الغارديان: لابد لأمريكا من تغيير استراتيجيتها في العراق وسوريا





الغارديان: لابد لأمريكا من تغيير استراتيجيتها في العراق وسوريا

نشرت صحيفة الغارديان مقالا تحليليا تناول سقوط مدينة تدمر السورية في يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتأثيره على الاستراتيجية الأمريكية في سوريا والعراق.

وترى الغارديان في مقالها أن سقوط تدمر يفرض على الأمريكيين إعادة النظر في استراتيجية التعامل مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق.

فانتصارات التنظيم الأخيرة في تدمر والرمادي كانت، حسب الصحيفة، ضربة موجعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وبينت ثغرات الاستراتيجية الأمريكية.

واستشهدت الغارديان في تحليلها بتصريح وزير الدفاع الأمريكي السابق، روبرت غايت، الذي قال إن بلاده لا تملك استراتيجية أصلا في سوريا والعراق، وإنها تتصرف مع التطورات يوما بيوم.

وتشير الصحيفة إلى أن برنامج الولايات المتحدة لتدريب وتسليح قوات سورية لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" دون بشار الأسد، لا يتقدم بالسرعة المطلوبة، كما أن مطالب المعارضة السورية بفرض منطقة حظر للطيران لحماية المدنيين، لا تجد آذانا صاغية.

وترى أن كل هذه الوقائع جعلت صدقية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تتلاشى، وأن العراقيين السنة ينظرون بعين الريبة إلى الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى في تعاملها مع إيران والشيعة عموما.

وتختم الصحيفة بالقول إن الاعتقاد السائد في الشرق الأوسط هو أن تنظيم "الدولة الإسلامية" لن يهزم إلى إذا سقط بشار الأسد، الذي ضعف موقعه في الأسابيع الأخيرة، ولكن لا مؤشر على زوال حكمه.

سقوط نصف سوريا

ونشرت صحيفة الفايننشالتايمز مقالا عن مدينة تدمر الأثرية في سوريا، التي أصبحت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو ما أثار مخاوف من تدمير الآثار بأيدي عناصر التنظيم.

 وتشير الصحيفة إلى تقارير تفيد بأن نصف مساحة سوريا أصبح اليوم في يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ولكن أغلبه في المناطق القاحلة.

وتنقل الصحيفة تصريحات المسؤولين في المنظمات الدولية المعنية بالآثار، ومنها اليونيسكو، التي تعبر عن قلقها في شأن مصير آثار تدمر، التي تصنف ضمن التراث الإنساني.

ولكن ناشطين من تدمر تحدثت إليهم الفايننشال تايمز يستنكرون "اهتمام الغرب بالآثار ويخشون تدميرها، بينما يغضون الطرف عن الدماء التي تسيل هناك".

وتضم المدينة أيضا سجن يعتقد أن فيه مئات المعتقلين السياسيين السوريين واللبنانيين، ويقول ناشطون إن نظام الرئيس بشار الأسد نقل المعتقلين من تدمر في الأسابيع الماضية، ولا يعرف مصريهم.

الطاعة أو الموت

نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا عن القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، وتحدثت فيه إلى مسؤولين محليين من المناطق السنية رفعوا السلاح إلى جانب المليشيا الشيعية التي تدعمها إيران، للدفاع عن مدنهم أمام زحف التنظيم.

وتحدثت الاندبندنت إلى خلف علي الجبوري، عمدة بلدة الحويجة، في كركوك، وروى لها كيف أفلت من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد سيطرة التنظيم على بلدته، ومطالبتهم له بإطاعة أوامرهم أو الموت بأيديهم.

وجمع الجبوري رجالا يتدربون على القتال مع جنود سابقين في الجيش العراقي، رفقة مليشيا شيعية، ولكنهم لم يحصلوا على السلاح، ولا على المال.

وتعرض الكثيرون من رجال العشائر إلى القتل بسبب وقوفهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

ويقول الجبوري، في حديثه للصحيفة، إنه لا يجد غضاضة في القتال إلى جانب المليشيا الشيعية التي تدعمها إيران، لأن طهران، في رأيه، كانت عدوا بالأمس، ولكنها أصبحت اليوم حليفا في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتقول الاندبندنت إن الكثيرين من سكان المناطق السنية يخشون، مثل الحويجة والأنبار، يخشون من اعتداءات المليشيا الشيعية عليهم، المتهمة بحرق ونهب منازل في المناطق التي أخرجوا منها تنظيم "الدولة الإسلامية".