اخبار عمانية - كارتر يشيد بدور جلالة السلطان في توطيد السلام العالمي





السلطنة الخامس عربياً في تقرير الحرية الاقتصادية

ارتفعت مرتبة السلطنة إلى المركز الخامس في تقرير الحرية الاقتصادية في العالم العربي، بعد أن كانت في المركز السابع العام الماضي، وذلك بعد حصولها على 7.7 نقطة مقارنة بـ 7.5 نقطة.وكانت قد أعلنت النتائج خلال المُؤتمر التاسع للحرية الاقتصادية في العالم العربي، الذي شاركت فيه السلطنة ممثلة بالهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء) في العاصمة الأردنية عمّان، في الفترة من 18 إلى 19 من نوفمبر الحالي تحت شعار «الحرية الاقتصادية والقطاع العام».
وقد ناقش المُؤتمر سبل تعزيز دور القطاع العام من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة في الدول المشاركة، وقد أدار معالي الدكتور سالم بن ناصر الاسماعيلي رئيس الهيئة إحدى جلسات المؤتمر، والتي كانت تحت عنوان «الإدارة الحكومية وخصخصة التنمية الاقتصادية » تم خلالها مناقشة التحدّيات التي تواجه شراكة القطاعين العام والخاص وكيفية التعامل مع الخصخصة.
وصرح عزّان بن قاسم البوسعيدي مدير عام البحوث والخدمات الآلية في إثراء ان المؤتمر ناقش أفضل الممارسات المُتبعة في تحفيز القطاع العام ليقوم بدوره في تنمية القطاع الخاص من خلال التعاون المشترك لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة. كما تم التطرق إلى أهم النتائج والآثار المُترتبة على الحرية الاقتصادية في عالمنا العربي مع التركيز على دور القطاع العام في تفعيل اقتصاد السوق المُشتركة. وقال : استطاعت السلطنة أن تحقق هذه النتيجة من خلال إيجاد شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص وتحفيزهما على التنافس والتعاون في آن واحد من أجل المساهمة في تنمية اقتصادها الوطني بمختلف المجالات.

كارتر يشيد بدور جلالة السلطان في توطيد السلام العالمي

جامعة كينيسو الأمريكية تشهد ندوة «المرأة العمانية ومساهمتها في التغيير» –
عُمان ســاهمت فـي تأصيل مبــدأ الحـــوار بدلا عـن العنف –
واشنطن – العمانية: أشاد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بدور حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – في توطيد أواصر السلام والتعاون بين دول العالم مؤكدا أن عمان دولة ساهمت في تأصيل مبدأ الحوار والتفاهم بدلا عن العنف وهذا هو المنهج الذي يحترمه العالم أجمع اليوم.
جاء ذلك خلال لقائه معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي خلال زيارتها للولايات المتحدة الامريكية .
على صعيد آخر أقامت جامعة كينيسو بولاية اتلانتا بالتعاون مع مركز السلطان قابوس للثقافة ندوة بعنوان «المرأة العمانية ومساهمتها في التغيير»، حيث شارك في الندوة عدد من النساء من السلطنة ومن دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية .
تطرقت أوراق العمل المقدمة خلال الندوة إلى ما وصلت اليه المرأة العمانية من تقدم في المجال التعليمي والمهني والعدالة العمالية التي تتميز بها ومساواتها بالحقوق مناصفة مع الرجل دونما تمييز.
حضر الندوة معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي وسعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس وصاحبة السمو السيدة منى بنت فهد آل سعيد نائب رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي وسعادة السفيرة حنينة بنت سلطان  المغيرية سفيرة السلطنة المعتمدة لدى الولايات المتحدة الامريكية. 

السلطنة أمام مؤتمر روما : جهود حثيثة لتحقيق استدامة الأمن الغذائي

روما – عمان: أكدت السلطنة أنها تبذل جهودا حثيثة لتوفير الغذاء كما ونوعا وتعمل على استقرار منظومة تداوله على مدار العام، حيث يساهم الإنتاج الزراعي والسمكي بتغطية 39.5 بالمائة من إجمالي استهلاك السلطنة من الغذاء، كما أن هناك جهودا تبذل خلال مراحل الإنتاج والتداول ومعاملات ما بعد الحصاد والتسويق والتصنيع لضمان الجودة وحماية المستهلك.
جاء ذلك في مداخلة السلطنة التي ألقاها سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة أمام فعاليات المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية الذي استضافته العاصمة الإيطالية روما خلال الفترة من ١٩إلى أمس، ونُظِّم بشراكة بين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية.
وأشار البكري إلى أنه سعيا لتحقيق التوازن بين عناصر ومؤشرات إنتاج الغذاء، تنفذ وزارة الزراعة والثروة السمكية برامج ومشروعات بحثية وتنموية موجهة للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية والصيادين، تستهدف إدخال الحزم التقنية المتكاملة والملائمة للظروف الزراعية والمناخية والبيئية في السلطنة للارتقاء بالانتاج وتحسين السلالات النباتية والحيوانية وزيادة العوائد وتحقيق الاستدامة وبما يساهم في منظومة الأمن الغذائي، ويتجلى ذلك من خلال تبني عدد من التقنيات أهمها إدخال ونشر أنظمة الري الحديثة ورفع كفاءة استخدام المياه وإدخال الميكنة في العمليات الإنتاجية ونشر النظم والتطبيقات الزراعية الحديثة، والارتقاء بالاستزراع السمكي، وتطوير أساليب صيد الاسماك والاهتمام بمشاريع الإنتاج وصحة الحيوان.
وقد أقر المؤتمر بمشاركة 170 دولة وثيقة إعلان روما بشأن التغذية وتوصيات تخص السياسات والبرامج لمعالجة قضايا التغذية عبر القطاعات المتعددة وذلك في خطوة رئيسية نحو القضاء على سوء التغذية في العالم.

 

اليوم .. افتتاح المهرجان الحرفي الأول

بمشاركة 40 مشروعا ومؤسسة حرفية –
يفتتح مساء اليوم المهرجان الحرفي الأول بمركز عمان الدولي للمعارض تحت رعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد ممثل جلالة السلطان.
ويعد المهرجان الحرفي في نسخته الأولى والذي تنظمه الهيئة العامة للصناعات الحرفية حتى 27 نوفمبر الجاري أكبر تجمع لأصحاب المشروعات الحرفية والحرفيين العمانيين حيث سيضم المهرجان حوالي أربعين مؤسسة حرفية تقدم منتجات حرفية مطورة صنعت محلياً، كما ستشارك في المهرجان العديد من المشروعات الحرفية والتي تتنوع مجالاتها بين صياغة المشغولات الفضية والنسيج القطني والصوفي بالإضافة إلى إنتاج الفخار والخزف والصناعات الخشبية وتقطير النباتات العطرية بالإضافة إلى المنتجات الحرفية المستفادة من البيئة المحلية كقشرة النارجيل ونبات الغضف.
ويأتي تنظيم المهرجان الحرفي الأول في إطار اهتمام الهيئة بتأمين وإقامة مهرجانات ومعارض تعزز من الإقبال على الإنتاج الحرفي الوطني مع تهيئة الفرص والإمكانيات المتاحة لأصحاب المشروعات الحرفية العمانية لعرض منتجاتهم والترويج لها بصورة مبكرة بالإضافة إلى إيجاد بيئة مناسبة للاستفادة من الخبرات والمهارات الحرفية والاطلاع على أحدث الآليات والتقنية المطورة للأداء والإنتاج الحرفي بحيث يؤدي ذلك إلى رفع قدرات الحرفيين وإمكانياتهم في تسويق وعرض وبيع منتجاتهم الحرفية المحلية.
وستتضمن فعاليات المهرجان تدشين عروض إنتاجية وتدريبية للصناعات الحرفية المطورة والتي تهدف إلى تعريف زوار المهرجان بالعمليات التصميمية والإنتاجية للصناعات الحرفية وما تتطلبه تلك الصناعات من مهارات إبداعية وابتكارية، كما سيشارك عدد من بيوت الحرفي العُماني ضمن فعاليات المهرجان وستتمثل مشاركة البيوت الحرفية في عرض منتجات حرفية وطنية مطورة ومبتكرة تعرض لأول مرة.

ندوة علمية وحلقات العمل

وستنطلق على هامش فعاليات المهرجان الحرفي ندوة علمية بمشاركة نخبة من الخبرات الأكاديمية والمهنية من داخل السلطنة وخارجها حيث سيتم استعراض محاور متعلقة بتطوير وتنمية القطاع الحرفي والصناعات المساندة له، كما ستتناول الندوة مناقشة الأدوار الإنتاجية للقطاع الحرفي العُماني وإسهاماته في التنمية المستدامة، كما سيتم تنظيم حلقات عمل تتناول التدريب على إنتاج الصناعات الحرفية المطورة والتي تشتمل على عمليات التصميم والزخرفة إلى جانب الإطلاع على آليات وتقنيات الإنتاج الحرفي ومعرفة أساسيات إنشاء المشروعات الحرفية المجيدة وكيفية الاستفادة من الإجراءات الحكومية في مجالات تمويل المشروعات الحرفية بالتنسيق مع المؤسسات المعنية كوزارة التجارة والصناعة والهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغرفة تجارة وصناعة عُمان بالإضافة إلى التعريف بالمبادرات والبرامج الداعمة والراعية للمشروعات الحرفية.
مسابقة سينمائية وفوتوغرافية

وستشتمل فعاليات المهرجان على تنظيم مسابقة سينمائية بهدف عرض الإبداعات السينمائية المحلية التي تبرز الموروثات الحرفية وتوثق جمالياتها، كما تهدف المسابقة إلى دعم المواهب والهواة في مجالات الصناعة السينمائية التي توثق الصناعات الحرفية بصور مبتكرة، كما ستتضمن فعاليات المهرجان تدشين مسابقة للتصوير الفوتوغرافي المختص بتصوير الحرف العُمانية.
تجدر الإشارة إلى أن الهيئة العامة للصناعات الحرفية تحرص على تحفيز الشباب على تأسيس مشروعاتهم الحرفية أو التوسع فيها، من خلال دعم ورعاية تلك المشروعات سواء بالدعم المالي أو بالتأهيل والتدريب أو من خلال تسهيل منح الحرفيين لعقود توريد منتجات حرفية مطورة بهدف تعزيز إيجاد بيئة إنتاجية تضمن استمرارية المؤسسات والمشروعات الحرفية العُمانية. 

معرض «عمان رسالة سلام وإخاء» يؤكد مواقف السلطنة الثابتة في نبذ العنف والإرهاب والتطرف المذهبي

يقام في برازيليا برعاية عمان والاوبزرفر الإعلامية –

شهد معرض «عمان رسالة سلام وإخاء» الذي يقام حاليا بالعاصمة البرازيلية برازيليا خلال اليومين الماضيين توافد أعداد غفيرة من الزوار والمواطنين البرازيليين وكذلك الجاليات العربية والأجنبية المقيمة في البرازيل، حيث قدم المعرض صورة واضحة المعالم للواقع المعاصر المشرق للسلطنة وتاريخها الزاهر والمشرف من ناحية، وجوهر الفكر الإسلامي الرشيد الذي تعبر عنه سياسات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان ومواقفه الثابتة التي تؤكد على سماحة الإسلام الحنيف وأنه يدعو إلى السلام ونبذ العنف والإرهاب والتطرف والمذهبية ويحض على التعاون الإيجابي بين الشعوب.

كما قدم المعرض مسيرة السلطنة الدولية في نشر ثقافة التعايش الحضاري، وتعزيز قيم التفاهم الإنساني، في إطار مبادرات السلطان قابوس الإيجابية التي تستهدف اثراء حوار الحضارات، انطلاقا من المجتمع العمانى العريق الذى يعتز أبناؤه على مر العصور بأن أجدادهم الأوائل اعتنقوا الإسلام طواعية إبان حياة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ولقد كانت رسالة الإسلام منعطفا مهما بالنسبة للعمانيين، حيث ما لبثوا أن قاموا بدور رائد في تثبيت دعائم الدعوة ورفع وإعلاء راية الإسلام خفاقة شرقا وغربا.
وقد تضمن المعرض العديد من الأركان والمحتويات التي تحمل رسالة السلام والإخاء لشعوب العالم قاطبة، حيث تطرق إلى التعريف بمحافظات وولايات السلطنة والتي تم تقسيمها بموجب المرسوم السلطاني رقم (114/2011) الصادر في 26 أكتوبر 2011م، واشتمل على 11 محافظة تمثل كل محافظة منها أهمية خاصة إدارية وجغرافية واقتصادية، وتضم كل من هذه المحافظات عددا من الولايات يصل مجموعها الكلي إلى 61 ولاية، وتعنى وزارة الداخلية بالإشراف على كل هذه المحافظات، باستثناء محافظتي مسقط وظفار، ويقوم الوالي في كل ولاية بتسيير الإدارة المحلية، والعمل كهمزة وصل بين الحكومة ومؤسساتها المختلفة وبين المواطنين.

التسامح

كما تم التعريف بالتسامح كسمة متوارثة في الشخصية العمانية، وخاصية من خواص الهوية والثقافة العمانية، وأن السلطنة تمتلك تاريخًا حافلاً في تعزيز مجال الاعتدال والتسامح الديني بين الأمم والشعوب، وفي عصرها الحاضر بقيادة جلالة السلطان المعظم، فتحت آفاقًا جديدة مع مختلف دول العالم للحوار ونشر السلام والقيم الإسلامية الرفيعة، والتعايش السلمي، وتبادل الثقافات والمعرفة.

دولة المؤسسات

وبنت الحضارة العمانية أركانها من الأخلاق الرفيعة، ووضعت لبناتها من القيم الأصيلة، حتى أصبح العماني يضرب بها المثل في حسن المعاملة والسلوك الراقي، وظل هدف بناء الدولة العصرية، وإقامة دولة المؤسسات، أحد المحاور الأساسية في المعرض وترتكز عليها السلطنة وتدور في نطاقها جهود التنمية الوطنية في إطار رؤية جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، الذي أرسى دعائم الدولة الحديثة، لتواكب عصرها في ميادين العلم والمعرفة، وتحافظ في الوقت ذاته على أصالتها وعراقتها.
إلى جانب ذلك قدم المعرض نبذة مختصرة عن اهتمام السلطنة بالإبل منذ القدم والتي تحتل مكانة مرموقة في الوطن العربي، واعتمد عليها البدو قديمًا في كثير من شؤون حياتهم، وأطلقوا عليها اسم «سفينة الصحراء». وعرج المعرض إلى التعريف بالهجن العمانية كأشهر الإبل الآن، على المستوى المحلي والخليجي، والمستوى العالمي؛ لما لها من صفات ومميزات وضعتها في مقدمة مصاف الإبل العالمية، إذ تمتلك السلطنة أجود الأنواع، فهي متوسطة الحجم، قوية الأطراف، سريعة الحركة، وجميلة الشكل، تتميز قوائمها لأنها مستوية ودقيقة، وعيونها أكثر شخوصًا من عيون الإبل الأخرى وأشد توهجًا.

ركن الخيالة السلطانية

كما أفرد المعرض ركنا خاصا للخيالة السلطانية ولما تتمتع به سلطنة عمان من إرث عميق الجذور في العناية بالخيل، وطرق الاهتمام بها من خلال إنشاء الخيالة السلطانية، لتختص بإدارة وتطوير الفروسية بمختلف أنواعها، وتوفير الخيل المطلوبة ورعايتها وتدريبها، وحفظ أنسابها، وإعداد خطط السباقات والاستعراضات الخاصة بالمناسبات، والاشتراك في السباقات المحلية والإقليمية والدولية، وإعداد وتأهيل وتدريب أفراد الخيالة السلطانية، وتنمية مهارات فرسانها، والتنسيق والتعاون مع مراكز الفروسية داخل السلطنة وخارجها. ويُعد مركز توليد الخيول في صلالة المصدر الرئيسي للخيول في جميع قطاعات الخيالة السلطانية.

ركن مؤسسة عمان

من جهة أخرى استعرضت مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان كافة الخدمات التي تقدمها للمجتمع العماني والإقليمي والدولي من خلال رسالتها الإعلامية التي تنشرها، فقد عرضت العديد من الإصدارات والكتب والمجلات التي تصدر من دار المؤسسة، وكذلك مجموعة من الصور الأرشيفية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ولبعض المناظر القديمة، إضافة إلى أنها قامت بتوزيع عدد من المنشورات والإعلام والصور بهدف التعريف بالإرث الحضاري للسلطنة، وما تتميز به من كنوز المعرفة والعلم، وقدم الركن شرحا وافيا عن إنشاء المؤسسة ومراحل تطورها منذ إنشائها، وكذلك المراحل الفنية في طباعة ونشر المواد الصحفية في صحيفتي عمان والأوبزيرفر بالإضافة إلى مجلة نزوى الثقافية.

التنمية العمرانية

وحظيت التنمية العمرانية بنصيبها في التعريف بها من خلال هذا المعرض، وأن السلطنة لديها اهتمام أكبر بعد إنشاء المجلس الأعلى للتخطيط وفقا للمرسوم السلطاني الصادر في 26 من مايو 2012م، وقد وقع المجلس في شهر إبريل 2013م اتفاقية الإشراف الفنّي على مشروع الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية، والذي يهدف إلى وضع إطار عام لتوجيه التنمية العمرانية بعيدة المدى لمختلف محافظات السلطنة، وإعداد مخططات متكاملة لاستخدامات الأراضي على المستوى الوطني ومستوى المحافظات والمدن بما يحقق التنمية الشاملة والمستدامة في ضوء أهداف استراتيجية التنمية الشاملة (عُمان 2020).
وحرص المعرض على إبراز دور السلطنة في التطوير المستمر لمنظومة النقل والاتصالات لتواكب الحركة التجارية والسياحية والنمو السكاني والعمراني وتسهم في عملية التنمية المستدامة بالبلاد، واهتمامها باستكمال وتنفيذ طرق سريعة مزدوجة، وتطرق كذلك إلى القطاع المصرفي بالسلطنة والبنوك المتخصصة لدعم جهود التنمية الوطنية في مجالات محددة، مثل مشروعات الإسكان والمشروعات الصناعية والزراعية والسمكية، وحظي القطاعان الزراعي والسمكي باهتمام خاص استهدف تنميته وتطويره، والجهود التي تبذلها وزارة الزراعة والثروة السمكية ملموسة في هذا المضمار.

الصناعات الحرفية

وكان لمنتجات الصناعات الحرفية، حضور من خلال عرض أنواع وأشكال تلك الصناعات، وطرق إعدادها من خلال تنوع خامات الطبيعة لهذه البيئات الذي ساعد على تنوع ثقافات ومهارات الحرفيين، مما جعل لهذه الصناعات تباينًا ذا مميزات مختلفة حسب كل بيئة.
وتطرق المعرض أيضا إلى شرح وعرض الاعتمادات الاستثمارية المدرجة لقطاع الموانئ في الخطة الخمسية الثامنة (2011– 2015) والتي بلغت حوالي (1.056) مليار ريال عُماني.
كما تم التعريف بقطاع الصناعة كأحد أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل؛ للحد من الاعتماد على النفط، وقدرته على سد جانب كبير من الاحتياجات السلعية للمجتمع العُماني وخاصة في مجال البناء والتشييد، إضافة إلى إمكانات توفير فرص العمل.

الشباب العماني

وخصص المعرض أيضا ركنا خاصا للشباب العماني وأهم الطموحات والميول التي يمارسها في حياتها اليومية، ومجمل الأنشطة والفعاليات على مختلف الأصعدة الرياضية والاجتماعية والاقتصادية التي تعكس التطور الذي تشهده السلطنة لدى مختلف فئات وشرائح المجتمع.

المرأة العمانية

ولعبت المرأة العمانية دورا بارزا في التعريف بمكانة المرأة ومشاركتها في عملية التنمية، والمساواة بينها وبين الرجل كإحدى الركائز الأساسية في التنمية البشرية، وتطرقت إلى التعريف بالممارسات والتقاليد والعادات التي تمارسها في بيئتها ومجتمعها كالزي العماني المتوارث، وطرق التحدث، والنقش والحناء، كما استعرضت العديد من أنواع الزنية التي تتزين بها كالخلاخل، والخواتم والأقراط وأقراط الأنف وقطع لزينة الرأس والأساور والقلائد والسلاسل والتمائم والمكاحل.

ركن الطفل

وتم التعريف بالحقوق التي يحظى بها الطفل العماني، والقوانين والتشريعات التي تحميه من كل سوء، وأن هناك دورا للرعاية والاهتمام بالطفل العماني، لاسيما دور الحضانات ومراكز الوفاء الاجتماعي التطوعي بالإضافة بيوت نمو الطفل المنتشرة في كافة الولايات.

علاقات متينة

والتقت «عمان» عددا من الزوار حيث قال رمضان الفرجالي الذي يعمل كمستشار مالي في السفارة الليبية في برازيليا: قبل مجيئي للعمل إلى برازيليا كنا نسمع عن عمان الكثير عن تطورها وسمعتها الطيبة بين بلدان العالم أجمع، لاسيما في مجالات العلم والمعرفة والصحة العامة، وقال ان السلطنة تحتل المراكز العشرة الأولى على المستوى العالمي في مجال الأدب، مشيرا إلى أن علاقات السلطنة مع ليبيا علاقات متينة وقائمة على الحب والود والتعامل الحسن. معربا أن يحفظ الله جلالة السلطان ويديم له الصحة والعافية.
من جهة أخرى قال لورانس بوس مترجم برازيلي: المعرض بشكل عام أبهج الزوار ويقدم صورة حقيقية للعالم أجمع بشكل عام، وإلى البرازيليين بشكل خاص، وهو يحمل رسالة سلام وإخاء، مشيرا إلى أن المعرض يتطرق إلى العديد من العادات والتقاليد التي تجسد تاريخ عمان الحضاري، وإلى العديد من الموروثات التي توارثتها الأجيال، ويحكي عمق العلاقات المتينة والصديقة التي تربط السلطنة مع دول العالم.
وعرج لورانس إلى الحديث عن طيبة الشعب العماني والتسامح الأخوي الذي يتمتع به بين شعوب العالم، وقال: نحن هنا في البرازيل نحترم العمانيين كل الاحترام ونكن لهم كامل التقدير، ومستعدون للتعامل في كل ما من شأنه تعزيز أواصر الود والأخوة بيننا وبينهم. وتطرق لورانس إلى الحديث عن الأركان التي يتضمنها المعرض، فقال المعرض بكل طياته ناجح ومتميز ويحمل إشارات قوية إلى العالم بأن عمان بلد التسامح والإخاء، ولدي نية مستقبلا لزيارة سلطنة عمان في القريب العاجل.

عمان الخضراء

من جانبه كشف أحمد ذيب محمد ياسين رئيس الرابطة الثقافية العربية البرازيلية عن مدى حبه الشديد لعمان، مشيرا إلى أنه زار عمان في عامي 2008 و 2009 وقال سميتها خلال زيارتها تلك بمسقط البيضاء وعمان الخضراء والشعب الطيب، حيث وجدت فيها الأخلاق والقيم الرفيعة للشعب العماني، والتنوع في السياحة والطبيعة الخلابة.
وقال ياسين: المعرض جميل بكل أبعاده ويعتبر كبادرة طيبة للتنافس على مثل هذه الرسائل خاصة وأنه يحمل رسالة سلام وإخاء في الوقت الذي يحتاج العالم أجمع الى مثل هذا بدلا من التكهنات والعنف والتطرف، فنحن نكن كل المحبة للشعب العماني الأصيل، ونجزم بأن السلطنة ستنجح في تحقيق رسالتها السامية ونهجها القويم، بقيادة سلطانها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.

تصاميم المعرض

وقال عمر بن محمد بن ناصر البادي من جامعة السلطان قابوس- كلية العلوم أن المعرض شهد توافد العديد من الزوار خلال فترة انعقاده، وتركز دورنا على إدارة شبكات التواصل الاجتماعي «تويتر، وفيسبوك، وانستجرام بالإضافة إلى عمل التصاميم اللازمة للمعرض لغرض الترويج»، وشاركه في الرأي زميله عبدالرحمن بن سالم بن حمد الصالحي من جامعة السلطان قابوس- كلية العلوم، أن المعرض تنوع في فقراته وأعماله ما بين التعريف بالموروث الحضاري والرسالة السامية التي سعى إليها وهي روح المودة والمحبة والإخاء بين الدول، وأن السلطنة تمتلك كل مقومات تلك العناصر، مشيرا إلى أنه تم التعريف بكل تلك الأعمال من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والموقع الخاص بالمعرض والتصوير الفوري.
وأكد الصالحي أن فريق العمل المكلف بتوثيق فعاليات المعرض قام بإنجاز العديد من الأعمال أبرزها تصميم موقع المعرض، وعمل البث المباشر لحفل افتتاح المعرض، وإنشاء وإدارة حسابات المعرض في شبكات التواصل الاجتماعي، وعمل تغطية كاملة للمعرض بالصور والفيديو، وعمل مونتاج ليوميات من المعرض، والدعم الفني في حالة وجود أية أعطال في المعرض، بالإضافة إلى إدارة الحملة الترويجية للمعرض.

44 وثيقة

من جهته قال حمود بن سالم بن راشد الهنائي رئيس قسم أول للوثائق الخاصة بالهيئة العامة للوثائق والمحفوظات الوطنية ونائب رئيس الجمعية العمانية لهواة الطوابع أن الهيئة قامت بعرض 44 وثيقة تمثل العلاقات العمانية التاريخية والاقتصادية مع الدول الأخرى منذ مئات السنين، ودور عمان العالمي في السلم والإخاء العالمي، وكذلك دورها التجاري والاقتصادي مع بقية دول العالم مثل هولندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا، وقد حظيت المشاركة بالكثير من الاستفسارات خاصة من أعضاء الهيئات الدبلوماسية بالبرازيل.

44 لوحة طوابع

وأضاف الهنائي: ان الجمعية العمانية لهواة الطوابع قد شاركت في المعرض من خلال عرض 44 لوحة من الطوابع العمانية تم اختيارها لتمثل دور السلطنة في الإخاء والسلم العالمي، ومن أبرز تلك اللوحات مشاركة السلطنة في الاحتفالات العالمية، وطوابع العلاقات الدبلوماسية للسلطنة مع الدول الأخرى وطوابع الزيارات التاريخية للسفن العمانية مثل السفينة صحار إلى الصين في عام 1981 وسفينة شباب عمان إلى الولايات المتحدة في عام 1986، وكذلك عرض طابع بمناسبة حصول جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم على جائزة السلام الدولية في عام 1998، كما تم عرض كل الطوابع العمانية لتعريف الزوار بتاريخ السلطنة من خلال طوابع البريد.
من جهتها قالت جميلة بنت مال الزدجالية من الجمعية العمانية للفنون التشكيلية: أن الجمعية شاركت بمجموعة من اللوحات التي تحتوي على مناظر الطبيعة العمانية، وقد تم استعراض كافة الأعمال الفنية التي قام بها عدد من الفنانين والفنانات العمانيين وتقديم نبذة مختصرة عن كل لوحة وكيف يتم رسمها، وأبرز المعرض الأعمال التي قدمت في المعرض الفني الطائر حيث قام 44 فنانا برسم 44 لوحة داخل الطائرة احتفاء بالعيد الوطني الـ 44 المجيد، وقد تبنت هذا المشروع الجمعية العمانية للفنون التشكيلية. والتقت «عمان» أيضا عددا من الزوار حيث أشارت البروفيسورة سيلفانا أريفو لوناها مدرسة في إحدى الكليات البرازيلية أن المعرض لفت انتباهي ولم أتوقع هذا الجمال والطبيعة أن تتميز به عمان، في وقت تعصف بالمنطقة والعالم بالعديد من الكوارث والأزمات الطبيعية، وأن عمان من خلال هذا المعرض أبرز العديد من الجوانب الجمالية وسحر الطبيعة الخلابة.
وقالت: لم أسمع عن عمان من قبل، ولعل هذا المعرض سيشجعني لزيارة هذا البلد العريق، خاصة وأنه يتميز بتاريخ وحضارة قديمة تمتد لقرون عديدة.
وأشارت نهاد بنت محمد الكندية مصممة أزياء إلى أن مشاركتها في هذا المعرض تركز على عرض تصميم الأزياء العمانية والمقتنيات التي تلبسها المرأة العمانية من الزينة كالحلل والإكسسورات والشمبر العماني والخواتم، وقد شهدنا توافد العديد من الزوار على ركني المرأة والطفل، وتم التعريف بالزي العماني للمرأة العمانية، وكذلك طريقة نقش الحناء والزينة في الأيدي والأرجل، فضلا عن التعريف بالصندل العماني والبخور العمانية والعطور والكحل والمرود، وأدوات الطبخ.
مؤكدة أن هذا المعرض يأتي في مناسبة غالية على كل قلب عماني يتوشح بلباس الوطنية والانتماء وهي مناسبة العيد الوطني الـ 44 المجيد، ومن خلال تلك المناسبة فقد قامت المرأة بتوزيع الوشاحات التي تحمل اسم وعلم عمان، والخنجر الصغير وبعض الملبوسات العمانية للتعريف بحضارة وعراقة السلطنة، وما تتمتع به من عادات وتقاليد أصيلة.

ظهور مشرف

أما سعيد بن مسلم بن سعيد الشريقي سكرتير أول بسفارة السلطنة لدى جمهورية البرازيل الاتحادية فقد أكد أن السفارة قدمت العديد من الخدمات للظهور بهذا المظهر المشرف، واسترعت انتباه القائمين على تنظيم وإعداد المعرض كل الرعاية والاهتمام، والذي تم الإعداد له قبل 3 أشهر من الآن، مشيرا إلى أننا قدمنا التسهيلات التي تعين القائمين عليه وكذلك المشاركين من السلطنة رجالا ونساء وتوفير كل المستلزمات والأدوات التي تساعدهم على إبراز دور السلطنة في السلم والإخاء، وأن السلطنة تتمتع بمقومات سياحية وطبيعية واستثمارية جذابة، وقد حان الوقت للتعريف بكل ما تملكه السلطنة من مقومات تساعدها للنهوض بنههضتها والرقي بها إلى مصاف الدول المتقدمة. وقال: المعرض وفر العديد من نسخ الكتب والمطبوعات العمانية الخالصة كتاب مصلح على العرش الذي تم توزيعه على الزوار، وأقراص مضغوطة تحمل تعريفا متكاملا عن نهضة عمان ورقيها ومجالات الاستثمار والأسواق العمانية.  

السعيدي: التوجيهات السامية تؤكد على التوازن في مسيرة التنمية والبناء

إنجازات السلطنة في مجال التشريعات والقوانين تحظى بتقدير العالم –
قال معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي -وزير الشؤون القانونية- في تصريح خاص لـ عمان: تهل على السلطنة هذه الأيام الذكرى السعيدة للعيد الوطني المجيد، ويحتفل الشعب العُماني كل عام بهذا العيد المجيد اعترافا منهم بالجميل لقائد نهضة عُمان الحديثة وبانيها، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي نقل السلطنة وفي مدة زمنية وجيزة من عصور الجهل والفقر والظلام إلى مصافِّ الدول المتحضرة والمتقدمة في جميع المجالات. كما نقل المواطن العُماني إلى مستويات متقدمة من العلم والمعرفة والحياة الكريمة، حتى أصبح للعُماني هُويته وشخصيته التي يفاخر بها بين الشعوب.
مؤكدا معاليه: إن احتفال السلطنة بالعيد الوطني المجيد يُعَدُّ ركيزةً أساسية، ومنعطفًا تاريخيًّا للانطلاق نحو بناء الدولة العصرية، وبناءِ حياةٍ أفضلَ ومستقبلٍ أكثرَ استقرارًا وأمانًا، تتحقق من خلاله آمال وطموحات الشعب العماني، تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة سلطان البلاد المفدَّى – حفظه الله ورعاه – آخذا بيدها إلى آفاق العزة، وذُرا المجد، وإلى طريق التقدم، والتطور، والريادة، وباعثًا نهضتَها الحديثة، ومتربَّعا بها على قمم الشموخ والاقتدار الحضاري والتقني.
مضيفاً: من أجل تحقيق الطموحات والأهداف التي نادى بها جلالته -حفظه الله ورعاه- منذ اليوم الأول لتسلمه مقاليد الحكم في السلطنة قبل (44) أربعة وأربعين عامًا، يسعى الجميع: حكومةً وشعبًا لبذلِ كلِّ ما يمكنهم من جهد من أجل تحقيقها على جميع الأصعدة: الاقتصادية، والاجتماعية، والبشرية. وما إشراكُ المواطنين في صياغة وتوجيه التنمية في مختلف المجالات، واستيعاب الأعداد المتزايدة من الشباب من مُخرجات التعليم بجميع مراحله المختلفة في صنع ما تفخر به بلادهم إلا دليلٌ واضحٌ على هذه الجهود وتكاتفها.

مواءمة روح العصر
كما ثمن السعيدي توجيهات جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- قائلا: إن التوجيهات السامية تؤكد دائما على ضرورة تسيير عمليات التنمية والبناء عَبْرَ توازنٍ يحافظ على الجيِّد من الموروثات، ومقتضيات الحاضر التي تتطلب المواءمة مع روح العصر، والتجاوب مع حضارته، وعلومه، ومقتنياته، وتقنياته، والاستفادة من مستحدثاته، في شتى ميادين الحياة، جاعلة -نصْبَ عينيْها- الإنسانَ هدفَ البناءِ التنموي، وغايته، كما تعتبره أساسَه وركيزتَه. وما توسيع نطاق مشاركة المواطنين في خدمة مجتمعاتهم المحلية، وتعزيز نهج الشورى العُمانية، خاصة بعد منح مجلس عمان مزيدًا من الصلاحيات التشريعية والرقابية وتعزيز استقلال القضاء والادعاء العام تحقيقًا لحكم وسيادة القانون الذي يشكل الأساس الذي تستند إليه الدولة العصرية القائمة على أساس مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وفقًا للقانون، إلا دليلٌ واضحٌ على النهج القويم الذي اختطَه جلالتُه -أبقاه الله- لهذا الوطن، وأكد على ذلك النظام الأساسي للدولة في المادة (9) عندما نص على أنه: «يقوم الحكم في السلطنة على أساس العدل والشورى والمساواة، وللمواطنين -وفقا لهذا النظام الأساسي والشروط والأوضاع التي يبينها القانون- حق المشاركة في الشؤون العامة».
القطاع الصناعي
وأشار معالي الدكتور إلى الاهتمام بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والسعي المتزايد لتشغيل القوى العاملة الوطنية في القطاع الخاص وتوفير سبل استقرارها في بيئة عمل مناسب ووضع حد أدنى للأجور في القطاع الخاص بالنسبة للعاملين العمانيين، ومد مظلة التأمينات الاجتماعية لتشمل العاملين لحسابهم الخاص، والعاملين في الحرف والصناعات التقليدية بما يضمن مستقبلًا آمنًا لهم ولأسرهم، لهُوَ غَيْضٌ من فيض مما تحقق في هذا العهد الزاهر الميمون. مبيناان الاهتمام بقطاع الصناعة -والذي هو أحد أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل للحد من الاعتماد على النفط – قد خطا خطوات واسعة في السلطنة، ففي المرحلة الماضية تم إنشاء العديد من الصناعات الأساسية، وبخاصة منها الصناعاتُ القائمة على الغاز، والتركيز في المرحلة القادمة على توسعة المناطق الصناعية القائمة، وإقامة مناطق صناعية جديدة، إضافة إلى زيادة التكامل بين أنشطة الموانئ مع المناطق الصناعية المحيطة؛ وذلك بغرض تشجيع إقامة الصناعات التحويلية بها، الأمر الذي من شأنه زيادة العوائد الاقتصادية، وإيجاد فرص عمل جديدة للمواطن العُماني الكريم، وتسعى السلطنة من خلال العديد من المشروعات الصناعية إلى رفع مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي للبلاد، وكذلك الاهتمام بالقطاع السياحي، كل ذلك ما هو إلا ترجمةٌ صادقة لفكر وبُعْدِ نظر جلالة السلطان المفدَّى – حفظه الله ورعاه – في إيجاد حياة كريمة للمواطن العُماني. وفي المجال ذاته وترجمةً للنهج السامي لجلالته -أبقاه الله- تنتهج السلطنة سياسة توزيع المناطق الصناعية، والمناطق الحرة على مختلف محافظات السلطنة، بهدف تنميتها وتوفير فرص التوظيف فيها. كذلك اهتمت السلطنة خلال السنوات الأخيرة بإنشاء المناطق الحرة باعتبارها بوابة مفتوحة لجذب الاستثمارات واستقطاب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية عبر ما تقدمه من مزايا وحوافز وتسهيلات للمشاريع المقامة بها.
وقد أكد جلالته -حفظه الله ورعاه– دائما على أهمية تعزيز مجالات التنمية الشاملة ببعديها: الاقتصادي، والاجتماعي، من أجل إحداث طفرة نوعية وكميَّة في تنويع مصادر الدخل، وهذا يتطلب من الجميع مواصلة العمل والسعي إلى تيسير المناخ الاستثماري، والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية، وصولا الى التنوع الاقتصادي المنشود.
العملية التعليمية
كما تحدث معاليه عن أهمية التطوير قائلاً: أكد جلالته -أبقاه الله- على أهمية تطوير التعليم؛ لذلك فإن عمليات التطوير المتواصلة في هذا المجال الحيوي مستمرة بكل مراحله، وبكل عناصر العملية التعليمية، بما في ذلك إرسال البعثات الخارجية لدراسة أرفع التخصصات العلمية، مع الاهتمام باحتياجات السلطنة إلى التنمية في مرحلتها الراهنة والمستقبلية، وتوفير متطلباتها من الكوادر العُمانية المؤهلة على أرفع المستويات، وأدق التخصصات.
النظام الأساسي
كما تحدث معاليه عن التشريعات والقوانين قائلا: كان للقانون النصيب الوافر من التطور في عهد جلالته -حفظه الله ورعاه- وما أنجزته السلطنة في عهد جلالته في هذا المجال من خُطًا واسعة شهد لها العالم كله، حيث بلغت السلطنة شَأْوا بعيدًا فيه، وشهدت تطورا كبيرا في هذا المجال إلا دليل واضح على بعد نظرجلالته واهتمامه بهذا المجال، الذي يعد مقياسا واضحا على تطور الأمم والشعوب، حيث إن الأمم عادة ما يقاس تطورها وتقدمها ونمو حضارتها بما قطعتْه في مجال التشريعات والقوانين. لذلك صدرت في السلطنة جميع القوانين التي تنظم حياة الفرد في المجتمع وتوضح حقوقه والتزاماته وتحمي حقوقه، وتحافظ على مكتسبات الوطن، ومن أهم هذه القوانين التي صدرت في السلطنة -على سبيل المثال لا الحصر- النظامُ الأساسيُّ للدولة، وقانون المعاملات المدنية وقانون الجزاء العُماني، وقانون الإجراءات المدنية والتجارية، وقانون الإجراءات الجزائية، وقانون العمل، وقانون الأحوال المدنية، وقانون التجارة. كما كان للسلطنة في هذا العهد الزاهر الميمون إسهاماتٌ كثيرة في مجال عقد المواثيق والعهود الدولية، وإبرام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في جميع المجالات، على جميع المستويات الإقليمية والعربية والدولية. كما قطعت السلطنة شوطا كبيرا في تأهيل وتدريب الكوادر القانونية العُمانية ليقوموا بواجبهم في خدمة وطنهم ومجتمعهم.
وأوضح معالي الدكتور في مجال السياسة الخارجية: اتسمت سياسة السلطنة منذ البداية بالوضوح والصراحة والعمل الجاد والمخلص من أجل تطوير العلاقات العُمانية مع كل الدول الشقيقة والصديقة من أجل تحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة، وتعزيز فرص السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم من حولها، حيث تقوم المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية العُمانية على وجوب التعايش السلمي بين جميع الشعوب، وعلى حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، والاحترام المتبادل لحقوق السيادة الوطنية. وكل ذلك يأتي استنادًا إلى ما أكده جلالة السلطان المفدى، من أن السياسة الخارجية للسلطنة: «أساسها الدعوة إلى السلام، والوئام، والتعاون الوثيق بين سائر الأمم، والالتزام بمبادئ الحق والعدل والإنصاف، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وفض المنازعات بالطرق السلمية، وبما يحفظ للبشرية جمعاء أمنها واستقرارها، ورخاءها، وازدهارها». وأضاف: قدَّمَتْ السلطنة -ولا تزال تقدِّم- نموذجًا يُحتذَى به في بناء وتطوير العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما جعل من علاقاتها الخارجية رافدًا أصيلا لتعزيز جهودها التنموية، من ناحية، ووَفَّرَ للسلطنة مكانة رفيعة، وتقديرًا عالميًّا من قادة وشعوب المنطقة والعالم بسبب سياساتها ومواقفها وجهودها النشطة للإسهام في كل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة من ناحية أخرى، وآخرها رعايتُها لملف إيران النووي، واستضافتها للمؤتمر الدولي الذي يسعى لحل تلك القضية الشائكة على أرض عُمان الخير.
فعُمان تنطلق بعزيمة وقوة وثبات نحو أهدافها المنشودة: محليا وإقليميا ودوليا، وبما يحقق مزيدا من التقدم والازدهار لها، ويُرسي دعائم السلام والأمن والاستقرار لكل دول وشعوب المنطقة. ولا شك أنَّ ما نحن فيه من نقلة حضارية كبيرة، وتطور غير مسبوق في كل مجالات الحياة، يعود الفضلُ في تحقيقه، وفي كلِّ ما ننعم به، ونرفل فيه من أمن وأمان، ومكانة وتقدير على الخريطة الدولية، إنما يعود إلى حِكْمة وبُعْدٍ نظر جلالة القائد المفدى-أبقاه الله- وعمله الدؤوب من أجل النهوض بالإنسان العُماني، وإتاحة الفرصة أمامه ليكون شريكا فاعلا في تحقيق التنمية المتوازنة، والامتداد بها إلى كلِّ رُبوع السلطنة، وتحقيق أكبر قدر من التعاون بين الحكومة، والقطاع الخاص سواء في مجال الاستثمار، أو في مجال استيعاب الباحثين عن عمل من فئة الشباب، مع توفير كل مقومات الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتفعيل دور مؤسسات الدولة في إطار المواطنة والمساواة، وحكم القانون. وفي الختام رفع معالي الدكتور- وزير الشؤون القانونية الى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- أسمى آيات التهاني، وأرفع معاني الشكر لسلطاننا المفدَّى، وراعي نهضتنا المباركة، جلالة السلطان قابوس المعظم- حفظه الله ورعاه-، وأعاده عزيزا شامخا إلى شعبه الأبيِّ، وبلده المِعْطاء، ونهنئ الشعب العُماني الكريم بعيده الوطني الرابع والأربعين المجيد الذي يطالعنا نوره، وبلادنا ترفل في ثياب العز والفخار، وتعيش أزهي عصور التحضر والنماء، في ظل قيادة جلالته الرشيدة، وتوجيهاته الحكيمة، عاشت عُمان أبيَّةً وفيَّة على الدوام، وكل عام، والجميع بخير.                                                 

العمانيون أسهموا في ركب الحضارة بنشر الدعوة الإسلامية وحركتهم العلمية ونشاطهم التجاري

إضاءات بارزة عن «ندوة الدور الحضاري والتاريخي العماني» ببهلا –
نظمت مكتبة الندوة الأهلية ببهلا مساء الخميس الماضي ندوة «الدور الحضاري والتاريخي العماني»، حيث أقيمت في الساحة الداخلية لحصن بهلا، ورعاها صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، قدمت إضاءات بارزة عن هذا الدور، وذلك من خلال خمس ورقات بحثية، تناولت الورقة الأولى جوانب من معالم التاريخ العماني، وتناولت الثانية الدور العماني في المنطقة، وبحثت الورقة الثالثة البعد الحضاري للثقافة العمانية، وقدمت الورقة الرابعة قيم التلاحم العماني، وتحدثت الخامسة عن الروح الوطنية للعمانيين ولاءً وانتماءً على مر العصور، حضرت الندوة شخصيات رسمية واحتشد لها جمهور غفير من أهالي بهلا، أبانت عن شغف الحضور بالفعاليات الثقافية، بعد أن هيئت ساحة الحصن لتكون قاعة محاضرات مفتوحة على السماء.
وفي الكلمة التي ألقاها خميس بن راشد العدوي، رئيس مجلس المؤسسين لمكتبة الندوة الأهلية العامة، المنظمة لهذه الفعالية، قال فيها: إن بهلا تعيش يوما من أجمل أيامها، حيث تحتفل بالعيد الوطني الرابع والأربعين المجيد، وبخطاب مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله وأدام سؤدده-، وتتشرف بزيارة صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، تحتفي بكل ذلك بإضاءة مشعل للعلم والمعرفة، حيث تقيم مكتبة الندوة العامة، وهي صرح بهلا الثقافي، هذه الأمسية.

ركن خاص بصاحب الجلالة

وتحدث في كلمته عن توسع مكتبة الندوة العامة في أداء رسالتها، بإنشاء ركن خاص بصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- ليعنى بخطابات جلالته، وبالدراسات والمؤلفات والأبحاث التي اهتمت بفكره في بناء الدولة والمجتمع العُماني. وتحدث عن اقتراب اكتمال مشروع غرفة الطفل، والتي ستعنى بتثقيف أبناء هذه الولاية، ولتساهم كذلك في مسيرة السلطنة المستقبلية، في هذه المكتبة التي تقلدت شرف حمل المركز الأول لجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي لعام 2012م.
وأضاف في كلمته: إن الأمم العظيمة تقاس بنتاجها الحضاري على طول تاريخها، وإن كانت بعض الحضارات قد قامت ثم بادت، فإن حضارتنا العمانية التي نشهد الآن أحد أبهى تجلياتها، تمتد إلى عمق التاريخ، إنها تشكّل حصيلة ما يربو على خمسة آلاف عام، قامت على أرضها حضارات أسهمت في البناء الإنساني، منذ أن تطور على يد العمانيين الخط والكتابة، حتى مشاركتهم في العلوم العربية والإسلامية، ثم إسهامهم في نشر الثقافة العربية والإسلامية في كثير من أصقاع العالم، وحتى اليوم، حيث أصبحت السلطنة معلم السلام العالمي.
وقال أيضا: هناك تجليات كثيرة جدا للأدوار الحضارية العمانية، وقد اخترنا بعض أهم وجوه هذه الحضارة لنقدمها نجوماً متلألئة في هذه الليلة من خلال ندوة «الدور الحضاري والتاريخي العُماني». حيث سيلقي أساتذة مخضرمون في العلم والثقافة أوراقاً تفتح لنا أبوابا باتجاه دراسة واعية لتاريخنا، وإدراك لحاضرنا، واستشراف موضوعي لمستقبلنا.

التاريخ نشاط البشر

ابتدأت الندوة بتقديم الورقة الأولى قدمها د. سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ مساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس، قدم فيها إضاءات في التاريخ العماني الحديث، متحدثا عن التاريخ باعتباره علما وفنا، فهو علم في حد ذاته، لأنه بُني على أسس علمية في التمحيص والتحليل وعلم الدراية والإحاطة المكانية وزمانية وليس هو حكاية تروى أو علم لا ينتفع، وفن في تصفيف عباراته وترتيب منهجه اللغوي وترابط فقراته وجمله.
وأكد في ورقته أن الوقفات التاريخية كانت في وقتها حدثا بارزا تحدث عنه الناس، وسطرته الأقلام، وبقي في أذهان الناس، تصاغ حوله البطولات والأساطير الفكرية.
وقال أيضا: لا يفهم التاريخ على أنه حدث سياسي أو عسكري فقط، ولكن يفهم بأنه تاريخ نشاط البشر، كالتاريخ الثقافي والتاريخ الاجتماعي والتاريخ الاقتصادي وتاريخ تطور العمران والتاريخ الطبي والأخلاقي.
وأضاف: إن العصر الحديث يبدأ من منتصف القرن الخامس عشر، وفيه تحدث عن أبرز المواقف السياسية في عمان، وأهم المعالم الحضارية والثقافية، وحياة شؤون الناس ونشاطهم اليومي، وما يصيبهم من هول الدنيا كالمرض والموت والأمطار، وجرف الأودية والصواعق، وغيرها من سلوكيات المواطنين وحسن تعاملهم مع بعضهم البعض. كما قدم د. سعيد موجزا عاما عما حدث من ملامح التاريخ العماني الذي يتناوله الكثيرون، ولكنهم يركزون على الجوانب السياسية، ويهملون جوانب من نشاط الإنسان العماني.

أدوار العمانيين عبر التاريخ

فيما تناول الشيخ سيف بن هاشل المسكري مساعد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لدول الخليج سابقا، في ورقته الدور العماني في المنطقة، من بين ما تطرق إليه حديثه عن واقعة جزيرة سقطرة واستنجاد والي السند، وهذه أحداث تاريخية دونتها كتب التاريخ العماني، كما تحدث عن الأوضاع المتعلقة عن العلاقة العمانية الإيرانية خلال فترة السبعينات الماضية، واستمرارها بعد ذلك، ثم تحدث عن الأوضاع والعلاقات الخليجية والدور العماني في قضايا العلاقات الخارجية.
وقدم صالح بن سليم الربخي خبير في مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، ورقة عن البعد الحضاري للثقافة العمانية، بادئا بمدخل تمهيدي لمعنى الحضارة والمدنية والثقافة التي تتعلق بها، ثم تحدث عن أبعاد وركائز الثقافة الإسلامية (العمانية)، والمساهمات العمانية في خدمة الحضارة الإنسانية، من خلال الحديث عن دور العمانيين المباشر في نشر الدعوة، والحركة العلمية لعلماء عمان، والنشاط التجاري العماني وأثره الحضاري، وأثر الملاحة البحرية الحضاري، ومساهمات العمانيين في الفتوحات الإسلامية.

تعزيز قيم التلاحم الوطني

وقدم ناصر بن علي الخروصي من مكتبة الندوة الورقة الرابعة، بالإنابة عن صاحب الورقة محمد بن سعيد الفطيسي، رئيس تحرير مجلة السياسي، المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، حيث تحدث فيها عن قيم التلاحم العماني، مؤكدا بالقول: إن هناك اعتقادا خاطئا عند كثير من الباحثين الاجتماعيين في حصر القيم الاجتماعية في العلاقات الاجتماعية، التي تكون بين أفراد أمة من الأمم أو شعب من الشعوب، فهذه نظرة ضيقة وقاصرة للقيم الاجتماعية، التي تضم في حقيقتها، وحسب ما يدل عليه وضعها الاجتماعي فإن كل ما ينتجه المجتمع ويفضي إليه الاجتماع وبذلك فإنه لا يمكن فصل القيم الشخصية والقيم الدينية والاقتصادية والسياسية عن القيم الاجتماعية التي تمثل بوتقة تنصهر فيها كل القيم السابقة.
كما تحدث عن أبرز المشاريع التي تعزز قيم التلاحم الوطني العماني، من بينها: دعم المشاريع التنموية بكل أشكالها واتجاهاتها السياسية والاقتصادية والتربوية والتعليمية، والتي تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية والتسامح.
وإصدار الأنظمة والقوانين التي تدعو إلى ترسيخ العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية ومبادئ الوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع سواء كانوا مواطنين او وافدين. ودعم الأنشطة التي يشارك فيها كل أفراد المجتمع وخصوصا الشباب والناشئة وتهدف إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والنقاش واحترام وتقبل الرأي الآخر، والتشاور بين كل الفاعلين في الحياة الوطنية.
وزيادة جرعة مادة التربية الوطنية والمواد التي تدعم وترسخ المبادئ الفاضلة الكريمة والقيم العمانية الأصيلة بكل أشكالها في مختلف المراحل التعليمية والدراسية.
ودعم العادات والثقافات والتقاليد الوطنية في مواجهة العادات والتقاليد الوافدة والتي قد لا يتلاءم بعضها مع الثقافة الإسلامية والعربية والثقافة العمانية الأصيلة التي أنتجت تجربة وحدوية متميزة بكل المقاييس.
ودعم مبدأ الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة وأفراد المجتمع بما يعزز مبادئ وقيم التلاحم الوطني. ودعم إصدار المطبوعات التوعوية في مجال ترسيخ وتوثيق الشخصيات الوطنية والمواقف الرائدة في نشر مفاهيم التلاحم الوطني.

الروح الوطنية للعمانيين

واختتمت الندوة بورقة خامسة قدمها الدكتور إسماعيل بن صالح الأغبري، خبير الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، تحدث فيها عن الروح الوطنية للعمانيين، ولاءً وانتماءً على مر العصور، حيث قال في ورقته: إن العمانيين عرفوا بالنزعة الاستقلالية، وهذا يتجلى من خلال إعلان دولتهم أيام الإمام الجلندى بن مسعود عام 132هـ ثم ما أن أطاح بها بنو العباس حتى تحينوا الفرصة للخروج من عباءة بني العباس، فاختاروا الإمام محمد بن أبي عفان.
وما أن يتفرق العمانيون في بعض فتراتهم ثم تقع بلادهم في قبضة الغزاة من الفرس والبرتغال حتى يجتمعوا تحت شخصية وطنية، تكون رمز وحدتهم، تقوي من جبهتهم الداخلية ثم تتفرغ للحشد لدحر الغزاة كما كان ذلك أيام الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ثم الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي ثم جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، ولقد أعاد أولئك اللحمة الوطنية، وعملوا على إنهاء الخلافات القبلية والجهوية، فاشتد عود عمان.
وقال أيضا: إن الالتفاف حول الرمز يعين على الولاء الوطني وإن اتباع الوسائل الشرعية والقانونية في النقد كفيل بتعميق الوطنية من غير صخب أو عنف أو تشدد، كما تحدث عن مقاومة فكر التشدد والتكفير، ودولة اليعاربة وتعميق الروح الوطنية.
كما تحدث عن مشروع المواطنة لدى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، التي بدت معالمها في إنهاء الانقسام الجهوي بين العمانيين، وتمثل ذلك في إلغاء التسمية الطارئة الدخيلة بالنسبة لعمان.

دقة اختيار ألوان العلم العماني

وتحدث عن دقة اختيار ألوان العلم العماني، حيث اعتمد جلالته سياسة التقريب والدمج بين العمانيين، بتناسي الخلافات السياسية والقبلية، والصفح عما مضى، والالتفات للقادم، وفي سبيل ذلك تم اختيار ألوان العلم العماني بدقة فائقة، فهو مكون من اللون الأبيض، الذي كان رمز (الإماميين) وهي أيدلوجية متأصلة في عمان منذ قرون كثيرة، وكذلك ضم علم عمان اللون الأحمر، وهو شعار السلاطين، ولا تخفى أبعاد اختيار اللونين في العلم العماني، فهو رسالة إلى أن السلطان لن يقصي أحدا بناء على توجهاته ومواقفه السابقة، وأن دولته تتسع لجميع العمانيين، وأنه يمكن بناء عمان معا، وأنه عفا الله عما سلف. وتحدث أيضا عن اتباع جلالته سياسة العفو والصفح، وهو منهج اختاره منذ توليه أمر البلاد، تجلى ذلك من خلال عدة مواقف عاشها الشعب وشهدتها عمان.

المعرض الطائر «ألوان من السماء» يحط رحاله في جنيف

بمناسبة احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الـ44 المجيد افتتح المعرض العماني الفني الطائر (ألوان في السماء) في فندق الانتركونتننتال بمدينة جنيف تحت رعاية سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي مندوب السلطنة لدى الأمم المتحدة في جنيف. وهذه المحطة الأخيرة للمعرض.
ويضم المعرض 43 لوحة فنية وصورة فوتوغرافية، وقد سافر إلى جنيف كل من المصورين الفوتوغرافيين سيف بن ناصر الهنائي وخميس بن علي المحاربي وعبدالرحمن بن علي الهنائي والفنان التشكيلي سعود الحنيني، اضافة الى مريم الزدجالية مديرة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وممثلي الجمعية خليفة البلوشي وعمران الشيزاوي، وقد سبق افتتاح المعرض إقامة مؤتمر صحفي، تحدثت فيه مديرة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية حول فكرة المعرض ومحطاته السابقة، وأهمية مثل هذه المعارض للتعريف بالحركة الفنية التي تشهدها السلطنة، إضافة الى التعاون الذي قدمه قطاع الساعات الفاخرة في سويسرا لدعم هذا المعرض.
وقد تزامن افتتاح المعرض مع حفل العيد الوطني الذي نظمته سفارة السلطنة في جنيف، وشهد الحفل حضورا مميزا اكتظت بهم قاعة الحفل، حيث شرف الحفل حضور 40 سفيرا من مختلف سفارات دول العالم في سويسرا، إضافة الى ممثلي القنصليات ورجال الأعمال والمندوبين الدائمين لدى الأمم المتحدة في جنيف، كما تم عرض أفلام عن السلطنة وتقديم الحلوى والتمور العمانية، مع مقطوعات من الموسيقى العمانية كانت تعزف مباشرة من قبل عازفين من الفرقة السلطانية، الذين حضروا خصيصا لهذا الحفل، هذا وقد ألقى سعادة السفير كلمة في الحفل رحب بها بالحضور مشيرا إلى أهمية هذه المناسبة على كل مواطن عماني ودور العلاقات العمانية ورسالة السلم مع جميع دول العالم.
وفي زخم فعاليات المعرض الفني الطائر تبرع قطاع الساعات الفاخرة (مونيه) في سويسرا بدعم مشروع المعرض الفني الطائر (ألوان في السماء) وذلك بتحمل تكلفة نقل وإقامة المعرض في عدة مدن سويسرية ولمدة عام، ويأتي ذلك تماشيا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني القادم الخامس والأربعين المجيد، وفرصة كبيرة للتعريف بالسلطنة والفن العماني في سويسرا. وهناك مقترح لتأسيس جمعية سويسرية عمانية للفنون، لدعم الإبداعات الفنية وتفعيل مزيد من الشراكات بين السلطنة وسويسرا في مجال الفنون وتبادل الزيارات الفنية وإقامة المعارض المتبادلة والورش الفنية المشتركة.
الجدير بالذكر أن المعرض سوف ينتقل الى القاعة الأوروبية للمعارض بفندق الإنتركونتيننتال بجنيف ولمدة ثلاثة أيام أخرى، وتم تقديم الدعوات للفنانين والمهتمين بالحركة التشكيلية والمصورين الفوتوغرافيين في سويسرا

893 منشأة صناعية يشملها المسح العام الجاري ويغطي بيانات سنة الإسناد العام الماضي

يستمر حتى مطلع العام المقبل –
يعد المسح الصناعي السنوي الذي تقوم به وزارة التجارة والصناعة جزءا أساسيا من نظام متكامل للإحصاءات الوطنية، فهو يقدم المعلومات الكافية حول هياكل المنشآت الصناعية ومستويات أنشطتها، حيث ان أهمية نتائج هذا المسح تتمثل في إيجاد قاعدة بيانات مدعومة بمؤشرات إحصائية تكون كمرجعية للخطط والسياسات لتقييم وتحليل أداء القطاع الصناعي، وكذلك توفير مؤشرات تخدم المستثمرين وأصحاب الأعمال تسمح بمتابعة السياسات الاقتصادية للدولة والتوقعات المستقبلية.
وأفادت المهندسة نهلة بنت عبدالوهاب الحمدية المديرة العامة للصناعة بوزارة التجارة والصناعة أن المسح الصناعي السنوي والذي ينظمه قانون الإحصاء الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (29/2001) سيشمل كافة المنشآت الصناعية بمختلف محافظات السلطنة والمسجلة بالسجل الصناعي حتى نهاية ديسمبر 2013م والبالغة تكلفتها الاستثمارية خمسة آلاف ريال عماني فأكثر، ويزيد عدد العاملين بالمنشأة عن تسعة عاملين، حيث يبلغ عدد المنشآت التي سيشملها المسح هذا العام 893 منشأة صناعية، مشيرة الى أن المسح الصناعي يغطي البيانات الخاصة بسنة الإسناد لعام 2013م، علما بأن المسح لهذا العام يتم تنفيذه خلال الفترة من نوفمبر الحالي وحتى مطلع العام القادم 2015م.
وأضافت المهندسة: ان الوزارة تهدف من القيام بهذه المسوحات بشكل سنوي إلى الاستعانة ببيانات المسح عند وضع الخطط والسياسات والبرامج التنموية بالإضافة إلى قياس أداء القطاع الصناعي، ومقارنته مع الأهداف الموضوعة في الاستراتيجيات والخطط التنموية وغيرها من المواضيع التي تخدم أغراض التنمية والصالح العام.
وأوضحت مديرة عام الصناعة قائلة: يعتبر هذا المسح هو المسح الثاني بعد أن قامت الوزارة بتحديث برمجيات تطوير وتأهيل نظم الإحصائيات والبرمجيات المطبقة وذلك بالتعاون مع المنظمة الدولية للتنمية الصناعية (اليونيدو) في عام 2012م، حيث تم إعداد نظام إحصائي متطور وفق الأسس والمعايير الدولية بما يعطي مؤشرات إحصائية متطورة.
كما أشارت المهندسة أن جامعي البيانات الإحصائية من المنشآت الصناعية والذين يبلغ عددهم 13 موظفا موزعين على مختلف محافظات السلطنة قد تلقوا تدريبا على كيفية جمع البيانات من تلك المنشآت.
وأضافت: ان استمارة جمع البيانات الإحصائية تحتوي على معلومات تفصيلية عن حجم الاستثمار ورأس المال المحلي والأجنبي، والمعلومات العامة حول الأيدي العاملة وتفاصيل الأجور الخاصة بالعمانيين وغير العمانيين، كذلك الاستمارة تتضمن معلومات عن المدخلات من مواد خام وخدمات صناعية وغير صناعية، أما القسم الآخر فيتحدث عن المخرجات من حيث المبيعات أو الإيرادات من خدمات صناعية وغير الصناعية وإجمالي قيمة المخزون وإجمالي الأصول الثابتة.
وتدعو المديرة العامة للصناعة جميع منشآت القطاع الصناعي بالتعاون التام مع جامعي البيانات الإحصائية وتوفير المعلومات والبيانات المطلوبة وتسهيل مهمتهم، متمنية من جميع من سيشملهم المسح تحري الدقة في تقديم المعلومة الصحيحة والذي بدوره سيؤدي إلى إيجاد قاعدة بيانات متكاملة عن القطاع الصناعي، كما سيكون قياس أداء القطاع الصناعي استنادا إلى البيانات التي سيتم جمعها، الأمر الذي يساعد المختصين في وضع الخطط والسياسات المناسبة بما يساهم في تحقيق نمو على مستوى الإقتصاد الكلي مشيرة إلى أنه سيتم معاملة جميع بيانات المنشآت الصناعية معاملة سرية تامة وفقا لما يحدده المرسوم المذكور اعلاه.

المؤسسة العامة للمناطق الصناعية توفر أكثر من 27 ألف فرصة عمل في الثلاث سنوات القادمة 

قريبا التوقيع على عقود تنفيذ مشاريع تطوير في سمائل الصناعية والمرحلة السابعة بمنطقة صحار الصناعية –
أكد هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية أن ما تحقق من نتائج إيجابية في الأربعة عقود الماضية ما هي إلا ثمار الرؤية الشاملة لجلالته، والذي ركّز منذ بدايات النهضة المباركة لسلطنة عمان على أن تكون التنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة تغطي مختلف محافظات السلطنة، رافعا أسمى آيات التهاني والتبريكات والعرفان لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، حفظه الله ورعاه، بمناسبة العيد الوطني الرابع والأربعين المجيد، مشيراً إلى فرحة كافة العاملين بالمناطق الصناعية للإطلالة السامية لجلالته والتي كانت دافعا للمزيد من العمل والعطاء والوفاء، وبيّن الحسني في حديث صحفي بمناسبة العيد الوطني الرابع والأربعين المجيد أن الانطلاقة الحقيقة للقطاع الصناعي وللمناطق الصناعية في السلطنة ما كانت إلا نتاج توجيهاته السامية بدعم هذا القطاع أثناء زيارته التاريخية لمنطقة الرسيل الصناعية عام 1991م، فمن منطقة واحدة كانت في ذلك العام وبمساحة لا تتجاوز ثلاثة ملايين متر مربع، نجد اليوم خارطة المناطق الصناعية والاقتصادية تمتد من البوابة الشمالية الغربية للسلطنة بمحافظة البريمي وصولاً إلى البوابة الجنوبية بمحافظة ظفار في كل من الرسيل وصحار والبريمي وريسوت وصور ونزوى وسمائل بالإضافة إلى واحة المعرفة مسقط والمنطقة الحرة بالمزيونة ومؤخراً منطقة عبري اللوجستية بمساحة إجمالية لهذه المناطق تفوق الـ(90) مليون متر مربع من الأراضي، ولتشكل منظومة استثمارية متكاملة مع باقي المناطق الاقتصادية الحديثة التي تعمل خارج نطاق المؤسسة العامة للمناطق الصناعية، والتي تأتي بهدف تنويع النماذج الاقتصادية التي تتوافق مع متطلبات الأعمال والمستثمرين المحليين والأجانب، فبالإضافة إلى مناطق المؤسسة هنالك منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة وميناء صحار الصناعي والمناطق الحرة في كل من صحار وصلالة.

استمرار النمو

وأوضح هلال بن حمد الحسني أن عام 2014 شهد استمرارا لنمو النتائج بأعمال المؤسسة بمختلف مناطقها وقطاعاتها الاستثمارية، حيث حققت خلال النصف الأول من هذا العام نسبة نمو جيدة في حجم الاستثمارات الكلية وصلت إلى 12.5%، وتمكنت خلال النصف الأول من العام نفسه من جذب (550) مليون ريال عماني استثمارات وطنية وأجنبية بمختلف مناطقها، بينما بلغ عدد المشاريع التي تم جذبها (59) مشروعا للفترة نفسها، وفي مجال توفير فرص العمل والتي تعد من أهم الأهداف الوطنية التي تسعى المؤسسة بكل طاقتها وخططها أن ترفع مساهمته، فقد زاد إجمالي حجم القوى العاملة بالمناطق بنسبة 12% خلال النصف الأول من هذا العام، حيث وفرت المشاريع القائمة مناطق المؤسسة ما يقرب من 4000 فرصة عمل، وتطمح المؤسسة أن توفر خلال الثلاث سنوات القادمة أكثر من 27 ألف فرصة عمل جديدة، حيث هنالك حاليا بمناطق المؤسسة 228 مشروعا تحت الإنشاء من المتوقع أن تباشر عمليات الإنتاج خلال عامي 2015-2016 وهذه المشاريع توفر أكثر من عشر آلاف فرصة عمل جديدة مضاف لها المشاريع التي خصص لها أراضي وهي 436 مشروعا، ومن المتوقع الانتهاء من توطينها قبل نهاية عام 2015 ومباشرة تشيد مشاريعها التي ستوفر هذه المشاريع أكثر من 17 ألف فرصة عمل عند البدء بالإنتاج والمتوقع أن يكون قبل نهاية عام 2017.

خطط استراتيجية

كما أشار الحسني إلى أن التوسع بإقامة المناطق الصناعية يتم وفق خطط استراتيجية متوسطة وطويلة الأمد تحقق مبدأ التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة ويتماشى مع الرؤى السامية لحكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه – حيث إن هنالك مواقع متعددة تفكر المؤسسة في إقامة مناطق جديدة بها، وسيتم إجراء دراسات متخصصة لإقامة عدد من المناطق الجديدة خلال ما تبقى من فترة الخطة الثامنة والتاسعة، ومن المواقع المستهدف إقامة مناطق جديدة بها، مناطق الامتياز لشركة تنمية نفط عمان بكل من مرمول وفهود وهنالك فريق عمل مشترك يعمل حاليا على هذا الموضوع، بالإضافة إلى إقامة منطقة بثمريت بمحافظة ظفار بعد وصول منطقة ريسوت لنسب إشغال عالية، وكذلك هناك تفكير في محافظة الوسطى والظاهرة والباطنة ومحافظة البريمي، وبالغالب ستكون المناطق القادمة مناطق متخصصة بقطاعات وأنشطة معينة، بالإضافة إلى منطقة المضيبي الصناعية الجديدة التي هي تحت التأسيس حاليا، مشيرا إلى أن المؤسسة تدرس حاليا البدائل الاستثمارية المناسبة للأراضي المخصصة لها بولاية محضة في محافظة البريمي.
وفيما يخص ولاية عبري بمحافظة الظاهرة قال هلال بن حمد الحسني ان المؤسسة قامت بتعيين أحد بيوت الخبرة كاستشاري لمشروع منطقة عبري اللوجستية، حيث تعمل المؤسسة حاليا على تطوير مساحة تقدر بـ3 ملايين م2 وذلك لإقامة منطقة لوجستية متكاملة ونموذجية تكون كمحطة للنشاطات اللوجستية (تخزين/شحن/تصدير/توريد)، وتتوسط كل من دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الشقيقتين، حيث ستأخذ المنطقة في الاعتبار الأنشطة المحيطة بها كالطريق الدولي الذي يصل السلطنة بالمملكة العربية السعودية وخط القطار والمناطق الصناعية المستقبلية، وكل متطلبات الجهات التي قد تتداخل أنشطتها ومشاريعها وخططها مع خطة المؤسسة لتطوير المنطقة اللوجستية بعبري، وبيّن الحسني أن المنطقة تعد نواة لخطة كبيرة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية بمحافظة الظاهرة بشكل عام وولاية عبري بشكل خاص حيث إن هنالك خطة لإقامة المنطقة الصناعية بعبري وكذلك مناطق ذات علاقة بالأمن الغذائي وفور استكمال هذه الإجراءات مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، ستقوم المؤسسة بعمل اللازم لتطويرها أسوة ببقية المناطق الصناعية القائمة في مختلف محافظات السلطنة وهذه الجهود مشتركة مع المجلس الاعلى للتخطيط الذي يقدم الدعم الكبير للمؤسسة، ويتضمن المخطط العام لمشروع المنطقة اللوجستية في عبري وحدات تخزين، صناعات خفيفة، محطة تفريغ وتحميل للبضائع مرتبطة بخط القطار الوطني عبر محطة عبري، مبنى الادارة، وغيرها من الخدمات التي تتعلق بالجهات الحكومية المعنية بمثل هذه المشاريع بالإضافة إلى كل البنى الأساسية والطرق الداخلية والري والتشجير، حيث سيتم تنفيذ المشروع على مراحل فور استكمال التصميم النهائي للمشروع والذي من المتوقع الانتهاء منه في فبراير 2015م.
وحول منطقة الرسيل الصناعية، قال هلال الحسني ان عملية توسعة وتطوير منطقة الرسيل الصناعية رائدة المناطق الاقتصادية العمانية تمضي بشكل متسارع، حيث إن مناقصة تطوير المنطقة اللوجستية بالرسيل الصناعية في مرحلة استلام العروض من الشركات ومن المتوقع أن يتم خلال أشهر الانتهاء من كافة الإجراءات والمباشرة بأعمال التنفيذ، والمؤسسة مستمرة في أعمال تحسين البنية الأساسية والخدمات المقدمة للمصانع التي ستتم إقامتها خلال الفترة المقبلة، حيث إن المنطقة تشهد إقبالا كبيرا من أجل توطين المشاريع الصناعية، وفيما يخص مشروع المدينة السكنية بالمنطقة (قرية الراحة) أكد الحسني أن نسبة الإنجاز بالمشروع تجاوزت 40%، وهذا المشروع يأتي وفقا لرؤية المؤسسة المستقبلية وتوفير القيمة المضافة للمناطق الصناعية، حيث إن هذه القرية عبارة عن مشروع مدينة مع مرافق متكاملة سكنية وتجارية وترفيهية إلى جانب الخدمات الأخرى ذات الصلة التي تطورها شركة شموخ للاستثمار والخدمات الذراع الاستثماري للمؤسسة، وقد تم تصميم قرية الراحة خصيصا لتقديم مستويات معيشية عالية تتناسب مع خط المعايير الدولية في تقديم أفضل مستوى سكني للموظفين العاملين في الشركات والمصانع، فمع النمو المتسارع الذي تشهده منطقة الرسيل الصناعية، تم تصميم القرية لتكون بمثابة حل متكامل لمشكلة استيعاب الآلاف من العمال والفنيين الذين سيتم نقلهم في السنوات المقبلة، وأوضح الحسني أن مشروع قرية الراحة يقع في موقع استراتيجي بمنطقة الرسيل الصناعية، على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 55.590 مترا مربعا، والقدرة الاستيعابية له حوالي 10.000 نسمة، مع مجموعة كاملة من المرافق والخدمات بصورة متكاملة تشمل مطبخ مركزي وقاعات الطعام والمرافق الترفيهية الداخلية والخارجية ومركز صحي ومركز نقل لحوالي 3.000 متر مربع من المساحات التجارية.
وأشار الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية إلى أنه تم استكمال تطوير الحزمة الأولى من المنطقة الحرة بالمزيونة والعمل جار بالتنسيق مع الجهات المختصة للمباشرة بالعمليات التجارية والمساحات الجمركية للمنطقة بعد أن تم استكمال الأطر والضوابط التنظيمية للمنطقة، والعمل جاري على طرح مناقصة تطوير الحزمة الثانية للمنطقة الحرة بالمزيونة قبل نهاية 2014، وقد أوضح الحسني أن المؤسسة تقوم بإعداد خطة تسويقية للمنطقة الحرة بالمزيونة سيتم تنفيذها عبر وسائل الإعلام المختلفة في عدد من الدول على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك للاستفادة القصوى من موقع المنطقة الاستراتيجي بين السلطنة والجمهورية اليمنية والذي يعد البوابة التجارية البرية لدول مجلس التعاون الخليجي إلى الجمهورية اليمنية ودول شرق إفريقيا.
وفيما يتعلّق بمنطقة سمائل الصناعية، أوضح الحسني أنه سيتم قريبا توقيع اتفاقية تنفيذ أعمال تطوير وتنمية المنطقة التي قطعت شوطا كبيرا في تجهيز البنى الأساسية من طرق وخدمات، ومن أبرز التطورات التي تشهدها المنطقة الإقبال الكبير على بعض القطاعات للأراضي الصناعية، الأمر الذى استدعى التنسيق مع الجهات المختصة مثل وزارة الاسكان والأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط لتوسعة المنطقة وضم المساحة المجاورة للمنطقة لتلبية الحاجة الملحة للاراضي للمستثمرين، حيث تجاوز عدد المشاريع التي تم توطينها بالمنطقة الـ(186) مشروعا، وتعد سمائل أول منطقة صناعية يتم تطويرها بشكل كامل دفعة واحدة، حيث ستضيف هذه الميزة للمنطقة إضافة كبيرة، فقد روعي في تصميمها الكثير من المزايا، وذلك بالاستفادة من خبرة السنوات الماضية في عمل المناطق الصناعية، وقد تم تقسيم المنطقة إلى عدة قطاعات كل قطاع يحتوي على مساحات كافية لتوطين عدد مناسب من الصناعات، فهناك قطاع لصناعة المواد الغذائية، وآخر لصناعة المواد البلاستيكية، وكذلك قطاع لصناعة الحديد، وقطاع لصناعة الرخام إلى جانب وجود قطاع لصناعة مواد البناء، بالإضافة إلى وجود قطاعات لصناعات أخرى كالكيماويات والزجاج والخشب والألياف الزجاجية، علاوة على وجود قطاع الخدمات المساندة كالمخازن.

مشاريع أخرى

وحول المشاريع الأخرى التي تعمل المؤسسة العامة للمناطق الصناعية على تنفيذها خلال المرحلة الحالية، أكّد هلال الحسني أنه تم استكمال المخطط الشمولي لمنطقة صحار الصناعية وقريبا وقبل نهاية هذا العام سيتم التوقيع على عقد تنفيذ أعمال تطوير المرحلة السابعة، وللوصول إلى تكامل الخدمات وزيادة القيمة المضافة في مناطقنا الصناعية، يجري العمل على إقامة مدينة سكنية نموذجية بالمنطقة توفر كافة الخدمات وفقا لأفضل المعايير الدولية، وبذات السياق وفي مجال اقامة المدن السكنية متكاملة الخدمات أشار الحسني إلى أنه تم استكمال المنطقة السكنية بمنطقة ريسوت الصناعية وحاليا يقطن بها جزء من العاملين بمنطقة ريسوت الصناعية.وفيما يتعلق بواحة المعرفة مسقط، منطقة تقنية المعلومات الوحيدة في السلطنة، الحاضنة لمشاريع التقنيات الحديثة ومراكز الاتصال وتقنية المعلومات والاتصالات والكليات الجاميعة المتخصصة بذات المجال، فهي لم تكن خارج خطط المؤسسة العامة للمناطق الصناعية في التنمية والتطوير ومواكبة التغيرات، حيث أوضح الحسني أن المخطط الشمولي لواحة المعرفة مسقط والذي أعد من قبل أحد أكبر بيوت الخبرة العالمية في هذا المجال قريبا سيكون محلا للتنفيذ بعد أن تم طرح مناقصة الأعمال خلال هذا العام، وحاليا هي بمرحلة تحليل العروض ومن المتوقع أن تباشر الشركات المنفذة أعمالها خلال الأشهر القليلة القادمة، واشار من منطلق التميز في هذه المنطقة وتوفير أعلى درجات الراحة والخدمات المتقدمة للشركات العامة بها وللعاملين تم تشييد مبنى الخدمات التجاري ومن المتوقع افتتاحة قبل نهاية العام الحالي، حيث يعد قيمة إضافية من خلال تقديمه لخدمات وتسهيلات متعددة ومجتمعة في مكان واحد للمستثمرين والعاملين في الواحة، حيث يمثل نقلة نوعية تساهم في تحقيق مزايا مختلفة لجميع المستفيدين منه، وهو مكمل أساسي لواحة المعرفة مسقط ومناطق التقنية المشابهة لها، حيث يوفر كل ما تتطلبه بيئة العمل العصرية التي تسهم في زيادة وتحسين الأداء، نظراً لتوفر مختلف الخدمات التي يحتاجها العاملون بها في المكان نفسه، وتأتي فكرة إنشاء هذا المبنى بهدف تعزيز دور الواحة القائم على توطين التكنولوجيا الحديثة بالسلطنة، وكذلك الإقبال الكبير الذي تشهده على الخدمات التي تقدمها من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى التوسع المستمر لها.

مبادرات القيمة المضافة

وحول مبادرات القيمة المضافة التي تتبناها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية، أوضح هلال الحسني أن المركز الوطني للأعمال بواحة المعرفة مسقط عمل، بعد مرور عام على تدشينه في نوفمبر 2013، على دعم وتعزيز دور الكثير من المشاريع المحتضنة، وذلك من خلال التسهيلات التي يقدمها إلى جانب خدمات الاستشارات والتوجيه التي يتميز بها المركز عن طريق التعاقد مع بيوت خبرة عالمية لتنفيذ وتقديم ورش ودورات تدريبية للشركات المحتضنة، كما أن المركز بادر بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم المعنية بدعم هذه الشركات ومنها الاتفاقيات التي تضمن حصول الشركات المحتضنة على خدمات دعم مالي (قروض) بميزات تنافسية من هيئات وبرامج حكومية وخاصة، وتدرس المؤسسة حالياً إمكانية نقل الفكرة لمناطق جديدة، وفيما يتعلّق بتدريب الكوادر العمانية في الشركات والمصانع الموطنة في المناطق الصناعية.
و أشار الحسني إلى أن التركيز على تحقيق الأهداف الرئيسية من جذب وتوطين الاستثمارات لم يبعد المؤسسة عن دورها الوطني في المساهمة والمشاركة بالبرامج الوطنية وتوظيفها لتحقيق قيمة مضافة للاستثمار في مناطقها، حيث تقوم سنوياً من خلال مركز تنمية الموارد البشرية بإعداد خطط تدريبية متضمنة حزمة من البرامج الفنية والسلوكية والإدارية بالإضافة إلى بعض المهارات التخصصية الآخرى، حيث يتم توجيهها إلى مختلف المستويات الإدارية في تلك الشركات، كما يلعب المركز دور كبير في تعزيز قيم وأخلاقيات العمل وإرساء الثقافة القانونية وتعزيز قواعد وأسس الصحة والسلامة المهنية في الشركات والمصانع، وذلك من خلال تنفيذ الكثير من المحاضرات والاستعانة ببعض الخبراء المختصين في مجال القانون ومكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وعلم السلوك الإنساني لتقديم المحاضرات التوعوية والثقافية في مجال حقوق وواجبات العامل ضمن إطار قانون العمل العماني والتشريعات ذات العلاقة بهذا الشأن، حيث إن الالتزام بجودة التدريب يعد أهم القيم وذلك لغرض ترجمة رؤية وأهداف المؤسسة التي نعمل على تجسيدها في تدريب موظفينا، وذلك لغرض ترجمة رؤية وأهداف المؤسسة في تنمية وتطوير هؤلاء الموظفين بالإضافة إلى موظفيها، ونسعى لتوسع بقاعدة التدريب لتشمل أكبر عدد ممكن من العاملين في المناطق الصناعية سعيا لرفع كفاءة الكوادر الوطنية.
وأكد هلال الحسني على أن تطوير الصناعات الوطنية والارتقاء بها تعد سياسة عامة بالمؤسسة، فإلى جانب وجود مركز الابتكار الصناعي الذي يقدم خدماته لكافة الصناعيين وأصحاب المشاريع القائمة بالمناطق الصناعية وبما يسهم في تطوير وتحسين جودة منتجاتنا الوطنية والرفع من قدراتها التنافسية، أطلقت المؤسسة مشروعاً جديداً لتحسين جودة المنتجات الوطنية من خلال تطوير وتحسين التغليف والتصميم لمنتجات المصانع الصغيرة والمتوسطة والعمل جار حاليا على تطوير منتجات بعض المصانع والأمر الأكثر إيجابية أن هذا المشروع ينفذ من خلال مؤسسات صغيرة محتضنة بالمركز الوطني للأعمال ومركز ساس التابع لهيئة تقنية المعلومات، وذلك لدعمها ومنحها الثقة بجودة مخرجاتها، وليشكل هذا المشروع نموذجا تشاركيا بين المؤسسات والشركات الوطنية للتعاون التجاري فيما بينها.
وأضاف الحسني أن المؤسسة مستمرة في لعب دور كبير لترويج وتسويق المنتجات الوطنية على المستويين الداخلي والخارجي، فبالإضافة إلى المعارض المتواصلة التي تنظمها داخل السلطنة للمنتجات العمانية، نجحت المؤسسة بالتعاون مع عدد من المؤسسات في القطاعين العام والخاص بتنظيم معارض خارجية في كل من الرياض والدوحة ودبي، فيما ستكون الوجهة القادمة بمدينة جدة السعودية في العام 2015، كما بدأت المؤسسة مؤخراً بتنظيم معارض المنتجات العمانية المتخصصة، حيث أقامت خلال الفترة الماضية عدداً من المعارض في المدارس ضمن مذكرة التفاهم مع وزارة التربية والتعليم، والتي تهدف لنشر ثقافة أهمية التوجه إلى اقتناء المنتج العماني وتعزيز تواجده بين أوساط المجتمع التربوي بعناصره الثلاثة (الطالب والمعلم والأسرة)، حيث تسعى المؤسسة من خلال إقامة معارض المنتجات العمانية في المدارس إلى التعريف بالمنتجات العمانية وأهمية اختيارها، وغرس ثقافة العمل الحر والاستثمار في ذهنية الطلبة، وتعزيز مفهوم العمل بالقطاع الخاص وخاصة في القطاع الصناعي، بالإضافة إلى تعزيز العلاقة بين المجتمع الأكاديمي بمختلف مستوياته ومجتمع الاقتصاد والأعمال. وذلك من خلال تنظيم معارض توعوية وتسويقية في المدارس بمختلف محافظات السلطنة والقيام بندوات ومحاضرات وتشكيل فرق عمل من الطلبة للمشاركة بالحملة، بالإضافة إلى تخصيص بعض من أيام النشاط المدرسي للحملة، كما تخطّط المؤسسة لإقامة معارض المنتجات العمانية بالتعاون مع جمعيات المرأة في السلطنة.
وفي الختام أكد الحسني أن المؤسسة جزء من المنظومة الحكومية ولا يمكن لها العمل وتحقيق هذه النتائج بمفردها، حيث تعمل بالتكامل والتنسيق مع الشركاء الرئيسيين المعنيين مثل وزارة التجارة والصناعة والمجلس الأعلى للتخطيط ووزارة المالية ومجلس المناقصات ووزراة الإسكان ووزارة البيئة والشؤون المناخية، ووزارة القوى العاملة ووزارة النفط والغاز وشرطة عمان السلطانية وغرفة تجارة وصناعة عمان والهيئة العامة للكهرباء والمياه، بالإضافة إلى كافة الجهات المعنية بأنشطة الشركات العاملة بالمناطق الصناعية.

رئيس غرفة تجارة صيدا والجنوب اللبناني يشيد بجهود السلطنة لجذب الاستثمارات الأجنبية

العمانية: أشاد محمد صالح رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب اللبناني بجهود السلطنة، في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير المناخ الملائم لنموه مثمناً الجهود التي تقوم بها هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وغرفة تجارة وصناعة عمان؛ للتعريف بالفرص الاستثمارية المتوفرة بالسلطنة.وأعرب محمد صاح في تصريح لوكالة الأنباء العمانية عن سعادته لما لمسه من اهتمام بالاستثمارات المحلية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وما شهده من توقيع لعقود بين الشركات الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تؤكد استعداد الشباب العماني لتأسيس مشروعاتهم الذاتية، وهو أمر مشجع للغاية لرجال الأعمال للاستثمار في السلطنة.
وقد اطلع محمد صالح مع عدد من المستثمرين من ثماني دول على المشروعات الصناعية والسياحية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، خاصة ميناء الدقم والحوض الجاف وفندق كراون بلازا ومنتجع “بارك إن” وأبدى إعجابه بما شاهده منوهاً بإمكانيات المنطقة وقدرتها على استقطاب مختلف الاستثمارات.
وأوضح أن مشروع الدقم يعد من أكبر المشروعات الاستثمارية التي زارها في السنوات الأخيرة لكونه مشروعاً استثماريا للمستقبل، ويعكس توجهات السلطنة لتنويع مصادر الدخل مبيناً أن المشروع مناسب لمختلف المستثمرين، سواء الراغبين بالاستثمار في القطاع الصناعي أو في المجالات اللوجستية والتجارية والسياحية.
وأبدى محمد صالح رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب اللبناني إعجابه بالطبيعة السياحية البكر بالدقم قائلاً: انه “ مكان مثالي للاستثمار”.