الرئيس الفرنسي هولاند في بغداد وأربيل لدعم العراق





هولاند في بغداد وأربيل لدعم العراق في مواجهة "الدولة الإسلامية" وعود بمزيد من التسليح وإقامة جسر إنساني للاجئين

13 أيلول 2014

قبل أيام من استضافة بلاده اجتماعاً دولياً في شأن الأزمة الأمنية في العراق، حط الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في خطوة لم يعلن عنها سابقاً في بغداد أولاً ثم في أربيل. ونقل عنه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن باريس ستشارك في الغارات التي ستقودها الولايات المتحدة في إطار الائتلاف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".

التقى هولاند الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارحية ابرهيم الجعفري، وهو الرئيس الأجنبي الأول يزور بغداد منذ استيلاء "الدولة الإسلامية" على مناطق عراقية شاسعة في التاسع من حزيران.

وبعد لقائه معصوم، صرح: "هذه الجماعة تشن حرباً، ليس فقط على العراق، بل على كل من لا يتفق معها ومن لا يرى الأمور من منظورها، حرباً قائمة على الارهاب. لهذا السبب قررت فرنسا تقديم الدعم للعراق لتمكين المجتمع الدولي من القيام بدوره في مثل هذه القضايا الحاسمة، ولهذا قررنا، نحن وأنتم، عقد مؤتمر باريس في شأن تنظيم الدولة الإسلامية. حرصت على زيارة بغداد اليوم وأن اكون معكم هنا لأنكم ألفتم حكومة جديدة ديموقراطية جامعة تمثل كل مكونات الشعب العراقي".

وكذلك قال هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع العبادي: "جئت الى هنا، الى بغداد، لأعلن استعداد فرنسا لزيادة المساعدة العسكرية للعراق".

وإذ أصر العبادي على أهمية الدعم الجوي للدول الغربية لضرب المقاتلين المتشددين، رد هولاند: "سمعت طلب رئيس الوزراء العراقي. ونعمل مع الحلفاء على عدد من الفرضيات".

وتسلم فرنسا منذ الشهر الماضي أسلحة إلى مقاتلي البشمركة الأكراد الذين يقاتلون مسلحي "الدولة الإسلامية" في شمال العراق.

وأبدت باريس استعدادها لاستخدام مقاتلاتها في العراق "إذ اقتضت الضرورة"، وذلك ضمن إطار الاستراتيجية التي حددها الرئيس الأميركي باراك اوباما الأربعاء لـ"القضاء" على "الدولة الإسلامية".

وتملص هولاند من الرد على سؤال عن احتمال شن غارات جوية فرنسية، بتأكيد "العمل مع حلفائنا، ونحن نعلم خطورة التهديد". كما أبقى الغموض حول الوسائل العسكرية التي يمكن فرنسا تقديمها.

وعن احتمال نشر حاملة الطائرات "شارل ديغول"، اكتفى بالقول: "نتخذ القرارات في الوقت المناسب. ليست هناك حالياً تفاصيل". لكنه أضاف أن "هذا التهديد الشامل يستدعي رداً شاملاً. إن الارهاب يهددنا لأن المقاتلين يصلون من كل الدول ويمكنهم الرجوع وارتكاب أفعال أخرى".

بيد أن تصريح العبادي الذي علق عليه هولاند كان أكثر وضوحاً، إذ قال: "لمواجهة "الدولة الإسلامية، نحتاج الى غطاء جوي من حلفائنا. الرئيس الفرنسي وعدني اليوم بأن بلاده ستشارك في هذا الجهد في ضرب مواقع الإرهاب في العراق. الجانب الأميركي بدأ ضرب مواقع الإرهاب في العراق، نحتاج إلى هذا الغطاء الجوي (الفرنسي)، ولا نريد مقاتلين على الأرض، وهم لا يريدون إرسال مقاتلين إلى الأرض". ورأى أن "الأوضاع في سوريا تسببت بانتشار الإرهاب في المنطقة". واتهم دولاً إقليمية بتمويل التنظيمات المتشددة.

ويذكر أن مؤتمر باريس الاثنين سيبحث في تنسيق "التحرك" في مواجهة "الدولة الإسلامية". وعنه قال هولاند إنه يأتي "في وقت حساس مع المعركة التي تخاض ضد التنظيم المتطرف الذي يمكنه التمدد الى ما يتجاوز العراق وسوريا".

وسئل عن حضور إيران مؤتمر باريس، فأجاب أنه يتمنى "أوسع مشاركة ممكنة"، ولكن "لم تحدد لائحة المشاركين بالضبط، ويعمل وزير الخارجية الفرنسي (لوران فابيوس) ونظيره العراقي (ابرهيم الجعفري) على أن تكون المشاركة اوسع".

في أربيل

وفي طريقه إلى أربيل، ذكَر هولاند بأن بلاده "سلمت 60 طناً من المعدات" في إطار عملياتها الانسانية في العراق، مشيراً الى عملية "تسليم قريباً لمعدات عسكرية للعراقيين في معركتهم مع الإرهاب".

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، رأى الرئيس الفرنسي أن شحنات الأسلحة التي سلمتها فرنسا الى قوات البشمركة ساهمت في تبديل المعطيات الميدانية، مذكراً بأن بلاده هي الدولة الأوروبية الأولى تقدم مساعدات عسكرية للعراق، وهي تستعد لإرسال شحنة رابعة.

وقال: "قررت إيصال الإمكانات الضرورية، وأرى انكم استخدمتموها على النحو الأفضل. هذه الشحنات كانت حاسمة لقلب موازين القوى". وأضاف: "سنواصل مع أوروبا مساعدتنا للاجئين. سنقيم جسراً إنسانياً فعلياً، وسنتعامل كذلك مع الحالات الأكثر إيلاماً لعائلات تربطها علاقات بفرنسا وتريد المجيء لوقت معين للجوء لدى أقربائها".

وأكد البارزاني عزم بلاده على "قتال الإرهابيين واجتثاثهم من جذورهم". وقال إن "الجهود التي بذلتها فرنسا على المستوى الدولي أثمرت تعزيز الائتلاف الدولي"، لافتاً الى أن "التصدي لامثال هؤلاء الإرهابيين يحتاج إلى جهد مشترك". وبدروه قال بانه "بفضل المساعدات العسكرية الميدانية التي وصلت من فرنسا والدول الأخرى، تغيرت المعادلة العسكرية، ومسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" في حال تقهقر، وقوات البشمركة تحرز تقدماً يوماً بعد آخر، ونحن على ثقة تامة من تحقيق السلام والاستقرار بالانتصار على تنظيم داعش.

لجوء المسيحيين

ويذكر أنه في القنصلية الفرنسية العامة في أربيل التي شملتها زيارة هولاند، تتوالى المقابلات مع طالبي اللجوء. ولكن يستحيل معرفة عدد الملفات التي ستعالج ولا على أي أساس.

وتشير تقديرات جمعية مساعدة الأقليات في الشرق الى أن نحو عشرة آلاف مسيحي عراقي قدموا ملفات الى القنصلية في اربيل منذ بدء هجوم "الدولة الاسلامية" في العراق قبل ثلاثة أشهر، ولكن لم يُستقبل سوى 50 منهم في فرنسا.