“داعش”. . من ذبح البشر الى إعدام التاريخ





نفذ أضخم “مجزرة حضارية” في العراق وسوريا

داعش”. . من ذبح البشر الى إعدام التاريخ

02/03/2015  

كتب - يونس السيد: لم يكتف تنظيم "داعش" الإرهابي بالمجازر الجماعية وعمليات ذبح البشر وإحراقهم وهم أحياء، وسبي النساء وبيعهن في سوق النخاسة، وتهجير الأقليات، لينتقل إلى محاولة إعدام التاريخ عبر تنفيذ أضخم مجزرة للحضارة الإنسانية في سوريا والعراق .

فمنذ سيطرته على مدينة الموصل في يونيو/ حزيران من العام الماضي وبسط نفوذه على إجراء واسعة من العراق، كان تنظيم "داعش" يقود حربه التدميرية على جبهتين: الإنسان وما يعنيه ذلك من قتل أو إعدام أو تهجير كل من يقف في طريقه أو يخالفه الرأي، أو على سبيل الانتقام كما حدث للإيزيديين وغيرهم من الطوائف التي وقعت تحت نفوذه، والجبهة الثانية هي تدمير ونهب كل ما له صلة بالحضارة البشرية وتراثها الإنساني من أماكن أثرية ورموز دينية من أضرحة ومقامات ومساجد وكنائس وغيرها .

استهل "داعش" رحلته التدميرية بتدمير العديد من المقامات والمساجد في الموصل، من بينها مقام النبي "شيت" والنبي يونس والنبي جرجيس وأحد المساجد الكبرى كان قد شيد في عهد الخلفية عمر بن الخطاب، قبل أن ينتقل إلى تدمير وإحراق مكتبة الموصل الوافرة الغنى بقيمتها العلمية والمعرفية، ثم جمع وإحراق أية كتب تتعلق بالشعر والكتب والمخطوطات والفنون من المكتبات بذريعة مخالفتها للدين . أما في سوريا فقد تم نهب ثلث المتاحف، إضافة إلى سرقة 16 موقعاً أثرياً في عموم البلاد، يقدر المختصون قيمتها بنحو مليار وربع المليار جنيه إسترليني، مع أنها لا تقدر بثمن . وهناك مواقع تعرضت للتدمير شبه الكلي أو لأضرار جسيمة كما في حلب القديمة وقلعتها، ودمشق القديمة و"كهف الدماء" في جبل قاسيون، وحمص (مسجد خالد بن الوليد)، ومدينة بصرى، وقلعة الفرسان، ومدينة تدمر، إلى جانب العديد من الأماكن في شمال سوريا .

مجزرة الحضارة الإنسانية تجلت في أبشع صورها مع قيام "داعش" بتدمير آثار متحف الموصل التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وبينها تماثيل وآثار تعود إلى حضارات بلاد الرافدين ومنها الحضاريتان الآشورية والهلنستية، وتم تدمير تمثال للثور الآشوري المجنح يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد، ما أثار سخطاً وغضباً عالمياً، ودفع "اليونيسكو" لطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي رداً على تدمير آثار الموصل . كما تم تدمير ثور مجنح آخر موجود في "بوابة نركال" الأثرية، وهو رمز للحضارة الآشورية التي ازدهرت في العراق وامتدت سيطرتها حتى وادي النيل . وكان التنظيم الإرهابي قد فجر جزءاً من "سور نينوى" التاريخي الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين .

وقد دان مجلس الأمن الدولي، الأعمال الإرهابية الوحشية التي يقوم بها تنظيم "داعش" في العراق، وتدميره المتعمد للتحف الدينية والثقافية في متحف الموصل التي لا يمكن تعويضها، وحرقه لآلاف الكتب والمخطوطات النادرة من مكتبة المدينة، كما دان تدمير التراث الثقافي والمواقع الأثرية في سوريا .

وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق سيلاحق التنظيم الإرهابي، وكل من امتدت يده إلى كنوز العراق، وقال "لدينا تفاصيل كل قطع الآثار في الموصل، كل قطعة محفوظة، وبالتالي سنلاحق كل القطع التي يتم تهريبها من قبل "داعش" والجماعات الإرهابية المرتبطة به، سنلاحقهم ومعنا العالم" .