سمو رئيس الوزراء الكويتي يؤكد اهمية ترجمة التوجيهات الأميرية لمحاربة الفساد





سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء

سمو رئيس الوزراء الكويتي يؤكد اهمية ترجمة التوجيهات الأميرية لمحاربة الفساد

02/12/2019

الكويت - اكد سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي ان "الجهاز الحكومي يقع عليه الدور الاكبر لترجمة توجيهات سمو امير البلاد والتعاون في محاربة المفسدين وحماية المال العام".

جاء ذلك خلال لقاء سمو الشيخ صباح الخالد برؤساء تحرير الصحف المحلية بحضور وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري ورئيس مجلس الادارة المدير العام لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك دعيج الابراهيم الصباح ورئيس جمعية الصحفيين الكويتية فاطمة حسين.

في بداية اللقاء دعا سمو رئيس مجلس الوزراء المولى عز وجل ان يعينه على تحمل المسؤولية بما يعود بالنفع على البلاد متقدما بجزيل الشكر وعظيم الامتنان الى سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح الذي عمل معه في حكومات متعددة.

واضاف انه شهد من سمو الشيخ جابر المبارك تفانيه وجهده المخلص خلال توليه رئاسة الحكومات السابقة بالرغم من مواجهة ظروفا صعبة مستدركا ان "الحكومة القادمة ستكون في ظروف اصعب.. والله يعيننا على القادم".

واضاف "قبل تعييني من قبل سمو امير البلاد ان سموه خاطب المواطنين بالتأكيد على ان الكويت دولة مؤسسات ودستور وقانون وان احدا لن يفلت من العقاب مهما كان منصبه او مكانته متى ما ثبتت ادانته".

وذكر انه في يوم اداء القسم كانت هناك توجيهات من سمو امير البلاد لمحاربة الفساد وحماية الاموال العامة وبعد يومين استقبل سموه رؤساء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية حيث اكد حفظه الله ورعاه التمسك بالدستور ووجه بالتعاون عملا بنص المادة رقم 50 من الدستور والتي تحث على فصل السلطات مع تعاونها سعيا لتحقيق مصلحة البلاد والعباد.

واستطرد رئيس مجلس الوزراء قائلا انه انطلاقا من مسؤوليته كرئيس للسلطة التنفيذية التقى رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية بغية ترجمة التوجيهات الاميرية السامية لجهة التعاون بين السلطات الثلاث.

وزاد قائلا "نحن كجهاز حكومي يقع الدور الاكبر علينا في ترجمة توجيهات صاحب السمو والتعاون في محاربة المفسدين وحماية المال العام لذا فإنني لست بمنأى عن العمل الحكومي".

وبين ان دوره عندما كان نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للخارجية "طغى بشكل كبير على دوري كنائب لرئيس مجلس الوزراء في الشأن الداخلي نعم كنت اتابع واحضر بقدر الامكان لكن الكل يعلم بما يمر بالمنطقة من مخاطر والدور المناط بالكويت ودور سيدي حضرة صاحب السمو في كل القضايا المحيطة بنا فكان الجهد الاكبر من وقتي مخصصا لهذا الدور لذا اعترف بأنني كنت مقصرا في الشأن الداخلي للمهام المناطة بدولة الكويت وهذا لا يعفيني بأن اتحمل مسؤولية الشأن الداخلي".

وفي ما يتعلق بالعمل الحكومي قال سمو الشيخ صباح الخالد انه باشر مهامه بلقاء المسؤولين في الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) وجهاز متابعة الاداء الحكومي والهيئات المنوطة بالتنفيذ مؤكدا اهمية تفعيل ادوار الجهات الرقابية مثل ديوان المحاسبة والاجهزة الرقابية التابعة للحكومة والعمل سويا في تسريع ومتابعة جميع القضايا.

وفي شأن مكافحة الفساد اكد سمو رئيس مجلس الوزراء اهمية الشراكة المجتمعية ف"نحن شركاء مع المواطنين والمجتمع المدني ومؤسسات النفع العام" لمحاربة هذه الآفة داعيا اي مواطن لديه معلومات فيها مساس بالمال العام التقدم الى (نزاهة) والادلاء بها مع توفير كل الضمانات للمبلغ لافتا الى ان هذه القضايا تحظى بمتابعة من سمو امير البلاد.

واهاب بالمواطنين بالتعاون والعمل كشركاء في تقديم البلاغات المتعلقة بأي اعتداءات على المال العام وشبهات فساد مؤكدا اهمية المرحلة التي تتطلب التجاوب من قبل المواطنين في هذا الشأن.

وحول التشكيل الحكومي قال سمو الشيخ صباح الخالد ان "عمر هذه الحكومة في احسن الاحوال سنة" اذ ستجرى انتخابات برلمانية جديدة في مثل هذا التوقيت من العام المقبل ومن ثم تكليف رئيس حكومة جديد بتشكيل مدته اربع سنوات موضحا ان "ذلك ليس تهربا من المسؤولية لكن هذه حقائق يجب أن توضع في نصابها الصحيح".

واشار الى انه للمرة الاولى في تاريخ الكويت توجد 4 وزارات مهمة من دون وزير إذ يجب ان يكون هناك وزراء جدد للخارجية والدفاع والداخلية والمالية مضيفا "نحن مقبلون على تشكيل حكومة جديدة ستأخذ بعين الاعتبار هذه الامور".

واستدرك قائلا بأن بعضا ممن وقع عليهم الاختيار الوزاري يرى بأنها مرحلة صعبة باعتبار ان الحكومة عمرها سنة والوزير يحتاج الى فترة من 6 الى 8 اشهر حتى يتعرف على طبيعة الحكومة والبرلمان مؤكدا احترامه لتلك الآراء "لكن لابد من التعامل مع الظروف والعمل بطموح وان كان يوما واحدا" ونأمل في عناصر ذات كفاءة في ادارة المسؤولية على اكمل وجه في التشكيل القادم.

وبعد الانتهاء من التشكيل الحكومي لفت سمو الشيخ صباح الخالد الى ضرورة اعادة هيكلة الجهاز الحكومي "اذ ان التشعب ادى الى ترهل واصبح عائقا لاي عمل واصبح بؤرة صالحة لحدوث خلل في العمل ولا بد من ان تكون هناك اعادة هيكلة للجهاز الحكومي الذي بلغ 400 ألف موظف حتى يكون رشيقا قدر الامكان".

وتحدث سمو رئيس مجلس الوزراء عن التحول الى الحكومة الرقمية لافتا الى ضرورة الاقتداء بالدول المتقدمة في هذا الامر لاسيما ان الاعتماد على التكنولوجيا في العمل الحكومي يقلص مراحل انجاز المعاملة التي يجد فيها من يريد التلاعب او الاخلال بمهامه بيئة ملائمة للفساد.

ولفت الى ان الحكومة الرقمية لا يمكن تطبيقها في يوم وليلة وإنما يحتاج الامر الى بنى تحتية وسياسات توحد العمل في اجهزة الدولة "وهذا كان ضمن برنامج الحكومة السابقة التي وضعت الهيكل الحكومي والحكومة الرقمية وبالتالي يمكننا التضييق على من يريد الاخلال".

ولفت سمو الشيخ صباح الخالد الى اهمية معالجة مواطن الخلل التي تسببت في تعطيل خطة التنمية وتسريع عجلة التقدم وذلك باعتماد خطوات كفيلة بتحقيق الانجاز مؤكدا ضرورة وضع التصورات المطلوبة خلال الفترة المقبلة بغية تحقيق التقدم والتطور في الخدمات.

وبشأن تعامل الحكومة مع ملف الاستجوابات النيابية قال سموه ان العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية "عمل سياسي" ولن يكون على حساب المال العام او على حساب المواطن وهضم حقوقه.

واشار الى اهمية تولي الوزراء مناصبهم بصورة كافية تمكنهم من تحقيق التطوير والانجاز الذي يحتاج الى "إرادة وإدارة" مؤكدا ان "بداية العمل يكون بمحاربة الفساد من الجهاز الحكومي من خلال المراجعة واصلاح الاعوجاج لعلاج الترهل والوصول الى الرشاقة غير ان هذا الامر يحتاج الى وقت".

وفي ما يتعلق بتوقيت اعلان التشكيل الحكومي الجديد قال سمو الشيخ صباح الخالد انه "سيكون في وقته المناسب" مضيفا ان "الادارة والتعامل مع المجلس والترتيبات الفنية هي امور عشناها خلال الفترة السابقة ونرجو الا تتكرر في المرحلة القادمة".

واوضح ان "العمل السياسي والبرلماني يحتاج الى اناس ذوي خبرة لتحمل المهام ولديهم دراية بكيفية ادارة الامور والتعامل معها في ظل وجود قضايا وامور في السياسة والعمل البرلماني لا تتماشى مع المنطق في بعض حالاتها".

واستطرد قائلا انه فور التشكيل الحكومي وبعد اداء القسم امام سمو امير البلاد سيمد يده "للتعاون الى ابعد مدى وليس التهاون" مؤكدا انه "مع كل ما يسمح بذلك التعاون" وانه لن يسمح لحكومة يرأسها وحازت ثقة سمو الامير بأن "يظهر منها اي تهاون يذكر".

وقال سمو الشيخ صباح الخالد انه خلال مسيرته السياسية استفاد كثيرا من العمل مع سمو امير البلاد ورؤساء الحكومات الذين عمل معهم وعايش الصعوبات التي واجهوها مشيرا الى ان الحكومة القادمة ستعمل في ظروف صعبة نظرا الى مدتها الزمنية القصيرة وللوضع الذي نعيشه.

واضاف "لدينا فريق اجد فيهم جاهزية تامة واستعداد تام وتدرجا في المناصب الوزارية ومعرفة بالشأن الحكومي والبرلماني والخارجي ولديهم الامكانية للتصدي للمشاكل" معربا عن امله في ان يتمكن المشاركون في الحكومة القادمة تحمل تلك المسؤولية.

واشار الى اهمية الاستقرار الحكومي لاسيما في ظل معايشة عدم الاستقرار في السنوات الماضية مضيفا "نعترف بالصعوبات التي واجهتنا بسبب ذلك وسنتضامن على ان تكون الحكومة القادمة مستقرة".

وحول اهمية الاعلام اكد سمو رئيس مجلس الوزراء ايمانه التام بدور وزارة الاعلام وتأثيرها منذ القدم والمشاركة الدائمة في المؤتمرات الخارجية والداخلية متعهدا بالقيام بالتواصل المستمر مع وسائل الاعلام.

واضاف ان ملفات التعليم والمقيمين بصورة غير قانونية في البلاد والجهاز الحكومي موضوعات مهمة وستكون من اولويات الحكومة في المرحلة المقبلة مشيرا الى ان "آمالنا كبيرة وطموحاتنا عالية لكن الواقع صعب والبلد فيه الخير الكثير وسنركز على تلك الامور حتى نتغلب عليها".

وحول اعادة هيكلة المؤسسات الحكومية والحكومة الرقمية ومعوقاتها ذكر أن "تلك المشاكل كانت مطروحة في الحكومة السابقة لكن الآن سيتم التسريع في الاجراءات اذ انه دون القيام بإعادة هيكلة البرنامج الحكومي سنواجه صعوبة وبلا تسريع اجراءات الحكومة الرقمية لن نستطيع ان نقلص البيئة السهلة الاختراق".

واشار الى "اننا في بلد من اكثر بلدان العالم تشكيلا للجان واعداد الدراسات والبحوث.. لكن الى اين ننتهي.. هناك دول استفادت من دراسات الكويت وبحوثها فيما وضعت هنا في الادراج" مؤكدا ان "الكويت ستظل ولادة للمبتكرين والخلاقين بالافكار واذا اتيحت لهم الفرص فسنكون بوضع افضل".

وحول الاهتمام بالسياحة داخليا قال سمو رئيس مجلس الوزراء ان الحكومة السابقة قدمت مقترحا في هيئة السياحة والاقتصاد لافتا الى ان "تنشيط الاقتصاد امر مهم جدا ونحن جزء من المنظومة الخليجية".

وذكر انه "قبل الازمة الخليجية لو لاحظتم الارقام الخاصة بالتبادل التجاري والسفر والاستثمار بين دول مجلس التعاون ستفاجؤون بأرقام كبيرة وبعد تلك الازمة توقفت هذه الحالة ولكن نأمل طي هذه الصفحة وتعويض ما فات".

وفيما يتعلق بالازمة الخليجية قال سمو الشيخ صباح الخالد اننا "نتألم لما حصل في البيت الخليجي" موضحا ان "هذا الامر من جل اهتمامات سمو امير البلاد وليس هناك حل سوى عودة الامور الى ما كانت عليه ولا بديل آخر".

واضاف "دائما ما نعول على حكمة قادتنا في هذا الجانب لا سيما سمو امير البلاد ونحمد الله ان بعض الخطوات تحققت ونأمل ان تكتمل وصولا الى طي الصفحة" مشيرا الى وجود "خطوات ايجابية في هذا الجانب.. والمشاركة في كأس الخليج احداها".

وذكر "نحن سعداء بالمشاركة في دورة الخليج العربي لكرة القدم في قطر وهي طرف.. وهذه خطوات تحتاج الى استكمال بنفس الايجابية.. وان شاء الله في وقت قريب سنكمل طي هذه الصفحة".

واوضح ان "هناك محطة مهمة جدا هي القمة الخليجية في الرياض والتي ستعقد في ال10 من ديسمبر وان شاء الله تكون محطة خير على وضعنا الخليجي ونحن نرى ونشهد ونعرف ان هناك 3 احداث ايجابية ستكون في منطقتنا وهي مؤشرات إيجابية".

وافاد بأن الاحداث المشار اليها تتمثل في قمة مجموعة العشرين التي تسلمت السعودية رئاستها من اليابان والتي يصاحبها 100 نشاط اقتصادي في مجالات حيوية ذات اهمية مالية تجارية استثمارية كبيرة لافتا الى مشاركة شباب وشابات من الكويت.

وذكر ان الحدث الثاني هو معرض (اكسبو 2020) في دبي حيث سيتواجد العالم لمدة 6 اشهر لافتا الى ان الاحصائيات السابقة تشير الى اقبال عدد كبير على هذا المعرض وللكويت دور واضح فيه حيث لدينا الكثير من الامور التي من الممكن عرضها امام العالم.

واستطرد قائلا ان الحدث الثالث هو تنظيم كأس العالم عام 2022 في الدوحة اذ يجب استثمار هذا الحدث بالشكل الصحيح وهذه يجب ان تكون رسائل الى المجتمع الخليجي للاستفادة منها فهي فرص لا تعوض لمجتمعات دول مجلس التعاون لذا يجب طي الصحفة للتفرع للتطور.

واضاف سمو رئيس مجلس الوزراء ان العقد الماضي كان مخاضه عسيرا ومازالت ارتداداته في المنطقة واضحة بما يقتضي الاستفادة من كل الفرص ونحن شركاء النجاح فيما يحصل في منطقتنا ولدينا بنى تحتية وامور يعتريها النقص يجب ان نشخصها بالشكل الصحيح ولابد ان نزيل عنها التراكمات والترسبات التي اوصلتها الى مرحلة الانسداد.

واعرب عن سعادته برؤية الشباب الخليجي المبتكر في فكره واعماله وهذا محل تفاؤل كبير وما يحتاجون اليه هو توفير بيئة مناسبة لهم ليبتكروا وينجزوا.