واشنطن قلقة من تغلغل "القاعدة " في اليمن بسبب الحرب




واشنطن قلقة من تغلغل "القاعدة " في اليمن بسبب الحرب

2015-08-28

واشنطن - قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، أن حكومته قلقة بشأن التقارير التي تشير إلى عودة تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" وهو التنظيم الذي كرست الولايات المتحدة جل طاقاتها في حربها ضد الإرهاب لتدميره عبر سنوات طويلة وهي الحرب التي اعتبرتها نموذجا لنجاح حربها ضد الإرهاب، خصوصا في اليمن.

وقال كيربي في معرض رده على سؤال بهذا الشأن : "بكل تأكيد نحن قلقون من عودة بروز تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى موقع الصدارة والزخم ونحن ننسق مع حلفائنا (السعودية) باستمرار لضمان أن هذا التنظيم الإرهابي لا يتمكن من السيطرة وان يتخذ له موطئ قد يوجه من خلالها ضربات إرهابية ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة".

وأكد كيربي أن الحرب المدمرة والوضع الإنساني المزري في اليمن ستحظيان بأولوية بارزة في القضية التي سيبحثها الرئيس الأميركي باراك أوباما والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لدى زيارة الملك سلمان إلى واشنطن الأسبوع المقبل.

وكان البيت الأبيض أعلن الخميس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في واشنطن يوم الجمعة القادم الموافق الرابع من أيلول المقبل.

وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، أن الجانبين سيناقشان الوضع في اليمن وسوريا وخطوات التصدي لأنشطة إيران في المنطقة، وذلك في إطار زيارة يقوم بها العاهل السعودي إلى الولايات المتحدة وتستغرق 3 أيام.

يشار إلى أن هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها الملك سلمان إلى واشنطن منذ توليه العرش في كانون الثاني من هذا العام، تلبية للدعوة التي تلقاها من أوباما.

وأقر مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الحرب المدعومة من الولايات المتحدة في اليمن تعزز تنظيم القاعدة هناك، ما يشكل تهديداً خطيراً على الأمن الأميركي حسب موقع (ديلي بيست).

ويقول التقييم الداخلي للبنتاغون حسب ذات الموقع أنه على الرغم من مرور أشهر على التدخل السعودي في اليمن، "يقترب المقاتلون المنتمون لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي طالما وُصف بأنه الذراع الأخطر للتنظيم الإرهابي، من الاستيلاء على مدينة عدن الجنوبية".

ويقول التقرير أن الاستيلاء على المدن والقرى اليمنية يعتبر أهم المكاسب التي أحرزها القاعدة منذ بدء التدخل السعودي في اذار (مارس) الماضي؛ بالنظر إلى أنه يزود التنظيم بمساحات كافية لتدريب قواته والتخطيط وتنفيذ هجمات تضر بالمصالح الأميركية.

وكان تنظيم القاعدة دعا في وقت سابق من هذا الشهر أنصاره إلى استهداف الولايات المتحدة عبر ما يسمى بـ (هجمات الذئب المنفرد).

ويقول آرون زيلين، وهو زميل في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، إن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية أصبح أكثر قوة وأمنا من ذي قبل، حيث بات من الصعب مهاجمة مقاتليه الذين يندسون في صفوف السكان المدنيين بواسطة الطائرات الأميركية بدون طيار، في حين يبدو أن التنظيم يستغل الصراع في اليمن لترسيخ قبضته على البلاد.

من جهته، اوضح دافيد غارتنستاين روس، وهو زميل أقدم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن مسلحي القاعدة يتسللون بين صفوف العديد من الفصائل على الأرض، ما يجعل استهدافهم أكثر أصعوبة عبر وسائل مثل برنامج الطائرات بدون طيار.

ويشير التقرير إلى أن المملكة العربية السعودية لم تفشل فحسب في وقف توسع القاعدة، ولكن البعض يخشى أن المملكة تتعاون مع التنظيم المتطرف في محاربة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين تعتبرهم الرياض تهديداً أكثر خطورة من القاعدة.

وينقل التقرير عن مسؤول أميركي في مجال مكافحة الإرهاب قوله إنه "من الواضح الآن أن القاعدة في الجزيرة العربية هو أحد أكبر المستفيدين من الفوضى التي أطلقها استيلاء الحوثيين على السلطة"، مشيرا الى ان التحالف الذي تقوده السعودية نجح في دحر الحوثيين ولكنه ليس قادراً على محاربة القاعدة في نفس الوقت.

ورغم مكاسب تنظيم القاعدة، أحجم المسؤولون الأميركيون حتى الآن عن انتقاد التدخل السعودي في اليمن علنا لأن المملكة العربية السعودية تعد أحد أهم الحلفاء للولايات المتحدة في الشرط الأوسط، ويلعب إنتاجها من النفط دوراً محوريا في تحديد أسعار السوق العالمية.

وعلاوة على ذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى مساعدة السعودية لتمرير الاتفاق النووي مع إيران.



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط