادرات المنضوية تحت المؤسسة، أهمية استثنائية، إيماناً منها بدور التعليم في توفير حياة أفضل للشعوب، خاصة عبر المشاريع والبرامج التي تستهدف مكافحة الجهل وتوفير التعليم الأساسي للأطفال، وتوفير الموارد لخلق بيئات تعليمية جاذبة.

وسجلت المبادرات إجمالي إنفاق بلغ 590 مليون درهم، على نشر التعليم والمعرفة في 2016، استفاد منها 9.3 مليون شخص في العالم، بالكثير من المبادرات والمؤسسات، منها: دبي العطاء، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومكتبة محمد بن راشد، وجائزة محمد بن راشد للغة العربية، وقمة المعرفة، وتحدي القراءة العربي، وأمة تقرأ، وجائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وسواها.

سيف بن زايد: تطوير الواقع العربي التعليمي يبدأ من الإمارات

نشر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على «تويتر» صورتين لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتومه خلال إطلاق تحدي ترجمة 11 مليون كلمة، وإنتاج 5000 فيديو تعليمي، خلال عام واحد. قائلاً: «عندما يكون التعليم أساس الحضارة، تطوير الواقع العربي التعليمي يبدأ من الإمارات بقيادة ملهم الإبداع سيدي محمد بن راشد حفظه الله».

يبدأ من الإمارات طلاب في مدرسة محمد بن راشد

حرص فريق تنظيم حفل إطلاق المبادرة على أن تبقى مقاعد الضيوف بكافة فئاتهم في المجتمع على شكل طاولات الطلبة في الصفوف الدراسية، لتضم قاعة الحدث شيوخاً ووزراء ومسؤولين وطلبة وأولياء أمور وممثلي وسائل الإعلام، ويكون الجميع تلاميذ في مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائد العلم والمعرفة.