بالعلم النافع وتربية الأجيال نحمي المجتمع من خطر التطرف





بالعلم النافع وتربية الأجيال نحمي المجتمع من خطر التطرف

الحمد لله الذي حض على التقوى ووصى، وأحاط بكل شيءٍ علما وأحصا، خلق الإنسان في أحسن تقويم ما ترى في خلقِ الرحمن تفاوتاً ولا نقصا.

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي كان بالشفاعة العظمى مختصا.

ها هو شهر رمضان قد أطل علينا من جديد يحمل معه  الخير والبركة وها هي دار الفتوى بعلمائها في أستراليا يتطلعون في هذه المناسبة إلى المزيد من العطاء والتجدد والتعاون مع كل أهل الخير سائلة المولى أن يعيد هذه الذكرى بالخير والتقدم والسلام .

إن من أحسن ما قد يقال أن العلم هو المسيرة التي تبدأ عند الإدراكات الأولى للإنسان وتستمر طويلا، والعلم النافع قبسات خير تستضيئ بها القلوب وتتنور بها الأفهام.

وبالعلم النقي والعمل المستنير والإخلاص يستقيم العوج ويصلح النهج وتحفظ البلاد والعباد .

على صعيد النشاطات الدينية والاجتماعية والتربوية، فإن دار الفتوى وعلى مدار العام أقامت العديد من الدورات التثقيفية والمحاضرات الدينية واللقائات الاجتماعية والتربوية، وفي كل المناسبات بالإضافة لعشرات المحاضرات العلمية الشرعية للعديد من الجمعيات الإسلامية في بيان أحكام الحج والعمرة وأحكام رمضان وغيرها، وعلى مدار العام والمناسبات وفي كل الولايات الأسترالية، زيادة على التكريم للعديد من ضيوف الجالية الإسلامية .

وكعادتها في كل عام، أقامت دار الفتوى افطارها السنوي  الذي شارك فيه المئات من ابناء الجالية وكان تحت عنوان بالعلم النافع وتربية الأجيال نحمي المجتمع من خطر التطرف الذي حضرة إلى جانب سماحة الأمين العام لدار الفتوى الشيخ الدكتور سليم علوان أصحاب الفضيلة المشايخ الأفاضل كالشيخ أبراهيم الشافعي والشيخ بلال حميصي والشيخ أمجد عرفات، رئيس الولاية  مايك بيرد والوزير جون عجاقة ممثلا بالنائب ميلاني غيبن وزعيم المعارضة في الويلاية لوك فولي ممثلا بالنائب جهاد ديب، رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الدكتور غياث الشلح، أعضاء البلديات علي كرنيب بيتر هارلي جف شلتون توني حدشيتي وراج داتا وجايمس شو، بالإضافة إلى رؤساء جمعيات ومؤسسات ونواد إسلامية ومدارس إسلامية وأئمة مساجد ومراكز وإعلاميين.

وفي كلمته أكد سماحة الشيخ علوان على أن شهر رمضان شهر عظيم مبارك، شَهْر الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، شَهْر الصَّدَقَةِ وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، شَهْرٌ يُتَفَقَّدُ فِيهِ الْمَسَاكِينُ وَالأَيْتَامُ شَهْرٌ تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النِّيرَانِ وَيُجْزَى فِيهِ بِالإِحْسَانِ. فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيِمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وتابع نحن اليوم في السادس عشر من شَهْرِ رَمَضَانَ المبارك، في الإفطار السنوي الحادي عشر لدار الفتوى، وأحببنا هذا العام أن نجمع فيه من شارك معنا من المشايخ والدعاة والأساتذة في قراءة كتاب الشمائل المحمدية للحافظ الترمذي ورسالة العقيدة المرشدة لابن تومرت وكتاب الروائح الزكية في مولد خير البرية للإمام المحدث الهرري وكتاب الأوائل السنبلية للشيخ محمد سعيد سنبل وخصصناهم بإعطائهم سند مشايخنا إلى هذا الكتاب مع الإجازة. راجين من الله تعالى أن يجعلنا من المتحابين بجلاله.

هذه الدورات الشرعية أقيمت، لنشر العقيدة الإسلامية والدفاع عنها ومكافحة مخالفيها، ولتعليم الأحكام العملية، ولنشر الأخلاق الإسلامية والفضائل النبوية. فعلينا جميعا أن نتعاون لإنجاح هذه الدورات الأزهرية، والسعي بقدر المستطاع لإدراج أكبر عدد ممكن من الطلاب فيها، سيما الشباب لأنهم أمل الأمة. هذه نصيحتي والله من وراء القصد.

ثم توالت كلمات بعض السياسيين والرسميين فتكلم  كل من النواب غيبن و ديب شاكرين دار الفتوى على دورها الإيجابي المتواصل في الحفاظ على المجتمع من خلال الدور الريادي الذي تقوم به وأن هذا النوع من الاحتفالات هي احتفالات أسترالية تقوي المجتمع الأسترالي.

يقول الله سبحانه وتعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين) 

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وأن يعيد علينا  وعلى الأمة جمعاء هذا العيد المبارك  وقد تحسن الحال وارتفع الظلم والبلاء عن أمتنا .

دار الفتوى -استراليا