الناتو قلق من تصعيد محتمل بعد الهجوم على أرامكو





لم يكن هذا الهجوم هو الأول على منشآت نفطية سعودية، لكنه الأكبر على الإطلاق

الناتو قلق من تصعيد محتمل بعد الهجوم على أرامكو

أعرب رئيس حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن قلقه إزاء إمكانية تصاعد التوترات في الشرق الأوسط عقب الهجوم على منشآت نفط حيوية تابعة لشركة أرامكو في السعودية السبت الماضي.

وقال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للناتو، إن "إيران تزعزع استقرار المنطقة بالكامل."

ونشرت الإدارة الأمريكية الاثنين صورا بالقمر الصناعي تظهر الأضرار التي لحقت بالمنشآت النفطية السعودية بسبب الهجوم "غير المسبوق" الذي تعرضت له نهاية الأسبوع الماضي، والذي نسبته واشنطن إلى إيران.

ونفت إيران تورطها في تلك الهجمات علاوة على وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الهجوم بأنه رد فعل "من الشعب اليمني".

وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، الموالون لإيران، مسؤوليتهم عن الهجوم.

لكن الولايات المتحدة أثارت شكوكا حول مدى قدرة الحوثيين على تنفيذ هجوم بهذا الحجم وهذه الدقة دون مساعدة.

ويرى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، الذي يحارب الحوثيين، أن الحوثيين تلقوا دعما من إيران.

وقال ستولتنبرغ: "ندعو جميع الأطراف للتوقف عن تكرار مثل هذه الهجمات لأنها قد تخلف آثارا سلبية على المنطقة بأكملها، كما أننا نشعر بقلق كبير من التصعيد."

وقال جوناثان ماركوس، محرر بي بي سي لشؤون الدفاع، إن السعودية وإيران غارقتان في صراع عنيف على النفوذ والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط..

ويغذي الصراع بين الدولتين خلافات دينية وعقائدية بين السعودية، التي تقود الأغلبية السنية في المنطقة بينما إيران تتبنى المذهب الشيعي.

ولا وجود لحرب مباشرة بين الرياض وطهران لكن الدولتين تدعمان قوات موالية لكل منهما في منطقة الشرق الأوسط.

ماذا حدث؟

استهدفت الهجمات موقع محطة بقيق، الأكبر لمعالجة النفط في السعودية، والذي تديره شركة أرامكو المملوكة للدولة، كما استهدفت حقل خريص النفطي.

ويُعدّ حقل خريص هو أقرب الهدفين إلى الحدود اليمنية؛ حيث يبعد عنها مسافة 770 كم.

قالت السعودية إن طائرات مسيرة نفذت الهجمات، التي بدأت في الساعة الواحدة صباح السبت بتوقيت غرينيتش وتصاعدت جراءها أعمدة من الدخان.

وقالت جماعة الحوثي إنها أرسلت عشر طائرات مسيرة صوب المنشآت السعودية، متعهدة بشن المزيد من الهجمات.

ولم تصدر تقارير عن وقوع إصابات، لكن مدى الضرر اللاحق بالمنشآت لم يتبين بشكل كامل.

وألقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو باللائمة على إيران، دون الاستناد إلى أي دليل، فبادرت طهران من فورها إلى اتهام واشنطن بالخداع.

وسخر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف من نظيره الأمريكي بومبيو، قائلا إن الأخير "فشل في ممارسة أقصى مستويات الضغوط فتحول إلى ممارسة أقصى درجات الخداع"، في إشارة إلى "حملة ممارسة الضغوط" التي أطلقتها إدارة ترامب والتي استهدفت إيران بالعقوبات منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران.

وفي تغريدة على تويتر السبت كفّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توجيه اتهام مباشر لإيران، لكنه أومأ إلى أن إجراء عسكريا قد يُتخذ حال التأكد من هوية الجهة المعتدية.

وتحدث مسؤولون أمريكيون، لم يكشفوا عن هويتهم، إلى صحيفة النيويورك تايمز وشبكة أيه بي سي ووكالة رويترز للأنباء.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن الهجمات جاءت من الغرب والشمال الغربي وليس من المنطقة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في اليمن، والواقعة إلى الجنوب الغربي من المنشآت النفطية السعودية.

وعليه، يرى المسؤولون الأمريكيون أن الهجمات انطلقت من شمالي الخليج من إيران أو العراق.