الأخبار : التيار: القوات تعتقل الحريري!





الأخبار : التيار: القوات تعتقل الحريري!

23 تشرين الأول 2018

لبنان - كتبت صحيفة "الأخبار " تقول : لا يُترجم تأكيد المعنيين حرصهم على تأليف الحكومة بأسرع وقت مُمكن بتنازلات من شأنها حلّ العِقد المتراكمة، بعضها فوق بعض. بدا ‏واضحاً في الساعات الماضية حجم التشاؤم الذي ربط تعنّت بعض الأطراف باعتبارات خارجية، والبعض الآخر بحسابات داخلية ضيقة. ‏ذلك لم يمنع من استكمال اللقاءات والاتصالات التي استمرّ فيها الأخذ والردّ، تارة بشأن حقيبة "العدل"، وتارة أخرى لبحث تمثيل سنّة 8 ‏آذار. وفيما يبدو رئيس الحكومة سعد الحريري مأزوماً، وما بيده حيلة في ظل الضغوط القوية التي يتعرض لها، تؤكد مصادره أن الحكومة ‏ستتألف سريعاً. وبينما لم ترشح تفاصيل عن لقائه رئيس القوات سمير جعجع ليل السبت الماضي، أكدت مصادر القوات اللبنانية لـ"الأخبار" ‏‏"حصول تقدّم مهم في المفاوضات، ما يؤسّس لحل ما يعرف بالعقدة المسيحية، ولما يمكن أن تعتبره القوات متلائماً مع ما تريده في شأن ‏تمثيلها في الحكومة".

وأضافت أن "القوات كثفت اجتماعاتها مع الرئيس المكلف خلال يومين، فالتقاه الدكتور سمير جعجع والوزير ملحم الرياشي، ومن ثم أوفد ‏جعجع مدير مكتبه إيلي البراغيد مع الرياشي كرسالة شخصية منه بأن الامور باتت تفترض تسريع الخطوات، وأنه حان الوقت للتقدم ‏بالمفاوضات وحسم الخيارات".

وأشارت المصادر الى أن "القوات لم تكُن متمسّكة بوزارة العدل، بل عُرضت عليها. أما وأن رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، ‏يرفض التخلي عنها والقوات لا تريد أي مشكلة مع الرئيس، فهي قدمت أفكاراً وتداولت مع الحريري في البدائل والأجوبة التي تلقتها ‏مطمئنة، لكن الحريري سيستكمل اتصالاته من أجل الحصول على أجوبة نهائية، والتي يفترض أن تحصل عليها القوات خلال الساعات ‏المقبلة".

في المقابل، اتهمت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحرّ القوات اللبنانية بأنها "المسبّب الأول للعرقلة"، قائلة إن "القوات كل ‏يوم لديها مطلب جديد. ساعة تريد حقيبة سيادية، وساعة أخرى تريد حقيبة شبه سيادية". واعتبرت المصادر، في اتصال مع "الأخبار"، أن ‏‏"معراب مش عارفة الله وين حاطتها". وتوقعت المصادر أن تتعمّد القوات تأجيل "تأليف الحكومة إلى الشهر المقبل، ربطاً بالعقوبات ‏الأميركية على إيران التي سيبدأ تطبيقها في الرابع من تشرين الثاني. وكما اعتقل سعود القحطاني الرئيس الحريري يوم 4 تشرين الثاني ‏‏2017، تسعى القوات إلى اعتقاله إلى ما بعد 4 تشرين الثاني 2018‏".

من جهته نفى رئيس الحكومة أن "يكون تأليف الحكومة قد تعرقل"، مشيراً إلى أن "القصة ليست بحقائب، بل تركيبة الحكومة كيف ‏ستكون" معتبراً أن "السنّة المستقلين ليسوا بحزب كبير ليطالبوا بتمثيلهم في الحكومة، ولكن أن نجمعهم ليصبحوا كتلة موضوع خاضع ‏للحوار". ولفت إلى أن "العقدة السنية من خارج المستقبل ليست بعقدة، وكل واحد يُمكنه أن يطلب، وفي آخر المطاف أنا ورئيس الجمهورية ‏من نشكل الحكومة ونقطة على السطر". في المقابل، أكد عون ضرورة تذليل العقبات التي تحول حتى الآن دون ولادة الحكومة، لا سيما ‏في ضوء المواقف التي صدرت عن الأطراف المعنيين. وشدّد على أن الظروف الراهنة تفرض الإسراع في تأليف الحكومة وتقديم ‏المصلحة الوطنية العليا على ما عداها". وفي هذا الإطار، طمأن وزير الخارجية جبران باسيل إلى أن "وضعنا جيد وسيكون لنا قريباً جداً ‏حكومة وحدة وطنية، مهمتها معالجة الأزمات الاقتصادية، شرط أن نعمل من دون انقسام في ما يخصّ حاجات الناس، فلا طائفة للكهرباء ‏والطرقات والاتصالات".