نتانياهو يعلن الإستعداد لمعركة "طويلة" في غزة بعد مقتل 5 من جنوده وارتفاع عدد قتلى القطاع إلى 1060




نتانياهو يعلن الإستعداد لمعركة "طويلة" في غزة بعد مقتل 5 من جنوده وارتفاع عدد قتلى القطاع إلى 1060  

لم يعرف قطاع غزة الهدوء حتى في اول ايام عيد الفطر وعلى الرغم من الحديث عن هدنة غير معلنة بين اسرائيل وحركة حماس شن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات جوية واستهدفت عصرا مجمع الشفاء الطبي، اكبر مستشفيات القطاع، في حين ارتفع عدد القتلى إلى قرابة 1060.

تزامنا قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين ان الجهود الدولية التي تبذل في محاولة للتوصل الى تهدئة بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة ينبغي ان تؤدي الى نزع سلاح حركة حماس.

وفور وصوله من مهمة فاشلة في الشرق الاوسط لفرض وقف لاطلاق النار على المتحاربين، اعتبر كيري امام الصحافيين في واشنطن ان "اي عملية لحل الازمة في غزة بطريقة دائمة ومهمة، ينبغي ان تؤدي الى نزع سلاح حماس وكل المجموعات الارهابية".

وتبعه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين الذي أعلن ان على اسرائيل ان تكون مستعدة لحملة عسكرية "طويلة" على قطاع غزة.

واضاف في كلمة على الهواء مباشرة عقب مقتل اربعة اشخاص جنوب اسرائيل بقذيفة هاون اطلقها مقاتلون من غزة، "يجب ان نكون مستعدين لحملة طويلة (في غزة)". مضيفا ان "المواطنين الاسرائيليين لا يمكنهم ان يعيشوا تحت تهديد الصواريخ وانفاق الموت - اي الموت من فوق ومن تحت .. لن ننهي العملية دون تدمير الانفاق التي هدفها الوحيد قتل مواطنينا".

وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية الاثنين غارة واحدة على الاقل على مبنى داخل مجمع الشفاء الطبي وهو اكبر مستشفى في مدينة غزة وفقا لمصادر طبية وشهود عيان.

وقال مصدر طبي ان "طائرات الاحتلال اطلقت صاروخا على الاقل على مبنى العيادات الخارجية في مستشفى الشفاء ما اسفر عن وقوع العديد من الضحايا".

كذلك قتل عشرة فلسطينيين على الاقل بينهم ثمانية اطفال في غارة اسرائيلية الاثنين على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وفقا لمصادر طبية وشهود عيان.

واكد اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة "وصول عشرة شهداء، 8 منهم اطفال (قتلوا) في قصف جوي استهدف منتزه في مخيم الشاطئ"، مشيرا الى جرح نحو 45 اخرين على الاقل في هذه الغارة.

وقال شهود عيان ان "طائرات ال +اف 16+ الاسرائيلية اطلقت عدة صواريخ على شارع في مخيم الشاطئ كان فيه ارجوحتين يلعب عليها اطفال في العيد ما ادى الى استشهاد واصابة عدد كبير منهم".

لكن الجيش الاسرائيلي نفى بشكل قاطع اطلاق صواريخ على مستشفى ومخيم للاجئين في مدينة غزة متهما مسلحي حماس باطلاق صواريهم عليها عن طريق الخطأ.

وصرح الميجور اري شاليكار لوكالة فرانس برس "لم نطلق صواريخ على مستشفى او على مخيم الشاطئ للاجئين"، في اشارة الى القصف الذي اودى بحياة 10 اشخاص ثمانية منهم اطفال.

وقال "نعلم ان حماس تطلق (صواريخ) من (تلك) المنطقتين وان تلك الصواريخ سقطت على هذين المكانين، مشيرا الى انه خلال الاسابيع الثلاثة الماضية سقط داخل قطاع غزة نحو 200 صاروخ اطلقها الفلسطينيون.

وفي رد على القصف اعلن الجيش الاسرائيلي الاثنين ان خمسة من جنوده قتلوا في القطاع والمناطق المحيطة به.

ومن بين القتلى اربعة جنود قتلوا في سقوط قذيفة هاون اطلقت من قطاع غزة على جنوب اسرائيل، بعد ان كانت وسائل الاعلام الاسرائيلية قالت انهم مدنيون.

واعلنت كتائب عز الدين القسام مسؤوليتها عن القصف.وقالت الكتائب في بيان صحافي ان "العدو الصهيوني يعترف بمقتل اربعة من جنوده واصابة عشرة اخرين في القصف القسامي للحشودات بمجمع اشكول". وكانت الكتائب قالت في وقت سابق انها قصفت الساعة 17,50 بالتوقيت المحلي "الحشودات شرق بيت حانون بخمسة قذائف هاون 120".

بعدها صرح مصدر امني لوكالة فرانس برس ان خمسة مقاتلين من قطاع غزة قتلوا في اشتباك مسلح مع القوات الاسرائيلية في جنوب اسرائيل الاثنين.

وقال المصدر ان الاشتباك وقع على مشارف التعاونية الزراعية (كيبوتس) نحال عوز القريبة من كيبوتس بيري حيث قتل اربعة مدنيين بقذيفة اطلقت من غزة على جنوب اسرائيل.

لكن القسام شرحت في بيان صحافي انها نفذت عملية "خلف خطوط العدو" وقتلت اكثر من عشرة جنود اسرائيليين، نافية مقتل اي من عناصرها.

وقال البيان ان الكتائب نفذت "عملية بطولية خلف خطوط العدو شرق الشجاعية وتؤكد مقتل اكثر من 10 جنود وعودة جميع مجاهديها الى قواعدهم بسلام".

ومساء قتل عشرة فلسطينيين على الاقل، بينهم ثلاثة اطفال، في قصف اسرائيلي على عدة اهداف.

واعلن اشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة "وصول ثلاثة شهداء ونحو 20 جريحا في استهداف في القرارة شرق خان يونس .. واستشهاد المواطن يحيى محمد عبد الله العقاد (49 عاما) واصابة 3 اخرين بجراح مختلفة في قصف صهيوني في منطقة الفخاري (في خان يونس) .. واستشهاد المواطن ايمن عدنان شكر (25 عاما) واصابة 5 اخرين في قصف في المحافظة الوسطى".

وقبل ذلك بوقت قصير اعلن القدرة ايضا مقتل خمسة فلسطينيين اخرين بينهم ثلاثة اطفال في قصف مدفعي اسرائيلي على منطقة جباليا شمال قطاع غزة.

وفي وقت سابق منتصف اليوم قتل فلسطينيان بينهم طفل في الرابعة من عمره في قصف مدفعي اسرائيلي استهدف جباليا شمال القطاع، لترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين الى 1038 خلال ثلاثة اسابيع، وفق مصادر محلية.

واعلنت مصادر طبية ايضا وفاة اربعة فلسطينيين متأثرين بجروح اصيبوا بها في عمليات قصف سابقة.

واحصت المصادر الطبية اكثر من 6200 جريح فلسطيني منذ بدء الهجوم الجوي الاسرائيلي في الثامن من تموز الذي وسع الى عملية برية.

من جهته، نشر مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ارقاما تتحدث عن سقوط 999 قتيلا، بينهم 760 مدنيا منهم 226 طفلا. كما تحدث عن جرح 6233 فلسطينيا بينهم 1949 طفلا.

ومنذ منتصف ليل الاحد الاثنين اصاب صاروخ واحد اسرائيل في مدينة عسقلان الساحلية بدون ان يسبب جرحى او اضرار. واعلن الجيش الاسرائيلي انه رد عبر استهداف منصتي صواريخ وورشة تصنيع اسلحة. كذلك سجل تبادل اطلاق نار متقطع في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر.

وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ذكرت في بيان ان اشتباكات مسلحة تدور منذ صباح الاثنين بينها وبين الجيش الاسرائيلي.

كذلك ذكر شهود عيان ان الجيش الاسرائيلي شن ظهرا غارات جوية على مناطق واراض زراعية في غزة وبيت لاهيا وجباليا (شمال) والنصيرات (وسط) اضافة الى قصف مدفعي مكثف على بيت حانون وبيت لاهيا (شمال) والبريج (وسط).

وكانت شوارع غزة خالية نسبيا الاثنين، فلم يكن هناك اي تجمعات او لقاءات عائلية للاحتفال بعيد الفطر، بل مجرد زيارات الى المقابر او المستشفيات.

وبالنسبة لعبير شمالي، الجالسة بالقرب من قبر بانها (16 عاما) تمسح يدها على التراب، فانه "عيد الدم".

ومن جهته قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس ان "الاحتلال ما زال يرفض اي تهدئة انسانية مرتبطة بالعيد". واضاف ان "الاحتلال سيتحمل المسؤولية عن هذا التصعيد والتنكر لعبادة المسلمين".

وامام الحصيلة الفادحة من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المكتظ بـ1,8 مليون نسمة يعيشون في ظروف من البؤس، ضاعف المجتمع الدولي الضغوط على اسرائيل من اجل وقف حمام الدم.

سياسيا اعرب الرئيسان الفرنسي والاميركي والمستشارة الالمانية ورئيسا الوزراء البريطاني والايطالي الاثنين في محادثة هاتفية عن رغبتهم في "زيادة الضغط" للتوصل الى وقف لاطلاق نار في غزة، بحسب بيان صدر في باريس.

واتفق اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ورئيس وزراء ايطاليا ماتيو رنزي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على "انه يتعين زيادة الضغط للتوصل" الى اتفاق لوقف اطلاق النار.

واضاف البيان ان "القادة اتفقوا على مضاعفة الجهود للتوصل الى وقف لاطلاق النار. وان تدهور الوضع ليس سوى لعبة المتطرفين".

وكان قد طالب أوبام شخصيا بوقف اطلاق النار في حرب تقول اسرائيل انها تهدف الى وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية من القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.

واعرب اوباما في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن "الضرورة الاستراتيجية لاقرار وقف اطلاق نار انساني فوري وبلا شروط يضع حدا في الحال للمواجهات ويؤدي الى وقف دائم للمعارك".

وفي نيويورك اصدرت الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي خلال اجتماع طارئ في نيويورك بيانا رئاسيا اعربت فيه عن "دعمها الشديد لوقف اطلاق نار انساني فوري وغير مشروط".

واعرب ممثل فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور اثر الجلسة عن اسفه لعدم دعوة المجلس الى رفع الحصار المفروض على القطاع منذ 2006.

من جهته اسف السفير الاسرائيلي رون بروسور لكون البيان الاممي لم يتطرق الى "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها" و"لا ياتي على ذكر حماس".

اما الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كان الاحد في السعودية، فسيتوجه "قريبا جدا" الى القاهرة على راس وفد يضم ممثلين عن حركة فتح وحركتي حماس والجهاد الاسلامي للبحث في "وقف العدوان الاسرائيلي" مع القيادة المصرية، وفق ما صرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى.



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط