هل المشاغبون يريدون الفتنة؟





هل المشاغبون يريدون الفتنة؟

لا نعرف بالتحديد، ما الذي يرغبون فيه أو الوصول إليه في لبنان من قبل هؤلاء المشاغبون، الذين يتغنّون بالحرية وهم يخربون المباني والمنشآت ويقطعون الطرق ويهاجمون بلا هوادة المقرات الأمنية، هل ثقافة التخريب هي الحل في الأزمة اللبنانية الحالية؟، هل التخريب هو من ينقذ لبنان الجريح؟، الذي يعاني من أزمات اقتصادية طاحنة وتحاصره تداعيات المنطقة الخطيرة.

لماذا هؤلاء المشاغبون يصرّون على تطبيق ثقافة التخريب والاقتراب نحو إشعال الفتنة في وطن لم يعد يتحمّل المزيد، فوق أزماته الخطيرة التي لا تحتاج سوى مواطن واعي بخطورة ما تعيشه بلده وما تعيشه المنطقة برمتها، أليس هؤلاء المشاغبون يرون ما يحدث في سوريا وليبيا واليمن والعراق، حتى يتخلوا عن حماقتهم التي قد تؤدي بلبنان إلى الهاوية والضياع.

من الطبيعي أن نمنح فرصة للحكومة الجديدة برئاسة السيد حسان دياب الذي نجح رغم الأجواء الصعبة في أن يشكل حكومة تعمل على إنقاذ لبنان قبل السقوط المروع، والمنطقي والبديهي أن نبدأ بالتكاتف مع الحكومة الجديدة من خلال بداية عمل حقيقي نحو الإنجاز، ونتخلى عن الشعارات الجوفاء الكاذبة التي لا تفيد لبنان في شيء بل ترهقه وتدخله في منزلق خطير والشعب اللبناني في غنى عنه، علينا نحن اللبنانيين أن نقوم بمنع المشاغبين والمخربين المرتزقة ومن وراءهم الذين يصرّون بشكل غريب لإشعال الفتن لكي ينهار وطن الأرز ويتجه نحو التقسيم.

ومن العبث أن نهاجم قوات الأمن الذين يسهرون ليلاً ويتركون منازلهم من أجل أمن المتظاهرين، وهناك أكثر من فيديو لضباط الأمن وهم يتعاملون بسلمية مع المتظاهرين، ويتدخلون فقط عندما يظهر المشاغبون والمخربون الذين لا يريدون لوطن الأرز الخير أو السلام أو الآمن و الاستقرار، بل يريدون لبنان مضطرب بشكل دائم لتحقيق أهداف خبيثة يعلمها الجميع.

علينا أن ندرك أن أغلبية الشعب اللبناني مع الحراك السلمي والمطالب المحقة ومكافحة الفساد والفاسدين، ولكن ليس بالعنف والتكسير من قبل المشاغبين والمندسين والمرتزقة، وهذا بالطبع لن يجدي نتيجة أو يؤدي إلى تحقيق الإصلاحات او تلبية المطالب المحقة، بل هو خدمة لأعداء لبنان ولكل الطامعين، وحماية لكل من نهب وسرق أموال الدولة، وبالتالي مؤشراً أكيداً لنشر الفتن بين أبناء الوطن الواحد.، فنحن نثمّن جهود ودور أفراد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الذين يستحقون الزهور والورود وكل الخير بدلاً من الحجارة والعنف والتكسير.

فاليوم ومع انطلاق الحكومة الجديدة المطلوب منا جميعاً توفير الفرصة للحوار والعمل والتضحية من اجل إنقاذ الوطن، لاسيما بعد أن تعهّد رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، باستعادة الأموال المنهوبة وحماية الفقر، مؤكدا في تصريحات له عقب التشكيل الحكومي أنه استند إلى الدستور في عملية تشكيل الحكومة، ووضع معايير محددة لاختيار أعضاء الحكومة من أجل إنقاذ لبنان والوصول به إلى بر الأمان .

ومن هنا نناشد كافة الأحزاب والقادة السياسيين أن يقلعوا عن تصفية الحسابات القديمة (والأهداف الانتخابية والوزارية) والتصاريح السلبية، منعاً لتهييج  الناس والسير بلبنان على سكة العراق وسوريا واليمن، ونحن ما زلنا على ثقة تامة بوعي الشعب اللبناني بتحديات الظروف الراهنة، وأنهم سيقفون بجانب وطنهم بقيادة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للوصول إلى بر الأمان والسلام .

رئيس التحرير