الراعي يغادر إلى الفاتيكان الخميس: لانتخاب الرئيس "بدءا من الأقوى" ولا أذكي أحدا





الراعي يغادر إلى الفاتيكان الخميس: لانتخاب الرئيس "بدءا من الأقوى" ولا أذكي أحدا

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي الأربعاء النواب إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية فورا "بدءا ممن يعتبرونه الأقوى".

وقال الراعي أمام سفراء الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن "ليس لدي اي مرشح لرئاسة الجمهورية ولا أذكي أحدا أو أقصي أحدا وهذا من منطلق احترامي للديموقراطية وللمجلس النيابي والنواب".

واوضح ان "كل ما يقال من كلام عن اسماء وما يشاع في هذا الموضوع هو غير صحيح".

وأكد أنه "على النواب النزول الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس بدءا ممن يعتبرونه الاقوى".

وكان الراعي يجمع السفراء في اجتماع مع بطاركة الشرق لتحميهم نداء ملحا إلى دولهم بوجه ما يتعرض له المسيحيون في الشرق الأوسط وخصوصا في العراق.

ويشدد الراعي أكثر من مرة على ضرورة انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن، واصفا التلكؤ عن إجراء هذا الإستحقاق بـ"الجريمة الكبرى".

ودخل لبنان في الشغور الرئاسي في 25 أيار الفائت مع انتهاء ولاية الرئيس ميشل سليمان. وفشل النواب في انتخاب رئيس جديد لأحد عشر جلسة متتالية.

على صعيد اخر يغادر الراعي صباح الخميس الى الفاتيكان لاطلاع كبار المسؤولين على نتائج جولته برفقة البطاركة، على المسيحيين النازحين في العراق.

"بطاركة الشرق" يدعون لاصدار فتاوى ضد التكفير: للكف عن دعم الارهابيين

W460

استنكر بطاركة الشرق بعد اجتماعهم في بكركي الاربعاء صمت المجتمع الدولي والعربي حيال ما وصلت اليه اوضاع المسيحيين بسبب التنظيمات الاصولية التكفيرية، داعين في هذا السياق الى اصدار فتوى تحرم التكفير.

و حذر المطران بولس صياح الذي تلا البيان بعد اجتماع البطاركة بحضور سفراء دول الخمس الدائمين، من "المنحى الخطير الذي يهدد المسيحيين جراء الاعتداء الذي يهدد وجودهم ويهجرهم وخاصة في مصر وسوريا والعراق".

وقال أن "المجتمعات العربية تحرم من ثروة علمية واقتصادية ووطنية كبرى"، داعيا في هذا السياق الى "دعم الحضور المسيحي من اجل تعايش الحضارات".

عليه، أعرب صياح باسم البطاركة عن "أشد الالم اثر غياب الموقف من المرجعبات الاسلامية في العالم العربي ، وكذلك الموقف الدولي الفاتر من هذه الاحداث".

وذكر ان "مسيحيي العراق اعتقلتهم "داعش" من بيوتهم وانتهكت حرمة كنائسهم وفخخت منازلهم"، قائلا أن "هؤلاء كان عددهم 120 الفا يتواجد منهم 60 الف نازح في اربيل".

وفي بداية حزيران فرالمسيحيون في الموصل ثاني اكبر مدن العراق من هذه المدينة التي يتواجدون فيها منذ قرون، وذلك بعد أن وقعت في ايدي جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.

ومسيحيو العراق الذين كان عددهم 1.5 مليون نسمة قبل حرب الخليج، لم يعودوا يعدون اليوم سوى 400 الف.

وإذ توجه بالشكر "للذين استقبلوهم في اقليم كردستان وقدموا لهم الدعم المادي والمعنوي"، طالب "المجتمع الدولي بالعمل الدؤوب من اجل ايجاد مساكن تأويهم ولتحرير بيوتهم واعادتهم اليها بكرامة وحماية امنهم وكرامتهم".

عليه، شدد البطاركة على ان "الكارثة تقتضي من المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي بالتعاون مع حكومة العراق وكردستان لتحرير سهل نينوى وتسهيل عودة النازحين في الموصل وتوفير امن هذه البلدات مع ضمانات دولية".

وطالبوا "بوضع حد للتنظيمات الاصولية"، فقالوا في بيانهم "لا يمكن ان تستمر الدول العربية صامتة بوجه داعش التي تسيء لصورة الاسلام"، داعين الى "اصدار فتوى دينية جامعة تحرم الاعتداء على الاخر وتكفيره".

كما دعا البطاركة الذين زاروا أربيل الاسبوع الفائت بحضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، "العالم العربي الى حث وتحريك المجتمع الدولي من اجل استئصال داعش".

ورأى البطاركة ان "ذلك (استئصال داعش) مطلوب من مجلس الامن والامم المتحدة"، وأضافوا أن "الاسرة الدولية مسؤولة عن تنامي التنظيمات الاصولية".

وشددوا ايضا على "وجوب الضغط من قبل الاسرة العربية على ممولي هذه التنظيمات الاصولية ومقدمي الدعم لها".

وتحت عنوان "دعم الحضور المسيحي وحماية العيش المشترك"، لفت البطاركة الى أن المسيحيين "قاموا بدور نهضوي على كافة الصعد ونشروا ثقافة التنوع والانفتاح واحترام الاخر المختلف وعاشوا في اوطانهم في حكمة وفطنة وخضعوا للدساتير واحترموا سلطات بلادهم".

وأكدوا أن "المسيحيين متمسكون بأرضهم وحريتهم وملتزمون بقيم الانجيل التي يعالجون بموجبها علاقتهم مع الاخر أي الاسلام".

وتابعوا: "هم ملتزمون بالشهادة من خلال العمل على تعزيز حرية الدين والراي والمعتقد واحترام الاخر والتنوع وتعزيز الامن".

وبحسب بيان البطاركة إن "الحلول تقتضي بمعالجة الاسباب التي انتجت مآسي الشرق الاوسط "، مشددين على ضرورة "اعادة اللحمة بين مكونات هذه البلدان والكف عن استعمال الارهابيين ودعمهم وتسليحهم".

وتحت عنوان آخر وهو "فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة المدنية"، دعا اليطاركة الى "قيام الدولة المدنية، فلا يعود الدين يستولي على السياسة ولا السلطة السياسية تستغل الدين وتسيره وفقا لمصالحها".

ودعوا الى "نشر فلسفة الدولة الحديثة القائمة على حرية المواطن".

كما انتقل البطاركة في بيانهم الى سوريا، وقالوا ان "النزيف السوري جدير ان يعالج بالحوار والحل السياسي"، داعين الى ان "ينظر المجتمع الدولي بعين الحق الى ما يحصل من ارهاب وتكفير فالسوريون انتظروا طويلا الجهود الدولية التي باءت بالفشل".

وتطرق بطاركة الشرق الذين كانو قد زاروا اربيل الشهر الجاري دعما للمسيحيين، الى ملف مطراني حلب يوسف يازجي ويوحنا ابراهيم المخطوفين من أكثر من سنة، معتبرين أن السكوت عن خطفهم "الدليل على عدم مبالاة المجتمع الدولي".

وفي ختام البيان توقف صياح باسم المجتمعين في بكركي الى الوضع في لبنان، وقال "ادراكا منا لاهمية النظام السياسي للبنان الذي يفصل بين الدين والدولة ويقر حرية الدين والمعتقد فاننا نناشد المسوؤلين الحفاظ على هذا البلد دولة مدنية ليصبح منارة حضارية في هذا الشرق".

ورفضوا "التعصب الطائفي البغيض لان لبنان دولة كل الناس لا دولة امارات مذهبية سياسية".

عليه، دعوا "بالحاح وقوة الكتل السياسية لفصل انتخاب رئيس للجمهورية عن مسار الصراعات الدولية والاقليمية"، مشددين على ضرورة "التفاهم لانتخاب رئيس بأسرع وقت كي يستقيم العمل التشريعي النيابي وعمل المؤسسات".

وقبل اعلان البيان، قال المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة ديريك بلامبلي من بكركي، أن "مجلس الامن يضغط على المجتمع الدولي لانهاء كل الاعتداءات الحاصلة على المدنيين في العراق".