فرنسا تقودنا في حقل ألغام: هل يحدث غير المُتوقّع؟





فرنسا تقودنا في حقل ألغام: هل يحدث غير المُتوقّع؟

6 ديسمبر ٢٠٢١ -

في الشكل، نجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كسر التشدّد السعودي تجاه لبنان. فما تزوّد به بإستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي إستثمره جيّداً في إنتزاع مكالمة بينه وبين وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وأُرفق الاتصال بوعد سعودي ببذل كلّ الجهود لإعادة فتح المجالات الاقتصادية والتجارية مع لبنان، والعمل على مساعدة الشعب اللبناني، فيما يخص الاحتياجات الطارئة إن كان بالنسبة للطاقة أو الحاجات الإنسانية الأخرى.

ولكن مهلاً، فالإيجابية التي غلّفت الزيارة لا تنعكس في البيان السعودي - الفرنسي المشترك الذي أعقب اللقاء، والذي كان عالي السقف لناحية ضرورة تطبيق القرارات الدولية الخاصة بسلاح حزب الله، ووجوب حصر اي سلاح بمؤسّسات الدولة الشرعية، وألّا يكون لبنان منطلقاً لأيّ أعمال ارهابية تزعزع أمن واستقرار المنطقة، ومصدراً لتجارة المخدرات.

فكيف سيكون ردّ فعل حزب الله؟

ترى مصادر سياسية مُتابعة أنّ المملكة العربية السعودية هدفت من وراء البيان الى إثارة الحزب واللعب بعلاقته مع باريس، وهي علاقة جيّدة ومستمرّة وموضع حوار ومتابعة، لا سيما أنّ الحوار الفرنسي - الإيراني كانت له اليد الطولى في إستيلاد حكومة ميقاتي قبل شهرين من الآن. وتشير المصادر الى أنّ ردّ فعل حزب الله غير واضح بعد، لا سيما أنّه خسر مرّتين:

- الاولى: بإستقالة الوزير جورج قرداحي التي أتت بصيغة الرضوخ للضغط الفرنسي - السعودي.

- الثانية: بالبيان المشترك الذي لا بدّ ان ينظر إليه حزب الله على أنّه انحياز فرنسي كامل لوجهة النظر المُعادية له.

وإنطلاقاً من هنا، لا تستبعد المصادر أن تقود ردّة فعل الحزب الى تشدّد أكبر في الموضوع الحكومي، مع استمرار تعطيل إنعقاد مجلس الوزراء بذريعة عدم التوصّل الى اتفاق في موضوع المحقّق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.

في المقابل، وفي معلومات ديبلوماسية رفيعة لـ "ليبانون فايلز"، أنّ المبادرة الفرنسية لن تتوقف عند حدّ البيان المشترك، وستُكمل فرنسا بجهودها للنجاح في بلورة حلّ للأزمة اللبنانية، لا سيما أن ّماكرون بحاجة الى نصر خارجي يستثمره في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية.

وتذهب المعلومات الديبلوماسية حدّ الحديث عن خطوة نوعية، من قبيل زيارة غير متوقّعة لشخصية عربية كبيرة الى بيروت، من شأنها أن تقلب المعطيات رأساً على عقب.