عبد الله بن زايد في مقال لـ «CNN»: البابا والإمارات يتصديان للكراهية

لقاء ناجح وتاريخي بين محمد بن زايد وبابا الفاتيكان



نقل إليه تحيات خليفة لدوره في العمل من أجل السلام والمحبة

محمد بن زايد وبابا الفاتيكان يدعوان لتعزيز قيم التعايش

16/09/2016

بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، تعزيز العلاقات الثنائية، وسبل تطويرها، بما يخدم القضايا الإنسانية، ويعزز قيم السلام والتعايش بين مختلف شعوب ومناطق العالم.

جاء ذلك خلال استقبال قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث رحب قداسة البابا بزيارة سموه لمدينة الفاتيكان، معرباً عن سعادته بهذه الزيارة وبأهميتها في بحث التعاون المشترك، وتبادل الرأي في القضايا التي تهم الجانبين.

وقدم بابا الفاتيكان التهاني إلى سموه والوفد المرافق له، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وحمّله تحياته وتهانيه إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولشعب الإمارات بهذه المناسبة الكريمة.

وأكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على تعزيز العلاقات مع دولة الفاتيكان والتشاور معها، انطلاقاً من إيمانها بأن العالم في حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى مد جسور الحوار والتعاون، بين مختلف الثقافات والأديان للتصدي لمثيري الفتن الدينية، والطائفية، والعنصرية، والسيطرة على نزعات التعصب الديني التي تهدد أمن العالم واستقراره.

وثمّن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، المبادرات الإنسانية والثقافية لدولة الفاتيكان، خاصة المتعلقة بحوار الحضارات، والعمل على إيجاد مساحات مشتركة من التفاهم فيما بينها.

من جانبه، أشاد قداسة البابا فرنسيس بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة، لنشر التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب، ومبادراتها الإنسانية والخيرية تجاه الشعوب والدول الفقيرة، خاصة في مجالي التعليم والصحة، ومساهماتها في تعزيز التنمية المستدامة من خلال إيجاد الحلول الدائمة لمصادر الطاقة، ودعم المجتمعات المحتاجة.

وأكد ثقته بأن لقاءه بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سيعزز الخطوات المشتركة لمصلحة الإنسانية، وإعلاء قيم ومبادئ الأديان في العيش المشترك والتسامح والسلام، وتمكين البشرية من البناء والتنمية.

من جهة أخرى، التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الكاردينال بيتر بارولوني، أمين سر الفاتيكان، رئيس الحكومة، خلال زيارة سموه الرسمية إلى دولة الفاتيكان، وبحث سموه خلال اللقاء الذي جرى في مقر البابوية، تعزيز آفاق التعاون والعلاقات الثنائية بين الإمارات والفاتيكان، خاصة القضايا التنموية والاجتماعية والإنسانية التي تلقى اهتماماً من كلا البلدين.

وزار سموه على هامش زيارته لدولة الفاتيكان، مكتبة ومجمع متاحف الفاتيكان اللذين يضمان مجموعة المخطوطات والقطع والمقتنيات التاريخية، واللوحات والتحف الفنية الخاصة بالفاتيكان، وتجول سموه والوفد المرافق في أجنحة متاحف الفاتيكان، واطلع على الزخارف والنقوش الفنية التي رسمها عدد من كبار الرسامين والفنانين في عصر النهضة، والمستوحاة من القصص التاريخية القديمة، حيث زينت جدران وأسقف المتاحف بمجموعة واسعة من الأعمال الفنية النادرة.

Image result for ‫هزاع بن زايد آل نهيان‬‎

محبة الإنسان ونبذ الفرقة

هذا واعتبر سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أن محبة الإنسان ونبذ الفرقة القاسم المشترك بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقداسة البابا فرنسيس.

ووصف ولي عهد أبوظبي وقداسة بابا الفاتيكان بأنهما رمزان إنسانيان يشتركان في محبة الإنسان.

ونشر سموه على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر صورة تجمع بين ولي عهد أبوظبي والبابا خلال لقائهما في الفاتيكان واصفا أجواء اللقاء بالتاريخية. ودوّن سموه: لحظة تاريخية تجمع بين محمد بن زايد وبابا الفاتيكان.. رمزان إنسانيان يشتركان في محبة الإنسان ونبذ أسباب الفرقة والخلاف.

Image result for ‫عبد الله بن زايد في مقال لـ «CNN»: البابا والإمارات يتصديان للكراهية ‬‎

دولتنا نعيش جنباً إلى جنب ضمن ثقافة الوحدة والتسامح الديني

عبد الله بن زايد في مقال لـ «CNN»: البابا والإمارات يتصديان للكراهية

16/09/2016

 كتب سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، مقالاً على شبكة «سي إن إن»، بمناسبة زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للفاتيكان، فهي الزيارة الأولى للفاتيكان من حيث أهمية الشخصية السياسية على مستوى دول الخليج، وتشير إلى الأهمية المتعاظمة للحوار البنّاء بين الناس من مختلف الديانات، وفي ما يأتي نص المقال:

إن من المهم جداً الاستفادة من أي فرص تظهر اتحاد العالم ضد جميع أشكال التعصب. وقد تواصل قداسة البابا فرانسيس مع زعماء الأديان وعلمائهم من مختلف الأديان لنبذ العنف والتطرف أينما كان، ووقتما يحدث. إن دولة الإمارات فخورة بأن تقف إلى جانب البابا في هذا الشأن، ونحن نؤمن بأن أيديولوجية المتطرفين والأعمال التي يقومون بها لا تمثل مبادئ وأخلاقيات الإسلام، وها نحن نقولها بكل صراحة ووضوح. وفوق كل ذلك هي معركة للقلوب والعقول.

وفـي سبيل تمجيـد أعمال القتـل والدمار باستخدامهم للوسائل الرقمية الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن مجموعات مثل «داعش» تستمر في إغراء الشبـاب من جميـع أنحاء العالم للانضمام لها. ويجب علينا استخدام كل الوسائل المتاحة أمامنا للتغلب على الأيديولوجية الفكرية خاصتهم، والمتمثـلة في الكراهية. وفي هذا المسعى فإن الإمارات تتشارك دومـاً مع من يؤمن بالقيم التي نؤمن بها نفسها.

ولذلك قامت الإمارات بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء مركز «صواب» في أبوظبي، وهي المنظمة التي تعنى خصيصاً بمجابهة العنف والتطرف على المنصات الإلكترونية، وعبر إطلاق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد حقق المركز نجاحات كبيرة في استهداف الشباب، مع التأكد من إيصالهم رسالة مضمونها حتمية مواجهة «داعش» وأفكاره المتطرفة، علاوة على التصدي إلى نواياه وطبيعة أعماله الإجرامية. وكشفت آخر الحملات الإعلامية للمركز على وسائل التواصل الاجتماعي الأساليب الملتوية والتلاعب النفسي الذي يتبناه «داعش»، وفضح ادعاءاته المتعلقة بقداسة حملته الإرهابية.

وفي حين أن الحرب ذات الإطار الأكبر تتضمن التصدي للمتطرفين على الصعيد الرقمي والإلكتروني، فإن هنالك وسائل أخرى يجب أن نستخدمها لاستهداف الفئات الأكثر عرضة للخطر. وتعود خبرتنا في هذا الشأن إلى العام 2011، عندما استضفنا في دولة الإمارات العربية المتحدة أول مركز دولي لمكافحة التطرف، والمعروف باسم «هداية»، بدعم كبير من الدول الـ 30 الأعضاء الذين يشكلون المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب «gctf».

ويعتبر «هداية» مركزاً متخصصاً في البحث عن جذور الإرهاب، وصياغة برامج مجتمعية فعالة تركز على مجموعة من الشباب وذوي الدخل المحدود. وكمثال على ذلك، عمل المركز مؤخراً مع معلمين من نيجيريا لتأسيس مناهج تعزز من قدرة الشباب على التفكير بشكل نقدي والابتعاد بذلك عن حركة «بوكو حرام».

إضافة إلى ذلك، فإن تعزيز الخطاب الديني المستنير هو أمر ذو أهمية كبيرة أيضاً، إذا أردنا أن نعري هؤلاء المتطرفين من لباس لا شرعية التي يدعونها، وهم من يحاولون اختطاف الدين عبر أيديولوجيتهم العرجاء.

وتحقيقاً لهذه الغاية قام مجلس حكماء المسلمين، وهي هيئة دولية مقرها أبوظبي، بالتركيز في أحاديثها على المبادئ الحقيقية للإسلام، والعمل على تعزيز التفاهم بين الأديان، ويضم مجلس حكماء المسلمين بعض رموز الفكر في العالم الإسلامي، ويرأسه فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وهي المؤسسة الدينية التي تعتبر الأكثر عراقة واحتراماً في العالم الإسلامي، والشيخ عبد الله بن بيه رئيس «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، وهو منتدى عقد في أبوظبي لتعزيز الحوار بين الأديان.

وقد أعرب قداسة البابا عن أمله في شرق أوسط أكثر استقراراً يحترم حقوق الأديان كافة، بالدرجة نفسها من المساواة وهي الرؤية التي ندعمها قولاً وفعلاً.

وتمتد معارضة دولة الإمارات العربية المتحدة للجماعات المتطرفة التي تزيد من فضاء انعدام التسامح، أكثر من عقدين من الزمن عندما شاركت في التحالف الدولي لمحاربة حركة طالبان، ثم القاعدة، و»داعش» في أفغانستان والصومال واليمن وسوريا والعراق.

إن إيماننا بمستقبل يتسم بتعزيز تقدم البشرية يتمثل في نهجنا القائم على تطوير التعاون الدولي، لكن أبرز معالمه تتجلى في مجتمعنا الذي نعيش فيه في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي منطقة مملوءة بالنزاعات الطائفية والعرقية لا تزال الإمارات ملاذاً آمناً لمزيج من الجنسيات غير المتجانسة والعرقيات المتنوعة التي تعيش جنباً إلى جنب ضمن ثقافة الوحدة والتسامح الديني والاحتواء وتوفير الفرص الاقتصادية.

ولا شك في أن قداسة البابا أصاب عين الحقيقة عندما قال إن التمييز السياسي والاقتصادي يوفر مرتعاً خصباً لنمو التطرف. وأكد قداسته الحاجة لنهج شامل لمعالجة جذور المشكلة، سواء الأيديولوجية، أو الاقتصادية منها. وببناء الجسور مع الإسلام يرسي قداسته نموذجاً صارخاً تدرك الإمارات كنهه بكل امتنان وتتلهف لمجاراته.

وتواجه منطقتنا تحدياً حاسماً في وقاية آفاق التنوع والتعايش المشترك من القوى التي تهددها.

وتبقى حاجة منطقة الشرق الأوسط الملحّة إلى السلام والاستقرار هدفنا الأسمى الذي نسعى لتحقيقه بالاشتراك مع حلفائنا وأصدقائنا، ألا وهو استعادة أفق الأمل للمنطقة، وتحقيق التقدم والازدهار للجميع.



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط