جعجع عن برنامجه الرئاسي: الدولة صاحبة القرار و لا تهاون في مسألة السلاح وسأحارب الارهاب





جعجع عن برنامجه الرئاسي: الدولة صاحبة القرار و لا تهاون في مسألة السلاح وسأحارب الارهاب

أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تمسكه بحصرية السلاح بيد الدولة وعدم تهاونه في الأمر، رافضا في هذا الاطار "مصادرة قرارها في السلم والحرب"، مؤكدا محاربته للارهاب على انواعه، ومعلنا ايضا عن سلسلة اصلاحات سيقوم بها في حال انتخب رئيسا للجمهورية.

وقال جعجع في خطاب ألقاه الاربعاء من معراب اعلن خلاله عن برنامجه الرئاسي: "ليس هناك من دولة في العالم ترضى ان يقاسمها حزب او تيار السلطة والقرار"، مضيفا: "فلا تهاون في مبدا حصرية السلاح بيد الدولة ليكون تحت امرتها".

وأكد ان "قوة الدولة ليست بقوة جيشها وقواها الأمنية فحسب، بل بقوة قرارها الشرعي، والتفاف اللبنانيين حولها"، جازما ان "الدولة اللبنانية هي وحدها المسؤولة عن حماية لبنان واللبنانيين والتصدي للإعتداءات الإسرائيلية على أنواعها".

وعليه، قال جعجع: "لن أقبل في أي حال من الأحوال مصادرة قرار الدولة في هذا المجال لا حربا ولا سلما".

وإذ اكد تمسكه بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بلبنان ولا سيما القرارات 1559 و1680 و1701، حذر جعجع من ان "أي خروج أو تملّص من مُلزِمات الشرعيتين العربية والدولية والمتمثلة خصوصاً بقرارات مجلس الأمن الدولي ، يهدد لبنان بمحاذير خطرة ويجعله عرضة للهزات والإهمال والعواقب".

وأردف: "لا يمكن في هذا الإطار إلا تطبيق القانون الدولي في ما خص ترسيم الحدود مع سوريا وحل قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".

وفي هذ السياق، اعلن أنه سيطلب "من الحكومة السورية الشرعية متى وجدت التوقيع على محضر مشترك تعترف فيه بلبنانية مزارع شبعا لإرساله إلى الأمم المتحدة بهدف تثبيته دولياً وفرض الإنسحاب الإسرائيلي من هذه المنطقة".

وفي الشأن الاقليمي، لفت جعجع امام حشد كبير في معراب الى أن "موقع لبنان الجغرافي يستدعي منه مواقف واضحا".

وفيما أبدى حرصه مجددا على "تأييد الربيع العربي كحركة تحرر عابرة للحدود على الرغم من العثرات الكثيرة التي يعانيها هذا الربيع"، الا انه دان بشدة "الاصولبات على انواعها والتكفير والتطرف"، مؤكدا العمل على "محاربتها نظرا لخطرها وارهابها".

وتطرق الى الوضع في سوريا، معتبرا انها "لا تسلم الا بنظام جديد"، مردفا: "لا يمكن لأي حل إلا أن يلحظ العودة الكاملة للنازحين السوريين إلى بلادهم وهو همّ أولي بالنسبة إلى لبنان لا يمكن المماطلة فيه على رغم التعاطف الكبير مع الإعتبارات الإنسانية".

كما توقف عند ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، معربا عن الدعم الكامل لها "من اجل لبنان بهدف احقاق الحق واظهار الحقيقة"، معتبرا أن "الاوان قد ىن لوضع حد نهائي لظاهرة الاغتيال السياسي والإفلات من العقاب".

وكان جعجع استهل خطابه بالقول ان "رئاسة الجمهورية بدأت تستعيد بريقها ومكانتها بفضل المواقف المشرفة لرئيس الجمهورية الحالي العماد ميشال سليمان".

وأشار الى ان "موقع الرئاسة لا يزال بعد اتفاق الطائف يتمتع بصلاحيات مهمة وقادرا على لعب دور محوري في توجيه بوصلة الحياة السياسية اللبنانية في الاتجاه الوطني الصحيح إذا شغله رئيس يختاره اللبنانيون، من خلال ممثليهم".

وراى جعجع أن "الرئيس السيادي القوي متى وجد، استطاع تطبيق النصوص الدستورية كما يجب وخدمة الأهداف الوطنية وتحقيق المصلحة اللبنانية العليا".

وقال: "الدولة لا تحتمل من يقاسمها السلطة والقرار ويعطل مؤسساتها ويقوض مرجعيتها، والكيان لا يحتمل ما يخل بتوازناته ويضرب ميثاقيته ويهدد عيشه المشترك"، مؤكدا ان "مصادرة قرار الدولة هي حالة متمادية ينبغي معالجتها جذريا".

وأكد ان "المرحلة التي نمر بها لا تحتمل أنصاف الحلول ولا انصاف المواقف ولا انصاف الرؤساء"، مردفا: "شعار الوسطية" تحول الى رمادية مميتة نتجت عنها سياسة عدم الوضوح واللاقرار واللاموقف".

وأذكر ان "استقامة الحياة السياسية الوطنية لا يمكن ان تتحقق الا بناء على الاعتراف الواضح بجملة ثوابت غير خاضعة للنقاش وشكلت جوهر إعلان بعبدا ومذكرة بكركي الوطنية"، موضحا ان من هذه الثوابت: استقلال لبنان، احترام الدستور والإلتزام به والحرص على تطبيقه، حياد لبنان".

كما تطرق جعجع في خطابه الى سلسلة اصلاحات شدد على ضرورة العمل عليها، بدءا بالامن ومكافحة فساد المستشري في مؤسسات الدولة، مرورا بالدين العام والجمارك والمواضيع المتعلقة بالصحة والتربية والسياحة واللامركزية الادارية، وصولا الى النظام القضائي اللبناني الذي توقف جعجع عنده مطولا مدددا على وجوب اخضاعه "لإصلاحات جذرية".

وقال في هذا المجال : "لن أتساهل إطلاقا في مواجهة فساد بعض القضاة وزبائنيتهم". داعيا الى "ضرورة أن يلتزم لبنان التزاما تاما بإلغاء عقوبة الإعدام ومعالجة وضع السجون، وتنقية عمل بعض الأجهزة الأمنية والعسكرية من الشوائب".

وخلص جعجع الى القول: "أتطلّع من خلال انتخابات رئاسية ديموقراطية فعلية بعد طول انتظار ، إلى استعادة الثقة بلبنان وثقة اللبنانيين بأنفسهم وقدرتهم متضامنين جميعاً ومن دون استثناءلأنني أطمح الى وطن ودولة، وأحمل مشروعاً وحلم".

يشار الى جعجع هو اول من اعلن ترشحه الى الانتخابات الرئاسية التي دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة انتخابية لها في 23 نيسان الجاري.

وبعد خطاب جعجع زار وفد من كتلة "القوات اللبنانية" بكركي وسلّم البطريرك الماروني بشارة الراعي البرنامج الرئاسي تحت عنوان "الجمهورية القوية".

وعقب اللقاء، أيدت النائب ستريدا جعجع دعوة البطريرك للنواب الى النزول الى المجلس النيابي وممارسة واجبهم الدستوري.

عليه أكّدت أن "كتلة القوات اللبنانية ستشارك في الجلسة العامة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري ﻻنتخاب رئيس جديد في الثالث والعشرين من الجاري".

كذلك كشفت قناة الـ"LBCI" أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان تسلم من نائبي "القوات" أنطوان زهرا وجوزيف معلوف نسخة عن البرنامج الرئاسي لجعجع.