نصر الله: "بعض المصارف كانت "أميركية أكثر من الاميركان"



نصر الله يحث "الجميع" على المشاركة في معركة حلب "المصيرية":

بعض المصارف كانت "أميركية أكثر من الاميركان"

حث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "الجميع" على الحضور الى حلب من أجل القتال هناك، مشددا على أن "المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى" تكمن فيها، متطرقا في الوقت عينه الى موضوع العقوبات الاميركية، لافتا الى أن بعض المصارف "ذهبت بعيدا" في إجراءاتها وكانت "اميركية أكثر من الاميركيين".

وروى نصر الله في كلمة له ألقاها الجمعة في مناسبة ذكرى أربعين القائد العسكري مصطفى بدر الدين الذي قتل بقصف مدفعي قرب دمشق ، ان "آخر الساحات لبدر الدين كانت ساحات حلب"، مذكرا أنه "قبل أشهر كان هناك قرار اقليمي (تركي سعودي) باستقدام المزيد من المسلحين فجاؤوا بالالاف منهم من كل أنحاء العالم فيما الحدود التركية السورية مفتوحة علنا، وذلك بهدف اسقاط ما تبقى من محافظة حلب ومدينتها تحديدا".

ولفت الى أن من حلب تندفع القوات الى حما وحمص باتجاه دمشق، مشددا على ان طالما العاصمة السورية محصنة يعني أن النظام باق".

وهنا حذر نصر الله من ان "حربا جديدة تخاض على سوريا من الشمال تحديدا من حلب". وقال بلهجة عالية "الدفاع عن حلب هو دفاع عن دمشق ولبنان والعراق والاردن".

واكد ان حزب الله لن يعطي فرصة جديدة للمشروع الاميركي السعودي التكفيري ليصنع انجازا في سوريا يهدد المنطقة، مضيفا "وجب ان نكون في حلب كنا وسنبقى فيها".

وتوقف نصر الله عند حصيلة قتلى حزب الله الذين سقطوا في معركة حلب الاخيرة، لافتا الى أنها قليلة مقارنة بشراسة المعركة وبنسبة القتلى الذين سقطوا في صفوف المسلحين؟

وقال "في حلب من اول حزيران 26 شهيدا وأسير واحد ومفقود واحد في المقابل هناك انجازات كبيرة حصلت في حلب وكسرنا الحصار عنها وصمدنا في مواجهة الهجمات الشرسة".

واوضح أن "من 1 حزيران 2016 أي بداية الشهر الحالي الى 24 حزيران 2016 الارقام الموثقة لدينا تقول ان قتلى الجاماعات المسلحة 617 قتيل بينهم عشرات القادة الميدانيين وأكثر من 800 جريح وتم تدمير أكثر من 80 ملالة وآلية عسكرية بهذه المحصلة "، مضيفا "هيا لندخل عدد 26 شهيدا لنا واسير ومفقود ففي هكذا معركة يجب ان يكون لدينا شهداء أكثر".

عليه، أعلن ان لدى حزب الله "مسؤولية تتمثل بالمزيد من الحضور في حلب، نحن سوف نزيد من حضورنا في حلب، المطلوب من الجميع ان يحضر، لان المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى هي المعركة في مدينة حلب ومنطقة حلب".

وتوجه الى جمهوره بالقول "نحن الذين راهنا عليكم في حرب تموز نراهن عليكم في معركة حلب" (...)

وتطرق نصر الله في خطابه الى نقطتين محليتين. الأولى دعا فيها الى معالجة وطنية لظاهرة إطلاق النار في الهواء. وأصدر تعميما بفصل كل من لا يلتزم التعميم من الحزب "حتى ولو قاتل اسرائيل، ولو كان تاريخه الجهادي عظيم".

أما النقظة الثانية التي تحدث عنها نصر الله فهي موضوع العقوبات الاميركية التي اوجبت على المصارف اللبنانية اتخاذ اجراءات بجق مؤسسات وجمعيات تابعة لحزب الله.

ولم تخلو كلمة نصر الله من الصراحة والوضوح في هذا الشأن، إذ أبدى رفضه الشديد للعقوبات واعلن انها لا تؤثر على أحوال حزب الله المادية التي يعتمد بمصاريفه على الجمهورية الاسلامية.

وقال "نرفض القانون الاميركي جملة وتفصيلا حتى قيام الساعة وقرأنا خلال أسابيع عناوين عدة منها "حزب الله ينهار ماليا واقتصاديا" فهذه طفولية لا حدود لها وقلت يومها ان هذا القانون حتى لو طبق وبالغت في تطبيقه بالنسبة لنا كحزب وكبينة تنظيمية وجهادية لا يقدم ولا يؤخر، ونحن لا نتأثر ماديا".

واعاد التذكير بأن "لا مشاريع تجارية لنا ولا مؤسسات استثمارية تريد العمل من البنوك".

وتابع "نحن على راس السطح نقول ان موازنة حزب الله ومصاريفه كلها من الجمهورية الاسلامية الايرانية، وطالما في ايران "فلوس" نحن لدينا "فلوس" والأموال لا تصل لنا عبر المصارف، وكما تصل لنا الصواريخ تصل الينا الاموال، "مالنا ياتينا من ايران كاش واللي مش عاجبو يشرب من البحر".

ولفت الى أنه حتى في خضم العقوبات الاميركية والاوروبية على ايران كانت الاموال المخصصة لحزب الله تصل اليه.

ولم يتناول نصر الله في خطابه موضوع التفجير الذي استهدف مصرف "لبنان والمهجر" منذ أسابيع تقريبا، ولم يرد على الاتهامات التي طالته وقالت أن حزب الله يقف وراءه، بل اكتفى بالاشارة الى أن بعض "المصارف ذهبت بعيدا وكانت اميركية اكثر من الاميركان".

وكشف أن بعض هذه المصارف "ذهبت الى مؤسسات خيرية وجمعيات لم يرد اسمها في القائمة الاميركية وقامت بحذف حساباتها"، سائلا "هل هذا عمل قانوني وانساني ؟ ام اعتداء على الجمعيات والمؤسسات الخيرية والناس؟

وإذ اعتبر أن "الذي يتكلم انه يحرص على الشعب اللبناني هو الذي دمر الاقتصاد اللبناني والنظام المصرفي"، أكد نصر الله انفتاح الحزب على الحوار والعلاجات "ليس على قاعدة قبولنا بالقانون بل على قاعدة رفضنا له".

وحذر أن حزب الله "لا يقبل بأي تصرف عدواني تجاه ناسه وفي نفس الوقت منفتح على اي حوار وعلاج بهذا الشأن".