أخبار عمانية





إنجاز مشروع مطار مسقط الدولي كاملا عام 2016 ونسبة العمل بمبنى المسافرين حاليا 70 %

Share Button

656565

المدرج الجديد يدخل الخدمة باستيعاب طائرة  A380

دشنت أمس وزارة النقل والاتصالات أولى الرحلات الجوية التجريبية على مدرج مطار مسقط الدولي الجديد وإعلان بدء تشغيله رسميا إضافة الى تدشين العديد من المباني والمرافق الخدمية وبرج المراقبة الجوية ومجمع الارصاد والملاحة الجوية ومبنى الهيئة العامة للطيران المدني والطريق الواصل بين شارع السلطان قابوس وشارع 18 نوفمبر. أقيمت الاحتفالات بتدشين حزمة المشروعات الجديدة في مطار مسقط الدولي برعاية معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني. وبحضور معالي درويش بن اسماعيل البلوشي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية والفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك واللواء الركن طيار مطر بن علي العبيداني قائد سلاح الجو السلطاني العماني وعدد من أصحاب السعادة وكبار المسؤولين بالدولة.

وقد شهدت الجولة التي قام بها الحاضرون افتتاح 12 مبنى جديداً أهمها مجمع الحركة الجوية الذي يمكن مراقبي الحركة الجوية من الإشراف على المجال الجوي للسلطنة الذي تم تزويده بشاشات للرادار حجم 56 بوصة وهي الأولى من نوعها في العالم وتعمل على تأمين وتوفير بيئة عمل مثالية للمراقب الجوي من خلال توفير جميع المعطيات المتعلقة بمراقبة الحركة الجوية وضمان سلامة الملاحة الجوية ومركز التنبؤ والإنذار المبكر بحالات الطقس بالمطارات بشكل خاص وأجواء السلطنة بشكل عام. وتشتمل المباني على مركز للطوارئ والتدريب ومبنى لمركز المعلومات ومحطة اطلاق بالونات قياس الطقس ومحطة الإطفاء والإنقاذ ومحطة للانقاذ البحري وغيرها من المباني الضرورية.وقد أعلن أمس عن بدء تشغيل المدرج الجديد بمطار مسقط الدولي رسميا ولمدة 5 ساعات يويما الى جانب المدرج القديم  لحين تعود الطائرات عليه ثم بعد ذلك يتم تشغيله باستمرار وايقاف تشغيل المطار القديم استعدادا لإعادة تأهيله وتطويره ليعاد افتتاحه مع مبنى المسافرين بعد الانتهاء من العمل فيه رسميا.
وصاحبت تلك المرافق التي تم تدشينها ايضا اكتمال جميع اعمال الحزمة الاولى فيما عدا تأهيل المدرج القديم، حيث تتضمن مشاريع الحزمة الاولى إضافة إلى المدرج الجديد مواقف للطائرات والجسور والطرق واعمال الانارة وخدمات البنية الاساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي وكذلك اكتمال اعمال الحزمة الثانية التي تتمثل في برج المراقبة وال 12 مبنى جديد واكتمال الحزمة الرابعة التي تتمثل في مبنى هيئة الطيران المدني.
اما أعم الاعمال الاخرى للمرافق المرتبطة بالمدرج والتي تعد جزءا من الحزمة السادسة فهي تلك الخاصة بأنظمة الاتصالات وتقنيات المعلومات، وكذلك الحزمة التاسعة المتعلقة بنظام التحكم في الحركة الجوية. اما الحزمة العاشرة فتتعلق بأنظمة المساعدات الملاحية بالمدرج الجديد.
وقد قام معالي الفريق أول وزير المكتب السلطاني يرافقه عدد من أصحاب المعالي والسعادة بجولة تفقدية لبرج المراقبة ومجمع الأرصاد والملاحة الجوية ومبنى الهيئة العامة للطيران المدني .. كما قام معاليه باستقبال طاقم طائرة الناقل الوطني التي هبطت على المدرج.
المدرج الجديد

المدرج الجديد الذي تم تدشينه امس بلغ طوله 4 كم وبعرض 75 مترا. يستوعب طائرات من طراز  A380 وتم ربطه بمبنى المسافرين الحالي من خلال ممرات للطائرات. وقد هبطت عليه امس اولى الرحلات التجريبية للطيران العماني وهي من طراز ايرباص ايه 40 جي دي كأولى الرحلات الجوية التي يستقبلها المدرج وقامت سيارات الدفاع المدني برشها بالمياه – وهو تقليد متبع لأولى الرحلات الجوية- واخذت المياه شكل قوس مكتمل فوق الطائرة.
مجمع الأرصاد
كما شملت الافتتاحات امس مجمع الارصاد الجوية والملاحة البحرية الذي يضم مركزا لمراقبة الطيران يشرف من خلاله مراقبو الحركة الجوية على المجال الجوي للسلطنة بأكمله اضافة الى مركز للتنبؤ بأحوال الطقس والارصاد الجوية .أما مركز الطوارئ والتدريب فيوفر نظاما متقدما لدعم مجمع ادارة الحركة الجوية عند وقوع الحالات الطارئة بالإضافة الى تضمن المبنى قاعة كبرى تخدم غرض التدريب والمؤتمرات.
الطيران المدني

أما مبنى الهيئة العامة للطيران المدني فمكون من 3 طوابق ويضم مكاتب ادارية ومرافق عامة وقاعة متعددة الاغراض تستوعب 600 شخص ومواقف للسيارات تستوعب 400 سيارة .. ويعتبر المبنى تحفة معمارية اقيمت على احدث طراز مزودة بالمساحات الخضراء ونافورات المياه و423 نخلة وتتجاوز مساحة ارض المبنى 29 الف متر وبه عدة مداخل و9 مصاعد كهربائية.
إغلاق المدرج القديم بعد 21 يوما

أكد معالي احمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات أن حجم الافتتاحات اليوم في مشروع مطار مسقط الدولي  بمثابة انجاز يحسب للسلطنة ولقطاع الطيران المدني حيث تم تدشين مجموعة من المرافق المهمة والحيوية ومنها المدرج الجديد وبرج المراقبة الجوية والاعمال المصاحبة. وأضاف معاليه انه لولا تضافر الجهود ما كان العمل لينجز على هذا النحو الذي سينقل الحركة الجوية في السلطنة الى مسار جديد ومدرج جديد بحيث اصبحت لدينا مبان حديثة وعصرية وايضا المدرج اصبحت له سعة استيعابية أكبر وهو مجهز للتعامل مع الحالات المناخية الضبابية اضافة الى الاستعانة بأجهزة جديدة لمساندة المراقبين الجويين هي الاحدث على مستوى العالم .. وقال معاليه ان التطور الحادث في مشروع مطار مسقط الجديد سيعمل على استقطاب المزيد من الخطوط الجوية وتسيير وتسريع وتيرة الحركة الملاحية الجوية .. واوضح معاليه ان المدرج الجديد سيدخل الخدمة ولمدة 5 ساعات يوميا لحين اعتياد الطائرات عليه وبعد 21  يوما ما سيغلق المدرج القديم لاعادة تأهيله وافتتاحه مع انتهاء المرحلة الثانية من المشروع والتي تتضمن مبنى المسافرين ليفتتح المشروع بالكامل.وحول موعد انتهاء العمل في مبنى المسافرين وافتتاح المشروع رسميا قال معاليه ان مقاول المرحلة الثانية  الثانية هو اهم مقاول وسيحسم مسألة النتهاء من المشروع  وقد قدم المقاول موعد جديد للانتهاء من المشروع  وتوقع الانتهاء من   اعماله في 2016 ثم يعقب ذلك حزمة التشغيل التدريبي وقد قبلنا في الوزارة التاريخ المقترح من قبل المقاول وسنضغط عليه لينهي الاعمال قبل هذا الموعد، وقال معاليه ان المشروع تأخر لأسباب خارجة عن ارادتنا ومنها حادثة غرق السفينة التي كانت محملة بشحنات الحديد.
700 مليون ريال التكلفة

وحول رفع التكلفة الجوية نتيجة كبر حجم المدرج الجديد وبالتالي تحتاج الطائرات إلى وقت يصل إلى 20 دقيقة كي تذهب الى الموقف، قال معاليه إن الحركة بعد نزول الطائرة لن ترفع التكلفة على الاطلاق والمدة لن تتجاوز 10 دقائق من المدرج الى مبنى المسافرين حيث تتوقف الطائرة  وهذا وقت مناسب للغاية. وحول التكلفة الاجمالية لهذه المرحلة التي تم افتتاحها قال معاليه ان اجمالي تكلفة الاعمال السابقة تقدر بنحو  700 مليون ريال وهي تشمل كافة اعمال البنية الاساسية  والطرق والجسور المرتبطة بالطريق العام وبرج المراقبة  ومحطات الكهرباء والتبريد وكافة المرافق والخدمات والمباني عدا مبنى المسافرين.
واوضح معاليه ان كامل حزمة مشروع مطار مسقط الجديد تم طرحها من خلال مجلس المناقصات وقد بلغت تكلفة ما تم الانتهاء منه 700 مليون ريال من جملة تكلفة المشروع ككل.
وحول عقد الاسشتاري الخاص بالمشروع قال معاليه ان عقد الاستشاري القديم انتهى. استعنا باستشاري جديد  طلب بالمقابل 100 مليون ريال لكننا خفضنا المبلغ الى 42 مليون ريال فقط وتم اسناد العمل اليه بالفعل.
أحدث الأنظمة التقنية

وقال سعادة الدكتور محمد بن ناصر بن علي الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني ان  المرحلة الاولى تعتبر مرحلة انتقالية كبيرة في تاريخ الطيران المدني بالسلطنة، وينقله الى رحاب وآفاق أوسع وأكبر، أما فيما يتعلق بالأنظمة والتقنية المستخدمة في المطار الجديد التي تم افتتاح بعض من أجزائه اليوم فإننا سنجد أنها تقنية متقدمة كثيرا وتستخدم لأول مرة في العالم، ومثال على ذلك أنظمة المراقبة الجوية، حيث إن السلطنة الاولى التي تحصل على هذا النوع من الاجهزة التي يبلغ حجمها 56 بوصة، وهذه لا تحقق فقط بيئة عمل للمراقبين وانما تعطي ميزات سلامة اضافية فيما يتعلق بادراة حركة الطائرات في الاجواء العمانية، كما ان من ضمن الاجهزة المتقدمة تلك المتعلقة بالحزمة التاسعة والخاصة بأجهزة إدراة الحركة الجوية، والحزمة العاشرة هي أنظمة مساعدات الملاحة الجوية التي تساعد الطيار على تحديد منتصف المدرج وارتفاعه مقارنة بالمدرج الذي سيهبط عليه، حيث ان هذا النوع من الانظمة سوف ينقل السلطنة نقله نوعية واذا عقدنا مقارنة سريعة بين المدرجين القديم والجديد سنجد  ان المدرج  القديم  يستوعب هبوط طائرة واحدة كل 6 دقائق، بينما المدرج الجديد يستقبل في الساعة من 30 الى 40 طائرة في اوقات الذروة، بمعنى اننا لو فرضنا بأن 30 طائرة ستهبط سنجد انه كل دقيقتين تهبط طائرة.
سنحظى بتنافسية أكبر

وأضاف سعادته أن التنافسية ستتضح أكثر وسيحظى بها المطار الجديد مقارنة ببقية المطارات بالمنطقة عندما يجهز مبنى المسافرين الذي يضم تجهيزات تعتبر الاولى من نوعها، كما أن مبنى المسافرين مصمم ليأخذ الحداثة ويحافظ على الطابع العماني في الوقت نفسه، وهو بوابة السلطنة وستكون به مرافق مميزة عن بقية المطارات، وقد بلغت  نسبة الانجاز حتى الآن نحو 75%.
أما من ناحية الخبرات فكما يعلم الجميع أن هناك جانبين اولهما الجانب الإنشائي والثاني الجانب التشغيلي حيث هناك حزمة متكاملة هي الحزمة السابعة والخاصة بالتجهيز للانتقال إلى هذه المرافق والمتمثلة في تدريب الكوادر ووضع اجراءات الانتقال، ولله الحمد فإننا قطعنا شوطا كبير سواء كان هنا في مسقط بالنسبة للشركة العمانية لادارة المطارات والتي سوف تشغل المرافق التي افتتحت اليوم وهناك جاهزية ونسبة كبيرة من العمانيين الذين تم تدريبهم وتوظيفهم  لتشغيل هذه المرافق، ومتابعة الى ذلك فقد بدأ من الآن عملية التدريب والتوظيف بمنبى المسافرين الجديد ولتشغيل بقية المطارات الجديدة، وبالتالي نؤكد أن جميع الجهات التي سوف تشغل هذه المطارات في جاهزية جيدة ولله الحمد.

ديوان البلاط السلطاني يدشن كتاب «النمر العربي في سلطنة عُمان»

Share Button

179869أول توثيقٍ يستند إلى دراسات ميدانية مبنية على أسس علمية –

دشن مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني أمس كتابا بعنوان: «النمر العربي في سلطنة عمان»؛ ويأتي هذا التدشين تتويجا للجهود المبذولة في الحفاظ على النمر العربي في سلطنة عمان وبناءً على توجيهات جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- واهتماماته الدائمة بالبيئة بشكلٍ عام والنمر العربي بشكل خاص. ويعد الكتاب أول توثيقٍ يستند إلى الدراسات الميدانية المبنية على أسس علمية متواصلة نفذها وأشرف عليها مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية وذلك ضمن خطة مشروع صون النمر العربي في بيئته الطبيعية في محافظة ظفار.

كما صاحب هذا الكتاب، كتيب للأطفال عن قصة حياة إحدى النمور(ذو الذيل القصير) المطوقة بأجهزة التتبع اللاسلكي، حيث عاش ذو الذيل القصير في جبال محافظة ظفار ومن خلال تعقبه بأجهزة التتبع تمكن المختصون من معرفة معلومات كثيرة عن حياته وأماكن تواجده.

توثيق جيد عن النمر العربي

وأكد ياسر بن عبيد السلامي مديرعام مكتب حفظ البيئة على أن هذا الكتاب يعتبر توثيقًا جيدًا للنمر العربي ويبرزُ الجهودَ المبذولة من قبل مكتب حفظ البيئة، اضافة الى الدور الداعم والمهم لكثير من المؤسسات الاخرى والتي ساهمت بشكل مؤثر في حماية النمر العربي في السلطنة، ونحن كجهة معنيةٍ بصون النمر العربي بالدرجةِ الأولى، نؤكد دومًا التزامنا الـمُستمر بحماية وصون النمر العربي في بيئته الطبيعية على الرغم من كل التحديات التي تقف أمامنا، ونود هنا أن نشكر معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني الموقر على دعمه المتواصل لتنمية العمل البيئي بمختلف مجالاته، وخصوصًا تلك التي يُشرف عليها مكتب حفظ البيئة ومن ضمنها مشروع حماية وصون النمر العربي .ويعتبر كتاب النمر العربي ثمرة للجهود المخلصة وتتويجا للعمل الوطني، والذي يخدم ويساهم في إظهار الدور الريادي المتميز للسلطنة في مجال المحافظة على الحياة البرية على المستوى العالمي.

سلالة النمر العربي

تضمن كتاب «النمر العربي في سلطنة عمان» 11 فصلا، حيث تطرق الفصل الأول إلى «جنس النمور» موضحا سلالة النمر العربي التي تعتبر من أصغر السلالات الأربع على الإطلاق، ويبلغ حجم النمر العربي نصف حجم النمر الإفريقي تقريبا، وصنفت سلالة النمر العربي في نهاية القرن العشرين باعتبارها السلالة الرئيسية لجنس النمور في الشرق الأوسط، حيث ظهرت شمالا في صحراء جودين وجبال النجف والمناطق القاحلة في الأردن بالإضافة إلى انتشارها على امتداد شبه الجزيرة العربية والمناطق الجبلية في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة واليمن.وأوضح الفصل الأول القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض حيث يصنف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، ومواردها النمر العربي ضمن قائمته الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض وهي أشد الفئات خطورة؛ فالنمر العربي يواجه تهديدا كبيرا حدا بالانقراض في البرية، وفي المقابل يحظى النمر العربي بحماية كبيرة من قبل الاتفاقية العالمية لحظر الاتجار في النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض ضمن الملحق الأول الذي يحرم الاتجار به لأغراض تجارية.

179868دراسات الجينات الوراثية

كما أشار الفصل إلى دراسات الجينات الوراثية- تصنيف سلالات النمور، حيث أخذت دراسة الجينات الوراثية التي أجريت في نهاية التسعينات من القرن الماضي مسألة تصنيف سلالات النمور بعين الاعتبار، فجمعت السلالات الأربع ضمن سلالة النمر الفارسي. واعتبر النمر العربي أكثر بقليل من مجرد كونه إحدى السلالات المحلية للنمر الفارسي.وتوصلت الدراسة إلى تلك النتيجة دون أخذ عينات من أنسجة النمر العربي في حين أن الدراسة الأخرى، التي أجريت في بداية القرن العشرين أخذت نماذج من عينة واحدة فقط من أنسجة النمر العربي، فأثبتت هي الأخرى أن النمر الفارسي هو مجرد سلالة فرعية وكذلك الحال بالنسبة للنمر العربي، وأظهرت دراسة شاملة أجريت حديثا في جامعة لشبونة أن سلالة النمر العربي تعتبر من السلالات المميزة والفريدة والقديمة، استنادا إلى عينات أخذتها من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بما فيها نمور سلطنة عمان ونمور جنوب ووسط آسيا.

تاريخ النمر العربي

ويتطرق الفصل الثاني من الكتاب إلى تاريخ النمر العربي في شبه الجزيرة العربية، منها النمر العربي في جمهورية اليمن وفي المملكة العربية السعودية وفي الامارات العربية المتحدة.أما الفصل الثالث فيتطرق إلى النمر العربي في سلطنة عمان موضحا الانتشار التاريخي للنمر العربي، حيث تعود السجلات العلمية الأولية عن وجود النمور العربية في سلطنة عمان إلى الرحالة الأوروبيين في القرن التاسع عشر، إلا أن النمور كانت دائما معروفة لدى العمانيين حيث تعايشوا معها، والنقوش الصخرية القديمة خير شاهد على تلك العلاقة القائمة بين الإنسان والنمر، حيث تصور النمور التي تم العثور عليها في جبال الحجر وسلسلة جبال ظفار. ويعرف النمر في جبال شمال السلطنة وشبه جزيرة مسندم باسمه الشائع «النمرالعربي» بينما يعرف في جنوب سلطنة عمان ومحافظة ظفار باسم «قضر».

أسر النمور وتوليدها

وتناول الباب الرابع أسر النمور وتوليدها، حيث أنشئ مركز إكثار الحيوانات البرية العمانية في بداية الثمانيات من القرن الماضي بالقرب من ولاية السيب بمحافظة مسقط ضمن إطار رؤية السلطنة للحفاظ على الأنواع البرية المهددة بالانقراض من خلال أسرها وتوليدها ثم إعادتها مرة أخرى إلى البرية.وعرض الباب الخامس الصور الأولى للنمور العربية في البرية. فيما يتطرق الباب الخامس إلى جغرافية الجبال، حيث يقسم الأهالي محافظة ظفار عادة إلى ثلاث مناطق وهي الساحل والنجد والجبل ويضم الساحل الشواطئ وسهل صلالة «جربيب» والتلال السفحية. أما النجد فيضم التلال الشمالية الجافة والسهوب الصحراوية. وتمتد بين الساحل والنجد جبال تعرف بسلسلة جبال ظفار أو باسمها الشائع الجبل. وهذا هو نطاق انتشار النمور العربية وآخر معقل لها، كما يحتوي على معظم التنوع الحيوي الذي تشتهر به ظفار.

المسوحات الميدانية في ظفار

وعرض الفصل السابع موجزا عن المسوحات الميدانية في ظفار حيث نجحت النمور في منتصف التسعينات من القرن الماضي في التوالد بمركز إكثار الثدييات العمانية، كما نجحت مجموعة ثانية في التوالد داخل الأسر بإمارة الشارقة. وفي الوقت نفسه، تم التقاط أول صور للنمور العربية في البرية بجبل سمحان، وعلى الرغم من ذلك لم تكن هناك معلومات كافية عن الوضع الراهن للنمور في البرية ناهيك عن نظام عيشها البيئي.
وفي عام 1997 تم إجراء أول مسح للنمر العربي بهدف دراسة مجموعة النمور المنتشرة في ظفار بالإضافة إلى فهم نظام عيشها في سبيل وضع مقترحات لحمايتها، وتركزت المرحلة الأولى من المسح في محمية جبل سمحان الطبيعية.
وعرض الفصل أيضا عملية تطويق النمور وتخديرها إلى جانب تعقب النمور عن طريق الأقمار الاصطناعية.
وركز الفصل الثامن على نمور ظفار التي لا تزال منتشرة في جبال القمر والقرا وسمحان من حاسك في الشرق حتى الحدود العمانية اليمينية في الغرب، وتنتشر أيضا من جبل سمحان المعروفة بجفافه الشديد حتى البيئات الخضراء المتأثرة بالرياح الموسمية في جبلي القمر والقرا، ومن القمم العالية التي تصل إلى حوالي 1800 متر إلى الشواطئ عند مستوى البحر.
وكان لثدييات ظفار نصيب من التوسع في الفصل التاسع من الكتاب، حيث تحتوي محافظة ظفار على أكبر تنوع حيوي في سلطنة عمان، فإلى جانب النمر العربي هناك أنواع من الثدييات البرية، وتعكس هي وغيرها من حيوانات ونباتات المنطقة التأثير الجغرافي الحيوي لإفريقيا.

حكاية النمور والإنسان

وحكى الفصل العاشر حكاية النمور والإنسان ويمكن النجاح في الحفاظ على النمور العربية في العلاقة القائمة بينها وبين سكان الجبل، وتعايش الإنسان معها في شبه الجزيرة العربية لعدة قرون. وعلى الرغم من أنه تمكن من قتلها إلا أنه لم يملك التقنية الكفيلة بإبادتها. واستمر مسلسل القتل بظهور الأسلحة النارية، إلا أن ظهور مجموعات صغيرة من البشر تحمل أسلحة نارية في بداية القرن العشرين لم يفت في عضد العدد الإجمالي للنمور، إلا أن مجموعات أكبر من البشر تمكنت في نهاية القرن العشرين من خلال استخدام أسلحة نارية خفيفة الوزن وحديثة من القضاء على مجموعات النمور نهائيا او التقليل من اعدادها بشكل كبير على امتداد المنطقة. لذا فالنمور اليوم تواجه تهديدا حقيقيا بالانقراض. وعلى الرغم من التهديد الحقيقي بالانقراض الذي يواجه النمر العربي، إلا أن هناك جهودا حثيثة تسعى إلى إبقائه، مهما كانت قسوة الظروف، فقد أوضح الباب الحادي عشر والأخير من الكتاب صون النمور، أن السلطنة لعبت دورا رائدا في الحفاظ على النمور العربية التي تمثل في توليد أول مجموعة منها داخل الأسر في الثمانيات من القرن الماضي والذي كان بمثابة حجر الأساس في القيام بمبادرة لتوليد النمور العربية داخل الأسر على المستوى الإقليمي لضمان استمرارية وجودها ، ويمكن التحدي الحقيقي في حماية النمور من الانقراض في البرية.

صون النمور

وأوضح الباب أيضا الآلية التي تتبعها السلطنة في صون النمور ومن اهمهما إشراك المجتمعات المحلية في برامج الصون والتعويض، وبرامج الدعم بالإضافة إلى وجود محميات خاصة للنمور وإدارة المراعي الطبيعية وبرامج خاصة لزيارتها وتفقد أوضاعها بالإضافة إلى البحث الميداني.
وفي نهاية الكتاب، عرضت الحملات الاستكشافية الدولية للنمور العربية التي قامت بها مجموعة من المنظمات وتسعى جميعا إلى الحفاظ وصون النمور العربية من الانقراض.
وقد ساهم في إنجاز هذا الكتب الدكتور أندرو سبالتون وهادي بن مسلم الحكماني وخالد بن محمد الحكماني وديفيد ويليس وفيكي وايت.
واستعرض الكتاب صورًا عن الثدييات البرية الأخرى التي تعيش إلى جانب النمر العربي والمنتشرة في واحدة من أكثر المناطق العربية تنوعا من الناحية البيئية. وحري بهذا الكتاب بنسختيه العربية والإنجليزية أن يصبح محط اهتمام العلماء والمهتمين بحفظ البيئة وعشاق الطبيعة والرحالة كونه توثيقا فريدا لواحدٍ من أكثر القطط الكبيرة غموضا وعرضة لخطر الانقراض.

حافة الانقراض في البرية

والجدير ذكره أن النمر العربي يقترب من حافة الانقراض في البرية حيث تم تصنيفه كمهدد بالانقراض بالدرجة الحرجة حسب تصنيف الإتحاد الدولي لصون الطبيعة لحالة الأنواع، وتقدر أعداد النمر العربي المتبقية في البرية بأقل من 100 نمرٍ إذ تعتبر سلسلة جبال محافظة ظفار الواقعة في جنوب السلطنة أهم وآخر المعاقل الرئيسية لها.
ونظرا للوضع الحرج للنمر العربي فقد قامت السلطنة ممثلة بمكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني في بداية التسعينات بتدشين برنامج علمي لدراسة وصون النمر العربي في بيئاته الطبيعية حيث قام فريق من الخبراء والمختصين في الحياة البرية في تركيب عددٍ من الكاميرات الفخية وتطويق مجموعةٍ من النمور العربية بأجهزة التعقب اللاسلكي بهدف جمع بيانات علمية لفهم النظام البيئي للنمر العربي في سلطنة عمان وبفضل الجهود المبذولة تتوفر اليوم ثروة من المعلومات العلمية عن النمر العربي في السلطنة وما يجب علينا فعله من أجل الحفاظ عليها في مناطقها الطبيعية

استراتيجية وطنية تؤمن الاحتياجات من الطاقة حتى 2040

Share Button

مخططات استباقية لمجابهة التغيرات المناخية –

أكدت السلطنة اهتمامها الدائم بمختلف القضايا البيئية وحرصها المستمر على توفير كافة مقومات النجاح لمجابهة التغيرات المناخية والانخراط في الجهود الدولية للتكيف والتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
مشيرة إلى رفع كفاءة البنية الاساسية وإسناد مشاريع ضخمة لإصلاح الأضرار الناتجة عن التغيرات المناخية ومن أهمها إقامة سدود الحماية والجسور المرتفعة ، وتهيئة ممرات الأودية وتأهيل الشوارع العامة والداخلية ، بالاضافة الى وضع العديد من الاستراتيجيات المهمة مثل استراتيجية الأمن الغذائي ، واستراتيجية تطوير قطاع الثروة السمكية، وكذلك العمل على إعداد استراتيجية وطنية للطاقة تهدف إلى تحديد التوجهات والسياسات العامة اللازمة لتأمين احتياجات السلطنة من الطاقة على المدى المتوسط والبعيد حتى عام 2040 .
وقالت السلطنة في كلمتها خلال الدورة العشرين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي تعقد في مدينة ليما بجمهورية بيرو والتي ألقاها معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية ، انها بذلت العديد من الجهود من أهمها مسح غازات الدفيئة بهدف حصر انبعاثات غازات الدفيئة بشرية المصدر، وإصدار رسائل اعتماد لعدد من مشاريع آلية التنمية النظيفة أبرزها مشروع زراعة مليون نخلة وزراعة مائة ألف شجرة من أشجار جوز الهند، وهو ما سيعمل على زيادة المسطحات الخضراء التي ستسهم في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، وتسعى السلطنة حاليا إلى تحقيق هدف استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 10% من إجمالي الطاقة المستخدمة بالسلطنة بحلول عام 2020. كما تعمل السلطنة حاليا على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتكيف والتخفيف من التغيرات المناخية، المزمع تنفيذها خلال الفترة الممتدة من 2014 الى 2016، والتي ستمكن السلطنة من وضع مخططات استباقية للتكيف مع التغيرات المناخية كفيلة بتهيئة المواطنين والمؤسسات الحكومية والخاصة والفاعلين الاقتصاديين لمجابهة التغيرات المناخية بأكبر قدر من المرونة في عدد من القطاعات المهمة كقطاع موارد المياه والزراعة والثروة السمكية والإسكان والصحة والبيئة، وكذلك اتخاذ تدابير طوعية وفقا للإمكانات المتاحة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة في القطاعات المختلفة وفقا للمبادئ المعمول بها في كل من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو.
                                          

«ندوة الرواد العرب والأمريكان» تستهدف التعريف بفرص ومجالات الاستثمار البحثي في السلطنة

Share Button

تتضمن 20 بحثا و90 مقترحا بمشاركة  130 عالما .. والعثور على مصادر جديدة للمياه أبرز المحاور –

انطلقت أمس أعمال الندوة الثانية للرواد العرب والأمريكان الباحثين في العلوم والهندسة والطب التي تستضيفها السلطنة ممثلة في وزارة التعليم العالي ومجلس البحث العلمي وجامعة السلطان قابوس لمدة ثلاثة أيام  وتنظمها الأكاديميات الوطنية الأمريكية.
ورعى حفل افتتاح الندوة معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية الذي أكد أن استضافة الندوة دليل واضح على الاهتمام الكبير الذي توليه السلطنة للبحث العلمي، مشيرا إلى أن الندوة تبحث في العلم وتطوره الذي سيحقق النمو والاستقرار في البلاد.
وأعرب ابن علوي عن أمله في أن تحقق الندوة ثمارا يانعة كونها تضم علماء من الشباب الذين هم أمل المستقبل في مجال العلوم والبحث العلمي.
من جانبها قالت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي: إن استضافة هذه الندوة تعد رافدًا لحركة البحث العلمي في السلطنة إذ تسهم  هذه اللقاءات في نقل وتبادل التجارب والخبرات البشرية في مختلف العلوم، كما أن الندوة منصة مهمة للباحثين العمانيين لعرض بحوثهم والتعريف باهتماماتهم العلمية سواء لأقرانهم من العلماء في السلطنة أو خارجها أو للمتابع والمهتم بحركة العلوم والبحث.
وأشارت معاليها إلى أهمية مشـــاركة الأكاديــميات الأمريكية التي تـشمل (الأكاديمية الوطنية للعلوم والأكاديمية الوطنية للهندسة ومعهد الطب ومجلس البحث الوطني ) حيث لها العديد من المشروعات التي يمكن الاستفادة منها وخاصة في مجال البحث العلمي كونها فرصة للمشاركين العمانيين للاستفادة من أوراق العمل المطروحة في الندوة.

الاستفادة من المصادر التقليدية

وقدم سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي كلمة افتتاح الندوة حيث أوضح فيها ضرورة التعاون والعمل لتقوية الروابط بين المؤسسات البحثية والأكاديمية في مختلف دول العالم وذلك لمصلحة الجميع، مشيرا إلى تبادل الخبرات في كيفية الاستفادة من المصادر التقليدية للمياه التي ظلت مستخدمة في السلطنة لآلاف السنين في معالجة وإدارة مشكلة نقص المياه المتوقعة في العالم.
واستعرض سعادة الدكتور أمين عام مجلس البحث العلمي مجريات الندوة وأهدافها مشيرا إلى أن الهدف الأساسي هو جمع الرواد العرب والأمريكيين الشباب للتعرف على مستجدات العلوم والتقنية في أربعة مجالات وهي الطاقة والمياه والطب والبيئة. وأضاف سعادته: إن المحاضرات ستناقش أبرز ما توصلت إليه الأبحاث في هذه المجالات خاصة في مجال الاستخلاص المعزز للنفط والغاز وأيضا في مجالات تقنية المياه بالإضافة وهناك دورات تدريبية لتشجيع الباحثين على التعاون وتقديم المقترحات البحثية المشتركة بما يدعم التعاون بين الباحثين العرب مع الباحثين الأمريكيين في مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال سعادته: إن الندوة تعرض نوعين من البحوث المشاركة وهي حوالي 20 بحثا يقدمها الخبراء إلى جانب المقترحات التي تعرض من قبل المشاركين وتصل إلى 90 مقترحا بحثيا خلال أيام الندوة، كما سيتم طرح العديد من أوراق العمل المختصة في مختلف المجالات العلمية منها محور حول أهمية العثور على مصادر جديدة للمياه من أجل النمو: إعادة استخدام المياه وتحليتها وكذلك محور حول مصادر الطاقة القديمة والأساليب الجديدة للوصول إلى موارد جديدة تتضمن عرضا لقصة المصانع الهيدروليكية، كما سيتم الحديث في محور آخر عن الأمن الغذائي العالمي: التكيف من أجل المستقبل بالإضافة إلى محاور أخرى حول عمليات دعم البحوث ومبادرة الملكة رانيا للتعليم والتطوير.
ومن جانب آخر، ألقى الدكتور جون بوراية المدير التنفيذي للشؤون الدولية كلمة الأكاديميات الوطنية الأمريكية شدد فيها على ضرورة توجيه البحوث العلمية لحل العديد من المشكلات بالإضافة إلى  تبادل الخبرات والأفكار العلمية.
تبادل الخبرات والنتائج البحثية

وتسعى الندوة إلى تعريف الباحثين العلميين في الولايات المتحدة الأمريكية والباحثين بالدول العربية بالبيئة البحثية في السلطنة والفرص والمجالات التي يمكن استثمارها في الجوانب البحثية المختلفة إلى جانب إتاحة الفرصة للباحثين العمانيين في المؤسسات الأكاديمية المختلفة للاحتكاك بنظرائهم سواء من الدول العربية أو من الولايات المتحدة الأمريكية.
وبلغ عدد المشاركين في الندوة اكثر من 130 عالما وباحثا في مختلف التخصصات العلمية وناقشت في يومها الأول محاور في إيجاد مصادر جديدة للمياه من أجل النمو: إعادة استخدام المياه والتحلية إلى جانب محور آخر ناقش الطاقة القديمة وطرق جديدة للدخول للمصادر: قصة التكسير الهيدروليكي.
وتستكمل اليوم مناقشة محاور في مصادر الطاقة القديمة والأساليب الجديدة للوصول إلى موارد جديدة تتضمن عرضا لقصة المصانع الهيدروليكية، ومحور آخر عن الأمن الغذائي العالمي: التكيف من أجل المستقبل بالإضافة إلى محاور أخرى حول عمليات دعم البحوث ومبادرة الملكة رانيا للتعليم والتطوير، وتتطرق الندوة إلى إيجاد مصادر جديدة للمياه من أجل النمو وإدارة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها والتحديات والفرص في البلدان النامية إلى جانب التفكير في إعادة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدام المياه في الولايات المتحدة وفي دولة الكويت وتخفيف المخاطر على الاستدامة في تكنولوجيا تحلية المياه الصالحة عن طريق المواد المبنكرة والتحليلات الاقتصادية والتقييم البيئي والطاقة.
يذكر أن الأكاديميات الوطنية الأمريكية تتكون من الأكاديمية الوطنية للعلوم والأكاديمية الوطنية للهندسة ومعهد الطب ومجلس البحث الوطني بالولايات المتحدة الأمريكية وهي مؤسسات خاصة غير ربحية قام بإنشائها الرئيس لينكولن في عام 1863م كمستشار مستقل للحكومة في الأمور العلمية. وبعدها تفرعت منها الأكاديمية الوطنية للهندسة وأخرى للطب، وتقدم هذه الأكاديميات المشورة في التحديات العلمية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية والعالم. وعملهم يساعد في إيجاد قوانين ولوائح عملية وإخطار الرأي العام والدفع بالتقدم في العلوم والهندسة والطب.

نمو الناتج الإجمالي للسلطنة 3.7% خلال النصف الأول من العام الجاري

Share Button

ميزان المدفوعات يحافظ على وضعه المريح –

العمانية: سجل الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة بالأسعار الجارية حسب ما تشير إليه البيانات الأولية، نمواً بنسبة 3.7% خلال النصف الأول من عام 2014 مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق.وقد شهدت القيمة المضافة للأنشطة النفطية في الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.4 % في حين سجلت القيمة المضافة للأنشطة غير النفطية نمواً بنسبة 7.3% وذلك خلال النصف الأول من عام 2014.
وظل وضع ميزان المدفوعات مريحاً مع تحقيق كل من الحساب الجاري والميزان ككل فائضاً.
أما معدل التضخم السنوي مقاساً بالتغير في متوسط مؤشر أسعار المستهلك في السلطنة، فقد بلغ حوالي 1% خلال الفترة يناير-أكتوبر 2014.
وأوضحت الاحصائيات الصادرة عن البنك المركزي العماني أن إجمالي الأصول للبنوك التجارية ارتفع بنسبة9.7 بالمائة ليبلغ حوالي 24.5 مليار ريال عُماني في أكتوبر 2014 مقارنة بـ 3 .22 مليار ريال عُماني في أكتوبر 2013.ومن إجمالي الأصول، شكَّل الائتمان ما نسبته 67.8 % وزاد بنسبة 9.6% خلال العام ليبلغ 16.6 مليار ريال عُماني في نهاية أكتوبر 2014.
وضمن إجمالي الائتمان، سجل الائتمان الممنوح للقطاع الخاص نمواً بنسبة 9.9 %خلال الفترة نفسها ليصل إلى 14.5 مليار ريال عُماني في نهاية أكتوبر 2014.

الاحتفال بافتتاح المرحلة الأولى لمشروع مطار مسقط الدولي .. اليوم

Share Button

يتضمن مبنى الطيران المدني والمدرج وبرج المراقبة وعددا من المباني –

يرعى معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني صباح اليوم حفل افتتاح المرحلة الأولى لمشروع مطار مسقط الدولي والذي يشمل مبنى الهيئة العامة للطيران المدني وبرج المراقبة ومدرج المطار إضافة إلى فتح الطرق الرابطة بين شارع السلطان قابوس وشارع 18 نوفمبر.
إلى جانب افتتاح 12 مبنى جديداً، أهمها: مجمَّع الحركة الجوية الذي يُمكِّن مراقبي الحركة الجوية من الإشراف على المجال الجوي للسلطنة بأكمله ومركز للتنبؤ بأحوال الطقس والأرصاد الجوية ومباني مركز الطوارئ والتدريب ومبنى مركز المعلومات ومبنى المسبار الكهربائي ومحطة الإطفاء والإنقاذ، ومحطة الإنقاذ البحري.
إضافة إلى تدشين عدد من الأنظمة التي تعمل على الاستغلال الأمثل للحركة الجوية وتعزز السلامة وأمن الطائرات في الأجواء أجهزة جديدة ومتطورة جدا.
ويأتي إنشاء مشروع المطار لمواكبة التطورات التي يشهدها قطاع النقل بمختلف جوانبه على المستوى العالمي لما لهذا القطاع الحيوي من دور في التنمية ومساهمة فاعلة في تحقيق النمو الاقتصادي والسياحي ودعم الاقتصاد الوطني.
حيث يشهد قطاع الطيران في السلطنة وضمن استراتيجية شاملة تطوير القطاع والذي يتمثل في إنشاء عدد من المطارات وتطويرها بحيث تساهم في رفد الاقتصاد العماني وتنويع مصادر الدخل.
إضافة إلى هذا المشروع الاستثنائي سيلعب دورا كبيرا في توظيف نسبة كبيرة من الشباب العماني والتي ستوفرها المشاريع المرتبطة بالمطار
إضافة إلى أن افتتاح المرحلة الأولى للمشروع سيعمل على جذب مزيد من المسافرين وشركات الطيران العالمية إلى المطار من خلال لجان معنية بوضع آليات لتسويق المطار الجديد من أجل البدء في عملية التسويق والترويج للمطار وإيجاد وسائل متنوعة لزيادة دخل المطار من أجل استقطاب خطوطا جوية جديدة.
ويسهم المشروع في زيادة طاقة المطار لمناولة 12 مليون مسافر سنويا حيث تشمل التوسعات المخطط لها تعزيز قدرة المطار السنوية إلى 24 مليون مسافر سنوياً في المرحلة الأولى، ومن ثم إلى 36 مليون مسافر في المرحلة الثانية، و48 مليون في المرحلة الثالثة، لتلبية الزيادة المستقبلية في العدد.
إضافة إلى عمل 29 جسراً علوياً لنقل المسافرين من وإلى الطائرات. كما سيتم إنشاء 10 صالات مؤدية إلى الباصات الناقلة للركاب إلى الطائرات. بجانب 86 منضدة لإنهاء إجراءات السفر من أجل سرعة إنهاء إجراءات المسافرين، و20 منضدة خدمة ذاتية لتخليص إجراءات السفر، و31 منضدة إجراءات للجوازات والإقامة لفئة المغادرين، و56 منضدة إجراءات للجوازات والإقامة للقادمين إلى السلطنة. أما مبنى الشحن فيتسع إلى 260 ألف طن سنوياً. وسيقدم مبنى التموين 24 ألف وجبة يومياً. إلى جانب إنشاء فندق يتسع لـ90 غرفة لإيواء المسافرين خاصة من فئة الترانزيت.
وشهد مطار مسقط الدولي في السنوات الأخيرة زيادة الحركة الجوية، ويتوقع استمرار هذه الزيادة بسبب ارتفاع عدد المسافرين الناتج عن العديد من العوامل منها زيادة النشاط الاقتصادي والسياحي في السلطنة وزيادة عدد الرحلات لمعظم الشركات العاملة بالمطار والتوسع في أسطول ومحطات الطيران العماني.
من جانب آخر يعتبر مركز المراقبة الجوي بمطار مسقط الدولي والذي يعد ثمرة من ثمار تطوير مطاري مسقط الدولي ومطار صلالة وترجمة للرؤية الجديدة التي تنتهجها الهيئة العامة للطيران المدني في مواكبة التطور الذي يشهده قطاع الرقابة الجوية من خلال استحدام التطورات والتقنيات الحديثة في هذا الجانب.
حيث استطاعت السلطنة بنجاح تشغيل هذه الأنظمة لأول مرة في العالم مما يعزز فرص السلطنة في الاستغلال والاستثمار الأمثل لأجوائها بزيادة أعداد الطائرات والحركة الجوية فيها إضافة إلى تعزيز السلامة وأمن وحركة الطائرات في الأجواء العمانية باعتبارها أجهزة متطورة جدا وهذا الاستخدام الانتقالي يعتبر تدريبا وتأهيلا لمديري هذه الحركة للانتقال إلى برج المراقبة الجديد لاحقا وفي الوقت الحالي تدار الحركة الجوية في السلطنة بأنظمة حديثة وجديدة.

التوبي يؤكد على اهتمام عمان الدائم بمختلف القضايا البيئية وحرصها المستمرعلى توفير كافة مقومات النجاح لمجابهة التغيرات المناخية

Share Button

تدعو العالم إلى دعم الدول النامية في التصدي للآثارالسلبية للاحتباس الحراري –

 أكد معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية أن ظاهرة الاحتباس الحراري أو التغيرات المناخية تعد مشكلة عالمية طويلة الأجل لها تأثيراتها المختلفة على النظم الطبيعية والاقتصادية والمؤسسية والاجتماعية والتكنولوجية، حيث أكدت جميع التقارير التقييمية للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وآخرها التقرير التقييمي الخامس على الإجماع  العلمي بأن التغيرات المناخية حقيقة  قائمة لها تداعياتها وتأثيراتها على المستوى الدولي والإقليمي والوطني.
وأشار معالي الوزير إلى أن السلطنة كغيرها من دول العالم عرضة لمخاطر وتأثيرات تغير المناخ مع قابلية تضرر قطاعاتها وأنظمتها البيئية والاجتماعية والاقتصادية من تلك التأثيرات ومنها تغير في مستوى سقوط الأمطار وما يصاحبها من ازدياد في حدة الجفاف والتصحر، وتقلص الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى التهديدات الكامنة لمشاريع البنية الأساسية المقامة في المناطق الساحلية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر والمحيطات أو الفيضانات الناتجة عن الأمطارالغزيرة.
ويرأس معاليه الوفد المشارك في اجتماعات الدورة العشرين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي تعقد فعالياتها في مدينة ليما بجمهورية بيرو ويشارك فيها عدد  من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ومعالي الأمين العام للأمم المتحدة والوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة ورؤساء وفود الدول المشاركة إلى جانب عدد من ممثلي المنظمات الدولية ذات العلاقة بالبيئة والتغيرات المناخية.
وأكد معالي وزير البيئة والشؤون المناخية في كلمة السلطنة على اهتمام عمان الدائم بمختلف القضايا البيئية وحرصها المستمرعلى توفير كافة مقومات النجاح لمجابهة التغيرات المناخية والانخراط في الجهود الدولية للتكيف والتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية. مشيرا إلى أن السلطنة وقعت على كافة الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، حيث كانت في مقدمة الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في مؤتمر قمة الأرض الأولى بالبرازيل في عام 1992م ثم مصادقتها على تلك الاتفاقية بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 119/94 بتاريخ 7 ديسمبر 1994م، ثم مصادقتها على بروتوكول كيوتو الملحق بالاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 107/2004 الصادر بتاريخ 10 أكتوبر 2004م.
وتوجت السلطنة جهودها الرامية إلى مكافحة التغيرات المناخية والحد من آثارها السلبية بإنشاء وزارة البيئة والشؤون المناخية في عام 2007م، ليضاف إلى مسيرة العمل البيئي المتفرد للسلطنة قطاع هام يعنى بالشؤون المناخية ، يعمل على تقييم الهشاشة والمخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية وتركيز وتكثيف العمل في مجالات التكيف والتخفيف من التغيرات المناخية على الصعيدين الوطني والدولي.
وأوضح معاليه أنه في مجال التكيف مع التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، قامت السلطنة بالعديد من الجهود والإنجازات منها أخذ اعتبارات تغير المناخ في الحسبان عند وضع الخطط التنموية للدولة التي تضمنت مشاريع هامة تهدف إلى مراقبة التغيرات المناخية وتشخيص آثارها على الصحة العامة والبنية الأساسية والمجالات الاقتصادية والاجتماعية و البيئية، واستخدام علوم تغير المناخ وبرامج النمذجة الحاسوبية للتنبؤ بالآثار المناخية المستقبلية وآثارها على أراضي ومياه وأجواء السلطنة، ووضع الخطط متوسطة وطويلة المدى لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية.
وأضاف التوبي قائلا: تم العمل على رفع كفاءة البنية الأساسية وإسناد مشاريع ضخمة لإصلاح الأضرار الناتجة عن التغيرات المناخية ومن أهمها إقامة سدود الحماية والجسور المرتفعة ، وتهيئة ممرات الأودية وتأهيل الشوارع العامة والداخلية ، بالإضافة إلى وضع العديد من الاستراتيجيات الهامة مثل استراتيجية الأمن الغذائي ، واستراتيجية تطوير قطاع الثروة السمكية، وكذلك العمل على إعداد استراتيجية وطنية للطاقة تهدف إلى تحديد التوجهات والسياسات العامة اللازمة لتأمين احتياجات السلطنة من الطاقة على المدى المتوسط والبعيد حتى عام 2040م.  وأضاف إن هنالك إصدار رسائل اعتماد لعدد من مشاريع آلية التنمية النظيفة أبرزها مشروع زراعة مليون نخلة, وزراعة مائة ألف شجرة من أشجار جوز الهند، وهو ما سيعمل على زيادة المسطحات الخضراء التي ستسهم في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، كما قامت العديد من شركات القطاع الخاص بتنفيذ عدد من المشاريع الطموحة الهادفة إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة في السلطنة، واستخدام الطاقة البديلة وزيادة كفاءة الطاقة، وتسعى السلطنة حاليا إلى تحقيق هدف استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 10% من إجمالي الطاقة المستخدمة بالسلطنة بحلول عام 2020م.
وما زالت جهود السلطنة مستمرة في مجابهة التغيرات المناخية، ويتجلى ذلك من خلال إدخال بُعد التغيرات المناخية في تصميم وتنفيذ أعمال البنية الأساسية والمشاريع التنموية المستقبلية، وتدريب وبناء القدرات الوطنية في مجال التغير المناخي، كما تعمل السلطنة حاليا على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتكيف والتخفيف من التغيرات المناخية، المزمع تنفيذها خلال الفترة الممتدة من 2014 إلى 2016، والتي ستمكن السلطنة من وضع مخططات استباقية للتكيف مع التغيرات المناخية كفيلة بتهيئة المواطنين والمؤسسات الحكومية والخاصة والفاعلين الاقتصاديين لمجابهة التغيرات المناخية بأكبر قدر من المرونة في عدد من القطاعات الهامة كقطاع موارد المياه والزراعة والثروة السمكية والإسكان والصحة والبيئة، وكذلك اتخاذ تدابير طوعية وفقا للإمكانات المتاحة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة في القطاعات المختلفة وفقا للمبادئ المعمول بها في كل من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو.
واختتم معالي وزير البيئة والشؤون المناخية كلمة السلطنة قائلاً: إن سلطنة عُمان إذ تقدر الجهود الرامية إلى إيجاد اتفاق عالمي جديد بشأن تغيرالمناخ بحلول عام 2015م، فإنها تؤكد على ضرورة أن يكون الاتفاق مستندا على مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية  بشأن تغير المناخ وأهمها مبدأ الإنصاف والمسؤولية المشتركة وفق التباين والقدرات المتفاوتة والالتزام بالمسؤولية التاريخية وحق الدول النامية في تحقيق التنمية المستدامة، كما تؤكد السلطنة على أهمية توفير الدعم للدول النامية لمساعدتها على تنويع اقتصادياتها وتقوية قدراتها في التصدي للآثار السلبية لتغير المناخ والآثار السلبية الناتجة عن تدابيرالاستجابة مع ضرورة التفرقة الواضحة بين التزامات التخفيف للدول المتقدمة، وبين أنشطة التخفيف الطوعية للدول النامية التي يجب أن تتفق مع مصالحها الوطنية وأولوياتها التنموية، وأن ترتبط بالدعم المالي والتقني وبناء القدرات المقدم من قبل الدول المتقدمة.

مؤتمر الدور العماني في دول البحيرات يختتم أعماله ويدعو لمزيد من البحوث

Share Button

أكدت على ترسيخ قيم السلام والأمن في المنطقة –
أشاد معالي الدكتور محمد روكارا خلفان وسيط جمهورية بوروندي بالدور المهم الذي يقوم به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لحفظ الأمن في منطقة شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى الأفريقية، مشيرا الى أن التجارب أثبتت أنه صاحب رسالة أمن وسلام ليس لمنطقته فقط وإنما في مختلف دول العالم. وقال اوكارا في حفل ختام الندوة الدولية، الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى «نحن نعلم أن جلالة السلطان المعظم طالما وقف إلى جانب البورونديين وغيرهم من شعوب أفريقيا وساند التنمية فيها».
وقدم الوسيط البوروندي الدعوة للعمانيين بأن يستثمروا في بوروندي على غرار استثماراتهم في دول أخرى.
وكان المؤتمر الذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية قد أوصى في ختام أعماله بالعمل على تحقيق الأمن والسلام والتعايش السلمي وإرساء مبادئ وقيم التسامح والعيش المشترك ونبذ مظاهر الغلو والتطرف وأي شكل من أشكال العنصرية لكل الشعوب التي تسعى إلى التواصل الحضاري فيما بينها وذلك من خلال ما دعت إليه أوراق العمل والبحوث التي قدمت في هذا المؤتمر.
وأكدت التوصيات على ما جاء في كلمة الرئيس البوروندي، وما جاء في كلمة معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف ممثل حكومة السلطنة في المؤتمر الذين دعا
«للسلام والتسامح بين الدول والشعوب لخير الإنسانية، والدعوه للتواصل مع دول المحيط الهندي وإقامة علاقات شراكة؛ انطلاقاً لما يربط هذه الدول من علاقات حميمة ومصاهرة وأخوّة مع إخوانهم العُمانيين وهو ما وضحته العديد من الدراسات والبحوث التي قدمت في هذا المؤتمر، والتي تؤكد على أن العُمانيون قد حضروا إلى أفريقيا كدعاة حضارة،وتمازجت حضارتهم مع الحضارة الأفريقية من خلال الزواج والمصاهرة».
كما أكدت التوصيات إلى الحاجة الملحة إلى مزيد من الدراسات الأكاديمية غير المنحازة التي تبين دور العُمانيين في اكتشاف البحيرات العظمى في أفريقيا وتشكيل إمارات بها، إضافة إلى الحاجة لدراسات موضوعية تقوم بها المؤسسات أو المراكز العلمية والأكاديمية منطقة البحيرات لإزالة الغموض التاريخي حول دور السكان المحليين والعُمانيين الذين حضروا كدعاة حضارة. وأكدت التوصيات على تعميق البحث العلمي والالتزام بالأمانة العلمية وتحري الموضوعية والدقة في إعداد الدراسات والبحوث، وتعد الوثائق من أهم الأسس اللازمة في التمحيص ونفي الشبهات والمغالطات. وشجعت التوصيات على أهمية التنقيب والبحث عن الآثار والمحافظة عليها، وترميمها، حيث أنها تعد مصدراً مكملاً للوثائق والمخطوطات في توثيق المعلومات التاريخية والحضارية. وفي الإطار الإعلامي دعت التوصيات وسائل الإعلام لقيام بدورها لنشر الحقائق وإزالة الغموض والبعد عن التحيز والعمل على نقل الحقائق. كما طالبت التوصيات الجهات المهنية لحصر الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالعلاقات العمانية الإفريقية في الأرشيفات الأوروبية والأفريقية وغيرها. والحث على عقد المزيد من هذه المؤتمرات الدولية الهادفة إلى تبادل التجارب والخبرات بين المؤسسات العلمية والثقافية. كما طالبت بالحرص والتأكيد على اعتماد الجانب العلمي والموضوعي باعتباره مكونا من مكونات التحديث والتطوير لإنشاء بنك معلومات خاص بالعلاقات العُمانية الأفريقية مع التركيز على العلاقات مع شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى تشرف عليه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عمان بالتعاون مع الجهات العلمية المختصة في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى.
من جانب آخر طالبت التوصيات الجهات السيادية بتضمين المناهج والمقررات الدراسية في المدارس والجامعات العربية والمؤسسات التعليمية في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى على جوانب الحضارة الإسلامية في هذه المنطقة والتي توضح أن الدين الإسلامي الحنيف هو دين سلام وتسامح يدعو إلى تلاقي الحضارات والثقافات وخير الإنسانية، وايلاء مزيد من الاهتمام بتعليم اللغة العربية في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى. والاهتمام والتحقق من إصدارات الرحالة والجغرافيين التي توضح دور الحضارة والثقافة الإسلامية في دول شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى.
وشارك في هذه التظاهرة العلمية الدولية أساتذة جامعيون وباحثون ومفكرون من بلدان شقيقة وصديقة ومنها: جمهورية بوروندي، سلطنة عُمان، الكونغو، رواندا، أوغندا، تنزانيا، جزر القمر، كينيا، السودان، جمهورية مصر العربية، تونس، الجزائر، اليمن، العراق، هولندا، المملكة المتحدة، سلوفاكيا، الولايات المتحدة الأمريكية، سويسرا، وألمانيا.
وتضمن حفل ختام المؤتمر رسالة سلام، ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد مفتي عام السلطنة، خاطب من خلالها الحضور بالإشارة إلى إن هذا المشهد الأفريقي الماثل يبين أن أرض أفريقيا غنية في سمائها وفي أرضها، ومياهها وفي حضارتها وثقافتها، ومن غنائها فإنها استوعبت الحضارة الإسلامية، ومن غنائها انها استقبلت القادمين إليها بكل ود وترحاب، وامتزجت بهم، وامتزجوا بها، حتى صاروا جزءا منها، وصارت جزءا منهم.
وأشار الى أن الحديث عن الدور العماني في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى الأفريقية، لا يقلل ولا ينتقص من وجود مؤثرات أخرى لحضارات وشعوب العالم من شماله إلى جنوبه، امتزجت أيضا هنا وصارت أفريقيا التي نعرفها بحضارتها وثقافتها وتكوينها.
وأكد فضيلة الشيخ الدكتور كهلان الخروصي على أهمية مبدأ التعارف باعتباره من الهدي القرآني الكريم، وقال من خلال هذا المبدأ نستطيع أن نتواصل ونتحاور مع الآخر، ونعرف غيرنا بما لدينا، ونتعرف على ما لديهم، دون أن نتحسس من هذا التواصل بدعوى أنه يهدد هويتنا، ويعرضها للخطر، داعيا إلى إزالة الحواجز من أنفسنا، ونزيح الخوف من الآخر والتعرف على ما عنده بطمأنينة. وأضاف: مع اختلافنا فنحن قادرون على التواصل وأن نخلص مقاصدنا ونوايانا من المقاصد السياسية والدنيوية، داعيا إلى جعل تجربة المؤتمر أنموذجا لسائر المؤتمرات التي تقام السلطنة أو في جمهورية بوروندي، والاستفادة من التجارب الحضارية. من جانبه ألقى سعادة الدكتور حمد الضوياني كلمة في ختام المؤتمر أكد خلالها على أهمية الأوراق التي قدمت في الندوة والفترات الزمنية التي بحثت فيها وهي ما زالت تحتوي على موضوعات وقضايا عديدة وأحداث تحتاج منا لمزيد من الدراسات والبحوث وتحقيقها بمنهج علمي يزيل غموضها ويكشف ملابستها وتأثيراتها وهو ما يدعونا إلى قيام الباحثين والدارسين للعمل اعتمادا على الوثائق والمصادر التي تفضي لوصول لنتائج علمية تعين الجهات المختصة لإدراجها في خططها وبرامج عملها.
وشدد الضوياني على أهمية وإيلاء مزيد من الاهتمام لدراسة العلاقات العمانية الأفريقية.وقال سعادته مخاطبا المشاركين إن «ما قدمتموه من بحوث ودراسات علمية وإثراء فكري تجلى في المناقشات والمداخلات التي أسهمت في كشف الغموض وتأكيد الحقائق العلمية للموضوعات التي طرحها الباحثون المتميزون من خلال أوراق العمل التي قدمت على مدار أربعة أيام متواصلة».
وكان حفل الختام قد اشتمل على إلقاء قصيدة شعرية وكلمة المشاركين. وسبق حفل الختام استكمال كافة أوراق العمل المقدمة للندوة والتي بلغت 50 بحثا من باحثين من مختلف دول العالم. وشهد معرض الوثائق المصاحب للمؤتمر إقبالا جيدا من قبل العمانيين المقيمين في بوروندي أو القادمين إليها من دول البحيرات العظمى وكذلك من قبل السكان الأصليين والدارسين والباحثين في المجالات التاريخية والسياسية. وعرضت الهيئة عشرات الوثائق التي تلقي الضوء على الكثير من الحقب التاريخية ولها أحيانا علاقة مباشرة بمنطقة شرق أفريقيا.
وتبذل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية جهودا كبيرة من أجل الحصول على المزيد من الوثائق التي تخص السلطنة وما زالت موجودة في الأرشيفات الأفريقية أو في أرشيفات الدول الأوروبية التي استعمرت في مرحلة من مراحل التاريخي دول وسط أفريقيا.
ويصل إلى السلطنة فجر اليوم الوفد المشارك في أعمال الندوة بعد أن استكمل كافة أعمال الندوة.

«البحث العلمي»: ربط 14 مؤسسة تعليمية إلكترونيا خلال الربع الأول من العام المقبل

Share Button

ضمن أعمال الملتقى الدولي الرابع للربط التقني –

دشن مجلس البحث العلمي أمس شعار الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم الذي يهدف إلى إنشاء بنية أساسية قوية تساعد على تطوير البحث العلمي والتعليم بالسلطنة، لبناء السعة البحثية والقدرات المحلية في المجالات العلمية المختلفة، كما أنها تربط الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم بين الجهات البحثية والأكاديمية بالسلطنة من خلال شبكة إلكترونية عالية السرعة والكفاءة، وتحتوي على تطبيقات وحزم إلكترونية تساعد على تطوير مستوى وكفاءة التعلم والبحث والتواصل الإلكتروني، بالإضافة إلى أنها ستكون بوابة السلطنة إلى الشبكات العالمية المماثلة.
جاء ذلك ضمن أعمال الملتقى الدولي الرابع للربط التقني للبنى التحتية الإلكترونية العربية في إطار البنى العالمية الذي يستضيفه مجلس البحث العلمي بالتعاون مع المنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم برعاية صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد الأمين العام المساعد للاتصالات والهوية المؤسسية بمجلس البحث العلمي وبحضور أكثر من مائتين وخمسين مشاركا من أربعين دولة، ومشاركة عدد من وزراء التعليم والاتصال في الدول العربية وسفير مفوضية الاتحاد الأوروبي ومساعد أمين عام جامعة الدول العربية وممثلين عن المنظمات الدولية والمؤسسات التعليمية وشبكات البحث والتعليم الوطنية في الدول العربية وأوروبا وأمريكا وآسيا.

فرصة للباحثين والمتعلمين
وقال سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي، الأمين العام لمجلس البحث العلمي، لـ «عمان»: نحن الآن في مرحلة التفاوض مع الشركات المشغلة في السلطنة للعمل على ربط 14 مؤسسة تعليمية في المرحلة الأولى وذلك خلال الربع الأول من العام 2015م على أن يتم ربط باقي المؤسسات في أقرب فرصة ممكنة بمشيئة الله، كما أن شبكات الاتصال من أهم العوامل التي تسهم في نجاح العصر وينبغي الاستفادة من كنوز العلم والمعرفة ولكل بلد لابد أن تتيح فرصة للباحثين والمتعلمين والتشارك مع إجراء البحوث، ونحن في عمان الحكومة تقوم بجهد ملموس لدعم البحوث وقد نكون في الخطوات الأولى ولكنها الأخيرة في عملية إتمام الربط.
وأضاف الهنائي: الملتقى ينصب في إطار التعاون بين الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم (
OMREN) والمنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم (ASREN)، ويهدف إلى إيجاد آليات للتعاون التقني بين الشبكات العالمية وربطها إلكترونيا لتسهيل احتياجات الباحثين والدارسين من مختلف الدول وخصوصا إننا في «عصر المعرفة» ورقي الدول في الاقتصاد المعرفي بجودة وانتشار شبكات المعلومات في هذه الدول وبالأخص لو نظرنا إلى شبكات البحوث والتعليم وارتباطها بالشبكات الأخرى على مستوى المنطقة والعالم، كما نتطلع لتأسيس بنية تحتية واسعة النطاق وآمنة ترتبط بمصادر البحث والتعليم حول العالم وقادرة على تلبية احتياجات الحاضر والمستقبل، وتلتزم بتلبية المعايير الدولية وتتمتع بجاهزية كبيرة، تقوم على تعزيز التعاون المجتمعي والبحثي وتوفير الدعم اللازم للمؤسسات التعليمية والبحثية في سلطنة عمان والعالم العربي.
ويعكس الشعار ترابط المؤسسات مع بعضها البعض ونقطة ترابطها هي المشروع، حيث إن مركز الترابط في وسط الحرف وهو الحرف الأول لاسم المشروع باللغة الإنجليزية، وقد احتفظ الشعار باختصار الاسم باللغة الإنجليزية.

إطلاق الخدمات البحثية

من جانبه قدم الدكتور طلال أبو غزالة رئيس المنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم ومديرالمنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم كلمة تحدث فيها عن أهمية الملتقى السنوي للربط التقني للبنى الأساسية الإلكترونية العربية في إطار البنى العالمية كمنصة علمية وتقنية للباحثين والأكادميين وصناع القرار للعمل على استدامة البنية الأساسية الالكترونية العربية وربطها مع مثيلاتها حول العالم وتدشين شعار الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم المتوافقة التي تقوم على توفير المصادر الحوسبية والبرمجية والمعلومات وغيرها من خلال المشاريع التي يدعمها الاتحاد الأوروبي بما في ذلك مشروع الربط الأورومتوسطي الثالث ومشروع التوافق بين البنى الأساسية المعلوماتية والالكترونية.
ودعا أبو غزالة إلى البدء في الاستثمار في تطوير روابط تقنية عابرة للحدود بين الشبكات الوطنية للبحث والتعليم العربية وذلك للمساعدة في دعم التعاون بين العلماء العرب والعمل نحو إيجاد مجتمعات علمية تتسم بالابتكار والإبداع.
ومن جانب آخر قدم محمد الفرعي المدير العام لمجموعة زينة نبذة حول تدشين شعار الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم باعتبارها جزءا من تنفيذ إلإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي وذلك من خلال إنشاء بنية أساسية قوية تساعد على تطوير البحث العلمي والتعليم بالسلطنة باعتبارها محورا أساسيا في بناء السعة البحثية والقدرات المحلية في المجالات العلمية المختلفة. بالإضافة إلى تقديم شرحا تفصيليا لشعار الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم.

تبادل المعلومات والبحوث

وقدم ناصر المنذري في الجلسة الأولى من الملتقى تفاصيل شاملة عن المشروع وأهميته ، وذكر المنذري في حدثيه أنه بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع سيتم إضافة وربط إلكتروني لـ 24 مؤسسة تعليمية وهذا سيتم خلال العام المقبل بإذن الله ويأتي ذلك في إطار الحرص على إيجاد بيئة تعليمية إلكترونية في السلطنة.
وأضاف المهندس جمعة بن عبدالله البلوشي مدير مشروع الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم قائلا: الملتقى الدولي الرابع يسهم في إشهار الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم إقليميا ودوليا ونعتبر شركاء مع الآخرين في تبادل المعلومات والبحث العلمي والتعليم ، الملتقى فرصة للتعرف على الخطوات الإيجابية التي تقدم فيها النظراء وآليات تطبيق البرامج التي أدخلت على الشبكات ، كما أن مشروع الشبكة يهدف إلى إنشاء شبكة عالية الجودة تربط جميع مؤسسات التعليم العالي الخاضعة لمؤسسات التعليم العالي لتسهيل الوصول إلى المعلومات بسرعة عالية وتمكين الباحثين والخطة المقبلة بعد الانتهاء من التعليم العالي إلى المدارس في السلطنة.
ومن المؤمل أن تصبح الشبكات الوطنية للبحث والتعليم في الدول العربية جزءا من المنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم بصفتهم مالكين ومساهمين وذلك للمساعدة في دعم وتعزيز تطور البحوث والبنية الأساسية الإلكترونية في المنطقة العربية.
وسيتم خلال هذا الملتقى تبادل الخبرات والاستفادة من الدول التي لها تجارب واسعة في مجال تطوير البنية الأساسية الالكترونية.

«أحداث متزامنة»

يتزامن مع أعمال الملتقى الدولي الرابع للربط التقني للبنى الأساسية الإلكترونية العربية في إطار البنى العالمية الذي يستضيفه مجلس البحث العلمي بالتعاون مع المنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم في السلطنة ، إطلاق نقطة التبادل التشغيلية للمنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم في لندن بدعم من منظمة مجتمع الانترنت ISOC  وشركة Cisco ومؤسسة DANTE ، إذ ترتبط نقطة التبادل هذه حاليا مع الشبكة الأوروبية GEANT وبقية شبكات البحث والتعليم في أنحاء العالم، الأمر الذي يسهم في ربط جميع الشبكات الوطنية للبحث والتعليم في المنطقة العربية مباشرة مع بعضها البعض لأغراض البحث والتعليم إلى مصادر البحث والتعليم المتوفرة على الشبكات التعلمية من نقطة التبادل هذه.
كما تم الإعلان عن تطوير نقطة التبادل للمنظمة
AGE-OX التي يجرى تأسيسها في الفجيرة كأول نقطة تبادل إقليمية بدعم من شبكة عنكبوت، إلى جانب ربط إطلاق رابط STM1 بسعة 155 ميجابايت لكل ثانية بتمويل من مجموعة طلال أبو غزالة بهدف الربط بين المنطقة العربية لشبكات البحث والتعليم والشبكة الأوروبية للبحث والتعليم «GIANT» عبر نقطة تواجد «PoP» المنظمة العربية في لندن.

ندوة الدور العماني في دول البحيرات العظمى تكشف تفاصيل علمية.. وتناقش دور المرأة

Share Button

احتفالات البورونديين بالعمانيين مستمرة –
تواصلت في العاصمة البوروندية بوجومبورا أمس فعاليات المؤتمر الدولي الثالث «الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الإفريقية». وشهد المؤتمر في يومه الثاني تقديم 17 ورقة عمل تناولت في مجملها تأصيل العلاقات العمانية بشرق إفريقيا وبشكل خاص دول البحيرات العظمى وتاريخية تلك العلاقة. وأكدت أوراق الندوة بشكل أكثر علمي وبحثي الدور الكبير الذي لعبه العمانيون في عمق إفريقيا ومدى الانسجام الذي عاشوه مع السكان الأصليين.
وما زال السكان المحليون في بوروندي يحتفلون بالزيارة العمانية في لفتة تؤكد على التعايش بين العرب والعمانيين بشكل خاص وبين سكان البحيرات.
ورغم قلة العمانيين المقيمين الآن في بوروندي إلا أن السكان المحليين يعتبرونهم مثالا جيدا في السلوك القويم والابتعاد عن الدخول في الصراعات الداخلية. ونظمت جامعة السلام حفلا ساهرا مساء أمس الأول للوفد العماني قدمت خلاله رقصات شعبية حملت أجواء درامية كما قدمت أغان خاصة كتبت عن عمان.
ومن بين البحوث البارزة التي قدمت في جلسات أمس بحث حول «دور أدب الرحلة في توثيق العلاقات العمانية بجنوب شرق أفريقيا.. قراءة نقدية في رحلة، من الفرضاني يوميات رحلة إلى زنجبار وممباسا والبر الإفريقي» وهي رحلة كتبها الدكتور محمد المحروقي وقدم البحث حولها الدكتور خميس بن ماجد الصباري من جامعة نزوى.
ويوميات «من الفرضاني» كما يراها الباحث توثق للعلاقات والصلات العمانية بشرق إفريقيا. ورغم أن البحث كان في منهجية الكتاب وبنيته ولغته إلا أنه من خلال سرد تفاصيل الرحلة توقف الباحث عند الكثير من الملامح التي حفلت بها «الرحلة» والتي توضح تفاصيل كثيرة من الحياة في الشرق الإفريقي والدور العماني فيها وتفاصيل يومية قد تبدو بسيطة ولكنها تكشف الكثير من تلك العلاقات.
ووقف البحث أحيانا مع حساسية الألفاظ التي استعملها الكاتب في رحلته؛ للتعبير عن الأبعاد النفسية المتعلقة بوشائج العلاقات العمانية الجنوب شرق إفريقية، كما وقف عند أبعاد دينية وثقافية واجتماعية واقتصادية في الرحلة قدم من خلالها ملامح العلاقات العمانية بالشرق الأفريقي. وحاول الباحث من خلال كل ذلك أن يستشف منها علاقات إنسانية طيبة. وحسب الباحث فإن الرحلة تكشف عن وجود عناصر بشرية امتزجت معا لتشكيل المجتمع الزنجباري من الأفارقة والعمانيين واليمنيين والهنود. ونتيجة لهذا التمازج البشري نشأت علاقات اجتماعية من أهمها الزواج بين العنصر العربي، والعنصر الإفريقي. وألمحت الرحلة أيضا إلى مسألة تعدد الزوجات بين العمانيين والأفارقة ولم يفته خلال ذلك الحديث عن المهور فمهر المرأتين «ثمانية آلاف شلنج».
وعلى مستوى الفن المعماري ترك العمانيون معالم معمارية واضحة تحكي إبداعاتهم في هذا المجال.وتصف الرحلة أحد المشاهد العمرانية، في أثناء طريق الكاتب إلى «الفرضاني»: بقوله «وفي طريقنا إلى الفرضاني كنا نرى البيوت العتيقة ذات الطابع العماني الطراز بنوافذها وأبوابها ومشربياتها المنقوشة نقشا بديعا».
ومن الملامح التي ترصدها الرحلة؛ ملمح اللباس العماني الأصيل الذي لا يزال ملبوسا كثيرا من العمانيين في زنجبار.
ومن بين البحوث التي قدمت في جلسات أمس ورقة بعنوان «الوجود العماني في وسط إفريقيا ودوره في إرشاد المستكشفين الأوروبيين 1870» للباحث ناصر بن عبدالله الصقري.
وتناولت الورقة الدولة العمانية في أواسط القارة الإفريقية في عهد السلطان برغش بن سعيد (1870-1888م)، واعتمد الباحث في ورقته على ما توفر من وثائق عن تلك المرحلة. ووصل الباحث إلى القول ان النفوذ العماني وصل إلى منطقة البحيرات العظمى في وسط أفريقيا، وأن العمانيين أصبحوا على دراية تامّة بالطرق والمسالك في تلك المناطق، ويتمتعون بمعرفة واحترام القبائل القاطنة هناك، وذلك من خلال النشاط التجاري الذي كانوا يقومون به، وما تحلوا به من أخلاق وصفات إسلامية.
كما تطرقت الورقة إلى موضوع ما زالت تدور حوله العديد من الأسئلة، وهو هل كان للعمانيين دور في إرشاد المستكشفين الأوروبيين؟ ورغم أن لا إجابة واضحة على هذا السؤال كما يوضح الباحث إلا أنه حاول جاهدا في ورقته مناقشته من خلال الوثائق المتوفرة والتي كشفت عن دور عماني حقيقي في إرشاد المستكشفين الأوروبيين.
من جانبها ناقشت الباحثة بدرية بن علي الشعيبية في ورقة لها «دور المرأة السياسي في شرق إفريقيا». موضحة في بحثها أن المرأة العمانية كانت قوية في شرق إفريقيا، ولم تبق قوتها في الجوانب الاجتماعية بل تعدتها إلى الحياة السياسية التي شاركت فيها بشكل جيد كلما سنحت لها الفرصة واستشهدت بالسيدة موزة بنت الإمام أحمد التي ترأست مجلس الوصاية على ابن أخيها سعيد، وحافظت على العرش وقادت جيوشا من أجل الدفاع عن عاصمة ملكه. كما أكدت أن بنات السيد سعيد بن سلطان ورثن من عمتهن قوة الشخصية والجرأة على أن يكون لهن رأي وأن يحاربن من أجل رأيهن .
كما استعرضت الباحثة دور بنات السيد سعيد بن سلطان في المجال السياسي وخاصة ابنتيه سالمة وخولة، وذكرت المواقف السياسية للسيدة سالمة ورأيها في أحقية اخوانها في خلافة والدهم.
كما تطرقت إلى الحديث عن المرأة الإفريقية بشكل عام ودورها في الحياة السياسية ووقفت كثيرا عند جومبيه فاطمة التي حكمت جزر القمر.
وفي المجمل خرجت الباحثة بنتيجة أن المرأة العمانية في شرق إفريقيا والإفريقية بشكل عام تمتعت بقوة سياسية وحظيت بالكثير من الاحترام في مجتمعها.
وعللت الشعيبية كل ذلك أنه مستمد من تعاليم الإسلام السمحة التي نظرت للمرأة نظرة مساوية للرجل.
وقالت رغم أن السيد سعيد كان رجل دولة من الطراز الأول إلا أنه قرب منه بناته واستشارهن في الكثير من الأمور، وحرص السيد برغش الذي عرف عنه شخصيته الصارمة والعنيفة في الكثير من الأحداث،استمالة أخواته البنات إليه وإقناعهن على الإيمان بقضيته؛ وظلت أخته خولة مستشارته طوال فترة حياتها. وتطرقت الباحثة إلى دور المرأة في توثيق العلاقات بين الدول عن طريق الزواج، فكان الهدف من الزواج التقارب بين الدول أو حل بعض المشكلات القائمة بينها. وفي جانب آخر قدم الدكتور جمعة بن خليفة البوسعيدي ورقة بعنوان «التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية خلال حكم آل بوسعيد في الشرق الإفريقي».
وسلط الضوء في ورقته على المؤثرات الحضارية التي تركها العمانيون في حياة شعوب الشرق الإفريقي. وارتبط العمانيون منذ القدم ارتباطا وثيقا بشرق إفريقيا تمثل في علاقات وتبادلات تجارية تعود لما قبل الإسلام بقرون، وان التجار العمانيين والعرب كانوا يبحرون باستمرار إلى سواحل شرق إفريقيا. كما تحدث الباحث عن دور العمانيين في نشر الإسلام والثقافة العربية في مناطق شرق أفريقيا من خلال التعرف على أبرز العوامل التي أسهمت في هذا الدور، ونتج عنها مركز إشعاع حضاري بجهود وسواعد العمانيين، الأمر الذي انعكس في المعطيات الثقافية في اللغة والدين والتشكيلة السكانية، وبمرور الزمن تحولت تلك العلاقات التجارية إلى علاقات حضارية عميقة فتزوج العمانيون من نساء إفريقيات، ونتج عن ذلك لغة من نوع آخر بين اللغتين العربية والأفريقية نشأت في زنجبار اللغة السواحيلية والتي يتكلم بها أهل المشرق والشرق الأفريقي. ولقد أيقن تجار عمان عند بداية دخولهم إلى أوغندا ضرورة نشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة. ومن هذا المنطلق وتلك الثوابت التي أصبحت بمثابة عقيدة راسخة في ذهن الكثير من تجار عمان. وقد ظهر ذلك بوضوح منذ لقاء التاجر العماني الداعية الشيخ أحمد بن إبراهيم العامري بالملك الأوغندي موتيسا التي امتدت من عام 1856-1884م ومن العمانيين الذين لعبوا دورا بارزا في أوغندا الشيخ سليمان بن زاهر الجابري، وهو من سكن في أوغندا، وهو من المقربين للسلطان برغش بن سعيد (1870-1888)، كما حدث مع عدد من التجار العمانيين الذين تصدوا لحركة الكنيسة في تنصير الساكنين الأفارقة. والتي تمثل دورة النشاط الذي قام به تجار عمان في الشرق الإفريقي في المجال الدعوي. وقد ساهمت الدولة في هذا الجانب الحضاري مثل: الإفتاء والقضاء والنواحي الرسمية بما يمليه واجب الدولة ومسؤولياتها اتجاه هذه المناطق الإفريقية.

نيابة عن جلالة السلطان.. السيد فهد ترأس وفد قمة دول المجلس بالدوحة

Share Button

السلطنة تؤكد: شعوب الخليج متفائلة بغدٍ أفضل يعزز الترابط والتعاضد القائم –
المؤتمر يشدد على استئصال جذور الإرهاب وتعزيز الاقتصاديات المشتركة لتلافي «أزمة النفط» –

الدوحة – العمانية: نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – ترأس صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، وفد السلطنة في مؤتمر القمة الخامسة والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد أمس في الدوحة. وأكد سمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في بيان أدلى به لدى وصوله قطر أمس على أن المرحلة الراهنة شهدت العديد من المتغيرات التي ألقت بظلالها على المنطقة، إلا أنه وبفضل حكمة القيادات في دول المجلس تم تجاوز الكثير منها، وكان لتلك المشاورات والجهود المكثفة التي بذلت في ذلك المسار أكبر التقدير من مواطني دول الخليج، وتفاؤلهم بغدٍ أفضل يعززه الترابط والتعاضد القائم بين دوله.
وأضاف سموه: ان تسارع الأحداث الماثلة حاليا على الساحة الإقليمية والدولية لتتطلب منا مواصلة السعي للحد من تأثيراتها على المنجزات التي تحققت خلال العقود الماضية، وعلى السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن السلطنة بقيادة جلالة السلطان المعظم لتؤكد دعمها لمسيرة المجلس المباركة، وسعيها المستمر لمواصلة بذل الجهود بالتنسيق مع كافة الأشقاء في الدول الأعضاء لإنجاح الخطوات الرامية لتطوير مجالات التعاون، وتفعيل القرارات التي من شأنها أن تحقق طموحات شعوب المنطقة. ودعا صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في افتتاح القمة إلى مواجهة الإرهاب والتطرف باتخاذ التدابير اللازمة واستئصال جذور الظاهرة، فيما اعتبر صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت أن تراجع أسعار النفط بات يؤثر على اقتصاديات دول المجموعة داعيا إلى التعاون لمواجهة التداعيات، عبر تعزيز مسيرة العمل الاقتصادي المشترك.
وقد وافقت الدول في البيان الختامي على تسريع آليات تشكيل القيادة العسكرية الموحدة للمجلس والمصادقة على بدء عمل جهاز الشرطة الخليجي، وأكد البيان الدعم الدائم لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية مدينا «الاعتداءات الوحشية» التي تمارسها اسرائيل ضد المدنيين العزل، وأشاد البيان بجهود السلطنة في الملف النووي الإيراني، وتطرق للملفات الإقليمية والعربية المختلفة وأبرزها ملف محاربة الإرهاب.

السلطنة الثالثة عالميا في الأمن السيبراني

Share Button

الدوحة – العمانية: حصلت السلطنة على المركز الثالث عالميا بعد الولايات المتحدة وكندا في مجال الامن السيبراني ضمن المؤشر العالمي للامن السيبراني الذي تم الاعلان عنه أمس في المؤتمر العالمي للاتصالات الذي تستضيفه دولة قطر. ويأتي تتويج السلطنة بهذا المركز على المستوى العالمي تأكيدا واستكمالا للمرتبة التى حققتها ضمن المؤشر نفسه في العام الماضي حيث حققت السلطنة المرتبة الاولى على مستوى الدول العربية. جدير بالذكر أن المؤشر العالمي للامن السيبراني يصدر عن الاتحاد الدولي للاتصالات ومعهد اي بي اي ABI للابحاث وهو مؤشر عالمي يقيس مدى جاهزية الدول في مجال الامن السيبراني ويهدف إلى تعزيز مستوى الامن السيبراني على المستوى العالمي من خلال التعرف على نقاط القوة والاخرى التي تتطلب مزيدا من الجهد والعمل لسد الفجوة في هذا المجال اذ يشمل التقييم عدة جوانب في مجال الامن السيبراني.                               

الرئيس البوروندي: عمان بلد سلمي

Share Button

افتتحت أمس في العاصمة البوروندية بوجومبورا، فعاليات المؤتمر الدولي الثالث «الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الأفريقية» الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المكتب الوسيط وجامعة بوروندي وجامعة السلام والتصالح تحت رعاية فخامة الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا وبحضور ممثل حكومة السلطنة في المؤتمر معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية وعدد كبير من الباحثين من السلطنة وبوروندي ومختلف دول العالم. وقال رئيس جمهورية بوروندي: إن المؤتمر يعكس مدى التماسك الحضاري والثقافي بين بلاده وبين السلطنة مؤكدا أن عمان بلد سلمي.                         

14.2 مليون زيارة للعيادات الخارجية منها 95.6% لعمانيين العام الماضي

Share Button

إقبال لافت على الخدمات الصحية –
أدى التوسع في الخدمات الصحية إلى تزايد مطرد في استخدام الخدمات عبر السنوات هذا ما أوضحته الإحصائيات الأخيرة الصادرة في التقرير السنوي لوزارة الصحة فقد شهد عام 2013م زيادة في أعداد زيارات المراجعين للعيادات الخارجية مقارنة بالعام الذي قبله وبلغت أعداد الزيارات للعيادات الخارجية في مؤسسات وزارة الصحة حوالي 14.2 مليون زيارة خلال عام 2013م، وكانت أعداد زيارات العمانيين للعيادات الخارجية تمثل 95.6% من إجمالي الزيارات وفي خلال عام 2013م كان متوسط عدد الزيارات للفرد للعيادات الخارجية هو 3.7 زيارة، وقد وجد أن هناك تباينا بين العمانيين والوافدين من حيث التردد على العيادات الخارجية فكان متوسط عدد زيارات الفرد للعيادات الخارجية للعمانيين 6.2 زيارة بينما كان للوافدين 0.4 زيارة وبالنسبة للعمانيين كان متوسط عدد زيارات الأطفال (أقل من 5 سنوات) ذكور للعيادات الخارجية 11.7 زيارة وبالنسبة لزيارة الأطفال الإناث 9.7 خلال عام 2013م، ويتضح أن تردد الأطفال والإناث العمانيين أكثر على العيادات الخارجية من تردد الذكور.
ويلاحظ من الإحصائيات على مستوى إجمالي السكان (عمانيين وغير عمانيين) إن متوسط عدد الزيارات للعيادات الخارجية للنساء والأطفال يبلغ حوالي ضعف متوسط عدد زيارات الذكور ويعزى ذلك لارتفاع نسبة الذكور 80% من بين الوافدين وانخفاض تكرار زيارتهم للعيادات الخارجية بمؤسسات وزارة الصحة.
وسجلت الإحصائيات حالات الخروج من مستشفيات وزارة الصحة حوالي 3.8 ألف مريض خلال عام 2013م وكان متوسط عدد المرضى المنومين يوميا 2878 مريضا وبلغ متوسط إقامة المريض في المستشفيات 3.3 أيام بمعدل اشغال أسرة حوالي 60.5% وفي العام الماضي يتضح أن معدل دوران الأسرة ان كل سرير خدم في المتوسط 67 مريضا وأوضحت فترة دوران السرير ان كل سرير يظل خاليا لمدة 2.2 أيام بين مريض وآخر. كما تبين الإحصائيات أن عدد الولادات في مؤسسات وزارة الصحة بلغت 66557 ولادة خلال عام 2013م ونسبة الولادات في محافظة مسقط حوالي 22% من إجمالي الولادات في السلطنة، ويبدو طبيعيا في مسقط نظرا للكثافة السكانية العالية ولوجود مستشفيات المستوى الثالث التي يتم تحويل الحالات الحرجة من المحافظات الأخرى إليها، وتمثل عدد الولادات القيصرية نسبة 17.8% من إجمالي الولادات، وتقدر نسبة الولادات القيصرية الاختيارية حوالي 27% من إجمالي الولادات القيصرية.
كما بلغ عدد العمليات الجراحية المختلفة المجراة في مؤسسات وزارة الصحة 93916 عملية جراحية خلال عام 2013م منها 50440 عملية أجريت للذكور و43476 للإناث وتمثل العمليات الجراحية الكبرى حوالي 45.3% من إجمالي العمليات الجراحية وقد يمثل حوالي 10.5% عملية كبرى لكل 1000 من السكان.
وعن احصائيات عدد المرضى الذين انتفعوا بالخدمات التشخيصية باستخدام الأشعة اتضح أن حوالي 12.4% من المرضى المنومين و83.6% من مرضى العيادات الخارجية و4% من المرضى المحولين من المؤسسات الأخرى قد انتفعوا بهذه الخدمات، وبلغ عدد صور الأشعة خلال عام 2013م في مؤسسات وزارة الصحة 1315860 أشعة وذلك بمعدل 341 أشعة لكل 1000 من السكان وتتضمن هذه الفحوصات الأشعة المقطعية والتصوير بالإشعاع وتصوير الأوعية وتصوير القلب والأوعية وتصوير الثدي.
وأجريت 20949688 عملية اختبار معملي في مؤسسات وزارة الصحة خلال عام 2013م ويمثل ذلك حوالي 5.4 اختبار معملي لكل شخص في السلطنة وتمثل فحوصات الدم حوالي 37.5% من جميع الاختبارات المعملية، وبلغ عدد مرضى عيادات الأسنان 250454 زيارة خلال عام 2013م وكان 36.3% من الزيارات لأطفال في السن المدرسي، وبعض المؤسسات الصحية لا يوجد بها عيادة أسنان ولذلك يوجد فريق من أطباء الأسنان يقومون بزيارة هذه المؤسسات خلال فترات منتظمة.
وبلغ عدد المتبرعين بالدم 52976 متبرعا ووصلت نسبة العمانيين من إجمالي المتبرعين 72.9%، وبلغ عدد المتبرعين الذين تم رفضهم قبل التبرع 5861 متبرعا.
                                

السلطنة سوق واعدة بمقوماتها السياحية المتميزة وموقعها الاستراتيجي

بدء أعمال منتدى الشرق الأوسط للسفن السياحية –
انطلقت امس بفندق قصر البستان أعمال منتدى الشرق الأوسط للسفن السياحية والذي تنظمه وزارة السياحة بالتعاون مع مجموعة سيتريد العالمية على مدى يومين متتاليين بمشاركة الجهات الحكومية المعنية بقطاع سياحة السفن السياحية العملاقة في المنطقة بالإضافة إلى كبار مسؤولي شركات السفن السياحية العملاقة على مستوى العالم ووكلاء الملاحة وممثلي مكاتب السفر والسياحة في السلطنة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقالت سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة ان السلطنة تتمتع بصفة خاصة ومنطقة الخليج العربي بصفة عامة بموقع استراتيجي بحري هام وبمقومات سياحية متميزة على امتداد سواحلها حيث تسعى إلى الاستفادة منها والترويج لها والعمل على تطوير حركة قطاع سياحة السفن السياحية العملاقة وما يرتبط بها من خدمات تعززها تنمية تشهدها المدن والموانئ الخليجية المرتبطة بهذا القطاع.
وأضافت: ان السلطنة تسعى إلى تعزيز القطاعات السياحية المرتبطة بالجوانب التاريخية والبحرية التي مهدت للسلطنة دائما أدوارا حضارية رئيسية على المستويين الاقليمي والدولي وهو ما يحتاج منا أيضا إلى التعاون مع الجميع لتحقيق هذه التطلعات السياحية التي نطمح إليها.
وأشارت: إلى ان وزارة السياحة تسعى إلى العمل على تطوير أنشطة وحركة سياحة السفن السياحية العملاقة في منطقة الخليج العربي ونتمنى أن يخرج هذا المنتدى بنتائج بارزة وهامة تساعدنا في هذا الإطار.
بعد ذلك تم تقديم عرض فيلم ترويجي سياحي عن السلطنة من إنتاج وزارة السياحة ، كما قام سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية بتقديم عرض مرئي حول دور قطاع الموانئ في تنشيط الحركة السياحية بالسلطنة حيث تناول الموانئ الرئيسية التي تستقبل حاليا حركة السفن السياحية العملاقة كميناء السلطان قابوس وميناء خصب وميناء صلالة بالإضافة إلى النظرة المستقبلية لتطوير الموانئ الأخرى لكي تتمكن من استقبال مثل هذه السفن وتحديدا موانئ شناص والدقم.
وتطرق في عرضه إلى مشروع ميناء السلطان قابوس بعد تحويله للأغراض السياحية والدور الحكومي التنموي في دعم قطاع الموانئ والبنية الأساسية المرتبطة بها وفي دعم قطاع السفن السياحية العملاقة.
واختتم سعادته بالتأكيد على التزام حكومة السلطنة في دعم حركة الملاحة البحرية في المنطقة وتفعيل أوجه التعاون المشترك لما فيه المصلحة العامة.
كما ألقى كريس هايمان رئيس مجلس إدارة مجموعة سيتريد العالمية ومدير جلسات هذا المنتدى كلمة تطرق فيها إلى التطور المتصاعد الذي تشهده صناعة السياحة بصفة عامة في المنطقة والسياحة البحرية وقطاع السفن السياحية العملاقة بصفة خاصة حيث تعتبر اليوم وجهة واعدة لحركة السياحة القادمة من أوروبا والولايات المتحدة بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي تعتبر من خلاله نقطة وصل هامة مع الأسواق الرئيسية الكبرى في شرق القارة الآسيوية كالهند وأضاف ان الاجتماع السنوي يأتي من اجل استعراض التقنيات الحديثة والاختراعات الجديدة التي تقدم تسهيلات كثيرة جعلت السفن السياحية العملاقة من الفخامة والراحة بها ما يستقطب المزيد من السياح والمهتمين في هذا القطاع بما يتطلبه منا ذلك من مواكبة وتطوير وتقديم كافة أشكال التسهيلات والدعم المناسبة له.
وتهدف وزارة السياحة من خلال المنتدى إلى متابعة الجهود الترويجية السياحية للسلطنة ومقوماتها ومنتجاتها السياحية بالإضافة إلى التحضير والاستعداد الأنسب لاستثمار مشروع ميناء السلطان قابوس عند اكتمال تجهيزاته ومراحله الرئيسية لتحويله للأغراض السياحية.
كما تهدف الوزارة إلى استمرار الجهود الرامية إلى تطوير قطاع السفن السياحية العملاقة والتي تتميز السلطنة من خلالها بموقعها الاستراتيجي الاقليمي وبتشغيلها في الفترة الحالية لـ3 موانئ لخدمة هذا القطاع هي ميناء السلطان قابوس بمسقط وميناءي خصب وصلالة حيث تؤكد الأرقام المتصاعدة سنويا في أعداد السياح القادمين للسلطنة من خلال هذا القطاع والتي بلغت حوالي 177 ألف سائح في العام الماضي أن السلطنة بصدد صناعة سياحية متنامية في قطاع السفن السياحية العملاقة.
ويتضمن برنامج استضافة منتدى الشرق الأوسط للسفن السياحية العملاقة اجتماعات رسمية وحلقات عمل مصغرة على مدى يومين متتاليين بفندق قصر البستان حيث خصص برنامج اليوم الأول لاجتماعات ومناقشات الجهات الحكومية الرسمية ذات العلاقة بهذا القطاع في السلطنة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع ممثلي كبريات شركات السفن السياحية العملاقة.
فيما سيشارك عدد من ممثلي شركات السفر والسياحة في فعاليات اليوم الثاني الذي سيتناول تقديم ملخص لأبرز ما تم التوصل إليه من نتائج في اجتماعات اليوم الأول مع تقديم عروض مرئية وحلقات عمل مصغرة وجلسات نقاشية تتناول موضوعات الجدوى الاقتصادية لسياحة قطاع السفن السياحية العملاقة في الشرق الأوسط واستراتيجيات تطوير هذا القطاع بالإضافة إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط كسوق سياحية واعدة في هذا القطاع.
 

مؤتمر الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في منطقة البحيرات يبدأ أعماله

Share Buttonالبورونديون رددوا في أهازيج تقليدية: «يوم العمانيين الذين عادوا» فلتشرق السماء –

قرعت الطبول صباح أمس في العاصمة البوروندية بوجومبورا فرحة لما سماه السكان المحليون «بعودة العمانيين الجديدة إلى بوروندي ومنطقة البحيرات العظمى» و»ازدانت السماء وأشرق المكان» حسب الفنون التقليدية التي رددها البورونديون طيلة نهار أمس تعبيرا عن سرورهم بالحضور العماني.
وافتتحت أمس فعاليات المؤتمر الدولي الثالث «الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الأفريقية» الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المكتب الوسيط وجامعة بوروندي وجامعة السلام والتصالح تحت رعاية فخامة الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا وبحضور ممثل حكومة السلطنة في المؤتمر معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية. وعدد كبير من الباحثين من السلطنة وبوروندي ومختلف دول العالم.
ويقدم خلال المؤتمر حوالي 50 بحثا تحاول سبر الدور العماني في منطقة البحيرات العظمى من جوانب ثقافية وحضارية واقتصادية واجتماعية.
وسيطر خطاب السلام والتعايش بين البورونديين وبين العمانيين والشعوب الأخرى في منطقة البحيرات العظمى على صباحات بوروندي التي بللها المطر، إضافة إلى الدور العماني المشرق في نشر ثقافة الإسلام والسلام.
ووصف معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف المؤتمر بأنه فاتحة خير لتعاون مشترك بين السلطنة وجمهورية بروندي معتبرا أن العلاقات العمانية الإفريقية والتي تمتد منذ عصور قديمة تحمل دلائل بناء حضاري وترابط اجتماعي وتاريخي. وتحدث معاليه عن تاريخية العلاقة الطويلة وما نتج عنها من امتداد الحضارة العمانية إلى هذه الأصقاع في وسط أفريقيا والدور العماني في نشر الإسلام.
من جانبه قال رئيس جمهورية بوروندي إن المؤتمر يعكس مدى التماسك الحضاري والثقافي بين بلاده وبين السلطنة مشيرا إلى علاقة النسب بين العُمانيين والبورونديين حيث يتزوج العمانيون من البورونديين والعكس وهناك عائلات عمانية ما زالت تعيش في بلادنا ونحن فخورون بذلك.
وأشار إلى أن العمانيين الذين يتواجدون هنا في الجمهورية يمتلكون الطابع السلمي في كافة أنشطة حياتهم اليومية. مضيفا إن سلطنة عمان «بلد سلمي ودليل على ذلك بأنها تقوم بإنشاء الكنائس على أرضها»، وهذا هو الإسلام المعتدل على حد قوله. وقال الرئيس يجب أن لا نخلط بين الإرهاب والإسلام وهناك أناس كثيرون لا يعرفون معنى الإسلام لذلك يتم خلطه بالإرهاب.
وإضافة إلى الوفد الرسمي والباحثين العمانيين والإعلاميين حضر إلى الندوة العشرات من العمانيين المقيمين في بروندي أو ممن تعود أصولهم إلى عُمان.
ويقدر عدد العمانيين الذين يحملون الجنسية العمانية في بوروندي بحوالي 200 شخص لكن ليست هناك إحصائية رسمية حتى الآن. ويعيش العمانيون في بوروندي في ظروف جيدة حيث يعمل أغلبهم في التجارة. ويترددون على عُمان بين فترة وأخرى. وهناك حوالي 50 شخصا لا يمتلكون أي جنسية بحسب العمانيين المقيمين في بوروندي.
وقدم فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد مفتي عام السلطنة في بداية المؤتمر رسالة سلام من العمانيين باسم الإسلام إلى شعوب منطقة البحيرات العظمى. ركز فضيلته خلالها على فكرة السلام التي نزلت بها جميع الرسالات السماوية. كما ركز فضيلته على فكرة التنوع التي دعا إليها الإسلام معتبرا أن التنوع هو مفهوم ديني، وأن هذا التنوع من شأنه أن يقود إلى السلام. وقال الخروصي إن العمانيين الذين وصلوا إلى هذا المكان من العالم حملوا معهم رسالة الإسلام وفي مقدمتها السلام.
لكن مساعد المفتي أكد في رسالته على أهمية أن يتواكب التنوع مع حسن الخلق والسلوك بعيدا عن الشعارات البراقة التي لا تجد لها تطبيقا على أرض الواقع.
من جانبه دعا البطريرك ايفاريست نجوياجوي شعوب المنطقة إلى تبني تعاليم السلام حتى يعم الحب بين الجميع، قبل أن يبدأ صلاة دعا فيها الله أن يدوم الوئام بين مختلف الأديان في منطقة البحيرات العظمى وبوروندي على وجه التحديد.
من جانبه قال سعادة الدكتور حمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إن الوجود العماني في منطقة البحيرات العظمى تعزز «بظهور الإسلام وأصبح التعايش نموذجاً للعيش المشترك وتأسيس ثقافة جديدة يسودها الاحترام والسلام بين الجميع في إطار منظور ينطلق من علاقات وطيدة ووشائج أسرية وأخوية مع عمان». وأضاف في كلمته أن «الهجرات عززت نتائج أهم عناصرها تقوية مواطن الاستقرار والعمل لتعمير الأرض واختلاف نمط العيش والسلوك كما أن الهجرات من الأقوام البشرية المختلفة وتنقلاتها عبر القارة الأفريقية مكنت الأقوام البشرية من التكييف مع الطبيعة التي استقرت فيها ووفرت مصادر رزقها وأوجدت التمازج بين الجماعات في العيش سلماً وحرباً». مؤكدا خلال كلمته أن «أفريقيا موطن للحضارات مما أهلها في التواصل مع الجانب الآخر من العالم وقد مهد ذلك في الهجرات العُمانية لساحل شرق إفريقيا ودول البحيرات العظمى قبل ظهور الاسلام وتعمقت الصلات بين عرب عُمان وافريقيا بصفة خاصة مع ظهور الاسلام الذي أعطى الأمر بعدا روحيا وماديا، وارتبطوا بأنفسهم بمصالح مشتركة وامتزاج العرب العُمانيين وغيرهم بعلاقات الاختلاط والمصاهرة ونمت ثقافة جديدة».
وقدم الدكتور محمد خلفان روكارا وسيط جمهورية بروندي والمتحدث الرئيسي في المؤتمر ورقة في حفل الافتتاح باللغة العربية بعنوان «دور العمانيين في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية في دول البحيرات العظمى الأفريقية» مؤكد في ورقته أن العمانيين كان لهم منذ القدم دور رائد في هذه المنطق على كافة المستويات الدينية والثقافي والاقتصادية والاجتماعية والحضارية. وتطرقت الورقة بشكل خاصة إلى دور الدعاة والعلماء العمانيين في نشر الثقافة الإسلامية من خلال دراسة مختلف النواحي التي تشكل كينونة الحياة.
وافتتح الرئيس البروندي معرض الوثائق المصاحب للمؤتمر والذي يضم العشرات من الوثائق والصور النادرة. كما قدمت قدم الدكتور علي بن هلال العبري قصيدة شعرية بالمناسبة.

الجلسة الأولى دور ومخاطر

وبدأت عصر أمس الجلسة الأولى من جلسات الندوة قدمت خلالها خمس أوراق عمل بدأ سعادة أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء بعنوان «الإسلام في مناطق البحيرات العظمى». وبدأ السيابي ورقته بمدخل جغرافي حول تحديد مصطلح منطقة البحيرات العظمى متحدثا عن دول هي: تنزانيا، وأوغندا، ورواندا، وبروندي، والكونغو، وزامبيا، وزمباوي والتي سميت البحيرات العظمى بالبحيرات الوسطى لأنها تتوسط القارة الأفريقية، وتفصل بين شرق أفريقيا وغربها. وقال السيابي في ورقته إن الإسلام وصل إلى مناطق البحيرات الوسطى أو العظمى على عهد السلطان سعيد بن سلطان، بعد أن كان الإسلام محصوراً في المناطق الساحلية من شرق أفريقيا التي وصلها الإسلام في عهده الأول في القرن الأول الهجري بواسطة العمانيين، وقد وصل الإسلام إلى مناطق البحيرات الوسطى بداية في عهد السلطان سعيد بن سلطان على أيدي التجار العمانيين الذين قاموا بتسيير القوافل التجارية عبر المسار الشمالي الذي ينطلق من مدينة ممباسا العريقة إلى المناطق الشرقية لأوغندا، والمسار الأوسط الذي ينطلق من الأماكن المقابلة لجزيرة زنجبار وهي: تالغا وبنغاني وباغامويو، ويتجه هذا المسار إلى منطقة تبورة التي كانت تعتبر المحطة الأولى للقوافل التجارية العمانية، ومن تبوره تتجه القوافل شمالاً إلى جنوب أوغندا وإلى رواندا وبروندي، وتتجه جنوباً إلى الكونغو وزامبيا وزمباوي عبر منطقة الوجيجي وعبر بحيرة تنجنيقا، وهذا المسار هو الأكثر نشاطاً وفاعلية وأثرا، أما المسار الجنوبي فينطلق من مدينة كلوة المدينة أو الإمارة الإسلامية العريقة المشهورة.
وتتبع السيابي هذه المسارات جميعها والتأثير الذي أحدثه دخول الإسلام إلى هذه المناطق ودور الحضاري العماني الذي تمثل في التخطيط العمراني والازدهار التجاري ودخول السلام إلى المنطقة.
من جانبه قدم الدكتور تيموثي انسول أستاذ علم الأثار في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة ورقة بعنوان «وجهات نظر أثرية حول العلاقات بين الساحل الأفريقي الشرقي ومنطقة البحيرات العظمى/القرن الأفريقي الشرقي..1200-1900 ميلادية» وحسب الباحث فإن أول الاكتشافات والدلائل الأثرية تظهر على وجود علاقات تربط بين منطقة الساحل الأفريقي الشرقي وبين منطقة الداخل الشرقي أو القرن الأفريقي الشرقي لسنة 1200 ميلادية وما بعدها. وتشمل المكتشفات خرزا زجاجية وأصداف كَوْرية المصقولة الملونة التي عُثِر عليها في أوغندا، تانزانيا والكونغو. كما تعود جذور هذه الشبكات التجارية الداخلية التي وفرت هذه المواد المتبادلة بين هذه المناطق إلى تقاليد محلية انتشرت منذ العصر الحديدي وتواصلت لغاية القرن التاسع عشر، عندما جاء المسلمون العرب والتجار السواحليون وسبروا أغوار مناطق أفريقيا الشرقية والوسطى. وقد عرفت هذه الحملات التجارية داخل العمق الأفريقي انتعاشة وشهدت دفعة نوعية نتيجة السياسات الاقتصادية التي انتهجها سلطان زنجبار في أواخر القرن التاسع عشر. ويبدو هذا الأمر جليا من وجهة النظر الأثرية بحسب الباحث، وذلك من خلال التزايد الكبير للمواد والمواقع التي عُثِرَ عليها في مختلف أرجاء هذه المنطقة، والتي تربطها علاقة مباشرة بالتجار المسلمين. وذكر الباحث في هذا السياق المستوطنة العُمانية في كازيه، بتنزانيا، والقلعة الحصن التي شُيدت بأمر من سلطان زنجبار، السيد سعيد، في بنغاني. كما ذكر أيضا مواقع تجار العاج الموجودة في نغندو ونغمبيزي في أوغندا، والعديد من المستوطنات المُحصنة في الكونغو، والكثير من الشواهد التاريخية على اعتناق السكان المحليين للإسلام في أجزاء من المالاوي وبوغندا (أوغندا). وناقش الباحث في ورقته تلك الشواهد التاريخية والدلائل حول وجود هذه العلاقات مؤكدا خلال كل ذلك على قدرة علم الآثار على إعادة رسم ملامح تلك العلاقات بين الساحل الأفريقي الشرقي ومنطقة البحيرات العظمى/القرن الأفريقي الشرقي في المستقبل.
وفي ورقة أخرى قدم الدكتور إبراهيم عبد المجيد محمد أستاذ التاريخ الحديث بجامعة المنصورة ورقة بعنوان «العمانيون وانتشار الإسلام في أوغندا في القرن التاسع عشر»
وقال الباحث في رقته إن الإسلام لم يدخل إلى المناطق الداخلية في شرق أفريقيا قبل القرن التاسع عشر، فمنذ بداية ذلك القرن أصبحت المنطقة الساحلية جزءَاً من الإمبراطورية العمانية حيث اتخذ السلطان سعيد بن سلطان جزيرة زنجبار مقرا له وعاصمة لإمبراطوريته، فبعد أن وطد العمانيون أركان حكمهم ووسعوا رقعة نفوذهم لتشمل جميع الأراضي الساحلية سعوا إلى تقوية العلاقات التجارية مع المناطق الداخلية، وهو ما أدى إلى إرسال بعثات تجارية لهم إلى الداخل منذ ثلاثينات وأربعينات القرن التاسع عشر. وكان التجار العرب يتوغلون إلى داخل القارة، ومن أهم الطرق التي سلكوها أربعة طرق رئيسية ذات أهمية خاصة فيما يتعلق بنشر الإسلام في المنطقة، وقد شهدت فترة البوسعيديين في هذه المنطقة مرحلة مهمة من مراحل انتشار الإسلام في شرق أفريقيا. ومن أهم الرواد الأوائل في مجال الدعوة إلى الإسلام من العمانيين في أوغندا الشيخ أحمد بن إبراهيم العامري الذي يرجع إليه فضل دخول الإسلام إلى أوغندا، وأيضا الشيخ خميس بن جمعة الذي أسلم على يديه الملك موتيسا 1856-1884، وتشير مصادر جمعية الكنيسة التبشيرية إلى عدد من التجار العمانيين الذين تزعموا الحركة الإسلامية، وقاوموا بشدة نشاط الإرساليات النصرانية في أوغندا في أواخر القرن التاسع عشر، مثال ذلك الشيخ سليمان بن زاهر الجابري.
وقدم الدكتور أحمد بن إبراهيم الكندي ورقة بعنوان «التمازج الحضاري العماني الأفريقي في منطقة البحيرات الأفريقية العظمى من خلال كتابات الرحالة والمستكشفين الغرب» وتناولت ورقته مظاهر الوجود العماني وتأثيراته المتعددة في منطقة البحيرات الأفريقية العظمى وما جاورها من خلال مدونات وكتابات الرحالة والمستكشفين الغربيين. وحسب الكندي لم يقتصر وجود العمانيين في شرق أفريقيا على المناطق الساحلية منها وإنما أثبت العمانيون حضورهم في المناطق الداخلية وحازوا قصب السبق في اكتشاف تلك المناطق وارتيادها، وقد كان للوجود العماني الكثيف في مناطق الساحل الأفريقي الشرقي الأثر الداعم في تشجيع العمانيين على التوغل نحو الداخل الأفريقي ليشمل مناطق واسعة من هضبة البحيرات الأفريقية العظمى وما جاورها، والتي تشمل حاليا عدة دول، منها: الأجزاء الداخلية من تنزانيا وكينيا وجمهوريات بروندي ورواندا وأوغندا والكونغو وزامبيا وصولا إلى أفريقيا الوسطى. لقد كانت هذه المناطق هدفا للكثير من الرحالة والمستكشفين الغربيين الذين جابوا تلك المناطق بهدف استكشافها وذلك لأغراض عدة، منها ما يتعلق بالكشف الجغرافي ومحاولة الوصول إلى منابع نهر النيل، كما أن بعض البعثات الاستكشافية سيرت لأهداف تبشيرية وأخرى مهدت لتلبية المد الاستعماري الذي كان على أشده في تلك الفترة الزمنية.
وفي المجمل جاءت ورقة الكندي وصفية تحليلية استقصى خلالها ما ورد في كتابات الرحالة الغرب من أمثال: ليفنجستون وستانلي وكاميرون وجرانت وبورتون وسبايك عن الوجود العماني في منطقة البحيرات الأفريقية العظمى ولقاؤهم بكثير من الشخصيات العمانية البارزة التي سهلت مهمتهم الاستكشافية، حيث تعد هذه الكتابات والمدونات التي تركها هؤلاء الرحالة والمستكشفون الغربيون مصدرا ثريا للمعلومات التي تقدم لنا صورة تفصيلية عن التمازج الحضاري العماني الأفريقي والذي بدا جليا في المظاهر الثقافية والعمرانية والاجتماعية وما زالت آثاره بارزة للعيان في المشهد الحضاري لدول منطقة البحيرات الأفريقية.
واختتم جلسات اليوم الأول من المؤتمر الدكتور سفيان بوحديبة أستاذ علم السكان في جامعة تونس بورقة بعنوان «الأخطار التي تعرض إليها الرواد العمانيوَن في دول البحيرات العظمى الأفريقية في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر».
وتحدث الباحث التونسي عن قافلة سعيد بن حبيب الخفيف التي خرجت من زنجبار سنة 1845، واخترقت الغابات، إلى أن وصلت إلى مدينة بنقالا في ابريل 1852. كما عبر الرَائد العماني عبد السَلام بحيرة تنجانيقا لاكتشاف مدينة أجيجي.
ثم تحدث الباحث عن الطرق التي مر منها الرواد العمانيون، لكنه عاد ليقول إننا لا نعرف إلَا القليل عن الأخطار التي تعرَضوا إليها أثناء رحلاتهم عبر دول البحيرات العظمى الأفريقية قبل أن يبدأ الحديث عن كل تلك الأخطار.
وانقسمت دراسته إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول يذكر بإيجاز أبرز الطرق التي مرَ منها الروَاد العمانيوَن في دول البحيرات العظمى الأفريقية، وخاصة في القرون 18 و19. ويتناول الجزء الثاني دراسة الأخطار الَتي تعرَض إليها العمانيوَن أثناء رحلاتهم عبر دول البحيرات العظمى بأفريقيا، وخاصَة الأمراض، والكوارث الطبيعيَة، والوحوش، والحروب ضدَ الأهالي. ويعتمد هذا الجزء على دراسة بعض المؤشَرات كنسبة الوفاتيَة. أمَا بالنسبة إلى الجزء الثالث، فهو يتأمَل كيفيَة مكافحة الروَاد العمانيين هذه الأخطار في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية (استعمال سلاح مناسب، الطبَ العربيَ، توطيد علاقات الصداقة مع بعض القبائل الأفريقية).
 

عشرات الوثائق تنقل التفاصيل – إذا تكلمت الوثيقة والآثار.. فعلى الجميع الإصغاء

Share Buttonعند الزاوية اليمنى من معرض الوثائق المصاحب للمؤتمر والذي شغل مساحة خيمتين متوسطتين يمكن للزائر أن يقرأ الكثير من تفاصيل التاريخ العماني، وثائق تعود إلى قرون طويلة خلت.. وصور تحكي الكثير من الحكايات الحديث والقديمة، ومقالات من صحف قديمة جدا، ربما بعضها توقف عن الصدور، وربما ما زالت تصدر حتى الآن.. السنوات الطويلة مرت ولكن ما كتب أو وثق ما زال باقيا.
على اليمين مباشرة يجد الزائر صورة من مخطوط مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لأبي العباس شهاب الدين حمد بن يحيى فضل الله وتعود الوثيق إلى عام 1408م، وبجوارها بعض الرسائل الطبية التي تعود إلى قرون قديمة، ومخطوط من بصيرة الأحكام لأبي محمد عثمان بن أبي عبدالله الأصم وتعود إلى عام 1732. وهناك في الزاوية المقابلة صورا لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم مع ملك أسبانيا خوان كارلوس تعود لعام 1985 ومع الرئيس الإيراني نجاد، وبجوارها صور طبيعية من عمان تحكي قصة نهضة حديثة. وإذا تحرك الزائر في المعرض فإن سيجد مقالا من جريدة أمريكية عن وفاة السلطان حمد بن ثويني وعن أوضاع زنجبار ويعود تاريخ المقال إلى 26/9/1896، ومقال آخر في مجلة آسيا وعلى أربع صفحات عن تجارة القرنفل في زنجبار والمقال مدعم بالصور ويعود إلى نوفمبر عام 1932، وإلى جواره ورقة من جريدة فرنسية توضح استقبال السلطان برغش بن سعيد لدى وصوله إلى فرنسا في 24/7/1875 وخرائط توضح انتشار الإسلام في شرق أفريقيا، وأخرى قديمة جدا توضح مسار الملاحة بين مسقط وكراتشي.
والواضح في المعرض، وفق ما تكشفه الوثائق والرسائل، اهتمام سلاطين الدولة البوسعيدية بقراءة المجلات والصحف فنجد رسالة من مدير تحرير جريدة العدل إلى السلطان تيمور بن فيصل حول دفعه قيمة الاشتراك في الجريدة، ورسالة أخرى إلى السلطان فيصل بن تركي يعلمه فيها المرسل بوصول الهواتف والجرائد التي طلبها وتعود إلى 11/1/1904. وهناك أيضا رسالة من بسمارك إلى السلطان خليفة بن سعيد يخبره بأن ألمانيا موافقة على خصم ضريبة «العشور» وهي فيما يبدو عن التجارة المتبادلة بين البلدين وتعود إلى 3/11/1889.
لكن الواضح أن زيارة واحدة لا تكفي للمعرض ويحتاج المحب العاشق للوثائق إلى زيارات وزيارات حتى يتعرف على الكثير من التفاصيل التاريخية التي تحكيها بكل تشويق الوثائق المعلقة على الجدران.
                          

بدء أعمال مؤتمر عمان لتنمية إنتاج موارد النفط والغاز البحري 

صاحبه معرضٌ للابتكارات ومشروعات التنقيب –
العمانية: بدأت أمس أعمال (مؤتمر عمان لتنمية إنتاج موارد النفط والغاز البحرية 2014) الذي يعنى بالنهوض بالصناعة البحرية ومناقشة التحديات التكنولوجية المتعلقة بالسلامة وخفض التكاليف الخاصة بتنمية مصادر النفط والغاز بفندق قصر البستان ويستمر يومين.رعى افتتاح المؤتمر الذي تنظمه الشركة العالمية للمعارض والمؤتمرات وبدعم من وزارة النفط والغاز سعادة أحمد بن سليمان الميمني وكيل وزارة التجارة والصناعة للشؤون الإدارية والمالية وشؤون المناطق الذي أوضح أن هذا المؤتمر يعتبر مهماً وجديداً وذلك كونه يختص باستخراج النفط من البحار، مشيراً إلى أهمية النفط الذي يعتبر المصدر الرئيسي في إجمالي الناتج المحلي.
وتمنى سعادته أن يقود هذا المؤتمر إلى الاستكشافات الجديدة في هذا الجانب وبالتالي الاهتمام بالقطاعات النفطية باعتبارها مصدرا من المصادر المهمة.. مؤكداً أنه لا بد من مضاعفة الجهود للقطاعات غير النفطية.
ويتمحور المؤتمر الذي جمع الجهات الحكومية والمشغلين والمقاولين والاستشاريين والموردين تحت سقف واحد حول كيفية الاستفادة من ازدهار قطاعي النفط والغاز البحري في السلطنة.
ويناقش المؤتمر عدة موضوعات تشمل إعادة النظر في موارد النفط والغاز البحرية في السلطنة بعد اكتشاف الهيدروكربونات وإمكانيات السلطنة في التنقيب والإنتاج وعمليات المشاركة في البحث وتطوير واستغلال حقول النفط والغاز البحرية وتحليل الفوائد التي تعود على الصناعات الأخرى نظراً لتطوير قطاع النفط والغاز، ومناقشة بعض الدراسات والطرق للحصول على شراكة ناجحة من الخارج في المنطقة وزيادة الناتج المحلي وفهم التكنولوجيا المتغيرة في التنقيب البحري، وإدراك أهمية التعاون وتحقيق النجاح بين الموردين والمشغلين والمقاولين.
وتضمن اليوم الأول للمؤتمر جلسة نقاشية حول كيفية الاستفادة من ازدهار قطاعي النفط والغاز البحري في السلطنة.. أما اليوم الثاني من المؤتمر فيتركز على تحقيق أعلى مستوى من الإنتاج المحلي.
وصاحب المؤتمر معرضٌ يعرض من خلاله أحدث الابتكارات ومشروعات تنقيب الحقول البحرية.