مارون عطية.. سنة ثانية طب وسبع لغات في 19 عاما فقط





مارون عطية.. سنة ثانية طب وسبع لغات في 19 عاما فقط    

يقيم حاليا في ساحل علما مع أفراد عائلته مستمتعا بالجلوس مع أهله والأصدقاء. إلا أن هذه الجلسات مؤقتة. بعدها سيغادر البلاد إلى ألمانيا ليكمل دراسة اختصاص الطب و… تعلّم المزيد من اللغات.

إنه الشاب الموهوب مارون عطية إبن التسعة عشر عاما الذي يتقن خمس لغات إضافة إلى معرفة واسعة بلغتين إضافيتين، من دون أن يهمل تعليمه ولا حتى مواهب أخرى: الرسم والكتابة.

إضافة إلى العربية - لغته الأم - لم يكتف مارون بمبادئ "الفرنسية" و"الإنكليزية" اللتين تعلمهما في معهد مار يوسف - عينطورة بكسروان، بل اعتمد على قراءاته المكثفة وعزّز معرفته فيهما لينجح في اختبار الـ"SAT" بتفوق في عمر السادسة عشرة.

في العام عينه، كان هذا الشاب الطموح يتعلم الألمانية بعد أن قرر مغادرة لبنان ما خوله الدخول بسهولة إلى جامعة هايدلبرغ.

لكن المفاجأة أنه في عمر الثالثة عشرة فقط، دخل إلى معهد سرفانتش في الكسليك لتعلم الإسبانية وتخرج منه بعد عام ونيف. وعزز إتقان الإسبانية من خلال دورات إضافية كان يتعلمها بنفسه عبر الإنترنت والكتب.

لم يتوقف عند هذا الحد. ففي المهجر بدأ مارون بجمع الكتب والمراجع التي كانت كفيلة بإضافة اللغة الروسية إلى معجمه. ويقول لـ"نهارنت" في هذا الصدد "لا أنكر أيضا مساعدة بعض من أصدقائي في الجامعة الذين كانوا يجيدون التكلم بالروسية والألمانية".

تزامنا، رفض أن يححب النور عن ثقافة "بلاد الشمس المشرقة". عمد إلى حضور دورات باللغة اليابانية وكما العادة أتى بمصادر ومراجع ليعزز معرفته عن اليابان الغنية بالعلوم والتكنولوجيا.

بالرغم من صغر عمره فإن عطية يتجه لإكمال السنة الثانية من اختصاص الطب. ويضيف لموقعنا "أقوم حاليا بدورة تدريبية في مستشفى هايدلبرغ (..) يوجد حالات من كل العالم لديها أمراض مستعصية".

وبما ان جنسيات هؤلاء المرضى مختلفة، يدعّم مارون معرفته بشغف ويتعلم المزيد والمزيد من خلال التواصل معهم.

يتحدث هذا الشاب أكثر عن موهبته ويقول "يمكن أن تفهم الأناس الذين يفكرون بطريقة مختلفة (..) كل لغة تعطيني وجهة نظر مختلفة. إضافة إلى ذلك أصبح لدي مصادر أكبر لتوسيع ثقافتي".

وأشار إلى أنه يلتقي العديد من الأصدقاء من بلدان عدة "وأحاول أن أطلعهم على ثقافتنا وحضارتنا" اللبنانية.

لا يحتفظ هذا المراهق ذات التوجهات العلمانية بمعرفته لنفسه، بل يوظفها لمساعدة العديد من زملائه في الجامعة. يتناقشون، يتجادلون، يضحكون ومن ثم يدخلون إلى الصفوف.

مارون "المدافع عن حرية التعبير" كما يقول، يودّ أن يعمل مستقبلا مع المنظمات الدولية لحقوق الإنسان خصوصا تلك التي تعنى بالطبابة والرعاية الصحية.

شخصيا، يكشف لـ"نهارنت" أنه قد يؤسس موقعا إلكترونيا مختصا بتعلّم اللغات. أما اللغتان "الصينية و التايلاندية" فهدف جديد لهذا اللبناني الواعد يرغب بتحقيقه.

إلى ذلك، وفي وقت الفراغ، يمارس مارون هواية الرسم وقد خصّ موقعنا ببعض من رسوماته.

كذلك فإن الكتابة لا تغيب عن باله. "A memorable syncope" و "Unblessed" روايتان غير منشورتين لكنهما علامتان مخبئتان في مدماك إنجازاته قد تخرجان إلى العلن في أي وقت.

يروي مارون حكاية غريبة قائلا "في أحد الأيام كنت أتكلم مع صديقة يابانية عن موضوع الحوادث على الطرقات وكيف يتصرف الناس في اليابان تجاهها فأجابتني: ينزل الشخصان من سيارتيهما، يوجهان التحية (اليابانية) لبعضهما، يعتذر كلّ من الآخر ثم يكملان طريقهما"، خاتما حديثه عن واحدة من مئات الأحاديث التي زادت حياته سعادة بفضل إتقانه اللغات.