رفاق داني شمعون: نقدر للعماد عون مواقفه ولشخصه كل المحبة



رفاق داني شمعون: نقدر للعماد عون مواقفه ولشخصه كل المحبة

الجمعة 15 تموز 2016 -

صدر عن النمور- رفاق داني شمعون البيان التوضيحي التالي: "تناولت بعض وسائل الاعلام في الآونة الأخيرة النمور، من ضباط متقاعدين وقياديين، وإزاء ما يجري يهمنا توضيح ما يلي :

1-نحن مجموعة مستقلة وجدت كحالة سياسية ونضالية وطنية تعمل بوحي مسيرة الشهيد داني شمعون.

2-وجدنا في شخص العماد ميشال عون المرجعية الوطنية التي تعبّر عن تطلعاتنا الوطنية وتتلاقى مع الخط الاستراتيجي الذي نؤمن به في السياسة على المستويين الوطني والخارجي.

3-عملنا بوحي مبادئنا ضمن الحالة التي شكلها العماد عون كمرجعية مسيحية ووطنية، لا بل مشرقية، وكانت مواقفنا منسجمة مع تطلعات التيار الوطني الحر وكل القوى المؤمنة بهذا الخط الوطني، والمنضوية في إطاره الواسع.

4-اما اليوم، ورغم حرصنا على توسيع مروحة الحوار والتلاقي، غير ان المستجدات، سواء لناحية التحالفات السياسية للتيار خصوصاً مع القوات اللبنانية، التي لنا إزاءها نظرة مختلفة لناحية ابعادها على الساحة المسيحية خصوصاً ، وانطلاقا من انسجامناً مع قناعتنا إزاء المستجدات وانعكاستها السلبية، نعلن على تفعيل حضورنا السياسي كحالة مستقلة، تحفظ تضحيات الرفاق الشهداء سواء من الجيش اللبناني والمقاومة اللبنانية، مقدرة للعماد عون مواقفه ولشخصه كل المحبة، ملتزمين بشكل مطلق بالخط الوطني الذي نؤمن به".

عبد النور رفيق درب عون وحاميه إستقال... هذه تفاصيل الخلاف

الأربعاء 20 تموز 2016

جورج غرّة

تقاعد العميد انطوان عبد النور من الجيش اللبناني وإنضم الى رفيق دربه في الحياة العسكرية العماد ميشال عون، وتولى مسؤولية كبيرة إلى جانب عون منذ عودته من منفاه في باريس. مسؤوليته كانت حياة العماد عون وحماية انطلاقته من منزله وصولا الى المكان الذي يقصده بالإضافة إلى تأمين مكان التواجد وطريق العودة. عبد النور هو الرجل الثاني بعد عون داخل التيار من حيث الشعبية بحسب العونيين الذين عايشوه منذ العام 2005 حتى اليوم، ومن عمل معه في المجموعات الأمنية التابعة للتيار الوطني الحر والمولجة التدخل في كل الامور على الأرض، يشبّه تصرفات عبد النور بتصرفات العماد عون ونهجه.

أصبح العميد انطوان عبد النور اليوم خارج الرابية وبملء إرادته، بعكس ما يحكى عن طرده او الإستغناء عن خدماته، لانه من المستحيل ان يتم إيجاد شخص اليوم قادر على تولي المجموعات الأمنية في كل لبنان، وتولي أمن وسلامة العماد عون في الوقت عينه وبفريق عمل يعمل باللحم الحي من دون أي مقابل. كما ان عبد النور نفسه لم يقبض يوما، منذ 11 عاما وحتى اليوم، فلسا من الرابية وهو يعمل من جيبه الخاص ، ومن معاشه العسكري التقاعدي.

قد يتمكن العونيون من ان يتقبلوا قضية زياد عبس ورفاقه، ولكنهم ليسوا قادرين على تقبل قضية ابتعاد العميد عبد النور، لأن عبد النور لا غبار عليه ولم يفعل شيئا يدفع التيار الى احالته على المجلس التحكيمي أو غيره وهو أصلا ليس داخل التيار، وحتى اليوم لا أحد يعلم ما هو السبب وراء ترك عبد النور توأم روحه العماد ميشال عون.

المشكلة ليست وليدة الساعة بين العميد عبد النور ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لأن باسيل يعمد منذ مدة على التدخل في عمل المجموعات الأمنية التي يديرها عبد النور، مع العلم ان هذه المجموعات ليست خاضعة للتيار الوطني الحر بل لـ"العونيون" وهم أشخاص مؤيدين وملتزمين بالعماد ميشال عون وليسوا ضمن صفوف التيار الوطني الحر، وهذه الصيغة إرتأى عون العمل فيها بهذه المجموعات لكي تكون السند للتيار في الشارع وفي حال حصول تطورات أمنية.

بالنسبة الى العونيين الوزير باسيل يحسب نفسه "بي الصبي" ويتحدث مع الجميع من مركزه كرئيس للتيار الوطني الحر، ولكنه لا يستطيع التعاطي مع عبد النور بالطريقة ذاتها، لأن العميد على صلة مباشرة بالعماد ويعمل تحت سلطته فقط، وهذا ما سمعه عبد النور من عون عشرات المرات، حتى انه قبل حصول الخلاف الكبير بين عبد النور وباسيل بيوم واحد قال له عون الكلام ذاته. العماد عون بحسب المقربين من عبد النور لديه محبة لباسيل لا توصف حتى لو كان على حساب التيار.

يحاول باسيل والتيار اليوم لململة المجموعات الأمنية وتعيين مسؤولين عن المناطق مجددا في كل لبنان، بعد انهيارها في يوم واحد بعد مغادرة عبد النور، ولكن المصادر تقول انه حتى اليوم لم ينجح التيار في لملمة مجموعاته بالرغم من الاتصال بأكثر من شخص وتعيينه مسؤول قضاء، وغالبية المنضوين في المجموعات لا يزالون يصرخون في التيار بأنهم لا يعملون إلا مع عبد النور.

بالنسبة لعبد النور، في السياسة وفي كل شيء هناك مكان للصلح، ولكن لدى المس بالكرامات تختلف الأمور. العميد لم يذهب مجددا إلى الرابية منذ حصول الخلاف وتركه العمل، وكل حديث عن ان عون رفض تعيين موعد له، أقاويل صحافية لا تمت الى الواقع بصلة. العماد عون يسأل عن عبد النور يوميا بحسب مصادر موثوقة، ولكن عبد النور مستاء من المس بكرامته خصوصا بعد تسريب أخبار عن "إقالته" و "طرده" حتى.

عبد النور ليس موظفا في التيار الوطني الحر وليس خاضعا لسلطته، وهو كان يعمل خارج إطار التيار الوطني الحر، وأتى رئيس التيار لإخضاع المجموعات التي يديرها عبد النور للتيار. العميد المتقاعد شامل روكز لم يدخل كثيرا على خط الصلحة بالرغم من علاقته القوية مع عبد النور، لأن روكز يعمل اليوم على تحرير نفسه في كسروان من سلطة حزب التيار الوطني الحر، واللقاءات بين عبد النور وروكز مستمرة ولكنها تقع ضمن الاطار الشخصي والخاص.

عدد كبير من العاملين في المجموعات الأمنية لا يريد الابتعاد عن عبد النور وهم متلزمون إلى جانبه في التنظيم الذي قد ينتقل اليه، ويجري الإعداد لإعادة هيكلة "نمور الأحرار" بأسماء قديمة وجديدة وبينها العميد المتقاعد اندرية رحال "ديدي" الذي ترك الرابية قبل عبد النور بسنتين، كما جان عيد وجورج الأعرج اللذان كانا من المسؤولين عن أمن العماد عون، وإلى جانبهم العديد من الأسماء المعروفة داخل التيار.

يحاول عبد النور تحييد نفسه اليوم عن "نمور الأحرار" بإنتظار إجتماع ما أو لقاء ما لإعلان الإنضمام والإنقلاب الأبيض... ليس على العماد عون طبعا.

وهو لم يضغط على اي ناشط للذهاب معه لأنه يعتبرها قضية سياسة ومحبة، وكل فرد منهم يعلم أين الصواب وأين الخطأ.

هو لم يأتِ على ذكر إسم العماد عون بطريقة خاطئة لمرة واحدة، كما انه لا يقبل أن يأتي أي شخص على ذكر إسم عون لأن الأخير بالنسبة له "خط أحمر عريض"، ويعتبر انه من الممكن ان يخطئ الأب بحق أولاده، وهو يوجهه في كل شيء وعبد النور ولا يزال يسير على خطاه، ولكن أخطاء حصلت داخل التيار تتعارض وأفكاره.

حتى لو عاد عون وقال لعبد النور ان الامور عادت إلى نصابها ولا دخل لباسيل بعمله، فلن يتغير شيء، لأن عبد النور سمع الأمر نفسه سابقا ولا شيء تغير. هذه المرة غير كل المرات... وعبد النور لا يزال اليوم يقول ان الجنرال عون والده وشقيقه وحبيبه ومعلمه، ويعتقد ان باسيل غير في هذه التعاليم، وهو يرفض الوراثة السياسية التي حاربها التيار لفترة طويلة.

مبدأ عبد النور لا يزال ذاته وهو لا ينقل البندقية من كتف للآخر.

يسأل العماد عون لماذا انفجرت الأمور اليوم، وعبد النور يقول ان الامور استمرت لكل هذه المدة فـ"ممنوع يزعل الجنرال عون"، ولكن في النهاية أتت منه هو، وبيان نمور الأحرار الأخير يفسر الواقع المقبل إذا دخله عبد النور، بأن الضباط المتقاعدين والقياديين لا يزالون يرون في عون المرجعية الوطنية التي تعبر عن تطلعاتهم.