فريق 14 آذار يفضل وصول فرنجية الى قصر بعبدا على عون





"14آذار" تفضل وصول فرنجية إلى قصر بعبدا على عون

31 آب 2015

على وقع التحركات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، هناك تحول كبير على صعيد ملف الإستحقاق الرئاسي في لبنان، يتمثل في تبدل مواقف بعض الأفرقاء المحليين، بالتزامن مع الضغوط القائمة في الشارع نتيجة التظاهرات المطلبية التي فجرتها أزمة النفايات.

وفي حين لا يزال "التيار الوطني الحر"، بالتضامن مع "حزب الله"، مصراً على مواقفه السابقة، يبدو أن قوى الرابع عشر من آذار تريد إستغلال كل ما يحصل بغية الذهاب سريعاً نحو إنتخاب رئيس، من دون تقديم أي تنازل لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، مع الحرص على عدم كسره بشكل كامل، كي لا يكون المؤتمر التأسيسي، الذي يعني إسقاط تسوية إتفاق الطائف هو الخلاص الوحيد، نظراً إلى ما يعنيه هذا الخيار من خسارة تيار "المستقبل" لنفوذه في السلطة، القائم منذ الحكومة الأولى التي ترأسها الراحل رفيق الحريري.

في هذا السياق، تكشف مصادر سياسية مطلعة، عبر "النشرة"، عن ضغوط ستحصل في الفترة المقبلة للذهاب نحو إنتخاب رئيس، نتيجة الحراك القائم في الشارع، وتشير إلى أن قوى الرابع عشر من آذار تريد الإستفادة من تضامن بعض أركان قوى الثامن من آذار معها، لناحية ضرورة إنجاز هذا الإستحقاق بأسرع وقت ممكن، لا سيما بعد أن باتت هذه الأركان تروّج بشكل دائم لنظرية الرئيس التوافقي، الذي من المفترض أن يتم إنتخابه نتيجة تسوية سياسية كبرى في البلاد.

وفي حين لا تزال هذه المصادر تؤكد بأن هذه الخطوة لن تكون في القريب العاجل، تلفت إلى أن الموعد لن يكون بعيداً على الإطلاق، خصوصاً أن بعض القوى الإقليمية والدولية، الفاعلة على الساحة اللبنانية، باتت تعتبر أن الأرضية جاهزة للضغط في هذا الإتجاه، من خلال إرتفاع منسوب خطر تفجير الإستقرار الداخلي نتيجة كل ما يحصل، من توتر في مخيم عين الحلوة، وصولاً إلى التظاهرات المستمرّة في وسط بيروت، مروراً بالتطورات الأمنية على أكثر من جبهة.

 على هذا الصعيد، تكشف المصادر نفسها أن بعض الشخصيات الفاعلة في قوى الرابع عشر من آذار، بدأت تتحدث صراحة عن تفضيلها إنتخاب رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية رئيساً على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، بسبب قناعتها بأن التفاهم مع "البيك" أسهل من التفاهم مع "الجنرال"، نظراً إلى أن الأول لا يمانع الدخول في تسويات من أجل المصلحة العامة، في حين أن الثاني يُصر على تحقيق مطالبه مهما كان الثمن، على قاعدة الذهاب في المعركة حتى النهاية.

وتشير هذه المصادر إلى أن شخصية قيادية بارزة تحدثت في هذا الأمر في الأيام الأخيرة، إنطلاقاً من قناعتها بأن "الخطر"، الذي كان يمثله النائب فرنجية، كان يكمن في علاقته مع الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الأخير لم يعد يتمتع بالقوة التي كانت لديه سابقاً، نظراً إلى الأزمة التي تمر بها بلاده في السنوات الأخيرة، ولا أحد يتوقع إنتهاء الصراع القائم في سوريا خلال وقت قصير، وتضيف: "النائب فرنجية قادر على التعامل بواقعية مع الأحداث أكثر من العماد عون، الذي لا يزال يعتبر أن كسر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أولوية".

وفي حين تشدد المصادر السياسية المطلعة على أن الموضوع يتوقف على إمكانية تجاوب "حزب الله" مع هذا الطرح، تشير إلى أن تيار "المستقبل" يرى إمكانية إرضاء "الوطني الحر" في أماكن أخرى، أبرزها موقع قيادة الجيش اللبناني أو إعطاء قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز حقيبة وزارية وازنة في الحكومة المقبلة، إلا أنها تلمح إلى أن هذا الأمر قد لا يكون محل ترحيب عند "التغيير والإصلاح" لأسباب عديدة.

في المحصلة، هذه ليست المرة الأولى التي ترتفع فيها أسهم رئيس تيار "المردة" في السباق الرئاسي، لكن الجديد هو الموقف المتقدم الذي تبديه بعض الجهات في قوى الرابع عشر من آذار، فهل يكون النائب فرنجية هو المَخرَج؟