التشكيلات الديبلوماسية... تقرّ الاسبوع المقبل؟





التشكيلات الديبلوماسية... تقرّ الاسبوع المقبل؟

الأحد 16 تموز 2017

يبدو أنّ التشكيلات الديبلوماسية دخلت مرحلتها الأخيرة بعد سلسلة لقاءات قام بها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المعني الأول بهذا الملف، وآخرها لقاء عقده باسيل في الوزارة يوم الجمعة الفائت مع الديبلوماسيين العاملين في دول الخارج لإطلاعهم على الإقتراح الأخير بشأن التشكيلات والترقيات الخاصّة بهم. ومن المتوقّع أن تُقرّ لائحة التشكيلات والترقيات في الجلسة الأولى المقبلة لمجلس الوزراء، سيما وأنّ القوى السياسية قد شاركت في وضع لائحة باسيل المقترحة والتي رفعها الى رئاسة الجمهورية ومجلسي الوزراء والنوّاب، وعيّنت بالتالي كلّ الذين يمثّلونها من الديبلوماسيين الحاليين.

فالشغور الكبير الحاصل في غالبية السفارات والبعثات والقنصليات اللبنانية في الخارج، حتّم تسريع العمل في هذا الملف، على ما أكّدت أوساط ديبلوماسية، لأنّ ترك الفراغات الديبلوماسية الى حين إجراء الإنتخابات النيابية في ايّار المقبل، كما كان يريد البعض من شأنه أن يُعيق عمل الديبلوماسية اللبنانية. ويحتاج لبنان اليوم الى تفعيل هذه الديبلوماسية وترميمها عن طريق ملء الشواغر من أجل تثبيت وجوده أكثر فأكثر في دول الخارج وفي المحافل الدولية، خصوصاً وأنّ ثمّة سفارات في دول كبرى تسيّر أمورها اليوم من دون سفير مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والفاتيكان وأوستراليا والسويد واليابان وجنوب أفريقيا وسواها، فضلاً عن بعض الدول العربية مثل مصر والجزائر والعراق والأردن وسوريا والكويت والبحرين.

وتقول بأنّ اقتراح الخارجية حول التشكيلات المرتقبة قد حصل وفقاً للتقسيمات السائدة، ويبدو أنّه جرى قبوله من قبل جميع القوى السياسية التي ساهمت كلّ منها بتسمية كلّ الذين ينتمون الى طائفتها، إذ لا يُمكن تغيير المواقع اليوم، أو اعتماد مبدأ المداورة الشاملة التي كان يُنادى به بهدف إلغاء الإحتكار الطائفي، لأنّ مثل هذا الأمر يصعب تحقيقه في الوقت الحالي كون المعنيين لن يتفقوا عليه في وقت سريع.

وأفادت بعض المعلومات أنّ الوزير باسيل قد حرص على مراعاة حقوق جميع الطوائف ما جعله يخرج بصيغة مقبولة هدفها الأول الحفاظ على المصلحة الوطنية وملء الشغور الحاصل في المراكز الديبلوماسية المهمّة وتفعيل البنية الديبلوماسية التي يعتمد عليها لبنان في دول الإنتشار. ويضمّ الإقتراح تعيين 44 سفيراً في المراكز الشاغرة من أصل 68 سفيراً في ملاك وزارة الخارجية، وذلك بعد أن أحيل في السنوات الأخيرة الى التقاعد لبلوغهم السنّ القانونية 9 سفراء هم: الأمين العام للوزارة بالوكالة، مدير الشؤون السياسية والقنصلية في الخارجية السفير شربل وهبه (الذي أحيل الى التقاعد في 15 تموز الحالي)، وكان سبقه كلّ من السفراء: أنطوان شديد في الولايات المتحدة الأميركية، جورج خوري في الفاتيكان، ميشلين أبي سمرا في كندا، ميشلين باز في الاْردن، خالد زيادة في مصر، خليل الهبر في السنغال، وميشال حدّاد في المديرية المالية في الإدارة المركزية.

وبات شبه محسوم، على ما شدّدت الأوساط نفسها، أنّه سيجري تعيين سفير لبنان في المملكة العربية السعودية عبد الستّار عيسى أميناً عاماً للخارجية، الأمر الذي يُنهي حالة شغور هذا المركز التي كان يُخشى من حدوثها مع إحالة السفير وهبه الى التقاعد، وتعيينه مستشاراً ديبلوماسياً في القصر الجمهوري. علماً أنّ ثمّة سفراء آخرين سوف يُحالون قريباً الى التقاعد، قبل نهاية العام الحالي مثل مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة نوّاف سلام، والسفير منصور عبدالله في تركيا، وبسّام نعماني في تونس، وحسن سعد في الإمارات العربية المتحدة، ومدير المنظمات الدولية في الإدارة المركزية في الخارجية عفيف أيّوب، وروبير نعّوم في كوبا، والتشكيلات الجديدة سوف تملأ هذه المراكز، لا سيما من خلال ترفيع عدد من المستشارين من الفئة الثانية الى الأولى أي الى رتبة سفراء لكي يتمكّنوا من تسلّم مناصبهم الجديدة.

ولأنّ عدد المستشارين المرفّعين لا يكفي لملء المراكز كافة، كون عدد السفارات اللبنانية في دول العالم هو 73 سفارة، فتقول الأوساط نفسها بأنّه سيجري تعيين 5 سفراء من خارج الملاك لا سيما في كلّ من واشنطن، والبعثة اللبنانية الدائمة في نيويورك، كما في فرنسا والسعودية ومصر. لكنها تكتّمت عن أسماء الذين سوف يجري تعيينهم من خارج الملاك، مؤكّدة أنّهم من حصّة رئيس الجمهورية، ولهذا قد يكون ثمّة عسكريين أو أمنيين من بينهم. كما أنّه سيُبتّ بمصير السفراء المعيّنين سابقاً في بعض عواصم العالم من خارج الملاك بعد سحب مراكزهم منهم.

أمّا الذين أمضوا أكثر من عشر سنوات خدمة في الخارج، فستجري إعادتهم الى الإدارة المركزية في الخارجية، على ما أضافت، في حين أنّه سيتمّ مناقلة بعض السفراء والمستشارين في البعثات والقنصليات من الخارج الى الخارج، خصوصاً الذين عملوا لنحو أربع أو خمس سنوات في بلد واحد. على أن يقضوا فيها سنوات عدّة متتالية قبل أن يجري تعيينهم مجدّداً في أحد بلدان الإنتشار.

ولم تشأ الإفصاح عن أسماء السفراء الجدد الذين سيتمّ تعيينهم من خارج الملاك، مفضّلة تركها الى لحظة إقرار التشكيلات والترفيعات معاً في غضون الأسبوع المقبل. لكنها أكّدت أنّها شخصيات خدمت البلد، وهي على قدر كبير من المسؤولية والإلتزام بمصالح الوطن، وبالثقة الممنوحة لها.

وتقول بأنّ التسوية السياسية صبّت مرّة جديدة في مصلحة البلد، وهذا أمر جيّد، لأنّه لو كان الديبلوماسيون سينتظرون صيغة جديدة لإقرار التشكيلات وفق المداورة الطائفية، لبقيوا بعد طويلاً كلّ في مركزه، وعدد كبير في انتظار الترفيعات والتصنيفات. ولهذا فما جرى أدّى الى الإسراع في التوافق على صيغة مقبولة من الجميع تُحافظ على مبدأ الشراكة والمناصفة المتبع حالياً منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.